-
~ بعد ساعتين
توقفت سيارتين قدام المُخيم ، اللي كان يحاوطة خيمه كبيرّه تخفي اللي داخله تبسمت ودّ تنزل بذات اللحظه اللي نزلت فيها تولين من الخلف ، تولين اللي قررت بعد الخبر اللي بقولها " عن الدُنيا ومافيها ". أنها تركب معهم تستمتع مع ودّ أكثر وهذا اللي حصّل لدرجة أنهم نزلوا من السيارة وهم باقي يضحكون ، تقدمت تولين ناحيه ودّ تحاوط كتفها وتمتمت وهي تلف بنظرها ناحية سعود ؛ شوفِي كيف يكلم ، تخيلي يكون فيه نسخه مُصغره منه ! ياخي بموت من اللطافة وقتها !!! تكفين ودّ بسرعة أولدي !
تبسمت ودّ بذهول ترجع نظرها ناحيه تولين بعد ماكانت تتأمل سعود ؛ لا ياشيخه! ودّي حتى انا بس تو الناس توني بدايات الشهر الرابع ! تو صعنون !!!.
تأففت تولين لثواني ورجعت ودّ نظرها ناحية سعود اللي كان واقف قريب من سيارة بسام ، بطوله الفارع وثوبه الأبيض المُتناسق مع جسدة كانت تسمع همهمات خفيفه من صوته وهو يكلم ، هي عرفت مين يكلم من همهمته الخفيفة ، عرفت بأنه كان يكلم " عبدالرحمٰن " يسأل عن مكانهم وعن ساعة وصولهم المُحتمله ، كيف كان من أنسجامه بهالمُكالمه يدّه مره تكون على جبينه تتحسسه ومره يعدل فيها شِعره ، أبتسمت من أبتسم هو ينهي المُكالمة ويرجع جواله بجيب ثوبه ، يوجه نظره بعدها لبسام اللي كان ينتظره يُنهي أتصاله ، ومن انتهى لف له يتمتم بتساؤل ؛ ندخل الحين ؟
هز رأسه بالايجاب بذات اللحظه اللي أنتقلت عينه فيها ناحية ودّ وتولين اللي كانوا واقفين قريب من السيارة وانظارهم على سعود ؛ بندخل الحين بفتح الباب وانت دخل سيارتك وسيارتي هاك .
تمتم بكلامه و هو يتقدم للجهة اللي فيها ود وتولين ومن تمتم سعود بقوله " سيارتك وسيارتي هاك " لف له يرمي المفتاح ناحية بسام اللي قدر ياخذه بيده وتراجع بعدها ناحيه سيارته يشغلها وينتظر سعود يفتح الباب ..
-
~ بعد مرور ساعتين من وصول آل سائد
وبعدما ترتبت وتجهز كل شيءٍ يخص الايام القليلة اللي بيقضونها هِنا... ، وسط أحدى الجلسات الكثيرة الموجودة ، رسمّ شِبه إبتسامه على ثِغره من لمّحها متوجهة ناحيتهم ناحيه جلستهم اللي كان فيها الجميع من دونها هي وتولين ، متجهة ناحيتهم وبجنبها كانت تولين ، مُمسكة بيدّها وكأنها خائفةً بأن تقع ، أنزلت الشبشب -يكرم القارئ- الخاص فيها أمام مدّخل الجلسه أحترامًا للجلسة ولكُل الموجودين فيها ، و رفعت ناظريها بعدها ناحية الموجودين تدور عليه بعينها ومن لمحته تبسمت وتوجهت ناحيته ، بينما هو أبعد المركى يسمح لها تجلس جنبه بصدر المجلس وبينه وبين عبدالرحمٰن ، وفعلًا جلست هي بينما تولين جلست عند أُمها وانفال ...
لف بنظره ناحيتها كيف كانت مُتربعه ويديها في حِجرها ، وتشد عليهم بشكل يوّضح توترها بهاللحظه ، حرك يدّه ناحيتها ومقصده بأنه يمسك يدّها يخفف عنها شديد التوتر ، لكن لما ضج بمسامعه صوت " البوري" هو ساق نظره للمدخل ، كما أنساقت كامل الانظار ناحيه المدخل ، تمتم مُهند بتساؤل وكلامّه موجه ناحيه جدّه ؛ يعني ذول آل سيف؟
ميّل مُحمد شفايفه وتمتم بحزم موّجة لجميع الرجال الموجودين ؛ قوموا رحبوا بضيوفكم وقلطوهم !!..
أنصاع الجميّع لأوامره مُتوجهين للمدخل ، بينما توجهوا "النساء " في جهةً بعيدة عن هالمكان بطلبّ من عبد الرحمٰن ....
-
~ قبّل ساعتين ، المُستشفى
ميّل شفايفه بغرور ، وتمتم بذات غروره ؛ صعب عليك أنتِ خليك بتعقيم الجروح وحولها ...
رفعت نظرها ناحيته بغيظ ؛ صدق اللي استحوا ماتوا !.. يعني اقلها تعرفني على شخصيتك الصعبه !!!.
تبسم هو يعدل تيشيرته من أنتهت هي ؛ وش تبين تعرفين طيب ؟ علميني وانا اجاوبك !..
ميّلت شفايفها بتفكير وتمتمت بصوت خافت وهي تخلع الُقفازات ؛ مثلًا ليش حطيت اللوم على بابا ؟ يعني هو يأدي دوره بأحسن شكل ، ليه كان منك هالأسلوب اللي ماحبّه خصوصًا لو كان لشخص يخصني ؟..
رفع يدّه يتحسس رمش عينه وتمتم بعدها ، وهو منزل نظره للأرض ؛ تقدرين تقولين لحظة غضب؟.. حتى انا بذات نفسي مانيب عارف وش صار بي لكني اعتذرت وأبوك والنعم سامحني لانه يعرف انها لحظه غضب مرتني
كانت وهو يتكلم مثبته نظرها عليه ، تتأمل ملامحه والشيب الخفيف اللي يظهر بدقنه ، ملامحه الجذابه بالرغم من وجود خدش أعلى جبينه ، خدش مازاده الا جاذبيه ، رفع عينه لها من أستغرب سكوتها ولما هي لمحت أرتفاع نظره لها أشاحت بنظرها لكل مكان الا مكانه اللي هو فيه ؛ مانقدر نتحكم بلحظات الغضب صح بس ..
ماكملت جُملتها ابدًا وصمتت بشكل أستغربه هو ؛ بس وش؟.
تنحنحت لثواني ترمي القفازات اللي كانت تلعب فيهم من توترها بالزبالة -يكرم القارئ- ولفت بعدها له تُكمل جُملتها ؛ تمنيت الغضب هذا مايطلع على أبوي ..
أخذ نفس عميّق وزفره يوقف بعدها يوقف وهي تراجعت خطوه من وقف هو بطوله الفارع ، بالرغم من أنها تُعتبر طويلة الا انها قدامه صغيره جدًا ؛ انا آسف لك ولأبوك آسف لمشاعرك ولكبرياء أبوك ، آسف على اللي صار كلّه... توفّي؟ ولا !..
كانت وهو يعتذر بهالشكل تبتسم ، جدًا تبتسم وتحمد ربّها بأن "نقابها " يمنع عنه الرؤيه ومابيقدر يشوف ملامحها الراضيه ابدًا ؛ توفّي ، شيء من الكره اللي احسه لك خف ..
سرعان ماعضت شفتها من سمعت صوت ضحكته وسط صوته الغليظ ، وتنحنح بعدها يحاول يوقف ضحك وهو يتمتم بقوله ؛ بس شوي؟ أنتِ كريمة وانا أستاهل ولا؟.
هزت راسها بالنفي وصدت تتوجه للباب ولما كانت هي متوجهة ناحيته نطقت بصوت ساخر ؛ انا كريمة بس أنتَ وش؟
وضحكت تخرج من المكان بعدها ، تخرج وتتركه مُبتسم لساعات وساعات ، ومتأكد بأنه بعد هالحوار بيظل لسنين مبسوط وجدًا بالرغم من أنها كانت ترمي عليه كلام ألا أنه مايقدر مايفرح بالحوار البسيط بينهم..
-
~ نرجع للوقت الحاليي، أمام المدّخل
أنفتحت الأبواب تستقبّل السيارات الاربع الموقفّه خلفّ الباب أنفتحت تستقبّل آل سيف بأكملهم ومعهم فِراس واهله ، ونزلوا من السيارات جماعة ، وبأستقبالهم آل سائد بأكملهم يرحبون فيهم ويقلطونهم للداخل ، وبعد التراحيب والسلام العادي بالنسبه للبعض دخلوا للمجلس ، بصدر المجلس كان "مُحمد،عُدي" جالسين جنب بعض بشكّل يرجع حنين الماضي بقلوبهم ، يرجع ذكرياتهم الماضيه لما كانو كتف واحد وكفّ وحده ، يرجع سنين صحبتهم وعشرتهم ويرجع ذكريات المشاكل و المساوئ الكثيرة اللي صارت بزمن قصيّر جدًا ، بينما الباقي مُختلف وضعهم ، حيث كان أيهم جالس جنب سعود وبسام يسولفون بمواضيع كثيرة تخص الشغل وغيره ، ومُهند كان جالس جنب هايف ، اللي ماعرفه والدليّل أنه ظل صامت وماعلّق على أي شيء ، كان متلهف شوفه يمكن ساعتها يعرفه يصير صاحبه وبعدها يصير نسيبه لكن ماحصلت منه المعرفه ابدًا لذلك أنصاب بشيء من خيبه الآمل ، بعدها الباقي كانو يجلسون بشكل عشوائي يسكن المجلس تارة وتارة أُخرى ترتفع الأصوات فيه...
-
~ بالجهة المُقابله ، مجلس النساء
كان الوضع مُختلف تمامًا عن الوضع بمجلس الرجال ، البنات يتعرفون على بعض كونهم لأول مره يشوفون بعض ، بينما الكبار كانو يسولفون سوالف عاديه جدًا ، بسيطه ورسمية كونهم لأول مره يشوفون بعض ، لأول مره يتحاورون مع بعض ..
-
بالجهة الثانيه عند البنات
تبسمت ودّ ترد على "تالا" اللي كانت تعاتبها على غيابها عنها ، تمتمت بهمّس قريّب من مسامع تالا ؛ تالا ! يعني الأمور صارت وراء بعض وماقدرت احكي لك ! كنت بقولك بس حسيت لازم اشوف ملامح وجهك وانا احكي ! يالله تالا تحمست من الحين ! قومي قومي اقولك !!.
تبسمت تالا تهز راسها بالايجاب وتوقف مع ودّ اللي استأذنت بالخروج ، وفعلًا خرجت معها من سمعت ردهم عليها بقولهم بذات اللحظه " أذنك معك "...
خرجت معها تتمشى بجهة بعيده تمامًا عن مجلس النساء ومجلس الرجال عشان تقدر تأخذ راحتها ، حكت لها كل شيء بدايةً حكت لها عن معرفتها بسبب زواجها من سعود وحكت لها كيف عرفت بالموضوع وصورت المشهد لها حتى من وصفها الدقيّق للحدث ولملامح سعود وعبدالله لما شافوها واقفه عند الباب تسمع حديثهم ، وردة فعل تالا المذهوله على المصائب والأشياء السيئه اللي حكتها ودّ وردة فعلها كافيه بأنها تجذب أي شخص لموضوعهم كافيه بأنها توتر الجو وتشدّ الأنظار لهم كون تعابير وجهها وتقلبّ ملامحها يدل على " المصيبه " المصيبه فقط ، أكملت ودّ حِوارها بقولها ؛ وبعدها انا عصبت ، عصبت وماقدرت اتحمل اي احد كنت اكره الكل وقتها حسيت أن حياتي لعبه وبابا هو اللي يتحكم فيها وبعدها... بعدها كلمت أيهم طلبته يصلح لي أوراق عشان اسافر معاه لأيطاليا نعيش سوا هناك واكمل دراستي هنـ..
بُترت حروفها وما أكملت من قاطعها صوت تالا الغاضب جدًا ؛ كـــيــف !!! لك نيه تسافرين بدون ماتقولين لي ! ومخططه بعد ! ..
عضت شِفتها السفليه لوهله ، وتمتمت بصوتها الخافت ؛ آسفه والله آسفه كنت ابغى اهرب من كل الناس تالا ! حطي نفسك مكاني ! كنت اشوف الكل كذاب والكل يدور مصلحة نفسه الا أيهم كنت احس اني غبيه كيف ماحسيت! كنت ماتحمّل اسمع صوت بابا ماتحمل اشوفه وكنت اقفل على نفسي بالغرفه عشان مايجيني ولما اطلع برى الغرفة واسمع صوته اتخبى او اهرب ، ولما اشوفه غصب عني اتجاهله واروح لغرفتي وللحين ماقدرت اني اغفر له ماقدرت اني اكلمه ولا قدرت انسى اللي صار كل ما اشوف وجهة اتذكر ذاك اليوم اللي عرفت فيه ، اتذكر الاستغفال اللي عيشوني فيه ، طفولتي وحتى كلمة بابا ماعدت استشعرها زين ... بس تدرين أني بعد مارجعت لسعود ولا مره حسسته فيها اني ضد بابا ، ولا مره تكلمت عنه بالشينه وولا مره كلمته بخصوص الموضوع لأني ما انسى طفولتي معه ما انسى حنانه وحُبه لي حتى لما يطري علي الأمان اتذكره هو لأنه هو حسسني بالأمان اللي كنت فاقدته بغيابه هو اللي كان يداريني من الزعل واذا زعلت يلبّي مطاليبي وش ماكانت ، بكل مره اسوّق سيارتي اتذكره أتذكر لما أهداني هي ، بس ماقدرت اسامحه على الشعور المُر اللي حسيته احتاج وقت كبيّر أصفي فيه ذهني احتاج وقت أكبر اسامحه فيه ..
