P/29

1.5K 58 109
                                    

-
روّاف ابتسم بهدوء وهو يناظر لفيصل اللي لفّ ظهره و يمشي تارك روّاف خلفه ، التفت روّاف لمكان عصاته اللي طايحه من حافة المطل وصغّر نظراته يحاول يلمحها يدوّرها بعيونها لكن بسبب لونها الاسود يلي تخفّى مع سواد القاع ما لمحها زين ، تنهّد و التفت لفيصل وهو يرفع صوته له : فيصل .. فيصل عصاتي طيب كيف بمشي ؟.
فيصل سمعه لكن اكمل سيره وهو شادّ على قبضة يدّه اللي ترتجف بقهر .. ركب السيارة واللي كانت مقابله لجلستهم تمامًا ، جلس بالمقعد الخلفي وقفّل الباب وهو يخرج من جيبه سماعات البلوتوث ، فتحها بيده اللي ترتجف وهو ياخذ السماعه ويضعها بأذنه والاخرى كذلك ، بملامحه اللي كابت فيها تعابيره وعاضّ على شفّته بقوة .. وكأنما يمنع ملامحه عن التعبير .. التعبير اللي بيفجّر كل مشاعره .
شغّل اقرب مقطع شافه ورفع الصوت لأعلاه وهو يسند رأسه للخلف ويغمّض عيونه يحاول يسكّت صوته الداخلي و تفكيره ..
-
تنهّد روّاف و تحسسّ بيده جَنبه وكشّر وهو يمشي بحذر لا يوجع جَنبه متجه لجلستهم .. واللي كان جالس فيها بالوسط سيّاف و بجانبه خيّال اللي مرتخي على كتف ابوه وعينه على شبّة النار ، ريّاس جالس من الجهة اليمنى بعيد عنهم شوي ، مِستند على جنب على المركاة وبيده جواله ، شارد بتفكيره ويقلّب بالمحادثات ..
ثنيّان واقف عن جنب و يدخّن سيجارته ولاهي بجواله ، انتبه سيّاف لصوت خطوات روّاف المتعرّجة، التفت والتفت معه خيّال و عقد سياف حاجبيه وهو ينطق : روّاف ؟ وين فيصل ؟ .
روّاف وهو مكشّر من الم جنبه اللي ارتمى ثقله عليه ، رفع راسه لسيّاف وهو يقول بكشره : بدال لا تناظر تعال ساعدني طيب ! .
سيّاف ابعد خيّال عنه بهدوء وهو يتعدّل بوقفته ويمشي بخطوات سريعة حتى حاوط روّاف وهو يمسك ذراعه و اتكئ عليه روّاف ، خطى روّاف خطوة باستعجال و سيّاف واقف ماتحرّك وتعثّر حتى كان بيطيح ومسكه سيّاف بسرعه وهو يرفعه قبل يطيح على وجهه ، عقد حاجبيه وهو يقول : بسم الله عليك جاك شي ؟ .
روّاف كشّر وهو يعتدل بمساعدة سيّاف : قصرت .
سيّاف مسك ضحكته : افا هذا وانا جايك اساعدك ! .
روّاف كشّر وهم يقتربون للجلسة : ياثقل دمك بعد اولاه بس لو اني ذابحك ذاك اليوم و مفّتك منك .

تلاشت ابتسامة سيّاف من تذكّر الموقف وشتتّ نظراته وهو يساعد روّاف بالجلوس ويقول : فكنا من سيرة الذبح ولا كان انا بقبر التراب وانت بقبر الحديد .
روّاف كشّر وهو يجلس بتنهيده ويدّه على جنبه ، التفت لخيّال اللي يناظرهم وعلى ملامحه بانت الحيرة و الصدمة .. عقد روّاف حاجبيه وهو ينطق اثناء جلوس سيّاف بينه و بين خيّال : لايكون خفت ؟ هذا ابوك قدامك ما ذبحته .
ثنيّان رمى سيجارته وهو يدهسها بقدمه والتفت وهو شبه مبتسم : جوووي مين ذبح مين ؟ .
خيّال انقبض قلبه وتغيّرت نظرة عيونه وهو يتحسسّ يد ابوه ويشدّ عليها بصمت ، ابتسم سيّاف بخفّه وهو يشدّ على يد خيّال و يهمس : ماعليك عمك كان مو بوعيه .. وكلنا بخير الحين .
روّاف وهو يستند بظهره على المقعد الارضي ويتنهّد تنهيده اوجعت له جنبه وهو يقول : خلني وانا عمك اقصّ عليك دامنا فاضين .
ثنيّان جلس قدامهم وهو يتربع وبنصف ابتسامه نطق بحماس : كنت بتذبح سيّاف ؟ ، كشّر : قهر ياخي ليتك صابر لي نقص عنقه مع بعض .
خيّال احتدّت نظراته وابتلع ريقه بغصّه وهو شادّ على يدّ ابوه اللي لاحظ خوفه وتوتّره وحسّ فيه و نطق بجديّه : شرايك تنطم انت وياه ؟ .
روّاف ناظر لسيّاف : طيب ماخذيت اسبابي ولا عرفتها ! خلني اقولها منها اوضّح لخيّال وش مقصدي وكيف رفعت ضغطي .
ثنيّان عدّل جلسته بحماس : تكفى في دمّ ؟ اطعنه تكفى .
روّاف ناظر ثنيّان بطرف عين وهو ماسك ضحكته ويقول : تتابع فلم انت ؟ خلّن اقول وانطم .
ثنيّان رفع يدينه وهو يسوّي قوسين فيهم و يقول : " خلّن " ، صرخ : اولاااااااااه بو صليماااان وينهوووبه الهيلوكس .
روّاف انضغط وكشّر وهو يقول : ماجربت احد يرميك من ذا ؟ ، اسكت خلني اسولف .
ثنيّان اخرج باكيت الدخان وهو يخرج منه سيجاره ويقول : يبي لها زقارة وبيالة شااهي و ...
سيّاف سحب الباكيت وهو يرميه بعيد ويقول بعصبيه : اتكلم أوردو انا ؟ قلت لك لاتدخّن ! .
روّاف ناظر لخيّال اللي لازال شادّ على يدّ ابوه ويناظر لروّاف ويقطّع شفته السفليه بتوتّر ، ابتسم روّاف بهدوء ونطق متجاهل ثنيّان و سيّاف : عطني فرصه .. يمكن تفهمني زي ما افهمك ، نطق اخر كلمه وهو يشدّ بنظرته بابتسامه لخيّال اللي توتّر بشكل واضح ..
روّاف تنهّد وهو يقول و عينه على سيّاف بنظرة تساؤل : كيف ماتبيني اقتلك و اختي خاطفها مني ؟ .

بين الحنان ونبضة البعد منصاب   قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن