-
عزام ارتخت ملامح فرحته لسيّاف و استقر مكانها هدوء يخلفه استيعاب .. يناظره خيّال اثناء تنفّسه المضطرب و بللّ حلقه الجاف يبتلع ريقه و هزّ رأسه بالنفي بخفّه وهو يتراجع و يقول : لا .. لا تفكّر تقول لأحد .. بتندم والله بتند..
مدّ يدّه و مسك خيّال من عضده بشدّه وهو يسحبه يقربه له و نطق وهو ينقّل نظراته بين عيون خيّال و همس : تهددني ؟ ، قطّب حاجبيه و بِـ شكّ اكمل :خيّال انت وش سالفتك ؟ .. انا مو مستوعب شي كيف تتكلم و فوقها ماتبي سيّاف يعرف و تهددني ! ، شدّ على عضدّ خيّال : لا يكون اللي ببالي .. لا يكون تتكلّم و ساكت كل هالسنين ! .
خيّال و اللي دموعه تنزل من عيونه المحمرّة ويتنفّس باضطراب ويرتجف برفقة عروقه البارزة على بشرته اللي احمرّت من انفعاله ،غمّض عيونه من هزّه عزام اللي شدّ على منطقه بانفعال : تكلّم !! .
خيّال بعيونه اللي ذرفت دموعه اثر اغلاقها فتّحها و ناظر بعزام وهو يهمس مابين انفاسه بصوت مهزوز : ايه .. ايه .
عزام ترك خيّال بهدوء وهو يناظره بحيره .. حتى شعوره احتار ! هو يحتويه و لا يعاتبه و لا ياخذه لسيّاف ! ..
قاطعه صوت جواله اللي اهتزّ داخل جيب جاكيته و اخرجه بسرعه و نغزه قلبه من شافه سيّاف ، رفع عينه لخيّال : سيّاف يدق .
خيّال توسّعت عيونه و ارتجفت اضلعه و نطق وهو يتراجع بخطواته و يهزّ رأسه بالنفي : لا لا لا ! لا ترد .
عزام ناظر خيّال بحدّه و مدّ يدّه وهو يمسك ذراع خيّال بقوّة قبل يهرب و بيده الاخرى ردّ على سيّاف وهو يقول بنبرة هاديه عاديه : هلا سيّاف .. ايه عندي ، اسمع اسمع ، انا باخذ خيّال معي اتمشى فيه ، لا ياحبيبي مافيه شي بس ضايق صدره شوي ، ابشر بنتبه له بعيوني هو ، انت خذ ميان و مَلاذ و رجعهم للبيت .. يلا سلام .
قفّل المكالمة وهو يدخّل جواله بجيب جاكيته و يسحب خيّال خلفه وهو يقول بحدّة : مابي اسمع اعتراض ..
.
.
شادّ بيدينه على الدركسون و بقدمه على الدواسة يحاول ما يضغط و يصبّ عليها غضبه اللي كابته .. وقّف امام الأشارة و التفت لخيّال اللي جالس بجانبه .. صدّ عنه وهو يزفر بغضب ، بعد سكوت لثواني نطق : مين يعرف ؟ ... ، شدّ على نبرة صوته : خيّال جاوبني مين يعرف غيري و غير امك ! .
خيّال .. واللي جالس مرخي ظهره على المرتبة و عينه تناظر الفراغ ، همس : عمي فيصل .
عزام غمّض عيونه يحاول يسيطر على اعصابه و نطق بقهر : يعني يدري و ساكت ؟ ، اضاءت الاشارة باللون الاخضر و ضغط عزام على الدواسة بقهر يحاول يسيطر عليه .. نطق : انا بقول لسيّاف و اللي يصير يصير .. ما بكون زيك انت واللي معك ساكتين و قلبه يتقطّع .ضرب الدركسون بيده و بقهر شديد نطق : انت ما تعرف وش كثر بكى طول هالسنين عليك ! ما تعرف وش كثر قلبه تقطّع عليك و على حياتك اللي انهدمت و انتهت بسبب صمتك .. ضيعت مستقبلك و دراستك بالنهاية طلعت كذّاب ! .
خيّال ارتجف صوته وهو يقول : تكفى لا .. تكفى عزام لا .
عزام ابتسم بقهر وهو يناظره ثم صدّ يناظر الطريق : و كم تكفى نطقها لك ابوك عشان تتكلم هاه ؟؟ .
خيّال سكت و صدّ برأسه جهة الشباك يبكي بصمت عاضّ على شفتّه يسيطر على رجفتها .. دقيقة مرّت ثم التفّ خيّال بسرعه لصوت رنين انتظار المكالمة اللي ملأ السيارة و مصدره البلوتوث اللي وصّله عزام بالسيارة ، ثواني و ردّ و ارتجف قلب خيّال و حطّ يدّه على صدره .. يحمي قلبه اللي من هول رجفته بيطيح و روحه اللي تكاد تخرج من خوفه .. بلع ريقه بغصّه من سمع صوت فيصل ردّ بعد ما تكلّم عزام و قال ببحّة صوته : نعم .
عزام تنحنح ثم نطق : وينك الحين ؟ .
فيصل ناظر حوله وهو اللي كان واقف امام المركز و توّه ينتظر الاوبر اللي طلبه ، نطق ببرود : ليه ؟ .
عزام نفذ صبره و نطق : بجيك ضروري وينك ؟ .
فيصل : توني بطلع خلص دوامي و برجع للبيت انتظر اوبر .
عزام غيّر اتجاه الطريق يلفّ الدركسون و يقول : زين لا تتحرك انا باخذك كنسل الطلب .
ة المكالمة ..
حابس انفاسه و كأن فيصل بيكشف وجوده بهالطريقة .. من خوفه ! .
انتهت المكالمة و ارخى كتفيه يتنفّس بقوّة لكن ما استمر حتى فزّ من صوت عزام اللي شدّ على نطقه وهو يقول و عينه على الطريق : بنشوف وش عند عمّك .. يارب القى سبب مقنع لسكوتكم كل هالسنين ! .
.
.
وقّفت سيارة عزام امام مبنى مركز القلب و عنايته ، نزّل شبّاك سيارته وهو يدوّر فيصل بعيونه و تلفّت حوله وهو يهمس : وينه ذا .
التفت لجوّاله اللي رنّ بأسم فيصل و اخذه بسرعه وهو يردّ : وينك ؟ انا عند البوابة .
فيصل ناظر لشبّاك السيارة اللي عن يمينه للطريق المزدحم و نطق ببرود : مشيت .. تأخرت عليّ و مشيت .
عزام غمّض عيونه يحاول يسيطر على اعصابه و ارخى نفسه على المرتبة وهو يضع يدّه بقوة على اعلى الدركسون و ينطق بهدوء يخبئ خلفه غضب : فيصل تراها خمس دقايق ! .. انا قلت لك انتظرني صح ؟ ليه العناد ؟ ، تنهّد و لفّ رأسه للجهتين بيأس وهو يغمّض عيونه ثم فتحها و نطق : وقّف عند مخطط " أرض واسعه خاليه " اللي عند **** ، تسمعني ؟ انتظرك هناك الموضوع ضروري .
.
.
وقّف السيارة بالعرض وسط احد زوايا المخطط الواسع ..
فكّ حزام الامان وهو يلتفت لخيّال اللي منزّل رأسه و شادّ بيدينه على ركبتيه ويتنفّس باضطراب ، نطق و قلبه عليه موجوع : انزل .
نزل عزام من السيارة اثناء ما الهواء يلفحه و يحرّك ملابسه بخفّه ، بيده جواله و ضغط على زر ارسال الرسالة " تعال " ، تنهّد و اغلق الباب وهو يدخّل جواله لجيب جاكيته و التفت و عينه طاحت على اللي واقف بزيّه الطبّي متكتّف و الهواء يحرّك ملابسه بخفّه هو الآخر .. عينه الباردة استقرّت على خيّال اللي لايزال داخل السيارة .. مايعرف مين هو بالضبط لكن وجوده داخل السيارة و عدم نزوله للآن استغربه فيصل ، لفّ عيونه لعزام اللي وقف جنبه : السلام عليكم .
همس فيصل بصوت تخطف بعضه لفحات الهواء : و عليكم السلام .. وش تبي ؟ .
عزام التفت للسيارة و رفع صوته وهو يقول : خيّال انزل .. خيّال ! .
فيصل المتكتّف ابتسم باستهزاء وهو يناظر للجهة الاخرى هامس بصوت مسموع : هذا الناقص .
عزام نفذ صبره و مشى بخطوات سريعه للسيارة ، فتح الباب و مسك معصم يدّ خيّال و ينزله بالغصب ساحبه حتى نزل خيّال و تعثرت خطواته على وشك السقوط لكن عزام تداركه و وقّفه ، خيّال بهاللحظة طاحت عينه الخائفة بعين فيصل الباردة و ارتجف قلبه من نظرة فيصل و شتتّ نظراته بسرعه وهو يحرر يدّه من قبضة عزام ..
عزام اللي نطق و القهر ماليه : فيصل كنت تدري انه يتكلم طول هالسنين .. ليه ساكت عنه و عن سيّاف ؟ .
أنت تقرأ
بين الحنان ونبضة البعد منصاب قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..
Mystery / Thrillerالــــبــــدايــــة : - بين الحنان ونبضة البعد منصاب قلب ٍ تعلّق في سرابك وزاحه انزف ألم والجرح تعميه الاطياب والحرف يطعني مساه وصباحه الناس تثني والمدح راح ما جاب هَمسِه ومنديله وريحة وشاحه اغراب لكن في شراييني اقراب فاح الغلا مابين واحه وواحه - رو...