كانت وهي تتكلّم بشعورها تختنق بين كل كلّمه والثانية ، ولما تحس بهالأختناق ترفع يدّها ناحيه صدرها كأنها تبعد هالاختناق من تحط يدّها عليه ، كانت تتجمّع دموعها بمحاجرها لكن ماتنزل تشوش عليها الرؤيه وتكتمها فقط ، ولما ذكرّت عبدالله حست بشيء أنغرس بقلبّها ، شيء أدمى قلبّها ، لأنها وبكل بساطه " لأول مره تحكي عن شعورها وخيبتها مع أحد " خصوصًا أنها كانت تتوارى الانظار بخصوص الجزء المخفي من شعورها ، تخفيه عن الكل ، لكنها مفضوحه قدّامه متأكده بأنه فاهم شعورها لذلك تركها براحتها تركها وماحاول يكلمها لأنه يعرفها ، يعرف أن نار قلبّها لو هدّت بترجع له تتوسله ترتجي منه الحرف ، هو ماكلمها ولا طلب منها السماح لأنه يعرف أنها مُشتعله ومُستحيل ماتكبر نارها لو كلمها والحديد حامي ، أنتظر وأنتظاره طول وجدًا طول ، مُنى عينها أنها تنام بحضنه نفس أول ، أو يمسح على شعرها من تجلس جنبه ، يطلبها تحلق له دقنه نفس أول ، وفرحتها لما كانت تحلق له وتعزيزه لها بكلامه الكثيــر " بنتي مافيه شيء ماتعرف له يدّك مُباركة ! تلمسين الجرح ويطيب ... ودّ بديت اغار من زوجك وهو ماجاء بياخذك مني؟ " وكانت هي ترد عليه بضحكة وترد على مُجاملاته بتلون ملامحها... نزفت عينها وأخيرًا من مرتها هالذكرى ، نزفت عينها تبكي من حنينها للماضي أيام مُراهقتها ، ووقفت خطاويها توقف خطاوي تالا معها تلجأ لحضنها بضعفها وبفرحها مثل أيام ماضيها ، تحضنها كأنها تخاف تضيع لو تركتها ، وكانت هي ساكته تمسح على ظهرها وتبكي معها ، وفجأة ولما كانت هي تواسي ودّ لمحت شخص واقف بزاوية بعيدّه عنهم بخطوات بسيطه واقف وأنظاره ماكانت عليهم لأنهم بمكان شبّه مُظلم ، أما هو واقف جنبّ الأنوار وجواله بمسامعه كان يبتسم للحد اللي لفت عينه لجهتهم لمّحه بسيطه وعرف بأن اللي بالجهة المُقابله له "بنات" ويعرف بأن كل اللي هِنا مُب محرم له بأستثناء ودّ وبدريه فقط ، صدت عينه عنهم وغيّر مكانه لجهة أُخرى بعيده عنهم ، لكن قلبّه حس بأن اللي هناك ودّ وهو من لمّح أقتراب هالبنتين من بعض حسّ أن الموضوع فيه دموع ، ولما أنهى المُكالمه دخل الواتس على مُحادثتها يُرسل لها " ودّ وينك؟ جيت وماشفتك اذا تقدرين تعالي لي بسلم عليك". ظلت عينه تحرق المُحادثه نظر ينتظرها ترد عليه ينتظر الصحين الموجوده أسفل رسالته يتغير لونها وتتبدّل باللون الأزرق ، لكن مرّ وقت كبيــر ولا تغيرت وعرف أنها هي اللي هناك ، عض شِفته لوهله ورفع يدّه لجبينه يتحسسه لشدّة توتره ، تأفف بضيّق شديد ؛ وش يبكيك؟ وش يبكيك ياهدب عيني ؟...
كان توتره واضح لسعود اللي خرج من المجلس من حس بالعطش ، وغصب عنه توجه له ، ومن صار قدامه تمتم وسط تعقيده حواجبه ؛ وش بك ؟ صاير شيء بشغلك؟.
رفع نظره له وهز راسه بالنفي بتوتر واضح ، وأخذ نظره لجواله ، نظره أخيره وثبته بعدها بجيبه ؛ لا شغلي مابه شيء الحمدلله..
عقد مابين حاجبيه لوهله ؛ وش بك أجل ؟ ودّ بها شيء ؟
رجع يهز راسه بالنفي من جديد وتقدم ناحيه سعود يسحبه من يدّه ويرجعه لمجلس الرجال ؛ مافيه شيء الله يهديك بس راسي صدّع ، وش طلعك انت؟ ارجع لهم وانا بدور بنادول من عند ودّ
لف بنظره له ، نظره المُستغرب ولما كان أيهم يسحبه وتمتم بأستغراب ؛ بجيبه لك ! انا بجيبه لك وش بك مستعجل ؟
هز راسه بالنفي ؛ لا لا ماتجيبه لي ولاشيء انا ابي اشوف وِدّ اصلًا وبسلم عليها ارجع انت !!
وقف سعود خطاويه غصبّ ونفض يدّ أيهم منه يلف ناحيته ؛ وانا ابي اشوف ودّ ! اشوفها معك !
تأفف أيهم بغضب ورفع يدّه يتحسس جبينه لوهله يمكن يهدى غضبه ؛ يارجال عندك اربع وعشرين ساعه ! بتحسدني على الدقيقتين اللي بشوفها فيها ! تيسّر بس تيسر !!.
ضحك سعود لوهله وهز رأسه بالايجاب ، ويتوجه بعدها للمجس ..
وزفر أيهم يلف بنظره بعدها للمكان اللي كان واقف فيه ، وتوجه له ، كانت عيّنه تجبره يلف لمكانهم يبي يشوف لو حتى ظلهم ، وبصعوبه قدّر يمنعها يرجع نظره لجواله من سمع صوت الأشعار ، وبسرعه دخل مُحادثتها من شافها اعلى المُحادثات دليل وصول رساله منها ، " عيوني وقلبي لك أبشر الحين بجيك بس وين ؟"
تبّسم براحة يرجع نظره لجواله ويسطر لها حروف توصف لها المكان اللي هو يبغاها تنتظر فيه ...
-
~ عند تولين ، بالداخل
كانت أنظارها على الجوال ، مره تشارك معهم بالحِوار ومره تسرق نظر للجوال ، والواضح والي فهمه الجميّع بأنها تنتظر رساله ، رجعت تنزل نظرها لجوالها للمره آلاف تقريبًا ، وهالمره وصلتها رساله هالمره ما خابت عينها ، ودخلت المُحادثه ، تقرأ ردّه على سؤالها " مشيّت؟" ، ردّ بقوله " أيه وقريّب أوصل ، أعذريني ماكنت عند الجوال " ، تبسمت تهمس لنفسها : -خذ كل الأعذار ياحبيبي !- ، تنحنحت بخجل ملحوظ وبدت تسطّر ردها عليه " تمام توصل بالسلامة ، إذا وصلت علمني.."
وأقفلت جوالها بعدها ، تثبته جنبها على المُركى وترفع نظرها بعدها للبنات اللي كانوا يلعبون ورق ، تشاركهم بالسوالف والضحك ، كانت أنظارها على البنات الجدد اللي عرفتهم ، وعلى أنسانه وحده "وجد" اللي كانت سرحانه بتفكيرها وبعيده عنهم تمامًا ماحكت شيء ولا شاركتهم ، هي ظنت بأنها ماتحب تتعرف على احد؟ او مُمكن ما ارتاحت لهم؟ ماتعرف ولوهله صابها الفضول ناحيتها ، وقفت تتوجه لها تجلس جنبها ، تبتسم من لفت هي بنظرها لها ؛ كيفك وجد؟
تنهدت وجد دليّل عدم أرتياحها بحضورها ، وتمتمت بتزفيره ؛ بخير !
ميّلت تولين شفايفها بأستغراب ، وفسرت حالها بأنها تو صغيره ولذلك مُمكن نفسيتها تكون كذا بسبب صغر سنها ؛ طيب تحبين تشربين شيء ؟ ما اشوفك تقهويتي معنا ولا أكلتي دونات ؟..
؛ دونات؟
كان هذا همس وجد الخافت ، دونات؟ وش يعني دونات؟ لفت بنظرها للطاوله الموجوده بمُنتصف المجلس واللي كان فيها انواع كثيره من الحلويات والموالح وقهوه وشاي ، ومن بينهم هي لمحت "الدونات" ؛ وش يعني دونات اذا اللي يعشق الدونات مات؟..
عقدت تولين حواجبها لوهله توجه نظرها للمكان اللي هي تنظر فيه ، وتمتمت بتساؤل كونها كانت تهمس ؛ وش قلتِ ؟ ماسمعت؟
لفت وجد بنظرها لها ، وتمتمت وسط بعثرة مشاعرها ؛ كانت تحب الدونات تدرين؟
عقدت حواجبها بأستغراب تنطق بتساؤل ؛ تحب الدونات ؟ مين ؟..
سحبّت نفس عميّق لحد ما امتلأت رئتيها ، وأبقته بداخلها لثواني عله يمتص بعض من الشعور السيئ اللي تحسه ، وزفرته ؛ ملأ ، كانت تموت فيه والحين ؟ ماعادت موجوده !...الله يرحمك..
عضت شفايفها لوهله ، بدون قصد منها فتحت جرحها بدون قصد حركت مشاعر الماضي اللي هي اصلًا مانستها ، هي عرفت مين تقصد من قالت "الله يرحمك " عرفت أن قصدها ملأ ، شدّت على قبضة يدّها تنطق بآسف ؛ معليش ماكان قصدي احرك مشاعرك ، الله يرحمّها يارب..
قابلتها وجد بالصمت وماردت عليها ابدًا ، فقط سرحت للبعيد ، بينما تولين سرقت نظره لها ، نظره أستغراب من سكوتها ، وتعرف بآن حالتها ماتصلح بعُمرها ومايصير تزعل بهالشكل بيضرها أكيد ؛ وجد عادي اسولف معك؟ كذا أرتحت لك وابغى اعرفك احسك شخص واعي ..
ميّلت شفايفها بتفكير ، ورجعت تناظر فيها وسط عينها ؛ لا ماني شخص واعي بس سولفي معي عادي..
تبسمت تولين بحرج ، ورفعت يدّها ترجع شعرها للخلف وتنطق ؛ سرحانه أنتِ وش تفكرين فيه ؟... يعني ماقصد اتطفل بس اذا تحبين تفضفضين انا موجوده ولاتخافين سرك بنساه بسرعه !..
كانت أنظارها عليها طول ماهي تتكلم ولما أنهت جُملتها ميّلت شفايفها بتفكير ، وحركت شفتيها بعدها تنطق ؛ أفكر بالحياة ، كيف هي بسيطه وتخيّب أملك كثير ، أفكر بالناس اللي يروحون ويتركونك بدون وداع ، وأفكر بحال الميّت بقبره ، مهما كان شخص ناجح وعظيم ومحبوب وحلو نهايته بقبره ، يتحاسب على كل خطأ سواه وتُحسب له حسناته ، أفكر باللي ماتوا وحيدين فيه أحد يدعي لهم؟ يتصدق عنهم ؟ ولا أختفى أثرهم ؟؟ اشياء كثيره ما استوعبها إنا أصلًا ومادري ليه ادور جواب عليها
مذهوله جدًا من اللي تفكر فيه ، شخص بعمرها يفكر بأشياء مثل مُستقبله دراسته وأهتمامته بس هي؟ تفكيرها عميّق لهدرجه؟ وعمرها صغير ؟ هي عرفت بأن حالات الوفاة اللي صارت عندهم مأثره عليها وبشكل سلبي جدًا وكل خوفها أنها تدخل بالاكتئاب ، هذا اذا ماكانت بأول مراحله اساسًا !! ، قربت منها تصير جنبها تمامًا ؛ الحياة كذا كلنا بنموت بعد عمرً طويل ان شاء الله ، عشان كذا أعملي لأخرتك وتقربي من الله بس لاتفكرين بهالموضوع طيب؟...
هزت راسها بـ أيه ؛ ماقدر ما افكر فيه يرهقني التفكير بس ماقدر اسيطر عليه !!.
تنهدت تولين لثواني ؛ أنتِ تدرين ان الله رحيم بعبادة ، والطيبين مايختفي اثرهم صدقيني ، الحياة ماتخيب املك لكن لاترفعين سقف آمالك فيها ، واللي يروح ويتركك بدون وداع وبدون مايعلمك او يحسسك بروحته ادعي له ، تصدقي عنه ، هو ما أختار انه يروح متأكده ، هو راح لأن ربي أختاره لأن ربي يحبه ولأن كل مصيبه تصيب كل أنسان ماهي الا أختبار له على صبره وعلى جزعه ، واللي صار لملأ رحمة من ربي بدال ماتتعذب من الكيماوي تسكن بجنات النعيم بإذن الله ، أنتِ تحبينها ؟ وتحبين جدتك صح؟ ادعي لهم هم بيفرحون حتى ، لكن لاتعذبين نفسك بهالتفكير ، توك بريعان شبابك التفكير بيمرضك
كانت كُلها أذان صاغيه لها ، كل كلمة تقولها تستشعرها تفكر بمعناها ، كلامها ماكان عادي كلامها كانت تحتاج تسمعه من شهور ، كلامها بلسم ، لجروحها ، يحط حد لتفكيرها الزايد واللي ماقدرت تقتله ! ، لوهله دمعت عينها ، وبكل أستعجال مسحتها ، ماتحب تكون ضعيفه ماتحب تنزل دموعها قدام احد ، خصوصًا لو كان هالشخص لأول مره تشوفه ، ماتحب تبين له ضعفها ..
كان إحساس تولين بهاللحظه بأن وجد ، كاتمه كثير ولا قدرت تفرغ اللي بداخله ، خصوصًا بإنها وسط مجلس كبير الآن ، ولذلك تمتمت تشاورها ؛ تبغين نطلع ؟ المُخيم هِنا مرره كبير وحلو !
هزت راسها بالايجاب ، وكأنها تنتظر الفرار من هالمكان ، وقفت بكل أستعجال وخرجت ما أنتظرتها حتى ، بينما تبسمت تولين بأحراج تستاذنهم قبل تخرج ، وغطت شعرها بعدها تخرج من المكان ، وقفت خطاويها قدام الباب لوهله تدور عليها ، ومن لمحتها تمشي ناحيه مكان مُظلم الا من نور القمرا... ساقت خطاويها ناحيتها تنادي بأسمها ، لكن الواضح بأنها من استعجالها ماتسمعها ، لذلك سكتت تولين تمشي وراها فقط ، كانت أنظارها عليها ، وبكل مره تهدي وجد من سرعتها هي تهدي مثلها ، كانت تشوفها كيف تمشي ولاتعرف وجهتها تشوفها كيف ترفع يدّها لعينها تمسح فيها دمعتها ، تشوفها كيف ترفع صدرها تحاول تستنشق أكسجين يُنعش رئتيها ، يفكها من هالضيق اللي تحسه ، وفجأه ....... وقفت خطاويها تُجهش بكي وتحني رأسها تغطي ملامحها بيد واليد الاخرى ثبتتها على رُكبتها ، لحد ماجثت على الارض ، تغرق في دموعها ، أخيرًا بكت ، أخيرًا تحررت من الضيقه اللي تحسها أخيرًا قدرت تفرغ مابداخلها ، كانت تولين واقفه خلفها بكم خطوه ، وماحبت ابدًا أنها تقرب منها أو حتى تحسسها بوجودها ، ولذلك وقفت خطاويها خلفها وماقدرت ابدًا تسمع شهقاتها وماتبكي معها ، ماقدرت تسمع صراخها اللي تحاول تكتمه وماتبكي معها !! ، ماقدرت تشوف حالها المُحزن وماتبكي معها ، " كاتمه كثير بقلبك ياوجد كثير الله ياسمح اللي كان السبب " كانت هذي الجُمله اللي على لسان تولين بهاللحظه ، مرّت دقائق معدوده ودموع وجد ماقضت إلا زادت ، تقدمت تولين ناحيتها بخطوات مُتردده ، لحد ماوصلت عندها وقفت قدامها لكن وجد مارفعت رأسها لها ابدًا ، ولذلك جثت تولين قدّامها جثت مثلها تمامًا ، تثبت يدّها على كتف وجد ، وتطبطب عليها بهدوء بعدها ، والواضح بأنها ماكانت تطبطب على كتفها وبس ، حتى على قلبّها ، رفعت راسها لها وتبسمت تولين وسط دموعها تفتح ذراعيها لها ، تشدها لحضنها ، تسمع لها تبكي على كتفها ، تطبطب على ظهرها وتكتفي بالصمت الصمت المُميت وسط شهقات وجد المكتومه ...
-
~ عند ودّ
كانت غريقه بدمّع عينيها ، محاولات فاشله بإخفاء دمّع عينها عن أخيها ، تضع يدّها كغطاء لعينيها ، تؤلم قلبّه في موضعها هذا ، كانت بائسه ، يائسه من أنها ستخفي دمّع عينها وخسارتها أمامه ، فُضحت تمامًا من أول جملة نَطق بِها ، فاضت مشاعرها عنده مثل ما فاضت عند تالا قبّله ، والحين هي تستوطن حضنه ، يمسح على شِعرها ، ويتمتم بهمهمه ؛ مين يبكيك ياودّ ؟ مين سبب دموعك؟ لو تعلميني بأسمه بس أحرقه قبل أحرق الدنيا اللي هو فيها ، أعتبريني مو أخوك أعتبريني شخص غريب وقولي لي وش يبكيك؟..
كانت تسمع له بس بداخلها ماتبغى ترد أبدًا وش بتقول اصلًا؟ تراكماتي اللي كنت أحاول افرغها قدرت الحين؟ بتقول أن عبدالله كذب عليها؟ بترجع تفتح الدفاتر اللي انطوت من شهور وتسطرت حروف جديدّه مختلفه بدالها سطور أكثر ألم من اللي قبلها ، مريّر الشعور اللي تحسّه بهاللحظه يضايقها يضيق نفسها ويكتمه ، وكأنها موضوعه في بيرٍ كبير ليس له قاع مملوء بالمياه الحاره ، تحرقها ، تحرق قلبّها لحد مايختفي تمامًا حتى أثره ماله وجود ، كانت تحاوط خِصره تشدّ عليها وكأنها تستنجده ! تستنجده ينقذها من الغرق ، لكن هو؟ يطبطب عليها ليه يطبطب؟ ليه مايسحبها من هالبير؟ ليه مايحرق اللي كان السبب بهذا كله؟ ليه أختار الطبطبه وما أحرقهم ! هو مثلها هو عاش ألمها بس الفرق؟ أنه هو يعرف قبلها هو يتألم أكثر منها ، ليه مايعطي ردة فعل؟ ليه ماينهار او يفقد عقله؟ ليه صابر ليـــه!!!! ، وقفت دموع عينها عن النزول ، خلصت؟ لا لكن أدركت سؤالها أدركت عمّقه ، لذلك دفعته ، تحرر نفسها من حضنه ترفع نظرها له ، تدمي قلبّه ، بملامحها الباكيه
"كانت ذو ملامحً باكية ...
أنفُها المُحمر عينيها الواسعةٌ والدامعة
وجنتيها المتوردة وشفتيها الراجفة تنظر إليه بحزن شديد ظلت مثبته نظرها عليه لثواني ، تدور جواب بملامحه ! لكن ماحصلت ! ، لذلك قررت تلقى جوابها بنفسها ؛ ليه أنت مابكيت؟؟ ما احرقتهم ؟ ما انهيت وجودهم؟ ليه ظليت كاتم بصدرك؟ لـــيـــه !!!!!.
سحب نفس عميّق ، عميّق لحد ما أمتلأت رئتيه ، يزفره بعدها ويرفع نظره بعدها للسماء يرتجي من الله الصبر ، يمسح على ملامحه وينزل ملامحه بعدها لها ؛ تحسبيني أتحمل هذا كله؟ تحسبين الموضوع صار سهل ونسيته؟
أنا ماكتمت بصدري ودّ أنا شكيت لربي ، بكيت عنده توسلته الصبر ، طلبته يعجل لقاي بك ، طلبته يربط على قلبي يلهمني الصبر ! ، ماكتمت ود ماكتمت ! شكيت للي يقول كن فيكون ! شكيت وانا كلي يقين أني بلقاك ، وشوفيني الحين وين؟ معك اشوفك بالوقت اللي ابي بدون مايمنعني شيء حتى سعود ! مايمنعني والله !! تدرين وش كثر تمنيت ؟ تمنيت وتمنيت اني اشوفك... اشوفك تكبرين قدام عيني ، أسرّح شعرك بالطريقه اللي تبين ، اسهر معك ، أخذك معي للمكان اللي تحبين ، أشتري لك الحلويات اللي تحبين اشوفك تصحين من النوم ، تمسحين عينك وتطلبيني فطور ! كانت أسوأ أيامي هي اللي قضيتها بإيطاليا ! كل يوم أتخيلك بكل مره تروح عيني لمكان ببيتي أتخيلك تجيني كل يوم كل يوم !!! بس يظل خيال وماقدر افرح فيه بالشكل اللي يستحقه ، حتى ولو كانت فرحتي لثواني ماتستمر ! ، كل مره اتعب من الجامعة اتذكرك ! اتذكر أني لازم اكون قوي عشان أقويك معي ، ماتحتاجين احد ! تعيشين معي معززه مكرمة نبعد عن الرياض وعن عبدالله وعن كل الناس ، لكني نقلت شغلي كله هنا بالرياض لأن أرضك الرياض وأرضي مكانك ، أرضي المكان اللي أنتِ به مالي غيره مالي غيــره ! وماتستقبلني أرض أنتِ مادستيها !!!
كانت أنظارها عليه طول ماهو يتكلم ، تشوف عيونه مع كل كلمه تقولها كيف تتغير ، كيف تتحول من حزن لـ فرح ، وكيف ترحع تحزن وترجع تبتسم بمراره ! كيف تتجمع الدموع فيها وكيف يمحيها بسرعه عشان ماتلاحظ ، كلام كثير نطق به ، كلام كثير حكاه وهي مانسته ، تسطر حروفه مع باقي آلامها ، مع دفترها الاسود دفتر ذكرياتها السوداء اللي على وشك يمتلي ويفيض دمعه من الحزن اللي يتسطر بداخله كل يوم ، كل شعور مُر مرها يتسطر كل سيء يصير لها يتسطر ! لكن الفرح ؟ والسرور ؟ ماتتسطر تبقى ذكريات ويمكن تنمحي ذكرياتها ، ليه حزنها هو اللي يبقى اثره؟ ليه الحزن هو اللي ماينمحي من خيالنا؟ ليه ننسى حلو الايام ونتذكر مرها ؟ لو كانت بيوم كامل مبسوطه لكن بنهاية يومها حصل لها شيء يزعلها ، تنسى كل الأنبساط وتبقى ذاكرتها تردد هالموقف تزيد حزنها ، تنسيها كل حلو صار لها وتبقي الذكرى السيئه ! ليت تقدر لـــيــت تقدر تتحكم بتفكيرها ليت تقدر تتحكم بعقلها تتحكم باللي يزعلها تقدر تمحيه ، تمتمت بصوتها المُتحشرج بكلمات مُتقطعه ؛ أيــ ـهـم !! أيــ ـهـ..
ماتركها تكمّل جُملتها من سحبها يحضنها يتمتم بينما هو ينزل راسه على كتفها ؛ لاتقولين شيء لاتقولين شيء بس خليك كذا ، خليك قريبه مني ..
كان يعرف بغصتها يعرف بألمها اللي كان واضح من تحشرج صوتها ، واضح من أختناقها بكل مره تنطق بحرف من حروف أسمه ، واضح من رجفة شفايفها ومن دموع عينها اللي تجرح خدّها ، تعلّم عليه ، تزيدّ إحمرار أنفها ، لذلك ؟ يلجأ لها او هي تلجأ له ؟ ماتعرف ، لكن المهم انه يقويها وهي تقويه ، المهم انها تحتاجه مثل ماهو يحتاجها.
-
~عند لَدَن
كانت سارحه بتفكيرها تتذكر اللي حصّل لما نزلت هي من السيارة ، ووقت شافت جموّع الرجال اللي يتبادلون السلام ، ألتقت عينها بعينه ! كيف ؟؟ كيف يكون من هالعائله؟... مُستحيل مايعرفها مُستحيل مايعرفها من هيئتها وهي تداوم عنده بهالشكل تمامًا ، لكن ملامحه ماتدل على أنه مذهول مثلها !! ماتدل على صدمته أبدًا !
أفكار كثير كثير تساور خيالها ، افكار سلبيه وإيجابية ، كانت يدّها على جوالها ، ومفتوح على رقمه ، كانت تكتب وتحذف ، ماكانت عارفه وش اللي بتقوله اصلًا !! كيف بتسأله واساسًا الموضوع يمكن يكون صدفه ؟ ويمكن هو مايعرف ! هزت راسها بالنفي تنطق بهمس خافّت جدًا ؛ لا عيونه كانت علي ! وملامحه ماتدل انه مصدوم ! لَدَن كل الدلائل عندك ! ...
تنهدت تُقفل جوالها وترمي بشنطتها بإهمال وتتوجه للخارج عند البنات..
-
~ مجلّس الرجال عند غازي
كانت أنظاره على ولدّه
-
~أحد بيوت الشرقية ، الساعه ١٠
كان واقف قدّام المرايه ، يزيّن شماغه ويعبي ثِغره إبتسامه خبيثه ، تمتم بسخرية تامه ؛ وين بتروحون مني وين ؟..
وأخرج بعدها ضحكتة الساخره ، على دخولها للغُرفة وبيدّها " البخور" كانت تبتسم بخجل وتحاول تخفي هالخجل عنه ، لأنها ماتبغى تستلم له من أول مره ، وهي لا زالت تتذكر اللي سواه ببدايات زواجهم ، تقدمت ناحيته تثبت البخور قريب من صدره وهو بدوره يحاوطه بشماغه ، وأنظاره عليها ، كان خجلها واضح جدًا له ، مايخفى عليه أبدًا ؛ بخور وتبخرت باقي البوسه
عقدت حواجبها بذهول ورمشت تحاول تستوعب كلامه ، رفعت يدّها ترجع شعرها للخلف ؛ تبخرت خلاص تيسر وش بوسه ومابوسه؟
عقد حواجبه لوهله ، ياخذ البخور من يدّها وينزله على الطاوله جنبه ، ولف لها بعدها يسحبها لحضنه ، يحاوط خِصرها وسط أمتناعها الشديد ومُقاومتها ، كانت تحاول تحرر نفسها بدون فايده ؛ إيهاب ؟ اترك تأخرت على الناس !!!
هز راسه بالنفي يبتسم لها بأستفزاز ؛ عادي يهون ! كل شيء لعيونك يهون ، اذا ماتبغيني أتاخر صدق يالله استعجلي ؟..
عقدت حواجبها بعدم فهم ؛ استعجل بوش ؟ إيهاب مو وقتك والله مو وقتك !!.
رسم شبّه أبتسامه على ثِغره يرفع يدّه لشعرها يرجعه للخلف وينحني بعدها لها يقبّل خدها ويعتدل بعدها ينطق بهدوء ؛ استعجلي بهذا .
عضت شِفتها بغضب ، ودفعته بقوه تبعده عنها وتنطق بغضب وبينما هي تمسح خدها ؛ مريض انت ! وش هالحركات !! تراك ثلاثيني مب مراهق !!..
تمتمت بهالكلام وخرجت من الغرفة تضرب الباب خلفها بقوه كبيره حتى صدر منه صوت ، بينما هو تبسم يرجع يزين شكله ، وياخذ مفاتيحها بعدها يخرج من الغرفه ...
نزل للصالة ، اللي كانت فيها أُمه جالسه بكُل هدوء تقرا وردها ، وبجنبها كانت الغاضبه زوجته ، تهز رجلها بغضب شديد ، وأنظارها على نزوله من الدرج ، والغضب يخرج نار من عيونها ، نار تحرقه ، لكنه يقابلها بالابتسام ، تقدم ناحية أُمه يقبّل راسها وتمتم بعدها بـ برود مُعتاد عليه ؛ يمّه استأذنك ماشي انا ..
هزت راسها بالايجاب تُغلق المصحف وترفع نظرها بعدها له ؛ أذنك معك يا ولدي الله يفتح لك أبواب الرزق الحلال كلها يابعدي ..
تبسم يهمس بقوله "أمين" ويلف بنظره بعدها لزوجته "غيداء" اللي لا زالت تهز رجلها بغضب ، ومتكيه على يدّها بملل واضح ؛ بحاول أني ما أطول عليك عشان ماتشتاقين لكن أنتظري مني رساله !..
كان بداخلها رغبه كبيره بأنها تلكمّه بهاللحظه تلكمّه وتهدي بعض من الغيض اللي تحسه له ، بخاطرها ترد عليه برد قاسي لكن مو قدّام أُمه ، مو قدامها وهي تحترم وجودها ، وأكتفت بأنها ترمي نظره كره له ، و تشتت نظرها عنه بعدها
بشكل عبى ثِغره ابتسامه ، وتمتم بعدها يوجه نظره لأمه ؛ وينها ؟
تنهدت بضيّق ، وهي عارفه مين يقصد من قال "وينها" لأنه مايذكر أسمها ابدًا ، ولا مره نطق بأسمها لشدّه توتر العلاقه بينهم وتمتمت بتزفيره ؛ فوق بغرفتها .
هز راسه بـ زين يتوجه للخارج ، كان خارج وجواله قريّب من مسامعه ، وأنظار تراقبه من فوق ، كانت أنظار أخته الصغيره "إيلان" عليه ، أنظارها الحاقده تنظر له من فوق ، متكتفه وسط سواد عُيونها ، والحقد اللي يخرج منها ، كانت واقفه بثبات وأنظارها عليه كيف كان يتحاور مع هالشخص اللي بالجوال بإهتمام كبير ، لدرجه تستفزها تغيضها وتزيد كرهها له ، تكره حُبه للشغل تكره خوفه عليهم تكره السبب بحالته هذي ، أحيانًا يجتاحها شعور كبير بالكره له ، يجتاحها غضب منه ، لكنها لما تتذكر حُبه لها وهي صغيره يختفي هالكره ، يختفي بعضه ومو كله ، تنهدت بضيق تُغلق الستارة ، وترجع تجلس على الكنبه المُنفرده ، تضم رجولها لصدرها وتحاول أشد المحاوله بأنها ماتبكي تحاول تكتم هالشعور بداخلها ،
سرعان ماضج بسمعها صوت طرق خفيف على الباب ، مسحت دموع عينها اللي تعلقت برمشها وتمتمت بعدها تسمح له بالدخول ؛ أدخل؟؟.
دخلت غيداء تبتسم بحرج ورفعت يدّها تتحسس عِنقها ؛ عادي اجلس معك؟
هزت رأسها بالإيجاب تلف بنظرها لها ، بينما تقدمت غيداء تجلس على الكنبه المُقابله لها ، تشبك أصابعها ببعض وتمتمت بعدها بربكة ؛ إيهاب طلع
هزت راسها بـ أيه تنتظرها تكمّل حكيها ، وفعلًا أكملت هي ؛ قال بيتأخر على بال مايجي ، وقال بعد اذا بيجي بدري بيرسل لي رساله ..
هزت راسها بـ أيه ووضح على ملامحها أنها تنتظر نهايه لكلامها ؛ ايه ؟ وش استفيد من هذا كله؟
تنحنحت غيداء ، تعتدل بجلوسها بحيث تكون قريبه منها ؛ اقصد لو حابه نطلع سوا ، ساعه بس ونرجع للمكان اللي ودك
رفعت نظرها المذهول ناحيتها ، وكأن السواد اللي كان بعينها تبدّل تمامًا بلون جديد لون يدخل الحياة لهالانسانه ؛ كيف بنقدر والحراس؟
تبسمت غيداء ورجعت تتمتم بهمس ؛ نطلب تاكسي ونطلع من الباب الخلفي ... بيظنون أنّا من العاملات
هزت راسها بالنفي ورجعت تركي ظهرها للخلف من تذكرت غضب إيهاب اللامعقول ؛ لا غيداء خلاص انسي المـ..
ماسمحت لها تكمّل كلامها من تمتمت بإصرار اكبر بينما هي تتقدم ناحيتها تجلس على ذراع الكنبه عندها وتلعب بشعرها ؛ صدقيني الموضوع يستحق التجربه ! انا بقول للحراس بأني أرسلت العاملات يجيبون لنا اغراض من الصيدليه ماراح يشكون صدقيني !!!
تنهدت لثواني ، ولفت بنظرها للفراغ تفكر بهالموضوع ، ثواني بسيطه ولفت لها تنطق بأبتسامه ؛ نروح للبحر طيب؟
أبتسمت بأتساع تهز راسها بـ ايه ؛ من عيوني نروح للي تبغين بس وافقي يابنت !!
-
~ عند إيهاب
وقفت سيارته عند المكان المطلوب ، ولف بنظره بعدها للسائق اللي نزل يفتح له الباب لجل ينزل ونزل يربت على كتفه ويتمتم بعدها بخفوت ؛ خلك هِنا ..
هز رأسه بالايجاب وتمتم بينما هو يهز راسه ؛ أبشر طال عمرك .
تنحنح إيهاب يوجه نظره للباب الكبير قدّامه ، ورفع يدّه يعدل جاكيته على كتفه ويفتح الباب يدّخل بعدها ، وكأن هالمكان يخصه وله ، دخل يتوجه لمكان الرجال ، وكأنه حفاظ هالمكان تمامًا ، وحافظ هم وين جالسين حتى ، وقف قدّام الباب يرفع يدّه قاصد السلام وتمتم بعدها بصوته الجهوري ؛ السلام عليكم ...
-
~ عند أيهم وودّ
هدّت نارهم من مدّه وجلس هو على الارض يسمح لها تجلس جنبه من أشر لها بيدّه ، وفعلًا جلست جنبه ، كانت أنظاره على المدى وهي بالمثل ، كانت سانده راسها على كتفه ، وهو مُبتسم بصمت ، هدوء المكان ونسمة الهوى ، تسمح لهم ينعشون ذاكرتهم بذكريات جديدة حلوه وكلها فرح ، كان يحس بأن حمّل كبيـر أنزاح عن كتفه ، يحس بأن الحجر اللي يضغط على قلبّه اختفى ، صار صافي الذهن وكأنه مولود من جديد ، بمجرد ما أنه افصح عن شعوره عندها حس بهالشيء واخيرًا تكلمت معه ، اخيرًا انفتح هالموضوع لأول ولأخر مره ، كان يظنها ماتبي تتكلم عن هالموضوع لذلك مافتحه معها ماودّه يزيد ألمها أبدًا ، بلّع ريقه لوهله ينزل نظره لها بهدوء ، يخاف تكون نايمه ويزعجها ، لكنها ماكانت نايمه ، كانت أنظارها على يدّها و تلعب بالتراب بهدوء ، ولما حست بأنه ينزل نظره لها أبتسمت تنطق ؛ تبغى تروح ؟
سرعان ماوصلها ردّه من هز راسه بالنفي ورجع ينزل راسها على كتفه ؛ لا مابغى اروح خليك كذا ..
هزت راسها بـ إيه ورجعت تلعب بالتراب بيدّها ، كان كلامه يتردد بـ بالها ، خصوصًا موضوع إيطاليا ؛ أيهم
أبتسم لثواني يرد بالهمهمه ، بينما هي عضت شِفتها تنطق بتردد ؛ وين كنت طول هالسنين ؟
تنهد هو ، تنهيده عميّقه ، تذكره بسنينه الماضيه كلّها ، تمتم بهدوء وبينما هو مثبت نظره على يدّها اللي تلعب بالتراب ؛ كنت عايش عند أمي بالرضاعه مع أبوي واخوي فارس ، كانت أُمي بالرضاع تحبك وهي ماقد شافتك تدرين؟
أبتسمت ترفع نظرها له ؛ صدق؟ ابغى اشوفها واشكرها لأنها اهتمت فيك وحبتك مثل ولدها واضح من عيونك انك تحبها
أبتسم أيهم يهز راسه بالايجاب وأخذ يدّها يمسح التراب اللي على يدها بهدوء ؛ تشوفينها ان شاء الله بس نرجع الرياض باخذك عندها تفرح بك صدقيني ...
-
~نرجع لإيهاب
وقف قدّام الباب يرفع يدّه قاصد السلام وتمتم بعدها بصوته الجهوري ؛ السلام عليكم ...
أرتفعت الأنظار له بشكل جبره يبتسم ، من الذهول اللي يوضح على ملامحهم ، الاستغراب من حضوره ، ووقف سعد يتمتم بغضب ؛ مين أنت !!! كيف دخلت هِنا اصلًا !!
تبسم إيهاب يأشر بنظره على مكان محمد وعُدي ؛ اسال جدك عني ، أفا يامحمد ربيت احفادك يتكلمون بهالطريقه مع ضيوفهم؟ ياحيف بس ..
كان غاضب جدًا ، وزاد تعكير مزاجه تمامًا من دخول إيهاب بهاللحظه ؛ مانطرد الضيف حنا نطرد قليل المروه بس ، أنت أي واحد منهم؟
رسم شبّه أبتسامه ساخره على ثِغره ، ورفع يدّه يمسح شنبه ؛ انا اللي تختار أنت واللي تشوفه مناسب ، لكن تقدر تقول أني ضيف يمون ..
وتقدم بعدها يجلس بصدر المجلس يزاحمهم عليه ، تحت ذهول مُحمد ، وأبتسامه عُدي اللي يحاول جاهد يخفيها ، تمتم إيهاب بصوت مُستفز وعالي؛ وين القهوه ياولـــد !!
عض سعود شِفته بغضب شديد ، وأنظاره كانت بين عبدالله وإيهاب ، كان يقرأ شيء بعيون عبدالله ولما جاء إيهاب صارت عيونه عليه ، لكنه فضل السكوت ، وهالشخص ماهي أول مره يشوفه فيها ، كان شايفه بمكان بس وين؟ مايتذكر ، وكان يشوف إبتسامه عُدي اكثر شيء أستغربه ، شخصين كانو كاتمين ضحكتهم ، وماكانوا إلا "مُهند ، وبدر " تنحنح مُهند يمسح على ملامحه من شاف نظره سعود الحاده اللي توجهت له ، تبعد كل سبيل للضحك عن شِفته .. ورجع بعدها ينظر بـ إيهاب اللي كان يضحك مع القهوجي قدامه ؛ ايوه وش سبب هالجمعة؟ ترجعون العلاقات القديمه ؟ وانا وابوي تمحون أثرنا ! عيب والله عيب
تنهد مُحمد يشيح نظره عنه بعد ماحلل كل خليه بملامحه ؛ لا تقول انك ضيف يمون قول أنك ضيف ثقيل طينه .
سرعان ماتوجهت الأنظار ناحيه مُهند ، اللي وأخيرًا أنفجر ضحك ، وما أستوعب شيء الا لما صار المجلس هدوء الا من صوته ، تنحنح يمسح على ملامحه ؛ آسف آسف كملوا كملوا !
ميّل إيهاب شفايفه لوهله وثبت نظره على مُهند ؛ أنت المقاول ؟
هز مُهند رأسه بالايجاب وثبت نظره وسط عُيون إيهاب ، اللي كمّل بقوله وهو يأشر عليه ؛ ايه انت انت اللي موظفينك يشكون منك
ولف بنظره بعدها ناحيه سليمان ، ينطق بهدوء ؛ بنتك تشتغل عنده تدري ؟
كان قادر بكلمته أنه يُشعل الجو عندهم يزيد شُعلة الغضب بصدر سليمان ، ويشعل غضب هايف ، اللي كان اساسًا غاضب من لاشيء
لف سليمان بنظره الغاضب ناحيه مُهند ، كانت نظره كفيله بأنها توتر مُهند وتخلّق بقلبه الرُعب وكأنه مسوي غلط معها ، ولذلك تمتم بكل هدوء بالرغم من توتر ورجفه قلبّه مثّل الهدوء ينطق ؛ الشغل ماهو عيب ، وبنتك على عيني وراسي مايمسها شيء وهي بنت رجّال صاينه نفسها ومحتشمه ماعليها عيب واحد ، غايتك ماتصير لو هي ردى
تبسم إيهاب يهز راسه بالنفي ؛ ابدًا نيتي طيبه كنت اقول مدام بقلبك مشاعر لها ليه ماتطلبها الحين ؟ تزوجها وريح قلبك يارجال
رفع سليمان حواجبه بذهول يوجه نظره لمُهند اللي تلون وجهه بالغضب الشديد ، تلون وجهة ووضح هالشيء لهم لمُحمد ولعبدالرحمٰن لبسام ولهايف ، اللي كان يفور ، يفور غضب ، كان يشدّ على يدّه بغضب شديد كيف تنذكر أخته بهالشكل ويظل ساكت؟ هو من ذهوله ومن صدمته ماكان قادر ينطق بالحرف تصلبت حركته تمامًا حتى لسانه رُبط ولا قدر يسوي شيء غير انه يتابع ، كذلك الصمت وصل لمُهند اللي كان مصعوق تمامًا ماهو قادر ينطق بالحرف ماتوقع هالكلام منه ولا يقدر ينكره ابدًا وهو ناويها ناوي ياخذها لكن كيف بعد هذا كلّه؟ مُناها الحين بأنه يأخذ السيف المُعلق فوق راسه ويغرسه بقلبه ينهي حياته ومايرتاح بعدها ، ماكان قادر يحط نفسه بموضع شك ويحطها هي معاه لو أكد كلامه ، مايقدر يحرقها وهو مايعرف أبوها مايعرف تفكيره ولا يعرف وش مُمكن يسوي بها حتى ولو مانت بريئه من هذا كلّه ، ماكان عنده سبيّل غير سبيل واحد ومافيه غيره ولذلك تنحنح ينطق به ؛ لي الشرف أطلبها من الرجال
ولف بعدها بنظره ناحية سليمان يعدل أكتافه وينطق بهدوء ؛ أنا طالبك بنتك على سنه الله ورسوله ولك كل ماتبي ، ويشهد الله مابيني وبينها اي شيء خارج العمل مـ..
ماكمّل جُملته من ضرب عُدي عصاته بالارض يتمتم بحده وبصوت مُتحشرج يدّل على كبر سنه ؛ يكفي ! يكفي مهزله !!! انت وياه ! وبنتنا عارفينها ومثل ماقلت الشغل ماهو عيب ولا حنا شاكين فيها وحنا اللي مربينها على الأصول ، وبالنسبه لخطبتك مردوده !! البنت مخطوبه لولد عمّها!
ذهول عظيم صابه ، السيّف اللي كان عنده نيه يغرسه بصدر إيهاب صار بصدره هو وبدا يلعب فيه ، ماهي جُمله عاديه والسلام ماهي جمله بسيطه يقدر ينساها والحين؟ تذكر كلمته لأمه لما قال " حُب عابر انساه مع الوقت لاتشيلين همي " صار متأكد! متأكد بانه مُستحيل يكون عابر وهذا شعوره على موضوع خطبتها ، كانت عيونه على عُدي اللي ارسل سيوفه لقلب مُهند ، أرسلها ومافكر فيه كيف يمكن تسبب جُمله بمقتل أنسان؟ أنسان كان يحب الحياة ؟ كيف جُمله كافيه بأنها تطفي نوره ؟ تحرق قلبّه وتتفنن بحرقه ؟ كان يتعرق بشدّه رغم نسمات الهوى البارده ، لو زفوا له خبر موته خلال ساعات ماحس بهالألم ماحس بالجرح يدمي قلبه بهالشكل ، كيف تكون لغيره ؟ كيف تكون لغيره بعد ما وافقت تربط قلبه معها ؟ كيف تسرق قلبه وتروح لغيره ؟ كيف وهو يخطط لمُستقبله من الحين؟ كيف وهو تخيل عدد عياله واسماءهم حتى !! اخذت معها قلبين وتركت له الأسى ، تركت مكانها فاضي ، يكون اهون لو ماوافقت لو ردته لو رمت الشتائم عليه ، بيكون الالم أخف وقتها ، بيمشي الوقت وبيرجع يحاول فيها يحاولها توافق يحاولها تعيد تفكيرها ، والحين يكتب اسمها جنب غيره ؟...
-
"عطوه حقّه 🤍"
أنت تقرأ
ياوش بقى بعطيك مني ولا جاك ماباقيٍ الا روحي احيا بها لك
Poetryانستقرام rwiloq لا أُبيح أقتِباسها أبدًا