P/7

1.5K 82 16
                                    


-
داخل المُلحق الخارجي ، بتصميمه اللي يرجع لجيل الثمانينات ، التُحف العريقة بعضها معلّقة على الجدران وبعضها على زاوية الرفوف .. يجلس روّاف قدام المشبّ " موقد النار " وريحة شبّة النار الممزوجة بريحة احتراق الخشب منتشره بالمكان تاركه شعور دافئ داخل المكان ، لابس فروته البنيّة ومتكئ على المركه وبحضنه اللابتوب وقدامه بعض الاوراق والملفّات المتعلّقة بالشغل ، برغم الموقف اللي صار اليوم لكن هالشيء مستحيل يأثر على اهتمامه بشغله ، على يمينه زمزمية " ترمس " الشاهي وبيده اليمنى بيالة الشاهي" فنجال الشاهي " يرتشف منها ، متعمّق ومندمج بشغله ..
رفع روّاف راسه لصوت الخطوات اللي تقترب من المُلحق بعدها صوت الجزمات | اكرم الله القارئ | اللي نزّلها تميم قدام الباب ، بعدها دخل وابتسم روّاف وعدّل جلسته وعدّل فروته على كتوفه وهو يقول : يالله حيّه تعال .
تميم اكتفى بابتسامه خفيفه وجلس بجانب روّاف وهو يقول بهدوء : وش تسوي ؟ .
روّاف تنهّد وهو يناظر الاوراق اللي قدامه : شوفة عينك .. التفت لتميم وهو ويقول : يقولك الدنيا تخلص والاشغال ماتخلّص ، تلحقك كلها ورى بعض .. ، رجع يناظر قدامه وهو يهمس بتنهيدة : شغله تجرّ وراها شغله وهذي الدنيا ماتتركك ترتاح ، ابتسم وناظر تميم لثواني بعدها مسك الزمزمية وهو يصبّ الشاهي ويقول : بس دام اخوك روّاف لاتخاف ماعاش من يغربلك ، مدّ بيالة الشاهي لتميم اللي مازال ملازم الصمت ويناظر روّاف بصمت والحكي متجمّع بكثرة داخل قلبه ووسط حلقه .. عجز يتحمّل ونطق : ابوي .
روّاف اللي مازال مادّ لتميم بيالة الشاهي رفع عيونه بسرعه لتميم مجرّد ما سمع الطاري اشتدّ انتباه روّاف وتميم اخذ البيالة من يد روّاف وهو ينزلها على الارض وعينه لازالت تناظر روّاف وكمّل كلامه وهو يقول : ليه ما علمتني ان ابو..ابوي نادانا اليوم ؟ .
روّاف تعدّل بجلسته بهدوء وهو عاقد حاجبيه : مين قالك ؟ .. ابوي متصل عليك ؟؟ ، تميم سكت بيختبر ردّة فعل روّاف اللي تعدّل من جديد وهو يقول بجديّه وملامحه مشدودة : تميم تكلّم ابوي اتصل عليك ولا لا ؟؟ .
تميم اللي يناظر لروّاف نظرات هو بنفسه مو قادر يفسرها بلع ريقه وكمل : وماهي اول مره ولاعمرك خبرتني عن هالشيء .. روّاف ليه ؟.
روّاف تنهّد وناظر لقدامه وهو يحاول يضبط ملامحه واعصابه ، غمّض عيونه لثواني بعدها فتّح وناظر لتميم : تميم ..
قاطعه تميم اللي نطق وهو مقطّب حاجبيه وبتساؤل : روّاف كم مره اسألك ؟ وكم مره تقول لي انك ماتخبّي عليّ شي ؟ وكم مره تضيّع الموضوع اذا انفتح ابي اعرف ليه ؟.
روّاف انعقد لسانه وسكت وهو يسمع تميم اللي كمّل بقهر وعيونه بعيون روّاف : خالي ياسر وش فيه ؟ ووش سالفة بيتنا ؟ روّاف تكلّم تراني مقهور من كل هالاشياء اللي ما اعرفها ! .
روّاف تجاهل كل اسئلة تميم وبإصرار واعصابه بدأت تتلف : تميم اسألك ابوي اتصل عليك ولا لا رد علي من قال لك كل هالكلام !!.
تميم عقد حاجبيه والاستغراب ماليه : هذا اللي هامك وتسأل عنه؟، وبنبرة اعلى شادّ عليها : روّاف عطيتك سؤال لاترد علي بسؤال ليش مخبّي عني كل هالاشياء ! .
روّاف وسّع عيونه ونطق بعصبيه مكبوته : تميم قصّر حسك لاتسمعنا لتين ! ، وقف من مكانه واتجه لباب الملحق وهو يقفله والتفت لتميم اللي وقف وعلى ملامحه القهر كيف جاهل كل هالاشياء من اخوه وهو مابقى معلومة عن اخوانه وحياتهم ماعرفها ..
التفت روّاف واقترب لتميم الواقف ونطق بملامح مشدودة ونبرة شديدة : قبل كل ذا جاوبني مين اللي عطاك كل هالمعلومات ؟؟ .
تميم واللي بيتكلم لكن قاطعه روّاف وهو ينطق بشدّة : تميم جاوب!.
تميم بلع ريقه وهو شادّ على قبضة يده بقهر بعدها همس : سيّاف .
بللّ روّاف شفتيه وهو يهز راسه بخفّه وناظر لحوله وهو يهمس : سيّاف .. سيّاف ، التفت لتميم وبجديّه : انسى كل اللي قاله ولا كأنك سمعته زين ؟ هذي اشياء انت بغنى عنها ومالك علاقة فيها وماله داعي ندخل بهالنقاش ، انهى كلمته ومشى بيرجع لمكانه لكن قاطعه تميم اللي توسّعت عيونه بخفّه وعقد حاجبيه ومسك روّاف من ذراعه قبل يمشي ونطق باستغراب شديد : روّاف شايفني بزر قدامك وتستغفلني ؟ ، وبنبرة اعلى : لي حق اعرف كل شي جالس يصير هنا لاتستغفلني وتسوي كل شي لحالك ! .
روّاف ناظر لتميم ونظراته اشتدتّ اكثر وبدأ يفقد سيطرته على اعصابه وكلامه ورفع نبرة صوته وهو يقول بجديه : تمييم !!! قلت لك انسى اللي انقال لك ولا تفكر فيه انا اخوك الكبير وأمرك امر مو طلب .. وانتهى ! .
تميم انفلتت اعصابه وصرخ بقهر : مو هامني ولاشيء صاير غير احتقارك لي ولا كأني موجود دايم الاشياء عليك ولا تعطيني فرصة اساعدك واشيل معك بالبيت تراها توجع بحقّي يوجع احساسي اني عديم منفعه هنا ، تستغفلني مو عارف وش اللي يصير حولي وكأني طفل ! .
روّاف بصوت عالي وبانفعال : ايه طفل ! ، سكت فجأة من الألم اللي ضرب جدار صدره غمّض عيونه وشدّ على قبضة يده يحاول ما يتحسس صدره قدام تميم لأجل انه مايشك ، كمّل وهو يقول : انت ولتين مالكم دخل بأي شيء ما دام اني حيّ زين ؟ ولا راح اسمح لحرف واحد من اللي جالس يصير يوصلكم ، ابوي واخواني ناس نجتمع فيهم بالاسم والعايله فقط لا اكثر ، مو بحاجه لهم ..
كمّل : خالي ياسر والبيت موضوع طلعه من راسك ماراح اقول لك شي والموضوع تقفّل فاهم ؟ لاتعطينا فرصة نتكلّم بهالطريقة مع بعض الوقت تأخر روح نام .
تميم اللي توسّعت عيونه بذهول من كلام روّاف عرف ان الموضوع مو هيّن .. كيف تخفى عليه كل هالاشياء من حوله وهو اللي ماتخفى عليه معلومه عن باقي اخوانه .. واخوه اللي من امه وابوه مو عارف اللي يصير له ، تميم بقهر: روّاف ..
روّاف رفع اصبعه على فمّه وهو يقول : بس ولا كلمة ، عطيتك كلمة اسمعها واسكت لا تخربها بيننا مابي نقاشنا يطوّل زيادة .
هز راسه وهو مبتسم بقهر : زين يا روّاف زين .. رفع اصبعه وبوعد : الموضوع كله مصيري بأعرفه وبعرف ليه مخبيه عني ، بعّد يد روّاف اللي مسك ذراعه لكن رجع روّاف يمسك ذراع تميم وهو يقربه له ويقول : لاتحكم علي وتزعل مني عشان شي انت ماتعرفه والافضل يضل مجهول بالنسبة لك لمصلحتنا .. يكفي اللي فيني تميم لا تزودها.
تميم ابتسم بقهر وسحب ذراعه من روّاف وهو يقول : ازودها اجل ، خلها تزود دامك مابتعلمني شي .
طلع تميم من المكان والقهر ماليه كيف جاهل بكل هالاشياء وعن مين ؟ عن اخوه روّاف ! يكفي موضوع استغفال روّاف له ورفضه ان تميم يساعده بأي شي وتحمّله للأمور لحاله يزيد قهر تميم ..
روّاف رفع صوته وهو ينادي : تميم ! تميـ.. ، تنهّد بضيق وارخى اكتافه وهو يغمّض عيونه ورفع يده اليمنى لأيسر صدره وهو يتحسسه وعضّ على شفته وهو يحاول يهدّي نفسه .. مو من صالحه يتوتر وينفعل بالنهاية لا علاج ولا حل سواه للمرض اللي يعاني منه ..
رجع روّاف لمكانه وجلس وهو ينزّل فروته ، ناظر للأوراق اللي قدامه انعدمت رغبته بالشغل تمامًا عارف انه مستحيل يركّز بأي شي بعد اللي صار .. رجّع راسه وهو يسنده على الجدار وغمّض عيونه والاحداث تدور براسه .. مصير تميم ولتين يعرفون مهما خبّى روّاف عليهم الموضوع ، لكن كيف يفضح نفسه وهو اللي ماكل حقّ خاله من سنين ؟ ولا عن المرض اللي قتل امه وجالس يقتله ببطئ ولا هو مستعد يعالج نفسه ومسلّم نفسه للموت وينتظره .. ولا عن سوء معاملته لأبوه و لومه على كل شيء صار لأمه ..
انتفض وفزّ وهو يعدّل نفسه ويكرر بهمس : ما اكلت حقّ احد ما اكلت .. هذا حقنا .
ناظر لحوله وارتخت ملامحه بضعف وعيونه لمعت وهو يقول : علميني شلون اضحي ببيتٍ عشتي عمرك فيه ؟ .
-
بالاستراحة ، بدأت ساعات الفجرية تدخل ودرجة الحرارة تنزل اكثر ناتج عنها برودة الجوّ الشديد ، وسط الجلسة الخارجية اللي تتوسّطها شبّة النار الكبيرة وتلتفّ حولها الجلسة الارضية بتصميمها النجدي المعروف ، فنجايل القهوة والشاهي متناشره حول الجلسة ، ترامس القهوة والشاهي والزنجبيل تتنقل بين افراد هالجلسة يتوسّط هالجلسة سيّاف اللي جالس ومتكئ بذراعه على المركة اللي عن يمينه ، شارد بأفكاره واحداث يومه وعيونه على النار وبعيد كل البعد عن اللي حوله من اصحابه واخوياه اللي اصوات سواليفهم ماليه المكان وسالفة تخالط سالفة وضحكة تلحقها ضحكة وسيّاف خارج كل هالسياق تمامًا .. يقطّع اطراف شفايفه بانسجام تام مع افكاره وهواجيسه اللي تجرّ بعضها وتلعب براسه ..
ضحك خالد من سالفة ابراهيم وهو يقول بضحكة : يابن الحلال سيّاف وهو سيّاف مابيجيبها كيف بخويك ذا الزلابه ، التفت على سيّاف اللي عن يمينه وهو يقول : ولا يا سيّاف ؟ .. عقد حاجبيه وهو مبتسم باستغراب : ولد سيّاف ، التفت لعزّام اللي توّه جاي من داخل ونطق خالد وهو يقول : خال عيالك وش بلاه ؟ .
اقترب عزام ودخل للجلسة وهو يمسّح يدينه بالمنديل وعقد حاجبيه من شاف سيّاف اللي حس بنظراتهم ورفع راسه لعزام وارتخت عيونه وهو يتنهّد بشكل واضح وعمييق مما جعل اخوياه اللي حوله يضحكون باصوات متفرقه ومن بينهم ابراهيم اللي نطق بضحك : اوووف يالتنهيدة ام خيّال جا مكانها احد ؟ ، سكت بكشرة من عزام اللي ركله بخفّه من ساقه وهو يقول : عض لسانك و انطم لا اصفقك .
ضحك ابراهيم بكشرة وهو يمسح مكان الضربة : النسيب عاد مانقول شي .
جلس عزام على رجوله من غير لايجلس كامل قدام سيّاف وهو يناظر بعيونه ويهمس : تعبان ودك نمشي ؟.
سيّاف تنهّد وهو يناظر لتحت واخذ فنجاله وهو يقول : مالي نفس ارجع للبيت ، رفع فنجاله بيشربه لكن عزام اخذه منه وهو يقول : صار ثلجه وانت ماشربته هاته ، التفّ وهو يسحب الزمزمية من وراه ويصبّ لسيّاف بفنجال جديد ومدّه له وهو يقول بابتسامة : تقهو تقهو نشوف وش عندك .
التفّ وجلس جنب سيّاف اللي يرتشف من قهوته بهدوء التفتوا لأبراهيم اللي صفّر وقال بحرش : الظاهر ام عمر متوحمه عليك وطاردتك ، غمز وهو يقول : ماعليه ماعليه كلنا مجربينها تتعود .
عزام كشّر ووسّع عيونه والتفت لسيّاف اللي تعدّل وهو عاقد حاجبيه وقال : وش مجلسك هنا لهالساعة ! .
عزام ناظر سيّاف وضحك بوهقه وهمس : اختك طاردتني .
التفت لأبراهيم اللي ضحك كشّر عزام وهو يمسك علبة المنديل اللي جنبه ويرميها بقوّة على وجه ابراهيم وهو يتحلطم ، التفت عزام لسيّاف اللي مسكه من جاكيته وهو يقربه له ويهمس : وش انت مسوي باختي ؟ .
عزام ضحك بوهقه ورحع يكتم ضحكته وهو يقول : والله ماسويت شي بس هي فصلت علي عشاني غفيت شوي وقالت نام برا .
سيّاف صفقه كف بخفيف وكشّر وفتح فمّه بيتكلّم لكن قاطعه عزّام اللي طلّع جواله وابتسم باتساع من شاف المتصل مَيَان ولفّ الجوال لسيّاف ورفع حاجبع بانتصار وهو مبتسم : مااتقوى فراقي ، قام من مكانه وهو يرفع الجوال ورفع صوته وهو يقول بصوت واضح للجالسين وماسك ضحكته : هلااا بقللللببي ! .
وسّع سيّاف عيونه وصرخ باسم عزام وهو يتلفّت حوله يدوّر شي يضرب فيه عزّام اللي هرب ورمى سيّاف قارورة المويا اللي جنبه وهو عاض على لسانه وكشّر وهو يقول : الله يـ**** وجهك ! .
مرّت دقايق ووصل اشعار لجوال سيّاف وابتسم وهو يقرا محتواه واللي كان من عزام " كنت ناوي اخذك معي ونطلع سوا لكن مَيَان تبيني ضروري ، لاتخاف مافيها شيء بس بتكمّل حرتها فيني نام وريّح راسك وانا بجيك بكرا طيرااان واحبك ترا " .
ارخى ظهره على اللي وراه وميّل راسه وهو يعيد يقرا بكلام عزام اللي مسح على قلبه .. تنهّد بخفّه وكتب " وانا بعلمك وشلون احبك لاشفتك ".
-
دخل تميم لداخل البيت بخطوات سريعه اتجه للدرج صاعد لفوق ولسانه ماوقف عن الهمس بمختلف الكلمات الشاتمه اللي عجز انه يقولها بوجه روّاف وعاجز انه يكتمها داخله ، اتجه لغرفته وهو يفتح بابها بقوة وجا بيضرب بالباب يقفله لكنه تراجع باللحظات الاخيرة من تذكر ان غرفة لتين جنب غرفته وقفّله بشويش ، طلّع جواله من جيبه ونوّرت الشاشة بأشعار بأسم فيصل ، تأفف تميم واقترب لسريره وهو يجلس عليه ويفتح رسايل فيصل واللي كانت ٣ رسايل محذوفه ابتسم تميم بسخريه وهو يهمس : غبي .
وخلال ثلاث دقايق فقط ارسل لفيصل صورة محتواها الرسايل المحذوفة الثلاثة وارسل بعدها " بتخرب اللعبة يا فيصل لو قلت لك ولا ؟ المهم تصبح على خير ".
رمى جواله على سريره ونزّل وجهه بين كفوف يديه ويتنهّد بعمق .. صورة روّاف وناقشهم واصواتهم وكلام روّاف مو راضي يخرج عن باله ، بلع ريقه بغصّه ، تراكمت داخل راسه المواقف والافكار نتيجة اخبار هاليوم اللي عاجز تميم عن تحديد ردة فعله وايش يسوي بالضبط ! رفع راسه وقام من مكانه وهو يفتح الدولاب ويطلّع له ملابس ويرميها فوق السرير ويسحب منشفته وهو يقفّل الدولاب ..
-
نصف ساعة وانتهى من الشاور الدافي ولبس ملابسه اللي جهزها واخيرًا انسدح بسريره لكن سرعان ما فزّ من سمع صوت الباب الداخلي من الدور الاول يتقفّل ، اقترب للباب وهو يتسمّع خطوات روّاف اللي يصعد الدرج سرعان ما قفّل تميم غرفته بالمفتاح ورجع يتسمّع لروّاف اللي طرق باب غرفة لتين يتطمّن عليها ، دقايق ووقف روّاف قدام غرفة تميم وسحب نفس طويل وهو يتنهّد بعدها كمّل طريقه لغرفته مو عارف بحال تميم اللي حزّت بخاطره كيف ان روّاف ماتطمّن عليه هالليلة وزاد قهره منه وعليه ، ابتسم تميم بسخريه وهو يرجع لداخل غرفته ويجلس على سريره ويهمس بقهر: كل ذا عشاني تدخّلت وعرفت بأشياء تخصنا ومن حقي اعرفها ! .
انسدح على سريره وتلحّف ببطانيته وانسدح على جنبه اليمين وهو يخففّ اضاءة الابجورة ، مسك جواله ودخل محادثة ريّاس يتفقّده ونفس ما توقّع انه ما بيحصّل شيء .. هذا اللي يحصل بعد كل مره ينفعل فيها ريّاس ويدخل لحالة انفعاله الصبياني ، ضبط المنبه وقفّل جواله وبدأ بمحاولات نومه ..

داخل غرفة ريّاس .. واللي كانت مظلمه ماعدا جهة السيت اب واللي يصدر منها الاضاءات الخافته بلونها الازرق ، شاشة البي سي مسلطة اضوائها على وجه ريّاس اللي ماسك بيده الماوس وبيده الاخرى تتنقل بالكيبورد ، ملامحه ذابله بشكل واضح لدرجة مو قادر يتحكم فيها حزنه سيطر على ملامح وجهه لهالدرجة ، جالس يلعب بدون اي هدف ،، تقطّبت حاجبيه وهو يضغط بقوّة على زر الماوس الايمن وعيونه مركزة على تحركات الخصم وتدريجيًا بدأت ملامحه تتعكّر وتشتدّ اعصابه وحركة يدينه ترتجف وهو يضغط بتكرار على الأزرار ويهمس بشدّة : يا ابن الـ**** .. صرخ بشكل مفاجئ بعد ما انتهى القيم بخسارته مسك الماوس وهو يضرب فيه بالأرض بقوّة ويصرخ : غبي غبي غبي ط..ططفل ! ، انفاسه اضطربت والرجفة لازمته بجسده كامل وعينه على الماوس اللي انكسر لنصفين على الارض .. تثبتتّ انظار ريّاس بدون اي رمش على الماوس المكسور..

بين الحنان ونبضة البعد منصاب   قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن