الجزء 22

35.7K 646 88
                                    

أللهم اغفر لي ماتقدم وماتأخر من ذُنُوب
-
نزل على الارض بقل حيله وشد على شعره بقوه وتمتم بعدها بصوت خافّت لهول الصدمه ؛ لاحول ولا قوة الاا بالله لاحولل ولاا قوة الا بالله
زفر فارس بضيق وانحنى يجلس جنبّه ويربت على كتفه بدون كلمه زيادة مايعرف شعور أيهم ولاودّه يعرفه ، الضيق العظيم اللي وضح على ملامحه والانكسار اللي يبين من عيونه ماودّه يجربه ابد ..
-
~بعد ساعتين في أحدى غُرف المستشفى
فتحت عيونها ورجعت تسكرها من النور القوي اللي داهمها عقدت حواجبها بمحاولة لتذكر اخر شيء حصّل وسرعان مافزت من على السرير ؛ ابوي وينه ابو..
انقطعت حروفها من شافت عُدي جالس على الكنبه وراسه بين يدينه وبعده غازي متلثم بشِماغه ومنزل راسه ، نزلت دموعها من شافت منظرهم المكسور واللي يأكد اللي صار وأنه مو حلمّ ، لكنها تمتمت ببصيص أمل ؛ جدي.. ابوي بخير صح؟
مشت بخطوات مترددة خوف من الاجابه ونزلت على ركبها ومسكت يده وتمتمت بترجي وهي تُجهش بكي ؛ قول ان اللي صار كذّب وأن ابوي بخير !
مسحت دموعها المُتمردة على وجنتيها بطرف اصبعها وتمتمت برجاء ؛ الله يخليّيك قوول شيء ! لاتسكت لاتسكت كذا !
نزلت دُموع عُدي غصبً عنه من منظرها وشدها بقوه ناحيته يحضنها ويشد عليها لأول مره بحياته يقربها منه كل هالقُرب ، لكنها هزت راسها بالنفي ودفعته بقوه ؛ لااا لاا ماماتت مايتركننيي عبدالله مايتركننني !!
مسح عُدي ملامحه بقلّ حيّله ، شعور مُختلف يمُر فيه بهاللحظه ماكان وقّع الخبر عليه بالساهل مامر مرور الكِرام اول فرحته يتركه؟ بعد كل هالعمر؟ يتعذّب على كثير اشياء بحياته أولها فِقده لصديق عُمره ودخوله للسجن بتُهمه هو ماله دخل فيها ، وثانيها صاعِقه الخبر اللي جاه بشكل عكسي من بنته ، وبعدها مُوتها ، وأخرها خبر مُوت عبدالله يهون كل شيء ويتحمّل كل شيء الا اللي يخص عبدالله مايتحمله ابد ابد ..
لفت عنه وتوجهت للخارج متجاهله نداء غازي لها
تمشّت بالاسياب كُلها تدور عليه ودموعها ماوقفت وبكل خُطوه تخطيها تنزل سيول من الدمُوع ، زمت شفايفها ورفعت يدها تمسك مِقبض الباب وكُلها تردد ماتبغى تفتحها وماتشوفه قدامها ، غمضت عيونها بقوه وفتحت الباب بتردد ، فتحت عيونها وسرعان ما ارتعش جسدها ، وحست بحرارة تسري بجسدها من شافت سريره فاضي ، شهّقت شهقه سمحت لدُموعها تخرج بعدها ، وغطت ملامحها بكفوفها وصرخت بالنفي بصوت عالي ، عض شفته بغضب وهو يتوجه ناحيتها كانت بالغرفه تستريح مين سمح لها تخرُج؟ ، نزل لمستواها ، ورفعت هي انظارها له من حست بوجوده
عض شفته لثواني من ملامحها شديدة الحُمره والباكيه ونظراتها اللي تترجاه ينفي هالخبر ، سحبها لصدره بعدم مُقاومه منها وحتى انها شدّت عليه ، زم شفايفه بغضب من نفسه لانه سمح لها تجي وتشوف مراحل مُوته
حس فيها تغرس أصابعها بظِهره ، وشدّ عليها أكثر يعرف شُعور الفقد وهو أصعب شعور يمّر على أي بني أدم كيف اذا كان هالشخص ودّ ؟ والميّت عبدالله؟ ، حس بسكونها وحاول يبعدها عشان يتفحصها  لكنها شدت عليه أكثر تمنّعه من انه يبعدها وكأنها محتاجه هالحضن وجاء بوقتُه ، ميل شفايفه لثواني وهمس قريب من أذنها بنبره مالت للحنيّه الغير مُعتاده من سُعود بالذات ؛ ودّ
هزت راسها بالنفي دليل انها ماتبي تتكلم ، وانصاع هو لرغبّتها وخلل يده اليسار بباطن ركبتها واليمين على ظهرها ورفعها لحضنه ، وغطت هي ملامحها بعُنقه ، زفر هو من شاف عُدي وغازي قدامه يناظرون ودّ بنظرات تفحص وخوفّ تجاهلهم وهو يدخل الغرفه اللي كانت تستريح فيها ونزلها على السرير وقف لثواني يتأمل ملامحها الساكنه ودموعها اللي تنزل بدون ارادة منها نظراتها للفراغ ، وشهقاتها اكثر شيء يحسسه بالضعف ، يحسسه بضعفه وبالرغم ان ماله ادنى علاقه بموتّه لكنه يحس بالتقصير ناحيتها وأنه ماواساها بالشكل الكافي ، مايعرف وشلون وكيف بيتصرف ؟ لكنه بيترك كل شيء بوقته ، غطت عيونها بيدها وصدت عنه من شافت انظاره ما انزاحت عنها ثانيه وحده وتمتمت بصوتها المُتحشرج ؛ مُمكن تتركني لوحدي ؟
زفر لثواني وهو يخرج ويسكر الباب بهدوء خلفه ، ماودّه يتركها لكنه يُدرك انها قوية وانها تحتاج وقت لوحدها تصفي فيه افكارها وتستوعب عدم وجودة بحياتها مره ثانيه
-
~بعد يومين ، احدى قاعات الافراح
نزلت دموع ملاذ غصب من شافت طلّتها بالفستان الابيض شعور عظيم تحسه وشعور سيئ بعض الشيء لأنها بتفقد حسها بالبيت ، تأملتها وتأملت ابسط تفصيل فيها شعرها المموج للخلف والميكب اللي يبرز ملامحها بشكل خفيف كونها ماتحب ابد الميكب اللي يغير من ملامحها ، واخيرًا العقد اللي يعانق عُنقها ، فستانها اللي يضيق من عند الصدر ويبرزه بشكل خفيف وكتوفه القصيره والنازله عن كتفها ويتوسع من عند الخصر مثل أي فستان زفاف ، والكرستال اللي يحليّ فُستانها بشكل جذاب ويعطي لمعه براقه له
ضحكت لتين من الخلف وتمتمت بصوت ضاحك ؛ يا أُمي يا أُمي ! مايصير تبكين! يوم فرحها وفرحك وفرحنا كلنا ليه البكي!
مسحت دموعها بطرف اصبعها وعلى ثغرها ابتسامه اعجاب ؛ ماقدر مابكي شوفي كيف هي حُلوه
ابتسمت لتين وهي تهز راسها بتأييد ؛ صح هي حُلوه بس ليه البكي؟
رفعت كتوفها بعدم معرفه وهي تتقدم ناحيتها وتحضنها بخفّه ، قطع عليهم أجوائهم الحزينه الممزوجه بِفرح دخول البنات للغرفه صحباتها وقريباتها كلهم بدون استثناء ابتسمت بخجل وهي تسمع تمتماتهم بالتباريك وذكرهم للّٰه ومديحهم ، كان الفرح على الكل يبان حتى على ودّ واللي حضرت اليوم وبيدها هديه تقدمها لهتّان ، ابتسمت هتّان بأمتنان كيف انها دخلت قلبها بسرعه وكيف انها ارتاحت لها وكانهم عاشروا بعض لسنيين وسنين طويله ؛ شُكرًا ماكان له داعي !!
ابتسمت ودّ بحُب وهي تحضنها ؛ له داعي ولازم بعد تستاهلين كل خير يا أحلى عروس !
تنحنحت تولين تنبههم بوجودها وابتسمت ودّ وهي تترك هتّان ، تقدمت تولين ناحيتها ورمقتها بنظرات ماحد عرف معناها وتمتمت تولين بعدها بهدوء وانظارها مُرتكزه بوسط عيون هتّان ؛ مابسمح لك تاخذين اخوي مني ! وقت ما اطلبه يجيني تمام؟
وبثانيه تعالت تضاحيك الجميع ، الكل يعرف علاقتهم ببعض وكيف انهم قراب لبعض بشكل جنوني ، ماتتحمل بُعده ابد ولاتتحمل تغير نبرة صوته عليها كيف وهو بيتركها وينشغل بعائلته الجديدة ، هزت هتّان راسها بالايجاب وملامحها تميل للحُمره من الخجل ، ابتسمت لتين بإتساع وهي تشوفها بتبكي لشدة خجلها ! كيف لو دخل عندها ابوها وبسام والباقي؟ هي ودّها إنها تشوف ملامحها لحظه دُخوله تموت على ملامح هتّان الخجوله ، همست قريبّ من هتّان ؛ خففي توتر ماجاء التوتر الحقيقي باقي
لفت لها بذهول وسرعان ماضحكت لتين على شكلها ورفعت كتوفها بعدم معرفه وهي ترفع فُستانها الطويل وتخرج مع الباقي بعد ما ارسلت قُبله من بعيد لها
-
~ في الطرف الاخر عند الرِجال
ابتسم سعود براحه كبيره لأنه يشوف فرحة بسام وتوتره وشاف فرحة ودّ وفرحة أُمه ، تولين ، وابوه يفرحون بشكل كبير وكأنه اول وأخر فرح لهم ، يرقصون ويلعبون بالسيوف ولايوقفون ابد وكأنهم يتحدون مين ينهد حيله اول ، ملامح بسام واللي ودّ عينه يمر كل شيء بسرعه وتصير هي جنبه بدون قيود وبدون جموع هالناس كلهم ، وصار هالشيء صار بنهايه اليوم وبعد مازفّوا هتّان صار دوره يشوفها ودوره يمتّع عينه ، تنحنح لثواني وهو يعدل بشته على اكتافه ويدخل بعد دُخول جدّه وأبوه ، وعمّه باسل وأصيل ، مايعرف كيف يوصف شعوره وهو يشوف البشوت حولها جدّه ابوه وعمّانه وهي وسطهم بفُستانها الابيض ، كيف ابّوها يحاوط ظهرها وكيف هي منزله راسها من خجلها ، لمح المسكّه كيف ترجف بين يدينها كيف هي تشدّ عليها لجل مايبين توترها ، يحلف انها ماتسمع وش يقولون ولاتعرف وش يقولون من هزها لراسها بالايجاب مع كل كلمّه يقولونها ، تقدمت خطواته وماوقفت الا جنبها ودّ عينه يقبّلها بهاللحظه بس مو بوجودهم ابد ، ولمح هالشيء أصيل واللي تمتم بإبتسامه ؛ الحمدلله الحمدلله !
يغمز لبسام ويتمتم بعدها ؛ منك المال ومنها العيال
ابتسم بسام يحط يده على صدره بإمتنان ، وبعد ما اخذوا كم صوره مع بعض صار وقت الخروج ، لفت بنظرها لابوها لما حست بخروجهم ، ابتسم وهو يشوف نظراتها المُترجيه له بأنه يجّلس معها او ياخذها من هذا كلّه ، لكنه قبّل راسها بهدوء وخرج بدون كلمّه زيادة ، زفر بسام براحة من خُروج الجميع وكأنه همّ وانزاح عنه ، لف لها وسرعان مارفع حاجبه وهو يشوف دموع الخجل نزلت منها ، تقدم ناحيتها وحاوطها بكل رقه وهدوء ورفع وجهها بطرف إصبعه يمسح دموعها بعدها بهدوء ، مايعرف وش الكلمّه اللي مُمكن تخفف عنها توترها لكنه اختار اللي يخبّره به عقله وكُل حواسه بأنه يحني راسه ويقبلها ، حنى راسه بهدوء وقبّلها برِقه اخجلتها وتسببت برعشه بجسدها ، حطت يدّها على صدره تمنعه وماسمحت له يلمّح ملامحها بعدها ، من نزلت راسها على صدره  ، هالشيء اهون عليها من أنها تشوف نظراته وملامحه المُعجبه وعيونه اللي ترسل دواوين غزل وشعر بهاللحظه لكنه مايقوى يتكلم وكأن لسانه رُبط بهاللحظه وعيونه اخذت دور لسانه تحكي وتوصف
-
~ زفرت ودّ بقوه وهي تتصل على سعود للمره الثالثه تستعجله وسرعان ماقفلت ترجّع الجوال بشنطتها من شافت سيارته ، ركبت جنبه وابتسم هو بخفوت ، يحرك بعدها بدون ماينطق الحرف ، بعد ثواني بسيطه تمتم بسؤال واحد وبسيط ؛ وين تبين؟
لفت له بأبتسامه وهي تحرر شعرها من الشيله وتحطها على كتوفها ؛ عند بابا اكيد !
بلع ريقه لثواني وهو يرجع نظره للطريق بكُل سكون ويحاول ويجاهد نفسه مايلف بنظره لها
-
احدى فنادق الرياض
جلست على الكنبه بهدوء وبسام قدر يمتص خجّلها منه بخروجه يجيب عشاء ويتركها تخفف من توترها بعد مالعب بكل خليه بعقلها ، ابتسمت لثواني وهي تتأمل المكان حولها بشته المرمي على الكنبه قدامها وشنطته الصغيره وشنطتها جنبها عقدت حواجبها باستغراب وهي تشوف جواله على الطاوله جنبها تمتمت وهي ترفع طرف فستانها وتوقف متوجهه له ؛ نسي جواله !
ميلت شفايفها لثواني وهي تشوف رساله وصّلته بهاللحظه  ومحتواها كان - مبروك الزواج حبيبي - رفعت كتوفها بعدم إهتمام لانها توقعت احد من اصحابه حبّ يستظرف وللحظه ساورها الظن ناحيته لكنها هزت راسها بالنفي تطرد الافكار اللي تجيها وسرعان ماشهقت من صوت رنين الجوال اللي ارعبّها ، رفعت فُستانها وهي تلف له ، هزت راسها بالنفي تمنع نفسها ؛ لا هتّان لاتردين !
تأففت وهي تسحب الجوال بدون مُقاومه وترد ، ظلت لثواني صامته تنتظر رد او اي كلمه تنفي شُكوكها ، وغمضت عيونها بشدّه من سمعت صوت ، ومو أي صوت لا صوت هي تعرفه صوت وحدّه عاشرتها لسنين طويلة تنطق بدّلع ؛ حبيبي؟
عضت شفتها بغضب وتمتمت بذهول ؛ رغد!!!
مثلت الصدمه وشهقت بعدها وكأنها اتصلت بوقت غلط وهي تقفل المُكالمه ، جلست على الكرسي من هول الصدمه وظلت تتأمل الجوال لثواني طويله وسرعان ما اجهشت بكي من استوعبت كمّ الخيانه اللي صايره ، بعد ثواني بسيطه وقفت بغضب وهي تمسح دموعها بطرف أصبعها بعنّف وتتوجه للغرفه ،  مسحت الميكب بعنف مُماثل لمسحها لدموعها اللي تنهمر بغزارة كيف مُمكن لوحده بيوم فرحها تبكي كذا؟ حاولت تفك رباط الفُستان اللي مارضي ينزاح عنها  وزفرت بغضب وهي تجهش بكي لانها ماقدرت تزيحه ، فتحت الدروج كلها تدور على مقص او اي شيء تقدر تقصه فيه وتوجهت للحمام من مالقت اي شيء بالغرفه وسحبت المقص من الاسعافات الاوليه الموجوده بالحمام وهي تقص طرف الفُستان من عند صدرها بعدم إهتمام له ، وبدلت ملابسه لبِجامه حرير باللون العودي لنص فخذها منقوشه اطرافها باللون الاسود وماكان فيه اي شيء غيرها ولجل كذا اضطرت تلبسها وهي تشتمه بكل الالفاظ ، تمددت على السرير و غطت نفسها بالبطانيه ، والافكار تزاحم عقلها متى صار كل شيء؟ ولو كان فعلًا ليه اخذها هي ؟ ارهقها التفكير بكل شيء صار ونزلت دموعها من تخيلت شكله معها ومن تخيلت بأنه تزوجها لسبب ومن انه ماكان يحبّها وكل شي كان يقوله كذّب وانه يلعب بمشاعرها ، غطت بالنوم وسط دموعها وتفكيرها الزايد
-
~ المستشفى ، الواحدة صباحًا
نزلت ودّ ونزل وراها سعود بعد مارمى بشته بالخلف ،  سرعان ما ابتسم من شاف سُرعتها بالمشي بالرغم من انها لابسه الكعب وتمتم بإبتسامه ؛ هوب هوب شوي شوي لاتطيحين !
عضت شفتها لثواني وهي توقف تنتظره لحد ماصار جنبها واشر لها بأنها تتقدم وفعلا تقدمت تنتظر هاللحظه بفارغ الصبر ، تنحنحت لثواني وهي تمسك مِقبض الباب ولفت بنظرها لسعود قبل تدخل ، واشر لها بنظره بأنها تفتح الباب ، هزت راسها بالايجاب وهي تفتحه ، وسرعان ما ابتسمت بحُب من شافته مُمدد على السرير وهالمرّه غير هالمره مافيه اي أجهزه تحاوط جسده  ، قبّلت راسه لثواني طويله وجلست على الكنبه بعدها بهدوء ، اخذت نفس عمييق وهي تفرك يدينها بتوتّر ، ماتبي تسترجع اللي صار قبل يومين ابد تبي توقف ذاكرتها عند ذيك اللحظه اللي انتشلتها من جو الحزن و الكآبه للفرح والذهول
قبل يومين
وبعد ماخرج سُعود من عندها لمح وجود شوشره بين الموظفين وكأن فيه مُصيبه محد مُتجرأ انه يتقدم ناحيته ويبلغه ، عقد حواجبه باستغراب وتوجه ناحيتهم وبنظره وحده منه وقبل لايتلكم تقدم احدى المُمرضين وتمتم وهو يغمض عيونه ؛ لخبطنا بالمريض !
عقد حواجبه بذهول وعدم استيعاب ؛ تكلم زين ! وش تقصد!!
زفر المُمرض لثواني وتمتم بعدها بنبره مرعوبه ؛ بدلنا بالغرف المريض اللي مات شخص ثاني كـ
ماكمل كلمته من سحبه سعود مع ياقته يلصقه بالجدار خلفه ؛ وش تقول انت!؟؟؟ وش تقوووول!
بلع ريقه بغضب وهو يحاول ياخذ نفس ؛ اهدى لوسمحت !
لف سعود بغضب ناحيه المُمرضين اللي يحاولون يفكونه من يد سُعود ، وتراجعوا هم للخلف ، ولف هو ناحيته وتمتم بغضب وهو يرص على اسنانه ؛ فهمني وش تقووول!!!!
تمتم المُمرض بصوت مُتحشرج وهو يكح ؛ المريض اللي مات شخص ثانننييي!!!
نفض سعود يدّه منه ومسح ملامحه بذهول وعض شفته بغضب وهو يرفع أصبعه السبابه بوجهه ؛ انت مستوعب وش تقول !!! مستوعب وش تقول!!!
هز راسه بالايجاب وهو يحاول يتكلم ؛ كـ كان المريض اللي مات يحتاج عنايه مُركزه واضطرينا ! اضطرينا نبدل الغرف
شد على قبضه يده وتمتم بنبره حادّه ؛ وماقدرت تتكلم غير الحين !!! ماقدرت تتكلم غير الحين يا ابن ***
زفر بغضب وهو يسحبه قدامه ؛ ودني له !
هز راسه بالايجاب وهو يتقدم بدل الخطوه خطوتين كله خوف من انه يقربّ منه وهو شُعله غضب ، بعد ماتطمن على حالة عبدالله قلبّ المُستشفى فوق تحت وتسبب بطرد كُل من كان السبب بهاللخبطه اللي سببت بأنهيار ودّ ، نفض كل شخص سواءً كان مسؤول من قريب او بعيد ، وبعدها تطمن على حالته الصحية وبأنه بخير وبصحة ولجل كذا غيروا غُرفته
وصار الصعب الحين ! الصعب والاصعب بأنه يواجه ودّ بهالشيء ، يعرف بأنها بتفرح واكيد لكن مايعرف كيف بيرتب كلامه بدون مايتسبب لها بصدمه ولا هو عارف كيف بيكون تأثير هالخبر عليها ! اخذ نفس عميق وفتح الباب بعدها يدخل بدون أذن ، تنهد لثواني وهو يلمحها نايمه ودموعها على خدها ، رفع اصبعه بتردد يرجع شعرها اللي التصق بوجهها للخلف ، وحنى جسده العُلوي يقبّل راسها لثواني طويله ، رفع جسده ومسح على شعرها بهدوء تأمل ملامحها لثواني وخرج بعدها يتوجه لعند عُدي وغازي والباقين ، زفر لثواني يجمّع نفسه قبل يتقدم ناحيتهم ويبلغهم بالخبر ولمّحه عُدي جاي من بعيد ووقف يستقبله بخوف بأن ودّ صار لها شيء من ملامح سعود المُقتضبه تقدم ناحيته يسبق خطواته وتمتم بنبره مُتفحصه ؛ صاير شيء صح؟
هز راسه بالايجاب وهو يجمع كفوفه خلف ظهره وتمتم بعدها بجمود ؛ عبدالله مامات
عقد حواجبه بذهول وتمتم بعدها بنبره مالت للحده ؛ وش قاعد تقول انت!
عض ليث شفته بغضب وهو يتقدم ناحيته بعضب ، يعتقد بأنه جاي يستهزئ بحزنهم وكأنه ينتظر هاللحظه اللي يقدر يستفرد به فيها لكن منعته نظره من جدّه ويد ابوه ، وتمتم غازي بعدم تصديق وهو يوجه انظار الاستفسار لسعود ؛ صادق انت!
هز راسه بالايجاب واسترسل بالكلام يشرح لهم كل شيء عرفه هو ، للحين بباله هذاك اليوم والذهول العظيم والصدمه والفرح على ملامح الكل واحضانهم لبعض وصراخهم ، ولمح ارتخاء جسد عُدي وحاوطه بسرعه قبل يوصل الارض ، كيف أنه ماقدر يتحمل صدمه موت ولدّه ورجعته للحياة بنفس اليوم هو من اول ماسمع الخبر توجه للمستشفى واتصل بكل عياله لشدّه خوفه وربكته ، وماحكى اي شيء لبدريه وشدد عليهم مايحكون شيء ابد ومدام هالشيء ماهو حقيقه ماله داعي ينشرونه ويرجعون يفتحونه من جديد وبكذا تقفل الموضوع من اساسه بالنسبه لعُدي وعياله .
-
وبالنسبه لودّ
ظل سعود يتخبط لساعات كثيرة ماقدر يواجهها ابد بالحقيقه ولا قدر يفاتحها بالموضوع ابد
رجع عندها بعد مابلغهم بالخبر وعقد حواجبه بغضب وهو يشوف غيث عند باب غرفتها ، كيف ومتى جاء هنا مايعرف ! واللي يعرفه انه بيعدل ملامحه من جديد توجه ناحيته بكل غضب ولكمّه بكل قوته وماسمح له يستوعب وجودّه حتى ،  مسح شفته بكُم ثوبه ورفع انظاره المُتوعده ناحيه سعود وفض كل شيء كان راح يصير خروج ودّ بهاللحظه ولو ماخرجت كان صارت مذبحه بينهم ، سحبها سعود للداخل وقفل الباب وراه ، تحت استغرابها التام من طريقته بسحبها ومن ملامحه الغاضبه ، جاهدت دموعها لاتخرج وتمتمت بتساؤل ؛ وش فيه؟
لمس ارنبه انفه بهدوء وبعدها سحبها معاه يجلسها على الكنبه الموجوده بالغرفه ويمسك كفوفها ويجلس على رُكبه قدامها ، اخذ نفس عميق وزفّره وتمتم بهدوء وهو يواجهها بعيونه ؛ ودّ ! ، بقولك شيء
هزت راسها بالايجاب تنتظره يكمّل ؛ ودّ ربي أراد ..
قاطعت حروفه من سحبت يدها من يده تحطها على شفته تمنعه من الكلام ؛ لاتكمل لاتقول قضاء الله وقدره لاني اعرف وادري خلاص ماله داعي كلامـ.
قاطعه هو من مسك يدها يقبّلها بهدوء وبعدها ينزلها بحضنها ويشد بقبضته عليها ؛ خليني اكمّل كلامي طيب !!
هزت راسها بالايجاب والربكه بدت توضح على ملامحه ، ابتسم هو يطمنها بهالابتسامه ؛ ربي اراد .. ربي اراد ان ابوك مايموت اليوم
رفعت انظارها له بذهول وابتسمت بأستخفاف ؛ تمزح صح ؟ انا شفته بعيوني ! لهدرجه مستهين فيني!
هز راسه بالنفي وتمتم بأبتسامه ؛ لا وربك كل حرف قلته صدق ! اللي شفتيه شخص ثانـ
ماكمل كلمته من حنت نفسه هي تحضنه بقوه ، ابتسم هو باتساع وهو يسمح تضاحيكها وسط دموعها المصدومه !
بعدت عن حضنه وتمتمت بذهول ؛ ابوي انا ! , عبدالله ماتركني !
هز راسه بالايجاب وهو يرجع يحضنها وكأنه كان ينتظرها تبادر من زمان حضنها وشدّ عليها وكأنه يودعها بهالحضن حضنها تعويض عن كل مره تردد فيها ، وعن كل مره شافها ولاقدر يقربّ منها
-
~ اليوم الثاني الساعه ٢ ظُهرًا
فتحت عيونها بأنزعاج من شعرها اللي يغطي عيونها ، وعقدت حواجبها لثواني من اليدين اللي تحاوط خِصرها وادركت مين يحاوطها وفكت يدينه من خِصرها بأبتسامه ولفت له تتأمل ملامحه بهدوء وأعجاب ، رفعت يدها تتحسس ملامحه ، أنفه ، حواجبه عُيونه ، وعند شفايفه هي ادركت اللي صار أمس وسحبت نفسها من حضنه بهدوء وخوف انه يصحى ماعندها استعداد تشوفه ابد ، تتذكر انها نامت وهو مو معها كيف صار يحاوطها ومتى رجع وكيف ماحست فيه ماتدري ! ، بعد نص ساعه خرجت من الحمام ووقفت يدها عن تنشيف شعرها من شافته واقف يتأملها شدت الروب على جسدها بحركه لا أراديه منها واستغربها هو ، لكنه ابتسم بتجاهل وهو يتوجه ناحيتها ويحاوط خصرها ويشدها له وتمتم وعلى ثغره ابتسامه مُحببه ؛ صباح الخير ياحلو
عضت شفتها بغضب كيف يتكلم معها كذا بالرغم من كل شيء هي عرفته؟ كيف يقدر يكمّل كلامه المعسول بعد كل ذا !! ، تمتمت وهي تحاول تحرر يدينه اللي تشد على خصرها ؛ بسام !!
عقد حواجبه بذهول من نبرتها وكيف انها نفضت يدينه من خصرها وتمتم بأستغراب وملامحه تتفحصها ؛ فيك شيء؟
كان ودها تصرخ فيه وتطلع كل شيء بخاطرها ودّها تطلبه تفسير او بُعد او اي شيء يهدي غضبها لكنها تمتمت بهدوء ؛ مافيه شيء ، بس تعبانه
هز راسه بالايجاب وهو يتراجع للخلف ويجلس على السرير باستغراب تام لكنه توقع انه من ضغط الاحداث أمس صارت كذا ، تمتم بهدوء وهو يتفحص جواله ؛ تجهزي
هزت راسها بالايجاب وهي تشتت انظارها عنه وتتجهز بدون اعتراض منها لانها ماتبي تدخل معاه بأي نقاش

ياوش بقى بعطيك مني ولا جاك ماباقيٍ الا روحي احيا بها لك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن