الجزء 45

34.8K 618 248
                                    

-
~ بعد مرور ثلاثة أشهر ، المستشفى
رفع نظره للدكتور قدّامه الدكتور اللي كان وجهه مُتجهم بمثل كل مره يحللها فيه او يدخل عندها فيه ، ذاته الدكتور اللي كان يبشره قبل أربعة أشهر بأن المرض سهل علاجه ذات الدكتور اللي زرع فيه الأمل بخصوصها ذاته الدكتور اللي الحين يبلغه بأنها فارقت الحياة ؟ بس كذا ؟ أنتهت حياته بهالسهوله؟ماعادت هي موجودة؟ ماعادت هي تساعده على العيش تساعده يكمل يومه والحين ؟ راحت ومابقى الا أثرها ، هز راسه بالنفي بعدم تصديق ؛ لـ لا لا ملأ ماراحت ملأ مـــاراحـــــــت !!!
عض بندر على شفته يحاول يمنع سيل دموعه قدام زوجها وقدام اهله يحاول مايبكي قدامهم يحاول مايبين ضعفه قدام امه وابوه وجده وباقي العائله
تقدم ليث ناحية أخوه يسحبه لحضنه يبكي على كتفه يوجعه قلبه وبشدّه على أخوه يوجعه وبقوه مايصدق بأنه الآن منهار مايصدق بأنه الآن يبكي ربت على ظهره بهدوء وتمتم بعدها بهمس ؛ اذكر الله ياغيث اذكر الله وتعوذ من إبليس راحت للـ..
ماللحق يكمّل كلمته من دفعه غيث للخلف دفعه بقوه ورفع أصبعه بتهديد ناحيته ؛ ماراحت ملأ ماراحت ملأ ماتتركني بهالبشاعه !! ماتتركنيي ليــث ليــث تكفى قول كذب قول ماماتت تكفون تكفون تكفون !!
كان يصرخ بشكل مُرعب يصارخ مع كل كلمه يقولها يصارخ كأنه فقد عقله كأنهم أخذوا عقله مو زوجته ضرب الجدار خلفه برجله ولكمّه لأكثر من مره يحاول يهدي نفسه يهدي غضبه يهدي اي شيء من الشعور اللي يحسه بدون فايده ، كان منهار قدام عائلته كلهم من كبيرهم لصغيرهم منظره مُدمع للعين منظر بشع جدًا مايدرون يوزعون حزنهم على ملأ ولا على اللي بيضيع من بعدها ؟ يدعون لها بالرحمّه ولا يدعون لقلب غيث اللي منهار من بعدها ؟ يزعلون على بندراللي بيفقد اخته الوحيده وفرحته ؟ ونيسته وقت حزنه وصديقه طفولته اللي كان بوقت لعب عيال عمانه بالكوره مع عيال الحاره كان هو يلعب معها ينبسط معها ويسولف ويلاعبها ويداعبها كونها ماكانت تحب تلعب مع الباقي بصغرها أيامه معها بتكون ذكرى وبس؟
جثى على ركبته بألم وضعف وقل حيله نزل على الأرض يجهش بكي ينزف دموعه طول السنين دموعه اللي ماكانت تنزل ابد ماكان يسمح لها تنزل ولو بدون علمه مايتذكر متى اخر مره بكى فيها مايتذكر انه بكى على شيء رغم كل الأشياء اللي مر فيها مابكى أبدًا والحين ؟ يبكي ولو مابكى بيكون شخص ضعيف فعليًا لأنه مابكى على أخته ، كان يبكي بشدّه يذرف دموع كثيره دموع كانت بخاطره لها سنين والحين سمح لها تخرج ليه ماتخرج كلها دفعه وحده ؟ ، كان يسمح اصوات من حوله أصوات كثيره مايستوعبها أصوات تزيد نار قلبّه تشبّ ضلوعه كان يحس بأن فيه احد جثى قدامه كان يحس بأن فيه احد يربت على كتفه وفعلًا كان أبوه اللي كان يبكي بنته ، بنته اللي تركها طول فترة تعبها تركها بسبب أشغاله الكثيرة والحين هو يموت من شعور الذنب اللي بداخله شعور سيئ جدًا يحسه بهاللحظه ..
-
~بالطرف الآخر
ماكانت قادره تستوعب كلامّ الدكتور أبدًا ماكانت تشوف اللي حولها بلحظه وحده بس بلحظه وحده دارت الدُنيا فيها دارت بشكل يعور القلب هي أيضًا يساورها شعور الندم بكثير من الأحيان لأنها ماكانت تباعد زوجها كانت مثله بس هي كانت تزورها ساعتين وتمشي ماكانت تعتقد أن هالمرض بياخذها منها ماكانت تعتقد أنه بيبعدها عن بنتها ماكانت تعرف بأن الشعور سيئ شعور أنك تفقد أحد أبنائك أمر شعور مُمكن يمر فيه أي أنسان كيف هي ؟ كيف هي وهي ماكانت تشوفها الا ساعتين ؟ هي كانت تغيب لأنها تشوف مُداراة غيث لها ولأنها ظنت بأن غيث هو اللي تحتاج كانت تطمن نفسها بقولها ( غيث عندها ماله داعي وجودي معهم ) بس الحين؟ لو يرجع فيها الزمن شهرين وراء والله ماتتركها لو يوم الندم مايفيد بعد الخسارة مايفيدّها أبدًا ، أختل توازنها بمجرد ماسمعت الدكتور ينطق بهالكلام أختل توازنها وسندتها وجد اللي ماكانت أقل شعور منهم كانت تسندها بينما هي تحاول توقف دموعها سندتها لحد ماجلستها على أحد الكراسي بالخلف وجلست جنبها يدّها على ظهرها واليدّ الثانيه كانت ماسكه فيها يدّها ..
-
~بعد مرور يومين ، غُرفة غيث
كان متمدد على السرير ومعصمه يغطي فيه عُيونه وكامل تفكيره محصور فيها كان يتردد لمسامعه طول اليومين اللي راحوا كلمتين (احسن الله عزاكم ، الله يرحمها ويعوض شبابها الجنة ) ابغض كلمتين على قلبه أكثرهم كُرهًا كيف لو كانت هالتعزيه تنقال له عن حبيبته ؟ شعور مُر يحسه بهاللحظه وطول هاليومين ماخف هالشعور ، نزلت دموعه غصبً عنه من مّر طاريها عليه من مّرت هي مثل طيف بخياله كيف كانت تبتسم وسط فُستانها كيف كانت تناظرله لأخر مره قبّل تحضنه ، أدمت قلبّه هالذكرى وشبّت ضلوعه مايتحمل أكثرمايتحمّل الضعف اللي يصير من دونها
شدّ على نفسه يوقف بيتوجه لمهربه بعيد عن هالكلمات البغيضه اللي كان يسمعها ، خرج من غُرفته على صعود أُمه له وبيدّها صينيه أكل
لمحت بأنه كان مستعد ونيته الخروج ولذلك نطقت بأسى ؛ غيث يمّه وين رايح ؟ كول شيء طيب قبل ماتطلع ، غــيــث!!
ماكان يسمعها ولا كان يستوعبها أبدًا وكل اللي يشوفه هي ولذلك خرج بدون مايعير لها أي إهتمام وكأنها طيف عابر مر عليه ، خرج والغضب يلون ملامحه خرج ودموع عينّه تعبي خدّه ، خرج يتلثم قبل يوصل لسيارته اللي كانت مركونه قدام الباب ، الباب اللي يتوقع ومتأكد من وجود معزين قدامه كون العزى كان بيومه الثالث ، ركب سيارته وحرك بكل سرعه كان يحرق كفرات سيارته وكأنه يحرق قلبّه وكأنه يخفف عن شعوره بهالطريقه
مايدري شلون أنطوى الطريق ووصل للمقبّره لقبرها تحديدًا ، سرعان ماعقدّ حواجبه من لمّح وجود شخص عند قبرها شخص متلثم بنفس طريقته وحاني نفسه على قبّرها ، تقدم بخطوات بسيطه ناحيته وعَرف هو مين من صوته ومن الكلام اللي ينطق به
( انا اسف يابنتِ سامحيني تكفين ، سامحي تقصيري معك سامحي جهلي تكفين سامحيني رحتِ وأنتِ زعلانه مني صح؟ انا اسف والله اسف )
سكتت حروفه من حس بظل احد خلفّه واللتفت وشافه قدّامه كان متلثم مثل طريقته وعيونه شديدّة الحُمره دليل نار جوفه ودموعه ، جثى عنده على ركبّه وثبت كفوفه على تراب قبرها ، قبل يومين بس كانت يدّها بيدّه قبل يومين بس كانت بأحضانه قبّل يومين كان يسمع صوتها ، كيف حصل ؟ كيف حصل وصارت تحت التراب وسط قبرها ؟ لو كان يعرف بموتها والله مايسمح لها تدخل غُرفة العمليات مايسمح لها تخوض هالعملية اللي كانت نسبة نجاحها عالية ، هو يحط كامل اللوم عليه لو ما أنه سمح لهم يجرون لها العملية لو أنه رفض وغيّر المُستشفى لو أنه اخذها تعيش باقي أيامها معاه تنام على صدّره تشكي له وتسولف له تلعب بشعره وبذقنه مثل عادتها بأخر ثلاث شهور قضاها معها كانت اقربّ له من أي شيء ثاني ، واللي يزيد نار قلبّه ذكراها لما حكت له عن حُبها له وعن أنها ماكانت تشوف بقلبُها
كيف قالت له بأنها ماندمت أبدًا لأنها بصمّت على عقد زواجهم ماندمت أبدًا أنها ربطت أسمها بأسمه حكت له عن مُستقبلهم مع بعض بعد ماهي تتشافى تمامًا من مرضها بعد ماتهزم مرضها وتكون معاه وزوجته ، ضرب الارض عنده بكفه ضربّها بكل قوته ضربها يلومها على مُعانقة حبيبته يلومها على أخذها لحبيبته ضربها ينفض غبار الأرض ويكون سحابه غُبار حوله
وكلّه تحت نظر أبوها يلي مايستغرب حالته أبدًا كونه كان يشوف الحُب بعيونه يشوف هي وش تعني له ، سحّبه لحضنه سحبه يربت على كتفه بدون مايسمع له الكلمه وبدون مايتكلم فقط كان يربت على كتفه بينما هو غارق بدموعه ..
-
~ وسط مّجلس عُمر
ومابين المُعزين كان جالس هناك وسط نظراته الضايعه بين الحضور القهوجيين والدلال الرايحه والجايه الضيوف اللي يدخلون مع الباب وعلى لسانهم كلمه وحدّه يتمنى يموت ولايسمعها ( احسن الله عزاكم ) كان متوقع بأنه بيموت قبّلها بحكم مهنته الخطيره لكن ماحصل ماتت هي قبّله تركته لحاله ، كان يكتم غصته طول اليومين اللي راحو اخر واول بُكاء بكاه بالمستشفى ولاعاد نزلت دموعه بعدها ، رفع نظره للجماعه اللي دخلوا جماعه آل سائد اللي داخلوا واللي فز لهم المجلس كلّه بأستثناء جدّه "عُدي " اللي ماتحرك من مكانه لكن الذهول واضح على ملامحه لأول مره يشوفه بعد ذيك الحادثه وبعد دخوله للسجن لأول مره يشوفه بعد كل هالسنين
كان يسترجع ماضي هالذكرى بهاللحظه
-
~ قبل أكثر من ٣٠ سنه
كان جالس وسط بيته وسط عياله وسط تضاحيكهم وسط سوالفهم الكثيره
وفجأه تبدل هذا كلّه بخوفّ ورُعب من الباب اللي يُطرق بكُل قوة والكلام اللي يسمعه من الشخص اللي عكر صفوه واللي كان يصرخ بكلمات كثيرة ؛ افتحوا الباب شُرطة ! ، عُدي ندري أنك داخل سلّم نفسك أحسن لك !!
نظرات الخوفُ من عياله ومن زوجاته تزيد حنقه تزيد بُغضه لمحمد اللي كان سبب بسجنه بدون أدنى حق ، مرارة هالذكرى عليه قويه جدًا ، كيف تبدل هالشخص من أقرب الناس له لألد اعدائه ؟ كانوا يتشاركون صديّق
لحد ماماتّ هالصديق اللي بظن مُحمد بأن عُدي هو السبب بوفاته ولذلك دخلّه السجن حاول بكل وسيلة وبكل طريقه لحد ماقدّر يدخله السجن وكونه كان فاهم بالقانون أكثر من غيره قدّر يمدد سنوات سجنه لـ ٧ سنوات بتُهمه  التحريض على القتل وكونه كان عسكري وله علّم بهالقضايا وعقوبتها اعفوه من شغله وزادوا سنوات سجنه لحد ماصاروا ٩ سنوات وأربعة أشهر
تسع سنوات قضاها بعيد عن أهله بعيد عن عائلته قضاها بالسجن بينما عياله يكبرون بعيد عن نظره ، يبغضه أكثر من أي شيء بهالحياة يبغضه وجدًا لسببين السبب الأول بأن ولدّه مُهاب تسبب ببُعد بنته عنه والسبب الثاني دخوله السجن ، وبعد دخوله السجن بسبب مُحمد تجي بنته تقوله أنا احب ولد ألد أعدائك؟ وتصدمه كذا ؟ كيف بيوافق كيف بيقولها عن ماضيه ؟ كيف بيقولها مابيك تتزوجينه لأنه دخلني السجن ؟ كيف بيصارحها؟ كانت هي بنت الـ ٣ سنوات وقتها وكبّرت بعيد عن عينه ولذلك يحبّها اكثر من أي شيء ، وعى من دوامه أفكاره على صوتّ عُدي الواقف قدّامه واللي ملامحه كانت ساكنه تمامّا مّد يدّه يصافحه وينطق بعدها بهدوء مُريب ؛ سلام عليكم ياعُدي ؟
ردّ السلام بدون مايصافحه وأبتسم محمد بسخرية وجلس جنبه ، ويمينه بالتحديد وكأنه بيزيد حنقه وحرقته بهالحركة ، كان بيتلكم بينطق لولا دخُول شخص أخر من الباب شخّص مايعرفه أبدًا لكن بداخله شعور بأنه يعرفه جيدًا شخص كان مابين الـ ٣٠ سنه الى الـ ٣٤ سنه ، كان يحاول يعرفه للحد اللي نطق هالشخص بالسلام وهو هِنا عرف هالشخص مين يكون وهالصوت يشبّه صوت مين ؟ وقف بأستقامه يسّتقبّل هالشخص اللي قدّامه يصفاحه يسأل عن أحواله وأخرها سأل عن أسمه يتأكد من اللي بباله وفعلًا تأكدت شكوكه من نطق هالشخص بأسمه وسط ملامحه المُتفحصه لعُدي وكأنه ينتظر رده على الأسم اللي نطقه ؛ معك إيهاب بن خالد آل نَهار
أبتسامة وسيعه ظهرت على ثغره أبتسامه توضح لإيهاب عن ما بداخله
أبتسم عُدي يأشر له بالدخول وسط سلّام الكل له كل الحضور وقف له وعزى الأشخاص المعنيين وكأنه عارفهم ودارسهم أكثر من أي شيء ثاني عزاهم وسط أستغراب عُدي بأنه يعرفهم جميّع..
-
~بالداخل عند ودّ
كانت مهلكة وحيل ماكانت تنام كويس من الكوابيس اللي تجيها ماكانت ترتاح بجلوسها لوحدها كونها كل ماتجلس بمّكان لوحدها تتذكره وتفكر فيه ولذلك هي تشغل نفسها بأي شيء قدّامها تساعد العاملات على القهوه وتساعدهم على التقديم وبكُل خطوه تخطيها كانت تذرف دموعها ، ماتعرف كيف هي صابره وسط ألمها كلّه ماصار لهم شهر دافنين خديجه والحين دفنوا ملأ ، كل الأشياء السيئه تجي وراء بعضها مثل مايقولون المصائب لا تأتي فِرادى ، ماكانت قادره تتحملهم أبدًا ماكانت قادره تجلس بينهم براحة كل تفكيرها تغير كل تفكيرها محصور فيه "كيف لو مات هو؟ كيف لو مات وانا زعلانه منه ؟ كيف لو مات وهو بعيد عنها ؟ " ماكانت قادره تطرد هالفكره من بالها أبدًا ، زفّرت بضيق ووقفت بعدها تصعد الدرج تدور أي مكان خالي تقدر ترتاح فيه ، لمّحت  زوجة عمّها عُمر " سناء " اللي كانت متمدده على الكنبه العريضه اللي تتوسط الصاله العلويه وحاضنه وشاح قريّب من صدرها هي عرفت لمين هالوشاح من لونه عرفته لأنها لمحته عليها قبّل
شعور مُر يساورها بهاللحظه شعور بشع وجدًا ، تشتاق له وحيل بعد مو شوي لكنها مُستحيل تتنازل له وخصوصًا بعد أخر حِوار دار بينهم مُستحيل تبادر ومستحيل تكلمّه ، اللي سواه مو شوي أبدًا مو شوي ، تنهدت بضيّق شديد وساقت خُطواتها بعدها ناحيتها ناحيه سناء اللي كان واضح من ملامحها بأنها نامت وهي تبكي ، ماتعرف تواسي أبدًا ماتعرف وش المُمكن تقوله بهاللحظه ماتعرف وش تسوي أبدًا ، سحبت الشرشف من الكنبه المُنفرده قدامها وتوجهت ناحيه الكنبه اللي كانت هي متمدده عليها بخطوات حَذره وحريصه جدًا نزلت الشرشف عليها بهدوء وتنفست الصُعداء من غطتها بدون ماتزعجها أبدًا ، تراجعت للخلف بحذر لحد ماوصلت للدرج ونزلته بعدها ماودّها أبدًا تمّر المجلس اللي يعج بالضيوف أبدًا ماودّها تمّره أبد ، عضت شفتها بربكه من شافت قدّامها "سلمى ، وتولين " اللي كانو يعدلون حِجابهم قدام مرايا السيب قبّل يدخلون المجلس ، أبتسمت تولين بأتساع من لمحت أنعكاسها على المرايا ولفت لها تنطق بهمس ؛ ودّ ! تعالي تعالي !
زمت شفايفها لوهله ورفعت طرف فُستانها اللي كان خالي من أي زينه وغارق بسواده ، وتقدمت لحد ماصارت مُقابل لتولين اللي استقبلتها بالأحضان ، أحضان الشوق كونها ماشافتها طول الثلاث شهور اللي راحو الا مره وحدّه ووقتها كان عزى خديجه وبعدها ماشافتها أبد فقط رسائل سؤال عن الحال وبس ، همست بأذنها بتفحص ؛ كيفك ؟ أن شاء الله أحسن أكتفت بأنها تهز راسها بالإيجاب وبس ، بعدت عنها تولين بعد ما أخذت كفايتها من هالحضن ورجعت تبتسم لها وهذا اللي تقدر تسويه بهاللحظه
أبتسمت ودّ مُجامله من طاحت عينها على سلمى اللي كانت متوجهه ناحيتها من عرفت بوجودها ؛ كيفك يا أُمي ؟
ابتسمت ودّ غصب ونطقت بخجل ؛ بخير يا أُمي بخير إنتِ كيفك ؟ وكيف هتّان ؟
ابتسمت سلمى وتراجعت خطوه للخلف ؛ الحمدلله كلهم بخير وعافية تسلم عليك هتّان وتقولك سامحيني ماقدر أجيك تعرفين بنهايه حمّلها ومنومه بالمستشفى
ابتسمت ودّ ونطقت بنفس هدوئها ورزانتها ؛ الحمدلله ، لاتشيل همّ مانعتب عليها الحلوه الله يقومها بالسلامة يارب وتشوفين حفيدك بألف صحه وسلامه
ابتسمت تولين بأتساع وتمتمت بعدها ؛ يالله وش كثر متحمسه لشعور العمّه ابغى كذا صغنون يناديني عمة
ابتسمت ودّ ونطقت وسط خجلها بهاللحظه ولاتعرف سبب هالخجل كلّه ؛ الله يقومها بالسلامة يارب ، ادخلوا حياكم
هزت سلمى راسها بالإيجاب وتوجهت للداخل مع ودّ ، بالرغم من أنها ماكانت تبغى تدخل عندهم أبدًا لكن غصبّ عنها دخلت معهم.
-
~ المُستشفى عند هتّان
كان ثاني يوم لها بالتنويم بحكم أنها خلصت الشهر التاسع وبتدخل العاشر وهي لسا ماولدّت ولا جاها طلّق ، كانت تقرأ كتابها قبل لايرجع بسام من التعزيه ، كانت تحاول تمرر الوقت وتتجاهل الألم اللي تحسّه كونها ماهي أول مره تحس بهالألم ، عضت شفتّها بقوه من حست بتبلل بمفرشها وهنا تأكدت بأنه ماكان مثل شعورها قبّل أدركت بأنه جاء موعدها ، صرخت بأسم الدكتورة وبأسم بسام وبأسماء كثيرة لشدّة ألمها وتعبها بهاللحظه
كانت تشوف الممرضين كيف يدخلون بسرعه ويحاولون يرفعونها عن الكرسي وكيف كانو يحاولون يهدونها لكنها ماكانت تسمح لهم يقربون كانت تصرخ فيهم وتعض يدينهم وتبعدهم ، سرعان مازفّرت الدكتوره بغضب ولفت للممرضه عندها ؛ مين بسام ؟ ناديه خليه يجي
هزت راسها بالأيجاب وركضت للخارج تتصل بـ بسام اللي قبّل مايطلع من عند هتّان حرص على الممرضه أكثر من مرّه لو حصل شيء تتصل فيه واعطاها رقمه حتّى ، كان هو وسط الرجال ولاقدر يردّ عندهم وكون هالرقم ماكان مسجل ماتوقع ولا واحد بالميه يكون من المستشفى ، أول ماسمع أسمها قفل المُكالمة وركض بكل سرعته لسيارته وحرك بعدها للمستشفى
مايعرف كيف انطوى الطريق ووصل مايعرف كيف قدّر يوصل بدون أي حوادث ، وقف السياره قدّام باب المستشفى ونزل من السياره بكل سرعته حتى أنه ماقفلها لشدّة توتره بهاللحظه ، كان يتعرّق بشكل كبير ويدّه ترتجف
نبض قلبّه بشدّه من دخل السيب اللي يوصل لغُرفتها كان يعج بالناس وكلهم أنظارهم على غُرفتها اللي ماكان يوضح اللي بداخلها من الممرضات اللي يجتمعون عند الباب ، بصعوبه قدّر يدخل من بينهم بصعوبه وصل لعندها كانت ترتجف وتبكي ويدّها تشدّ على الدكتوره جنبها الدكتوره اللي كانت تحاول تهديها وتحاول تقنعها تدخل غُرفة العمليات بدون زوجها بدون فايده ابتسم غصبّ عنه من أبتسمت هتّان وسط انفاسها ووسط شهيقها وزفيرها ووسط ملامحها شديدة الحمره ووسط دموع عينها ؛ يلا يابابا جيت جيت لاتعاندين
عضت شفتها بقوه لشدّه الألم ولأنها ماتبغى تصرخ أبدًا يكفي الصريّخ اللي صرخته قبل دخوله يكفي الأزعاج اللي سببته ، ساعدها تجلس على الكرسي وتوجهوا بعدها لغُرفة العمليات ، كانت طول ماهي على السرير تكلم المُمرضه عندها بالرغم من ألمها وبالرغم من أنها تحاول تلتقط أنفاسها بين الكلمه والثانيه وكل كلامها كان عباره عن (بسام وين ؟ لــيــه ماجاء ؟ماراح يجي تكذبون علي ؟) وكان كلام المُمرضها لها ( بيجي ياماما بيجي بس لازم يلبس قُفازات قبل يدخل لازم يتعقم كويس ) لكنها كانت تكذبّها بكل كلمّة تنطقها حتى أنها كانت تشتمها وكثير شتائم وكونها ماهي أول عمليه تخوضها وماهي أول وحدّها تشتمها وسط غُرفة العمليات تعودت عليهم وماتلومهم أبدًا لأنها جربت وكانت بنفس مكانهم والألم كان لايُطاق أبدًا
ولذلك هي تعذرهم ، أتسع مبسمها من أنفتح الباب ومن دخل زوجها ونطقت بعدها لهتّان ؛ هاه شوفِ جاء زوجك أنا مو كذابه !
صرخت هتّان بغضب من صارهو جنبها ؛ ليش تأخرت ؟ آهه لـيـه ؟؟
كان بيتكلم لكنها أشرت له بالسكوت ونطقت بعدها بغضب ؛ أمسك يدّي
هز راسه بأسى ومسك يدّها بعدها بالرغم من توتره بهاللحظه الا أنه متطمن وجدًا بأنه بيكون معها بغُرفة العمليات بيكون معها وبيشوف طفله ، كانت أصعب نصف ساعه تمر عليه كان تحت ضغط كبير كبير جدًا ، صراخ هتّان وآهاتها تخوفه وتربكه جدًا هو أساسًا متوتر لكن مع صراخها يزيد أضعاف ، بلحظه وحدّه أختفى صوتها تمامًا أختفى وكأنها فقدت وعيها لف بنظره الخايّف ناحيتها وسرعان ماسكنت ملامحه  وزفر براحة لأنها كانت بوعيها وعرف هي ليه سكتت من سمع صوت بُكاء لكن ماكان بُكاها صوت بُكاء طفل لف بنظره للدكتوره اللي كان بيدّها ملاك صغيره يبكي ، ملاك صغير ياكل القلب شعور غريب يحسّه بهاللحظه شعور يربك قلبّه بشكل مهول ، رفع نظره المذهول للمُمرضه اللي نطقت وسط تعبها ؛ مبروك ماجاكم مبروك جاتكم قمر أسم الله عليها
أبتسم بأتساع ونزل نظره لهتّان اللي كانت تبتسم وسط ذبول ملامحها تبتسم تاره وتاره أخرى تضحك فيها لشدّة فرحها تقدمت الدكتور ناحيتهم بعد ماقصت الحبل السري ونزلت البيبي على صدر هتّان بعدها تسمح للطفله تتعرف على أمها ..
-
~ نرجع لقبّل بوقت عند ودّ وسط مجلس الحريم
كانت جالسة ويمينها تولين وغصبّ عنها شدّها فضولها ناحيه جوال تولين لأنها لمحت أسم الشخص اللي هي تتراسل معاه ولأنها بتموت وتعرف أخباره غصبّ عنها تسرق النظر لجوالها كانت مُحادثتهم أغلبها من تولين وكلها أسئله عنه هو وينه ؟ ، افطرت ؟ ، تغديت ؟ ، تعشيت ؟ بتجي ؟ ، وينك ؟ تعال اليوم ؟ ، سعود أمي تسأل عنك ! ، وكلمات كثيرة كثيرة غيرها ، وكان هو يرد عليها بتسجيل صوتي تمنت بأنها تشغل واحد منهم يهدي شوقها تمنت بأنه يسأل عنها او يقول أي شيء يخصها لكن ماكان منه أي شيء يخصها
- "سعود جيت بيت ابو بندر ؟ "
-"إيه مريّتهم أليوم "
- أبتسمت بينما هي تكتب " طيب عادي ارجع معاك ؟ اشتقت لك مرّه !"
-زاد مبسمها أتساع من رد هو بكلمّة " زين "
تنحنحت لوهله وقفلت جوالها ، بعدها تنتظره يرسل لها بأنهم يمشون أو اي كلمّة أُخرى ، ميلت شفتها من اهتزاز جوالها دليّل وصول رساله
وسرعان ماتلونت ملامحه بشدّه من هالشخص المُرسل واللي كانت مسجلته بإيموجي القلب الأحمر " صحيت " ، وضحت ربكتها لودّ جنبها وضحت حتى رجفّة شفتها بهاللحظه ، وأبتسمت ودّ لوهله من الذكرى اللي مرتها لما كان سعود يداوم ولما كان يرسلها كل يوم " اذا صحيتي ارسلي لي " وكانت هي ترد بنفس ردّ سلمان بهاللحظه ، تعرف بأن ملكتهم صارت بالشهر اللي طاف وطبعًا هي ماحضرت ولا فكرت حتى ، هي ماتعرف إذا سعود حكى لهم عن اللي صار بينهم لكن بما أنهم يتعاملون معها طبيعي مابتشك بأنه حكى لهم ولو أنها تعرف سعود ولو أنه هو سعود نفسه ماراح يحكي عن مشاكله معها لأهله ومستحيل يحكي لهم بأنها تطلب الطلاق لأنه مابيطلق
ومستحيل يطلّق ، وجهّت نظرها لترف اللي كانت مُقابله لها واللي كانت تناظرها بنظرات هي تعرف معناها لكنها تتجاهلها وكأنها غير مرئيه بالنسبة لها ، ماكانت توعي أحد أبدًا وأنظارها كانت على ترف قدّامها حتى أنها ماحست على تولين اللي وقفت ماحست عليها لحد مانزلت تولين يدّها على كتفها رفعت نظرها لها كونها كانت واقفه ، انحنت تولين وهمست قريب من أذنها ؛ تعالي برى بكلمّك
هزت راسها بالإيجاب وسط ضياع عيونها ووسط نُعاسها الشديد ووقفت معها كانت ماسكه بيدّها وتمشيها للخارج وقفت خطوات تولين بعد خروجها وأبتعادها عن الباب ولفت لها تنطق بتفحص ؛ ودّ معك دقيقتين بس دقيقتين تشرحين لي وش صاير بينك وبين سعود ! ولاتحاولين أبدًا تكذبين علي لأني أدري بينكم شيء ! ملامحك وغياب سعود توضح ! يعني مافي مجال تكذبين أبدًا ! ودّ
عضت شفتها لوهله ورفعت يدّها تمسح عُنقها بربكة وسكتت لثواني تحاول تفكر بطريقة تهرب فيها من هالسؤال ، مسحت طرف أنفها ورفعت نظرها بعدها لتولين ؛ ينفع ما اقول ؟
هزت راسها بالإيجاب وحاوطت كتوف ودّ بعدها ؛ بس أسمعيني مهما كان اللي صاير بينكم لاتسمحين له ينهي الحُب اللي بينكم اسمعي قلبّك ودّ اسمعيه !
هزت راسها بـ إيه ونطقت بعدها تضيع الموضوع ؛ بتمشين ؟
هزت راسها بالإيجاب ؛ بطلع مع سعود تعالي معانا؟ ماما قلت بروح مع أبوك يعني بس انا وإنتِ وهو تعالي تكفين ننبسط سوا اشتقت لكم مع بعض
هزت راسها بالنفي ونطقت بالنفي ؛ ماقدر عارفه الوضع عندنا
هزت راسها بالنفي ونطقت بإصرار ؛ لا ودّ لا بتجين يعني بتجين كم لي عنك ؟ صارلك ثلاث شهور بعيده ودّ اذا لي خاطر عندك تعالي معانا !
تنهدت ودّ لوهله ونطقت بعدما ثبتت يدّها على خد تولين ؛ توليني خاطرك يسوى بلد عندي بس صدقيني هالمره ماقدر
هزت راسها بالإيجاب وأبتسمت بعدها تودعها وتخرج لسعود اللي أرسل لها بأنه ينتظرها عند الباب
ركبت السيارة جنبه ونطقت بالسلام بعدها ، بينما هو لف لها ينطق وسط مبسمه ؛ وعليكم السلام ، بسام جاته بنت نروح له ؟
شهقت بذهول ونطقت بعدها بحمّاس وهي تربط حزام الأمان ؛ أيوه أيوه وديـنــا
ضحك هو بخفّه وشغل السيارة يحرك بعدها ، وأخيرًا حصّل الخبر اللي يخليه يفرح وشديد الفرح وأخيرّا حصّل الخبر اللي يخلي ثِغره مُعبى بأبتسامته ، كان ودّه يسألها عن ودّ ودّه ياخذ أخبارها لكن أبدًا مو وهو مايبي يحسسهم بوجود شيء بينه وبينها ، نصف ساعه بس ووصلوا للمُستشفى
كان جواله عند مسامعه ويدور على بسام بين الممرات أبتسم من لمح بسام واقف بالممر وجواله عند مسامعه ، نطق بعدها ينهي المكالمه ؛ خلاص خلاص لقيتك
ثبت الجوال بعدها بجيب ثُوبه العلوي وأبتسم بعدها يفتح يدينه ويعانق بسام ويربت على كتفه بعدها ؛ مبروك ماجاك ياحبيبي مبروك
أبتسم بسام وسط توتره ووسط نبض قلبّه الشديد ، شعور غريب يحسه بهاللحظه غريب عليه بأنه يسمع هالجمله اللي توضح له بأنه ماكان يحلم أبد ؛ صرت أبُ سعود صرت أب !!
ضحك بخفّه وهز راسه بالأيجاب ، وأفسح بعدها مجال لتولين اللي كانت تمسح دموعها تجي جنبهم ، يتعانقون ثلاثتهم مع بعض وضحك بسام ينطق بعدها لتولين ؛ بكاية أنتِ؟ ليه تبكين أفرحي صرتي عمة !
رفعت يدّها تضرب صدره وبيدها الثانيه كانت تمسح دموعها ؛ أبكي من الفرح طيب أبكي من فرحتي أخيرًا
شهقت بقوه من تذكرت شيء ؛ وهتّان هتّان كيفها ؟
ضحك هو بقوه من تذكر حالتها معاه بغُرفة العمليات وتنحنح بعدها يحاول يوقف ضحك ونطق بينما هو يحاول يوقف ضحك ؛ بخير بخير لاتخافين مثل الحصان ماشاء الله
أبتسمت تولين بأتساع وسط نبض قلبها لشدّة حماسها ؛ وين النونو أبغى اشوفها
رفع بسام حواجبه بذهول ونطق بعدها وسط ذهوله ؛ وبنت عمك ؟ ماتبين تشوفينها ؟
رفعت اكتافها بعدم إهتمام ؛ مليت منها زوجتك أبغى اشوف الوجه الجديد بسام تكفى
سرعان ما أنفجروا ضحك عليها أنفجروا ضحك لدرجة أبتسمت هي تعدل عبايتها من توترها من ضحكاتهم
تنحنح بعدها بسام ينطق وسط مبسمه اللي مايغيب أبدًا ؛ نشوفه ليه مانشوفه بس ودوه للحضانه بالدور الخامس الحين
هزت راسها بـ إيه ؛ يلا نروح مايهم وين ماكان !
هز راسه بـ لا ونطق بعدها ؛ مانقدر الحين المُمرضه منعتني اشوفه مره ثانيه ، بعدين يجيبونه لهتّان وتشوفينه
هزت راسها بالأيجاب ووزعت نظرها على المكان ونطقت بينما هي تدور عليه ؛ وين راح ؟
ميل بسام شفايفه لوهله وسرعان ماعض شفته من تذكر بأنه من فرحته وربكته نسى يتصل على أبوه وماكان يشوف قدّامه أحد غير سعود ؛ اكيد راح يكلم أبوي نسيت أتصل عليه وابلغه !!
هزت راسها بالنفي ؛ عادي ياشيخ! سعود الحين يبلغه ويجون كلهم
هز راسه بـ زين ونطق بعدها وهو يخلل أصابعه بشعره ويبعثره بعدها ؛ بروح لهتّان تعالي
هزت راسها بالأيجاب وتبعته بعدها لغُرفة هتّان ...
-
~بعد أسبوع ، عند ودّ
زفرت بغضب شديد لأنها ماقدرت تنام أبدًا ساعات نومها طول الأسبوع تنعد على الأصابع ، داهمتها فجأه رغبه شديده بالبُكاء رغبه شديدة تقتلها ، ثواني بسيطه وأجهشت بكي بعدها تراكمت عليها أشياء كثيرة كثيرة جدًا صعب شعورها جدًا صعب وبشع حتى ماكانت تسمح لعبدالله بأنه يكلمّها أبدًا ماكانت تجلس بالمكان اللي هو يجلس فيه ويعز عليها هالشيء جدًا لكنها ماتحس بأنها بتقدر تسامحه بكل هاللبساطه ماتحس بأنها بتغفر له أبدًا ، وهالغرفة تكتمها وزياده نزلت من على السرير وتوجهت بعدها للشماعه اللي كانت عليها عبايتها لبستها واخذت مفتاحها بعدها ولأن الساعه الآن ١١ ماحد صاحي الحين ولذلك هي تمشي بخطوات حذره جدًا خوفّ من أنهم يصحون قفلت الباب بهدوء وتنفست الصعداء من صارت خارج البيت
ركبت سيارتها وحركت بعدها ماتعرف وين تروح أبدًا لكن الضيق اللي تحسه يضايقها وجدًا ولذلك خرجت ، كانت تسوق بدون تحديد لوجهه أبد وكانت بين تاره وأخرى تمسح دمُوعها ، فتحت سقف سيارتها المرسيدس وصرخت بأعلى صوتها بعدها بـ الآه صرخت تفرغ طاقتها السلبيه كلها صرخت بأعلى صوتها صرخت لحد ماتحشرج صوتها  صرخت ولاكفاها نفسها ابد ، اخذت نفس عميّق بعدها ورجعت تصرخ من جديد ، ماتعرف كم مُدة صراخها أبد ولاتعرف كم مره صرخت فيها لكن اللي تعرفه بأنها فرغت ربع سوء شعورها بهالصراخ فرغت ربعه وماتكتفي أبد ، وقفت سيارتها بنصف الطريق اللي كان خالي ولا فيه أي نور فقط نور القمرا ونور سيارتها تنهدت بضيق وتقدمت بعدها لقدام السياره وركبت على كبوت السياره وتمددت على ظهرها بعدها أنظارها كانت على السماء تتأمل النجوم وتتأمل تجمّع الغيوم الخفيف تتأمل القمر تاره وتاره أخرى كانت تحاول تعد فيها النجوم ، كانت تحاول تضيع وقتها بهالطريقه تحاول تهرب من واقعها بأي وسيله تقدرها ، كانت تسمع صوت غريب جدًا لكنها تجاهلته ومثلت بأنها ماتسمع كونها كانت تظنه صوت من العالم الآخر ، وبكل مره تحاول تهدي نفسها فيها كان يزيد هالصوت وكأنه حالف يخليها تترك المكان نزلت من على كبوت السياره ونفضت غبار عبايتها بعدها ،وسرعان ماشهقت بخوف من لمحت ثوب أبيض قدّامها ثوب ابيض طويل رفعت يدّها تغطي ملامحها وصرخت بعدها بقولها " بسم الله " تحاول تبعده عن طريقه بهاللحظه
ظلت على هالحال لثواني معدوده ونزلت يدّها بعدها عن ملامحها تشوف هو بمكانه ولا أختفى ؟ ، رمشت بذهول وتراجعت للخلف من خوفّها لإنه بمكانه وماتحرك أبدًا ، عضت شفتها السفليه بقوه تحاول تمنع رجفة شفايفها بهاللحظه ونطقت بعدها وسط أرتجاف صوتها لأنه ماكان من العالم الآخر أبدًا ؛ مين أنت ؟؟؟
رجعت تكرر سؤالها من عدم ردّه لإكثر من مره ؛ ميــن إنتِ !! وش تبغى مني ؟؟؟
تنهد هو لثواني ورفع يدّه بعدها يفك لثمته ؛ ثلاث شهور مرّت نسيتيني فيها؟
غمضت عيونها بقوه من عرفت مين هو والغريب أن شعورها بالخوف أختفى بهاللحظه تنحنحت لثواني واعتدلت بعدها تنطق وسط محاولاتها لتنظيم أنفاسها ؛ كنت تلحقني ؟
هز راسه بالإيجاب ونطق بعدها وهو يتقدم ناحيتها خطوه ؛ ما الحقك انا معك كل الوقت ما أغيب
رفعت حواجبها بذهول من كلامّه وسرعان ماضحكت بسخرية ونطقت بعدها بسخرية ؛ إنت ! مع مين ؟ معي أنا ؟ بأحلامك
وصدت بعدها تتجاهله وتتوجه لسيارتها ، مسكت مقبض الباب وفتحته بذات الوقت اللي سكّره هو فيه بيدّه يستفزها ، رفعت نظرها له ونطقت بغضب شديد ؛ نعم ؟ وش تسوي إنت ؟
تنهد هو بقوه ورجع ينزل نظره لها ولملامحها اللي أشتاق لها وجدًا ؛ مايكفيك بُعد ؟
هزت راسها بالنفي ونطقت تمثل القوه ؛ مايكفيني هالبعد أبغى أبعد أبعد أكثر
تأفف هو بغضب ورفع نظره بعدها للسماء ثواني بسيطه ورجع ينزل نظره لها ؛ ودّ يكفيك صد يكفيك لأنك تدرين ماراح أبعد عنك ومستحيل أبعد عنك
يهون عليك البعد ؟ يهون عليك تتركيني كذا ؟ طيب نقول ماسامحتيني طيب وعبدالله ؟ هو أساس الغلط هو اللي كبرك على غلط ليه ماتزعلين منه ؟؟ ولا ماتقدرين تزعلين غير مني ؟ ودّ لهدرجة أنا رخيص عندك؟
رفعت راسها بثقّة قدّامه وتمتمت بعدها بهدوء عكس عواصفها بالداخل ؛ وانا ؟ هاينه عليك للدرجة اللي كنت تضحك فيها بوجهي وأنت تزوجتني لغرض شخصي ؟ سعود انا ماني رخيصه عشان ابقى على ذمتك بعد ماعرفت سبب زواجك مني ! سعود أنا ماقدر أسامحك حاولت حاولت كثير بس ماقدرت ماقدرررت !!!
غطت ملامحها بعدها بكفوفها لأنها أجهشت بكي ولأنها ماقدرت تمسك دموعها أبدًا أخر شيء تتمناه بأنها تبكي قدّامه ، عض شفته بغضب شديد من دموعها بهاللحظه وتمتم بعدها بنبره مالت للرجاء ؛ ودّ عطيني فرصة ، عطيني فرصة أمحي فيها دموعك ولا أسمح لها تنزل أبد
بعد ماتمتم بهالكلام سحبها لحضنه سحبها تبكي وسط حضنه وهي مازالت مغطيه ملامحها سحبها يدفنها بحضنه ويربت على ظهرها بعدها ، كان يتبعها من بداية خروجها من البيت تبعها وترك مسافه بينهم عشان ماتحس عليه
مقتله كلّه كان من فتحت هي سقف السياره ومن صرخت كثير صرخت لدرجه ماحست بأن فيه سياره قربت منها أبدّا ، كانت ترفع يدّها وتحركها مع الهواء وشعرها اللي كان يلفح مع نسمات الهواء ، ولما وقفت هي سيارتها وقف هو بعيد عنها وطفى سيارته وكونه كان ظلام ماكانت تقدر تلاحظه نزل من سيارته ومشى عندها طول ماكانت هي تتأمل النجوم كان هو يتأملها من الخلف يتابع حركاتها ويزيد شوقه بكل مره ، كان يحاول ويشد على نفسه ومايجي عندها مايجي عندها وهي للآن تشيل بقلبها عليه مايجي وهو يعرف الجواب مايجي ونار قلبها مانطفت ، بلحظه وحده تعكر صفوه وتبدّل حاله للغضب الشديد من أبعدته هي عنها أبعدته بقوتها ورفعت أصبعها بعدها بتهديد ناحيته ؛ ماتقرب مني ثاني سعود ! مابسمح لك ! هذي أخر مره تذكر تذكر زيـــن !! آخر مره !!
نطقت بهالكلام تعذبه وتشب نار جوفه تجمع الدم بعروقه وتزيد غضبه 
صدت بعد ما أنتهت من كلامها وركبت سيارتها رمقته بنظره أخيره قبل ماتحرك ، ثواني بسيطه وحركت هي بعدها تترك المكان كلّه له تتركه يصرخ مثلها يصرخ ويجثو بعدها على الأرض يضرب الارض بكفه بقوة لغضبه الشديد بهاللحظه ولشعور السيئ شعوره بأنها فقد كل وسيلة ممكن تجمعهم مع بعض.
-
~صباح اليوم الثاني عند لدن
فتحت عيونها على صوت الأشعار اللي وصلها حالها ماكان يباعد ودّ أبدّا حالها كان سيئ جدًا تشتاق لها وكثير الشوق قلت ساعات نومها كثير وصارت تفز من أي صوت تسمعه خوف من أنها تصحى على خبر موت شخص ثاني كانت حالتها صعبة جدًا ولذلك أصر عليها أبوها بأنها ترجع لدوامها ترجع لروتينها قبل ترجع تنغمس بشغلها يمكن بهالطريقة تبدآ تتأقلم على الوضع اللي هي تمر به ، زفرت بقوه وسندت ظهرها بعدها على السرير وسحبت جوالها تشوف الرسايل الكثيرة اللي توصلها من صحباتها ومن الشغل ، أخذت نفس عميّق ورفعت اللحاف بعدها عن جسدّها وتوجهت للحمام -يكرم القارئ- تأخذ شور وتستعد بعدها للشغل ، نصف ساعه قضتها تجهيز وخرجت بعدها ماكان لها خلق أبدّا تخفي هالاتها تخفي ملامحها الذبلانه أبدًا ماكان لها خلق حتى تلبس أسوارتها وأكسسوارتها ، نزلت من الدرج للحديقه اللي كانت فيها عائلتها والواضح من ملامحهم بأنهم يحاولون يتناسون اللي صاير يحاولون يتجاهلون بدون فايده ، تنهدت بقوه وتمتمت بعدها بصوت مسموع لهم ؛ صباح الخير
أبتسم هايف بأتساع من خرجت هي ونطق بعدها بتساؤل ؛ بتروحين للشغل ؟
هزت راسها بالأيجاب وكمّل هو ؛ طيب تعالي أفطري عشان أوصلك معي
هزت راسها بالنفي ورفعت يدّها تعدل نقابها ؛ مالي نفس وطلبت تكسي لاتشيل همّي مع السلامه !
تنهدت وجد بقوه ووقفت بعدها تصعد لغُرفتها ، بينما هز سليمان راسه بأسى على حال عياله اللي يزيد سوء كل يوم ، ووقف بعدها يُردف بتزفيره ؛ الحمدلله ، بمشي توصين شيء؟
هزت راسها بالنفي ووقفت تودعه ؛ سلامتك
-
~ شركة مُهند وسط مكتبه
تأفف بملل ورفع القلم يلعب فيه لشدّة ملله بهاللحظه ، ميل شفايفه لوهله من سمع الاصوات الكثيره بالخارج ووقف بعدها يتوجه لهم يشوف مصدر هالصوت ، سرعان ماعض شفته بغضب من عرف السبب وراء هالضجيج كله كيف أن الكل كانوا واقفين يبتسمون لها يرحبون فيها يسألون عن حالها وكيف أن البنات كانو يسلمون عليها ، عقدت لدن حواجبها بأستغراب من سمعت صوت شخص غاضب من خلفها شخص ينطق بكل عصبيه ؛ وش تسوون؟ بدال ماتشتغلون مسوين حفله هنا؟ كــل واحد على شغله يلا يالله بسرعه!!
كان واقف قدام السيب وأنظاره عليهم ينتظر أي زله منهم عشان ينفجر فيهم ولأنهم عارفين بحالته كلهم توجهوا لأشغالهم بدون مايسوون غلط واحد يجيب نهايتهم
-
~ بعد نصف ساعه مكتب لدن
كانوا جميع البنات عندها يسألونها عن سبب غيابها يسألون عن أشياء كثيرة ويشكون هالمدير اللي ماكان يوقف عتاب لهم ماكان يتركهم يرتاحون أبد
وسط ضجيج سوالفهم رن تلفون الشركة الخاص بلدن زفرت بضيق وسحبت السماعة ترد ؛ هلا ؟ ، طيب ثواني وأكون عندك
تنهدت رنا لثواني وتمتمت بعدها بسخرية ؛ المُدير ؟
هزت لدن راسها بـ إيه وتمتمت بينما هي تتوجه للخارج ؛ الله يعين على الجاي يخصم من راتبي موافقه بس لايهاوش مالي مزاج أسمع صوته
تمتمت بهالكلام وخرجت بعدها تترك البنات بحالة ذهول منها لأنها لأول مره تنطق بهالكلام لأول مره يسمعون منها هالكلمات ، عضت شفتها لوهله من صارت قدام باب مكتبه وتنحنحت بعدها تستعد للدخول..
-
~بالداخل عنده
كان يعدل شماغه ويرتب شكله ، ويتنحنح يحاول يضخم صوته ، يجرب وضعيات جلوس كثيرة ، مره يكون ساند كامل ظهره للكرسي ومره ثانيه يكون ماسك فيها أوراق ومره ثانيه يكون ماسك فيها القلم لحد ماسمع طرقها على الباب تنحنح لثواني بسيطه ونطق بعدها بهدوء ؛ أدخل
دخلت لدن بربكه ومشت لحد ماوقفت مقابله قدام طاوله مكتبه ؛ ناديتني ؟
نزل الاوراق على الطاوله ورفع نظره لها ، ونطق بينما هو يرجع ظهره للخلف ؛ ممكن أعرف سبب تغيبك طول هالشهرين عن الشغل ؟
اخذت نفس عميّق وأردفت بعدها وسط محاولاتها لكتم دموعها ؛ كانت عندنا حالة وفاة
رفع حواجبه بذهول وتنحنح بعدها يعتدل بجلسته وينطق بأسف ؛ احسن الله عزاكم
ثواني صمت بسيطه صارت بعد كلمته ثواني حبت هي تنهيها عشان تخرج ؛ أقدر امشي؟
هز راسه بالنفي ونطق بعجل ؛ لا وين تروحين؟ اقصد لا ماخلصت اجلسي
زفرت لثواني بسيطه وجلست بعدها على الكنبه جلست بتوتر وشدّت على عبايتها ، بينما هو تنحنح يحاول يقوي نفسه وينطق بالكلمة اللي كان يحاول يقولها طول أيام شغلها عنده ، تنهد لثواني بسيطه ونزل نظره بعدها ليدّه ولخاتم يدّه بالتحديد وتمتم بينما هو يلعب فيه ؛ لدن أنا مابقولك كلام كثير مابغشمك بكلامي ومابغى أعيشك بوهم وتوتر وعشان كذا أنا طلبتك عندي
عقدت حواجبها بأستغراب من كلامه ومن ربكته بهاللحظه البركه اللي لأول مره تلمحها منه ، بينما كمّل هو يمحي أستغرابها كلّه ؛ أبي رقم أبوك لدن ، ابيك على سنه الله ورسوله
ذهول عظيم صابها بهاللحظه ماكانت تتوقع بأن هذا الشيء اللي كان يقصده ماكانت متوقعه بأنه بيحكي هالكلمه بالذات من بينهم مذهوله جدًا مذهوله ماتستوعبه أبدًا ، عض شفته من لمح سكوتها ومن عرف بأنها مذهوله ولذلك أردف هو بتردد؛ معك وقت تفكرين معـ..
أنقطعت حروفه من وقفت هي ومن تمتمت وسط ربكتها ووسط رجفّة يدّها وشدّها على قبضتها  ؛ مايحتاج أفكر بهالموضوع أبدًا مايحتاج ....

-

"عطوه حقّه "

ياوش بقى بعطيك مني ولا جاك ماباقيٍ الا روحي احيا بها لك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن