P/45

1.4K 52 67
                                    

-
عزام ارتخت ملامح فرحته لسيّاف و استقر مكانها هدوء يخلفه استيعاب .. يناظره خيّال اثناء تنفّسه المضطرب و بللّ حلقه الجاف يبتلع ريقه و هزّ رأسه بالنفي بخفّه وهو يتراجع و يقول : لا .. لا تفكّر تقول لأحد .. بتندم والله بتند..
مدّ يدّه و مسك خيّال من عضده بشدّه وهو يسحبه يقربه له و نطق وهو ينقّل نظراته بين عيون خيّال و همس : تهددني ؟ ، قطّب حاجبيه و بِـ شكّ اكمل :خيّال انت وش سالفتك ؟ .. انا مو مستوعب شي كيف تتكلم و فوقها ماتبي سيّاف يعرف و تهددني ! ، شدّ على عضدّ خيّال : لا يكون اللي ببالي .. لا يكون تتكلّم و ساكت كل هالسنين ! .
خيّال و اللي دموعه تنزل من عيونه المحمرّة ويتنفّس باضطراب ويرتجف برفقة عروقه البارزة على بشرته اللي احمرّت من انفعاله ،غمّض عيونه من هزّه عزام اللي شدّ على منطقه بانفعال : تكلّم !! .
خيّال بعيونه اللي ذرفت دموعه اثر اغلاقها فتّحها و ناظر بعزام وهو يهمس مابين انفاسه بصوت مهزوز : ايه .. ايه .
عزام ترك خيّال بهدوء وهو يناظره بحيره .. حتى شعوره احتار ! هو يحتويه و لا يعاتبه و لا ياخذه لسيّاف ! ..
قاطعه صوت جواله اللي اهتزّ داخل جيب جاكيته و اخرجه بسرعه و نغزه قلبه من شافه سيّاف ، رفع عينه لخيّال : سيّاف يدق .
خيّال توسّعت عيونه و ارتجفت اضلعه و نطق وهو يتراجع بخطواته و يهزّ رأسه بالنفي : لا لا لا ! لا ترد .
عزام ناظر خيّال بحدّه و مدّ يدّه وهو يمسك ذراع خيّال بقوّة قبل يهرب و بيده الاخرى ردّ على سيّاف وهو يقول بنبرة هاديه عاديه : هلا سيّاف .. ايه عندي ، اسمع اسمع ، انا باخذ خيّال معي اتمشى فيه ، لا ياحبيبي مافيه شي بس ضايق صدره شوي ، ابشر بنتبه له بعيوني هو ، انت خذ ميان و مَلاذ و رجعهم للبيت .. يلا سلام .
قفّل المكالمة وهو يدخّل جواله بجيب جاكيته و يسحب خيّال خلفه وهو يقول بحدّة : مابي اسمع اعتراض ..
.
.
شادّ بيدينه على الدركسون و بقدمه على الدواسة يحاول ما يضغط و يصبّ عليها غضبه اللي كابته .. وقّف امام الأشارة و التفت لخيّال اللي جالس بجانبه .. صدّ عنه وهو يزفر بغضب ، بعد سكوت لثواني نطق : مين يعرف ؟ ... ، شدّ على نبرة صوته : خيّال جاوبني مين يعرف غيري و غير امك ! .
خيّال .. واللي جالس مرخي ظهره على المرتبة و عينه تناظر الفراغ ، همس : عمي فيصل .
عزام غمّض عيونه يحاول يسيطر على اعصابه و نطق بقهر : يعني يدري و ساكت ؟ ، اضاءت الاشارة باللون الاخضر و ضغط عزام على الدواسة بقهر يحاول يسيطر عليه .. نطق : انا بقول لسيّاف و اللي يصير يصير .. ما بكون زيك انت واللي معك ساكتين و قلبه يتقطّع .

ضرب الدركسون بيده و بقهر شديد نطق : انت ما تعرف وش كثر بكى طول هالسنين عليك ! ما تعرف وش كثر قلبه تقطّع عليك و على حياتك اللي انهدمت و انتهت بسبب صمتك .. ضيعت مستقبلك و دراستك بالنهاية طلعت كذّاب ! .
خيّال ارتجف صوته وهو يقول : تكفى لا .. تكفى عزام لا .
عزام ابتسم بقهر وهو يناظره ثم صدّ يناظر الطريق : و كم تكفى نطقها لك ابوك عشان تتكلم هاه ؟؟ .
خيّال سكت و صدّ برأسه جهة الشباك يبكي بصمت عاضّ على شفتّه يسيطر على رجفتها .. دقيقة مرّت ثم التفّ خيّال بسرعه لصوت رنين انتظار المكالمة اللي ملأ السيارة و مصدره البلوتوث اللي وصّله عزام بالسيارة ، ثواني و ردّ و ارتجف قلب خيّال و حطّ يدّه على صدره .. يحمي قلبه اللي من هول رجفته بيطيح و روحه اللي تكاد تخرج من خوفه .. بلع ريقه بغصّه من سمع صوت فيصل ردّ بعد ما تكلّم عزام و قال ببحّة صوته : نعم .
عزام تنحنح ثم نطق : وينك الحين ؟ .
فيصل ناظر حوله وهو اللي كان واقف امام المركز و توّه ينتظر الاوبر اللي طلبه ، نطق ببرود : ليه ؟ .
عزام نفذ صبره و نطق : بجيك ضروري وينك ؟ .
فيصل : توني بطلع خلص دوامي و برجع للبيت انتظر اوبر .
عزام غيّر اتجاه الطريق يلفّ الدركسون و يقول : زين لا تتحرك انا باخذك كنسل الطلب .
ة المكالمة ..
حابس انفاسه و كأن فيصل بيكشف وجوده بهالطريقة .. من خوفه ! .
انتهت المكالمة و ارخى كتفيه يتنفّس بقوّة لكن ما استمر حتى فزّ من صوت عزام اللي شدّ على نطقه وهو يقول و عينه على الطريق : بنشوف وش عند عمّك .. يارب القى سبب مقنع لسكوتكم كل هالسنين ! .
.
.
وقّفت سيارة عزام امام مبنى مركز القلب و عنايته ، نزّل شبّاك سيارته وهو يدوّر فيصل بعيونه و تلفّت حوله وهو يهمس : وينه ذا .
التفت لجوّاله اللي رنّ بأسم فيصل و اخذه بسرعه وهو يردّ : وينك ؟ انا عند البوابة .
فيصل ناظر لشبّاك السيارة اللي عن يمينه للطريق المزدحم و نطق ببرود : مشيت .. تأخرت عليّ و مشيت .
عزام غمّض عيونه يحاول يسيطر على اعصابه و ارخى نفسه على المرتبة وهو يضع يدّه بقوة على اعلى الدركسون و ينطق بهدوء يخبئ خلفه غضب : فيصل تراها خمس دقايق ! .. انا قلت لك انتظرني صح ؟ ليه العناد ؟ ، تنهّد و لفّ رأسه للجهتين بيأس وهو يغمّض عيونه ثم فتحها و نطق : وقّف عند مخطط " أرض واسعه خاليه " اللي عند **** ، تسمعني ؟ انتظرك هناك الموضوع ضروري .
.
.
وقّف السيارة بالعرض وسط احد زوايا المخطط الواسع ..
فكّ حزام الامان وهو يلتفت لخيّال اللي منزّل رأسه و شادّ بيدينه على ركبتيه ويتنفّس باضطراب ، نطق و قلبه عليه موجوع : انزل .
نزل عزام من السيارة اثناء ما الهواء يلفحه و يحرّك ملابسه بخفّه ، بيده جواله و ضغط على زر ارسال الرسالة " تعال " ، تنهّد و اغلق الباب وهو يدخّل جواله لجيب جاكيته و التفت و عينه طاحت على اللي واقف بزيّه الطبّي متكتّف و الهواء يحرّك ملابسه بخفّه هو الآخر .. عينه الباردة استقرّت على خيّال اللي لايزال داخل السيارة .. مايعرف مين هو بالضبط لكن وجوده داخل السيارة و عدم نزوله للآن استغربه فيصل ، لفّ عيونه لعزام اللي وقف جنبه : السلام عليكم .
همس فيصل بصوت تخطف بعضه لفحات الهواء : و عليكم السلام .. وش تبي ؟ .
عزام التفت للسيارة و رفع صوته وهو يقول : خيّال انزل .. خيّال ! .
فيصل المتكتّف ابتسم باستهزاء وهو يناظر للجهة الاخرى هامس بصوت مسموع : هذا الناقص .
عزام نفذ صبره و مشى بخطوات سريعه للسيارة ، فتح الباب و مسك معصم يدّ خيّال و ينزله بالغصب ساحبه حتى نزل خيّال و تعثرت خطواته على وشك السقوط لكن عزام تداركه و وقّفه ، خيّال بهاللحظة طاحت عينه الخائفة بعين فيصل الباردة و ارتجف قلبه من نظرة فيصل و شتتّ نظراته بسرعه وهو يحرر يدّه من قبضة عزام ..
عزام اللي نطق و القهر ماليه : فيصل كنت تدري انه يتكلم طول هالسنين .. ليه ساكت عنه و عن سيّاف ؟ .

بين الحنان ونبضة البعد منصاب   قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن