الجزء 41

38.1K 662 164
                                    

-
~غرفة بسام
رفع نظره من على يدّه اللي على بطنها لملامحها ووسط عينها بالتحديد ؛ كيفك الحين ؟
ابتسمت لثواني واعتدلت بجلستها ؛ أحسن الحمدلله
هز راسه بـ إيه ورفع حاجبه بعدها ؛ يعني مستعده للتحقيق ؟
هزت راسها بالنفي وتراجعت للخلف ؛ لا لا آه بطني رجع يعورني
ضحك بذهول ومسح على ملامحه بعدها ؛ ياكذبك
رفعت نفسها عن السرير لحضنه وتمتمت بهمس ؛ بالغلط كذبت
ضحك بذهول وحاوط ظهرها بعدها ؛ كيف كذبتِ بالغلط ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفه ؛ أكيد ولدك هو السبب
رفع حواجبه بذهول ، تذهله بأعذارها الغير مُبرره بكل مره ؛ الله يعين
عقدت حواجبها بغيض وابعدت عنه ؛ الله يعين علي ؟ بســام ؟
هز راسه بالنفي وسحبها لحضنه ، تسند راسها على كتفه الأيمن ويدّه اليمين على ظهرها والثانيه يمررها على بطنها ؛ لا مِن قال كِذا ؟ انا بس أدعي
ميلت شفايفها لثواني ورفعت يدّها تلعب بأزرار ثوبه ، عض شفته لثواني لأنها تاكل قلبّه بهالطريقة ، رفع يدّه من على بطنها لذقنها يرفع ملامحها له ويحني نفسه بعدها يقبّل ثِغرُها ..
-
~ بالحديقة الخارجيه
وسط ظلام الليّل كانوا واقفين مُقابل بعض ، جبينه على جبينها ، والصمت بينهم ، خمس دقايق كانت مثل ثانيتين بالنسبه لهم ، كان المكان يعج بالهدوء للحد اللي استشعروا فيه صوت قطرات المطر ، قطرات الندى اللي وترت جوهم ، زادت برودة الجو لكنها كانت تبتسم وسط هذا كله ، ابتسمت وتبعتها بضحكة بعدها ، وسط ضحكها ووسط فرحتها بقطرات المطر كانت عيونه بوسط عيونها ،
عيونها اللي تتجمع فيها دموع الفرح ، مشاعره ناحيتها تتعبّه وجدًا ، يغار من كل شيء ، كل شيء ينتمي لها يغار منه ، ومايبالغ لو يقول بأنه بهاللحظه يغار من فروته اللي تعانق جسدها
عضت شفتها لثواني لأنه كان يتأملها بصمت وماكان حاسس بالبرد أبد ، كان ثوبه مُبتل من المطر اللي بدأ يزيد فجأه ، وشعره تبعثر بالمثل ، ورفعت اطراف الفروه على اكتافه يصير أقرب لها وتصير هي اقرب له حاوط خِصرها ودفن راسه بعدها بعنقها بينما هي ثبتت يدها على يدينه وظلت تبتسم فقط تبتسم
-
~المشفى
هزت راسها بالنفي وتجمعت دموعها بمحاجرها غصبّ عنها تجمعت تشوش عليها الرؤيه وهي للأن ماستوعبت كلام غيث ولا استوعبت الوضع اللي هي وصلت له ، ماتستوعب كل هذا وخوفها كله على الشخص الواقف قدامها تخاف تبعد عنه بالرغم من أنها هي اللي بتبعد لكنها تخاف تبعد منه تخاف تتركه تخاف يعيش حياته طبيعي بعدها وبلحظه وحده فض كل افكارها صوت الباب اللي خرج منه بندر ، كان واقف قدام الباب وسط كلام غيث عن حالتها ولما لمح حال ملأ خرج بكل غضبه خرج يدور وسط الاسياب وسط المكاتب ووسط زحام الناس وسط المرضى والمُمرضين ، يدور عليه وكل عرق فيه بارز من غضبه بهاللحظه يحس الدم يغلي بعروقه ولا يهدى غضبه ابد
-
~ مُقابل مكتب أمل
كانت واقفه هي واقفه تستقبل " لتين " اللي متوجهه ناحيتها الان ، ويعبي ثِغرها أبتسامه ، تبتسم بمجرد ماتشوفها وأول ماصارت قدامها تمتمت بهدوء وهي تخرج يدينها من جيوب معطفها ؛ هلا باللي عجزت اللقى عذاريبه
ابتسمت لتين غصب ترتمي بحضنها ؛ يالله من هاللسان المعسول
ضحكت أمل تبعد عن حضنها وتنطق بهدوء ؛ كيف ؟ أعجبك ؟ ينفع اكون رومانسيه ؟
هزت راسها بالنفي وكانت بتنطق لولا الصراخ اللي سمعته الصراخ يلي وتر قلبها وزاد نبضها ، مثل ماوتّر أمل ، صراخ ينادي " أمل اللحقي ابوك " ماقدرت تستوعب أبد ماقدرت تستوعب لحد ماتثبتت كفوف هالممرضه اللي تلهث قدامها على أكتافها واللي كانت تحاول تجمع أنفاسها ونطقت ؛ أمل ، أبوك أمــ ـل
هي هنا استوعبت استوعبت وركضت بعدها للأتجاه يلي كانت جايه منه هالممرضه ركضت وقلبها ينبض بشدّه وقفت خطواتها وسط السيب من المنظر قدامها المنظر اللي رجف داخلها كله المنظر اللي زاد ربكتها ، أبوها مستند على الجدار وقدامه شخص يضيق الخِناق على عنقه ، هزت راسها بالنفي وأسرعت بخطواتها له ، مذهوله مصدومه من كل ذا ماتستوعب أسبابه كيف يعتدي على كبير سن؟ مهما كان مايعتدي بهالشكل ، ثبتت يدها على معصم هالشخص يلي كان يخنق أبوها ، وثبتت بعدها نظرها بوسط عينه ، بالرغم من أنها ترجف بهاللحظه وبالرغم من نبض قلبها الا انها مابينت شيء ابد مابينت ضعفها بالعكس صارت أقوى وزادت جراءتها ، بمجرد مالمحت الخطر اللي أبوها فيه ؛ ابعـــد !!!!
هو ماكان يشوف شيء قدامه ابد ماكان يشوف غير منظر أخته ومنظر دموعها ودفنها بعدها وكان لازم يفرغ بشخص وماكان هالشخص الا هالدكتور اللي واقف قدامه واللي كان يحاول يلتقط أنفاسه بصعوبه ، وقطع عليه ذا كله اليدين الناعمه والرقيقه اللي على معصمه ، اليدين الرقيقه لصاحبه الصوت الصارخ والجريئه اللي قدامه اللي تصرخ فيه الأن ولاهو مستوعب كلامها ابد مايستوعبه ولا وده يستوعبه ، نفض يده منه وتراجع بعدها للخلف من اختل توازن هالمسن قدامه ، تراجع يمسح على جبينه بعصبيه
مايعرف كيف ماقدر يسيطر على غضبه ؟ كيف قدر يمد يدّه على كبير سن ؟ كيف سمحت له نفسه ؟ وهو عنده أُم وأب أكيد ينتظر من الكل احترامهم ، كيف زلت يدّه؟ ماهو مستوعب ابد ، وعى من خيالاته ولف لمصدر الصوت للأنثى اللي تشتمه بكل الالفاظ ، كانت تشتمه وهي تتفحص ابوها اللي اختل توازنه ، زفّرت براحة من طمنها أبوها بأشاره من يدّه لأنه مايقدر يتكلم للأن ، يطمنها بأشاره وينطق بعدها بتلعثم ؛ بخـ ـير بخـ ـير
بعد مانطق بالكلام وقفت هي من طولها ، وقفت تلف له بوجهها المُتجهم ، كانت تحاول تنظم نفسها وتهدي عصبيتها وقفت قدامه وسط غضبها ووسط غضبه ؛ مِن إنت ؟ مِن إنت عشان تمد يدك على شخص أكبر منك ! أنت تخفّي وحش داخل هالزّي العسكري ! تخفــي وحش ! كيف تسمي نفسك عسكري وتتفاخر بأنك تحمي الوطن ! كيف بتحمي الوطن وإنت تهدد حياة المواطنين كيف بتحمي الوطن علمنـي ؟ كــيــف ؟؟؟
بلع ريقه ووجه نظره لها يعرف بأنه غلطان وكثير بعد ومايغفر له أي عذر ، لكنه ندمان بشدّه وكلامها يزيد ندمه ويزيده عصبيته ، ماكان يبغى الموضوع يوصل هِنا لكن شعوره بهاللحظه ماينوصف ، يضغط على قلبّه ويجاهد غضبه مايطلع عليها مايزيد النار حطب ، نزل نظره للمُسن اللي للأن يحاول ينظم أنفاسه ، وتوجه بعدها له يجثو على ركبته قدامه ويحاوط كتفه ويرفعه عن الأرض بعدها ، سنده لحد ماجلس على أحدى الكراسي القريبه له ، ورجع يجثو قدامه كل هذا صار تحت أستغراب ونظرات أمل ولتين اللي كانت واقفه ببدايه السيب من ذهولها بالمنظر قدامها ، رفع هذا المُسن أنظاره للعسكري الجالس قدامه ، واللي مسك يدّه اليمين بيساره ونزل فوقها اليمين يربت على يدّه بخفيف ، وماتجرأ ابد يرفع عينه له أبد ماتجرأ يشوف نظراته وملامحه بعد اللي سواه ، يشد على نفسه ويشد على لسانه وينطقها أصعب كلمه بقاموسه الكلمه اللي مايقولها لأحد ابد ومِن من كان وأيش ماكان السبب مستحيل يقولها ؛ أسف ، أنا أسف ماقدرت أسيطر على عصبيتي
ضحكت بسخرية منه ومن الكلام اللي يقوله مذهوله تمامًا وماتنكر هالشيء أبد ، كيف يعتدي ويتأسف بنفس اللحظه ؟ كيف يفعل فعلته الغير مُحببه ، ويعتذر بعدها وكأنه ينتظر السماح والمغفره ، تقدمت ناحيته بكل غضب تبعده عن أبوها تبعده بشكل خل توازنه وكان بيتساوى بالارض لولا الله ثم يدّه يلي سندته وماوصل للأرض ؛ وش تنتظر ؟ نعذرك او سنماح ونغفر ؟ لاتطلب المُسامحه وأبعد عنا يكفي أبــعــد !!
زفّر بغضب ، وضرب الارض بكفّه بكُل قوة ووقف بعدها قدامّها ونطق بتحدي وأنظاره وسط عيونها بالتحديد ؛ لو بطلب عذر وسماح ومغفره إنتِ أخر شخص أفكر أطلبها منّه أبعدي !
ضحكت بذهول وتكتفت قدامّه بعناد ؛ وأذا مابعدت وش بتسوي ؟ بتضربني ؟ بتعتدي علي وش بتسوي بالضبط؟
ولفت بعدها تصرخ بالمُمرضه يلي كانت حاضره الموقف من أوله تنطق بكل عصبيه ؛ ويــن الأمــن ؟؟
فزت بخوفّ لأن صوتها ماكان عادي أبد كان فيه غضب ، وكان مُتحشرج من العصبيه ، كانت أنظارها تنطق شرار وعصبيه ولا كانت تملك الجرأه عشان تواجهها أبد او حتى تدور لها عذر ، لكنها كانت فعلا مذهوله ، لأول مره بكل حياتها تشوف هالمنظر قدامها شخص يرتدي الزي العسكري يعتدي على دكتور؟ ومو أي دكتور الدكتور الكبير وصاحب هالمشفى " إبراهيم بن تركي " الشخص اللي الكل يشهد له ويهابه يُذل بهالطريقه ؟ مذهوله وجدًا ولذلك ماقدرت تتحرك أبد وماتعرف تتعذر ولحسن حضها تكلم هالشخص الواقف قدامها والشخص اللي أرعب الكل الا " أمل " وهي مذهوله وجدًا من جرأتها وقدرتها على الصمود قدام هيبته وحضوره وشكله المُرعب وسط زيه العسكري كان يملك ذاك الجسد العريض والقوي ، كان يملك وجه غاضب جدًا يرعب أي شخص يقابله ، عاقد حواجبه وأنظاره حادّه بشكل مُرعب ترعب وتزيد ربكه اي شخص يشوفه
الا " أمل " ، تمتم وهو يرص على اسنانه بغضب ؛ لو تجيبين رئيس القسم ماني طالع وخري !
ضحكت بذهول ورفعت أنظارها الغاضبه ناحيته ؛ لا والله ؟
هز راسه بالايجاب وثبت نظره وسط عينها لثواني طويله ، ثواني طويله أرعبت لتين اللي كانت واقفه ومبسمها مليان هالمشهد قدامها يسعدها وجدًا لأول مره تشوف أمل بهالعصبيه لأول مره تشوف قوتها ، وألحين وسط نظراتهم لبعض النظرات اللي تمتلي تحدي ، وقوه ، ورهبه لكل شخص الا هم ، تقدمت تسحب أمل معها ، وتنطق بهمس قريب من مسامعها ؛ أتركيه واضح ندمان
لفت نظرها لها لفت مذهوله بأنها تقف بصفه ؛ توقفين بصفه الحين؟ مشافتِ كيف أعتدى على أبوي ؟ ماشفتِ كيف كان شكل أبوي قدامـ..
قطعت حروفها كامله من وقفتها قدامها ومن حاوطت كتوفها تنطق بكل هدوء ؛ ياحبيبتي خليه يجرب يعتذر يمكن أبوك يسامحه
ضحكت بذهول من شافت المنظر قدامها المنظر اللي يثبت صحة كلامها ؛ هاه شوفِ وراك
لفت أمل بنظرها لهم وسط أستغرابها من كلام لتين ، وأستغرابها من ضحكتها لكنها الحين أدركت اللي هي تقوله
من شافت منظرهم قدامها ، أبوها اللي يضحك مع هالعسكري الفض ، ومو بس كِذا يربت على كتفه بعد ، كيف قلبّه بهاللين ؟ كيف يقدر يسامحه بكل هالسرعه؟ كيف يستبيح عذره ؟ ويرضى بكل بساطه ؟ زاد غضبها بشكل مجنون وتوجهت ناحيتهم تسابق خطواتها لهم ، وقفت قدامهم تعيق عليهم الطريق وتنطق بكل غضب ، الغضب اللي حاولت وجاهدت تفسها تكتمه بدون فايده ؛ بهاللبساطة؟ بابا أمثاله لازم ينفونهم من البلد ! المفروض يمحونه يرسلونه للمريخ يتصارع مع الكائنات الفضائيه هناك !
ابتسم غصبّ عنه ونطق بسخرية تامه منها ؛ ما اؤمن بالكائنات الفضائيه
عضت شفتها بغضب وغمضت عيونها لوهله ورجعت تفتحها بعدها من الغيض اللي تحسه ومن الغضب اللي تحاول تكبته بدون أدنى فايده ، لأن حتى البعيد بيلمح غضبها من هزها لرجلها ومن لُغة جسدها اللي تدل على ذلك
عصبيتها وقل صبرها ودّها تنقض عليه تهاجمه بأبشع طريقه ؛ بابا هيا
تنهد لثواني ولف بنظره بعدها للشاب الواقف يمينه واللي كان يبتسم له يبتسم بالغصب ومجبور على الإبتسام ؛ أعذرني على كلامها ، دلوعتي ماقدر اقولها شيء
ضحك هو بخفّه وتمتم بهمّس مسموع له هو فقط ؛ هذي دلوعه؟ وحش ويسلم
رمقته بنظره ساخطه وأحتضنت كتف الدكتور بعدها تتوجه به لصديقتها اللي كانت مرتكيه على الجدار وتنتظرها ، وأول مالمحت تقدم أمل ناحيتها اعتدلت بطولها تمشي بمُحاذاه لها وانظارها على إبراهيم اللي ياخذ أخبارها
بينما كان هو يناظرهم من بعيد ، وما ازاح النظر عن ذيك الدكتورة الجريئه ، مابعمره لمح شخص بجرأتها أبد ولذلك هو مذهول وجدًا ، هز راسه يطرد صورتها من خياله وتوجه
بعدها للخارج ماعنده المقدره يرجع لها أبد ماعنده القدره يشوف ملامحها اللي تعذبه بكل يوم ، رجع ينغمس بشغله ويزيد أرهاقه بالرغم من أنه ماصار له ساعتين خارج من القسم الا أنه رجع له
-
~ غرفة المشفى
ابتلع غصته ومسح على ظهرها بعدها ، مايتحمل يشوفها بهالضعف أبد ، مايتحمل ولذلك دفنها وسط ضلوعه تكون قريبه منه وبعيده عن نظره ، كانت لحد الأن تحاول تستوعب مرضها تحاول تهدي رجفتها وتحاول تخفف صدمتها اللي تزيد بكل مره تكون هِنا تزيد بأبشع الطرق ، ابتعدت عن أحضانه ورفعت بصرها بعدها له ، بينما هو نزل نظره لها ، لمح بعيونها الخوف ، والضعف ، والخيبة ، ماكان فيه بريق بعيونها ، ماكان يلمح بريق الأمل اللي كان فيها قبل ، ماكان يلمح الا الانكسار ، حاوط وجهها بكفوفه ونزل راسه بعدها لمستواها ؛ ملأ حَبيبتي ، لاتشيلين هم ولاتضعفين مابي اللمح هالنظره بالذات منك ! إنتِ تدرين أنك قويه وتقدرين على المرض ؟ تدرين بأنك بتتشافين بإذن الله قريب صدقيني ياملأ  ، لاتضعفين بأكثر وقت نحتاج فيه قوتك ، بوديك لأشطر دكتور ولا يصيبك خوفّ ، مع أني ادري انك ماتحتاجينه وأنها فترة وتعدي وأنا معاك خطوه بخطوه ، طيب ؟
كان قادر بأنه ينتشلها من عالمها لعالمه ، قادر يلون حياتها اللي صارت باللون الاسود والرمادي ، كان قادر يحيئ أمل بداخلها وقادر يزيدها إصرار ، كان مثل الجوهره الفريده واللي كانت بتفقدها ، هزت راسها بالايجاب وأبتسم هو يمسح الدموع اللي تنزل من عينها ، دموع الأمل الدموع اللي تصحبها أبتسامه دافئه ، كانت اشبه بالطفل الضائع واللي واخيرًا عاد لأحضان أُمه بعد غُربة لفترة طويلة ، وبعد عناء استمر لشهور وسنين
أنحنى بعدها لمُستواها وكل حواسه تترجاه يقبّلها بهاللحظه تترجاه يخفف شوقه ، وأنصاع لرغبته بهاللحظه يقبّل جبينها ، جفنها ، خدها وقريب من شفايفها ، أبتسم غصب من لمح أنها تغمض عينها بهاللحظه ورجع يقبّل شفايفها وأخيرًا بعد مالمح خضوعها له
-
~بيت الشعر
أبتسم أيهم بأتساع ووزع نظره بعدها لهم ، بالرغم من أنه أول لقاء له معهم الا أنه ماحس بهالشيء ابد بالعكس يحس بأن له سنين وسنين معهم حواراتهم حديثهم وأهتمامتهم ، وكل شيء يخصهم يعجبه وجدًا ، وسط حديثه معهم ينسى الماضي كلّه ينسى الالم اللي عاشه بسنينه كلها وينسى تعب عُمره ، التفت الأنظار كلها ناحيه مدخل بيت الشعر ، واللي دخل منه سعود ويمينه شخص هو مايعرفه
وقف كل المجلس بحضوره ، وقفوا يستقبلون هالشخص ويتسابقون لسلامه ، أبتسم سعود من لمّح أيهم وسط العيال ، ورفع يدّه بعدها يربت على كتفه ويشدّ بقبضته عليه ، عقد حواجبه بأستغراب وثبت نظره وسط عيون سعوذ لأول مره يحس بأنه بيعطيه فُرصة يعوض " ودّ " عن كذبّه عليها وعن أستغلاله لها ، ويعرف بأن حياتها بتتدمر تمامًا لو حصل وأبعدهم عن بعض ، ويعرف بأن البُعد أسوأ حل لهم ، ولذلك هو بيعض على جمره ولا بيتكلم سلم على هالشخص قدامّه وصافحه بعدها ، ولف سلمان نظره لسعود الواقف جنبه ونطق بتساؤل مُحبب ؛ نسيبك ؟ أيهم
هز راسه بالايجاب وأبتسم سلمان يرجع نظره لأيهم ويشدّ يده بعدها يجذبه له ويحضنه من جنب ويربت على كتفه بعدها ، مصدوم وماينكر هالشيء أبد لكنه بعد مبسوط ؛ أبرك الساعات والله اللي قدرت أشوفك فيها ياهلا والله ياهلا
ابتسم غصب عنه ، يبادله ويربت على كتفه ؛ الله يبارك فيك ويسلمك
تمتم مُحمد يزيح التوتر بينهم ؛ استريحوا حياكم
تنهد أيهم لثواني طويلة وتوجه بعدها لمكانه لكن هالمّره تبدلوا الاشخاص عنده ، يمينه سعود ويساره سلمان
رجع ضجيج أصواتهم يزيد بشكل كبير ، رفعوا نظرهم للي دخل من الباب للشاب الصغير اللي داخل بوجهة المجتهم والغاضب ، واللي جلس جنب أخوه " سعد " وهو يتحلطم
ابتسم سعد غصب من عرف سبب غضبه وتمتم بعدها بهمس قريب من مسامعه ؛ علامّك ؟
لف له بدر يتنهد تنهيده عميقة توضح أرهاقه وتعبه من هالمجنونه بقوله ؛ من غيرها المجنونه؟ سعد تكفى والله تعبت معها يالله يارب عساها تتزوج وتبعد عنا أبعد مكان
ضحك سعد بذهول ضحك يشدّ انتباههم له ، ومن استوعب أن كل الأنظار صارت عليه تنحنح يأشر للقهوجي يعبي فنجانه ، أرتشف من الفنجان ولف نظره بعدها لبدر يهمس ؛ وش سوت لك المجنونه ؟
غمض عيونه لوهله من غضبه ورجع يفتحها ويتمتم بتزفيره ؛ رحت لأمي ابغى عشاء وهي طردتني ! تقول خلاص أنت صرت كبير عيب تدخل على البنات ! وش تبغى انا ابغى اشوف البنات ! أحرجتني قدامهم آخ بس أول عريس يجيها بنرميها عليه حتى لو كان شايب !
عقد حواجبه بذهول من كلامه ولف له وسط تعقيده حواجبه وتمتم بعدها بصوته الحادّ ؛ ورع ! لاعـاد أسمعك تقول هالكلام ! أختك الكبيرة واجب عليك تحترمها !
عض شفته بغيض وغضب تام منه ، عض شفته من غضبه بكل مرّه يكون الحق معها ، وكمّل سعد بهدوء وهو يرجع ظهره للخلف ؛ وهي صادقه وين داخل على الحريم ؟ صرت رجّال الحين !
تأفف بغضب ووقف بعدها مايتحمّل هذا أبد
رفع أصيل نظره لولده اللي قام وتمتم بصوته الحادّ واللي يرعب بدر ؛ أرجع مكانك
اخذ نفس عميق ورجّع يجلس بمكانه وغضبه يزيد مايحبّ اجوائهم أبد لكنه مُجبر على الجلوس
-
وسط ضجيج أصواتهم كان فيه شخص باله مو معه ولا يسمع أي حِوار يدور بينهم ، كان بعالم أخر والتكشيره تعبي وجهه ، كان متلثم بشماغه وأنظاره على حركة النار قدامّه ، ويدّه على ذقنه دليل عدم تركيزه معهم ، ودليل تفكيره المُشتت ، عينه مرّه على النار ومره على الجوال بيدّه ، وكأنه ينتظر هالرساله ، كان لامح تشتته من البداية وكان يجاهد نفسه ولا يسأل لكنه غصبّ عنه لف له يسأل بهمس ؛ مُهند فيك شيء ؟
رفع نظره له وقدّر بأنه ينتشله من خياله اعتدل بجلسته يتربع ويعدل المركى بعدها ؛ لا بس أمور الشركة
هز راسه بتفهم ورفع يدّه يتحسس جبينه ويتمتم بهمس ؛ اذا فيه ببالك شيء نفذه ولاتتردد
لف له بسرعه وسط ملامحه المذهوله ، لهدرجة كان واضح؟ لهدرجه كانت ملامحه تعكس اللي بقلبه وفكره؟ أو انه يقدر يفهمه ؟ مايعرف ؛ مافيه شيء أبد لاتشيل همّي
أبتسم بسخرية يوضح لمُهند بأنه ماصدقه أبد ، ونطق بسام بهمس ؛ بك شيء بك شيء قريب تفوح ريحته اصبر
-
لف سلمان بنظره لأيهم الجالس جنبه واللي يحكي بخصوص الشغل مع عبدالرحمٰن ، كان بداخله ألف سؤال وسؤال وودّه بهاللحظه يفضح اللي بقلبه ويسأله وش صار بخصوص خُطبتي لبنتك؟ متوتر وخايف من الرد تمامًا ، ويعرف بأنه ماهو وقت مُناسب يرجع يطلبها الحين خصوصًا بأن هالعشاء خُصص لعائله مُحمد ولأيهم وودّ بالذات ، بيتكلم وبيرجع يسأل لكن بالوقت اللي يحسه مُناسب ، تنهد لثواني من صوت رنين جواله بجيبه ووقف بعدها يستأذنهم ويخرج يردّ على مُكالمته ؛ الو ؟ ، ايه الملفات بالدرج الثاني ، اذا حصلتها أطبع منها نسختين ونزل وحدّه بمكتب عمّار والثانيه بمكتب العنود ، والنسخه الأصليه حطها بمكتب سعود ! لاتنسى
تنهد لثواني وهو يرفع نظره للسماء وداخله كلام كثييير يحتاج يبوح به لها ، يحتاج يفرغ تعب الشهور اللي عاشها بكل مره يلمح فيها سعود أو يلمّح عبدالرحمٰن ، اخذ نفس عميق وزفّره بعدها يتأمل الفراغ قدامه ، لكنه ماكان يدري بأن هالفراغ يوصل لها ، لمحها من شباكها ، كانت واقفه ويدّها اليمين عند مسامعها دليل أنها تتلقى مُكالمه الأن ، ويدّها الثانيه كانت تسكر فيها الشباك ، هز راسه بالنفي ونزل نظره تحت بعدها يمسح على جبينه بعصبيه ، وتوجه بعدها لبيت الشعر وهو يسابق خطواته ، وقف وسطهم ومازاره الخوف بهاللحظه أبد ، كان يحاول يلتقط أنفاسه بصعوبه وتنحنح يطلب من الكل الأنتباه له ، وبالفعل الكل وجهوا أنظارهم له ، مارتب كلامه أبد ولايعرف وش يقول أبد لكن يعرف بأن قلبه ماينتظر لحظه أبد ، ماينتظر زيادة ؛ جيتكم اليوم أللبي دعوة أخو عُمري سعود ، وجيتكم بطلب ثاني
عقد مُحمد حواجبه لوهله وتمتم بعدها بخفوت وسط وظرات الأستغراب من الكل ومن سعود اللي يتفحص ملامح سلمان ؛ ان شاءالله أنا مانرد الرجال حِنا أطلب ولك اللي تبيه بحول الله وقوته
أبتسم سلمان غصب وبدا يتوتر زيادة من نظرات الكل عليه ، بلع ريقه وتمتم بعدها بثقه ؛ أنتم عارفيني من وأنا صغير وكبرت معكم ، وشفت أيامكم وبهجتها ، وعشتها معكم ولله الحمد
هز راسه بالايجاب ينتظره يكمّل ، وفعلًا كمل هو يصدم الكل ؛ أبي أطلب منكم القرب ، أبي بنت عبدالرحمٰن على سنه الله ورسوله
ذهول عظيم صابه ، ذهول وغضب ، شعور سيئ سيئ بمعنى الكلمه ، يحس بأنه كب عليه مويا حــاره وماطلب هالطلب ، ما طلب حبيبته قدامه ، كيف يقوى قلبه يخطبها قدامه ؟ كيف يقدر يشبّ ضلوعه ، يزيد نار قلبّه حطب ، هز راسه بالنفي ولوهله يحس بأن لسانه رُبط ماكان قادر ينطق بالحرف ماكان قادر يمنع كل هذا ماكان قادر يقول أنا ولد عمها وأولى بها ، ماكان قادر ولذلك وجهه مُقتطب ، وردّ محمد بهاللحظه يزيد ناره يزيد أشتعال قلبه ؛ أنت رجال والنعم فيك مصلي وصايم وخايفٍ ربك ومثلك ماينرد ولا ياعبدالرحمٰن ؟
هز راسه بالايجاب ، وبداخله متطمن لأنه متردد بالبداية كونه شخص كبير على بنته ، وماهو متأكد من توافقهم ، لكن الحين وبعد ماسمع رد أبوه غصبً عنه يرضى ويوافق هو من البداية كان يبغاه يكون نسيبه ، لكن كان لازم يتأكد من شيء والحين بعد ماتأكد مافيه مجال يتراجع عن قرارة أبد
-
~ بالداخل
ابتلعت ريقها لثواني وهي تنزل شعرها ، تحاول تغطي فيه رقبتها اللي صار فيها حروب منه ، وكلّها ربكه وخوفّ من أن احد يلمح عنقها ، ماكانت تسمع سوالفهم من خوفها بهاللحظه ، لفت ناحيه عمتها " سلمى " اللي كانت جالسه بأحدى الكنبات ، وأنظارها عليها ؛ كيف أخوك ياودّ ؟ سمعت أن صار له حادث
ابتسمت بربكة ، وتمتمت بهدوء تخفي تحت صوتها توترها ورجفة يدّها ؛ الحمدلله بخير ونعمه ، معتنيه فيه ببيتنا
رجعت تبتسم غصب عنها ، وتعرف بأن ولدّها مايحبّ وجوده لكن لعيونها بس ، يرضى وغصب عنه ؛ الحمدلله يارب الحمدلله
قطبت حواجبها لثواني ولفت بعدها لملاذ زوجة عمّها باسل اللي نطقت بتساؤل ؛ كيف صار له الحادث ؟ يعني كان نعسان ولا كان ماسك جواله ؟
هزت راسها بالنفي وتمتمت بهدوء وهي تعدل أسوارتها ؛ كان فيه قطو مار من الشارع وما أنتبه له وبعدها صار اللي صار
هزت راسها بالايجاب ولفت بنظرها بعدها للمجلس ؛ الله يحفظنا جميعًا خطيره حوادث السيارات الله يحمينا منها
بعد ماتمتم الكل بـ أمين وقفت سلمى تأشر على الخارج ؛ العشاء جاهز يلا
وقفوا جميع ولفت ودّ تمسك تولين قبل تمشي ؛ استني ابغى اكلمك
ميلت شفايفها بأستغراب ورجعت تجلس مكانها ، ولفت لها ودّ تنطق بعد ماخرج الكل ؛ أبغى شال أحس بالبرد
نزل نظر تولين لعنقها ، وعضت شفتها تمنع أبتسامتها وهزت راسها بـ زين ووقفت بعدها ؛ الله يصلحك ياسعود ابشري ابشري
عضت شفتها بغيض وضربت الكنبه جنبها ؛ الله يسامحك ياسعود الله يسامحك
بعد دقائق بسيطه دخلت تولين وبيدّها شال باللون الأبيض يتناسق تمامًا مع فُستانها ؛ غطيه زين برد ترى
وخرجت بعذها تلون ملامح ودّ من ألابتسامه اللي تعبي ثِغرها ، لفت الشال حول رقبتها بغيض وخرجت بعدها لهم
-
~ عند الرجِال الساعه ١٢
تمت الموافقة من عبدالرحمٰن ومن كل أخوانها وعمانها ، والإبتسامة تعبي ثغر سلمان ، الإبتسامه اللي لو ماخفّت فضحته بالرغم من أنه مفضوح من زمان ، لكنه يحاول ويجاهد نفسه ولاتخرج أبتسامته ، كان واقف مع سعود وأيهم عند السيارة يودعونه قبّل ذهابه وأبتسامته لاتزال تعبي ثغره ، أشر له سعود يفتح الشباك وفعلاّ فتحها ، اركى كفوفه على باب السياره ونزل بعدها لمستواه وتمتم بهمس ؛ بكره خلك جاهز
عقد حواجبه بأستغراب وتمتم وسط نظراته المُتفحصه ؛ ليه ؟
تنهد سعود لثواني يمسح على ملامحه ويلف بعدها بوجهه الجامد ناحيته ؛ ليه ؟ تعرف بكره
اعتدل سعود بعدها ، يأشر له يحرك وفعلًا حرك سلمان يهرب منه ومن نظراته اللي تقتله طول ماكان يتعشى وطول ماكان يسولف
تنهد سعود وتوجه بعدها للداخل ولسيارته ينتظرها ، أبتسم غصب من لمّح بسام يفتح الباب لهتّان وينتظرها عند باب السياره ، توجه ناحيتهم بأبتسامه ، ووقف بعدها ينزل نظره للأرض وينطق بعدها بصوت مسموع ؛ السلام عليكم يا أُم سعود
عضت شفتها بخجل ، وتمتمت بهمس ؛ وعليكم السلام
تنحنح لثواني ونطق بعدها بنفس هدوئه ونبرته ؛ كيفك وكيف سعود ؟
ابتسمت غصب تنطق بخجل ؛ الحمدلله حالنا يسرك
هز راسه بـ إيه وتمتم بعدها ؛ الحمدلله الحمدلله
لف بنظره بعدها لباب بيتهم واللي خرجت منه ودّ ، خرجت تزيد نبض قلبّه وتوتر أعصابه ، توجه لسيارته من أدرك الوضع اللي هو فيه ، وأدرك بأنه سرح وواجد ، وقفت خطواته قدام بابه بالوقت اللي هي فتحت فيه الباب الخلفي ؛ قدام أركبي قدام
رفعت أنظارها له وتمتمت بأستغراب ؛ وأيهم؟
ابتسم سعود وتمتم بعدها بخفوت ؛ جدي يبيه مطول يعني
عقدت حواجبها باستغراب وتقدمت بعدها تركب قدام ، تمتمت وهي تربط الحزام ؛ وش يبغى جدك ؟
رفع كتوفه بعدم معرفه وشغل السياره بعدها يحرك
سرق نظره لها ، ولمّح هدوئها وأنظارها اللي كانت على الطريق ، ولمح سرحانها ؛ ودّ ؟
لفت له وتمتمت بصوتها المُتحشرج ؛ عادي توديني لأبوي ؟
عقد حواجبه لثواني ، وشدّ على الدركسون بيده بعدها ؛ ليه ؟ الوقت متأخر
هو كان يتحجج بالوقت ، لأنه يخاف يخاف بأنه فعلًا ينفذ التهديد اللي ارسله له ، ويعلمّها بالشيء اللي هو يجاهد ويحاول بكل الطُرق بأنها ماتعرفه ، هزت راسها بالنفي وتمتمت بعدها وهي تحاول تاخذ نفس ؛ وقف سعـود وقــف !!
لف نظره المذهول والمرعُوب ناحيتها ، ووقف بنص الطريق بعدها ، ونزلت هي بترنح تنزع نقابها بكل سرعتها ، وتستفرغ ، أسرع بخطواته ناحيتها ونزل بعدها جنبها ، بالوقت اللي صدته هي فيه تأشر له يبعد عنها ، وفعلًا تراجع للخلف وجلست هي بعد ما استفرغت كل شيء أكلته ، زفّر براحة من جلست هي بهالطريقه ، ومسح على ملامحه وتوجه بعدها للسياره يجيب منها علبّه مويا ، وجلس قدامها على ركبه ويشربّها مويا ويمسح وجهها ونطق بعدها بنبره مُتفحصه ؛ صرتِ أحسن ؟
هزت راسها بالايجاب ووقفت بعدها بمساندته ، جلسها بالسيارة وأسرع بعدها لمقعده يشغل السياره ويحرك للمُستشفى ...
-

" عطوه حقه 🤍 "

ياوش بقى بعطيك مني ولا جاك ماباقيٍ الا روحي احيا بها لك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن