P/26

1.4K 65 46
                                    

-
اغلق سيّاف الخطّ بوجه تميم اللي ارتجف وهو يناظر امامه بصدمه ويرمش بتكرار وهو مستوعب كلام سيّاف والف يؤال يدور بذهنه .. كيف لتين وصلت لسيّاف ، والأهم وش تسوي بالمستشفى !
وقف بسرعه وهر يركب سيارته ويمشي داعس على البنزين بقوّة و الأفكار السوداوية بدأت تشوّش على تفكيره ..
-
انفتحت بوابة المستشفى الأوتوماتيكية اثر خطوات تميم السريعه تجاهها وهو يتنفّس بتسارع من مشيه السريع ، توسّعت عيونه من شاف فيصل يمشي قدامه و صدّ وجهه بسرعه وهو يعطيه بيده و يغيّر اتجاهه للمَمَر الاخر .. التفّ خلف الجدار متخبّي وراه وابتلع ريقه بتوتّر وهو يطلّ براسه بخفيف يناظر لفيصل اللي اتجه للطوارئ .. اطلق نَفَسه المكتوم وزفره وهو يتنهّد براحه .. ابتلع ريقه ومشى بخطوات سريعه راجع لنفس المَمَر اللي خرج منه فيصل وهو يركض بخطوات سريعه تجاه المصعد ..
وصل للغرفة اللي ارسل له سيّاف رقمها وهو يلتقط انفاسه بعد مشيه السريع ، بلل ريقه الجاف ومسك مقبض الباب وهو يفتحه بسرعه .. تدريجيًا توسّعت عيونه وهو ينظر لروّاف .. بحالته وهو جالس فوق السرير المرفوع نصفه ، بجانبه على الكرسي اللي عن يساره لتين اللي سيّاف جالس قدامها على رجوله ويمدّ لها قارورة الماء ، التفتوا ثلاثتهم لتميم اللي ارتجف ونطق بغير شعور : وش صاير ؟ .
روّاف ناظر لتميم بغضب بنظرات شديده و أُعمي حنانه وتلاشت رقّة عينيه المعهودة .. اي شيء يمسّ وصية امّه يعميه عن كل شيء ! غمّض عيونه بتصبّر وهو يعضّ على شفتّه بقوّة ثم حررّها وهو ينطق ويفتح عيونه : تعال ..
سيّاف اعتدل وهو يوقف وحسّ ان الوضع بدأ يتوتّر التفت لروّاف وهو يقول بهدوء ويده على كتف روّاف : روّاف استهدي بالله واذكر الله تراك تعبان لاتتعب نفسك و قلبك خلّه علي .
روّاف وعينه الغاضبة على تميم نطق من بين اسنانه بشدّه وهو يبعد يدّ سيّاف عن كتفه : سيّاف رجاءً لاتتدخل ! ، تنهّد بقوة : تميم قفّل الباب وراك و تعال ..
تميم وعينه تتنقل مابين روّاف و لتين قفّل الباب خلفه وهو يبتلع ريقه بتوتّر وينطق : ط طيب لتين ص صار لك شي ؟ .
روّاف بعصبيه بانت معها عروقه وهو يصرخ : اقولك تعال واجلس قدامي هنا ! .
تميم سرعان ما ضعف وارتجف قلبه وهو يقول : روّاف قسيت عليّ كثير تكفى خلاص ! .
روّاف كبت انفاسه الغاضبة وغمّض عيونه بتصبّر وسرعان ما تقدّم تميم وهو يتحاشى غضب روّاف ويسحب الكرسي ويجلس امامه بتوتّر وهو يهزّ رجليه .. لتين تقوّست شفتيها وهي تحاول تتحكمّ فيها وهمست لروّاف برجفه : روّاف خلاص لاتسوي فيه شي .

روّاف تجاهلها متعمّد وعينه على تميم ، تنهّد بقوة وهو ينطق : فيصل وتقليبك لمواجعه طول هالسنين و مشيتها لك .. كذبك على ريّاس واستغفالك له من فترة مااعرفك كم سنة و سنة و سكت عنها .. اما على اختك ؟؟ على وصيّة امي ياللي ما تقدّر كيف تركتها ؟ وتسكتها عشان ريّاس ! عشان لا تنفضح ! .
تميم نطق بتوتر بملامحه القلقه : روّاف والله ماتركتها هي راح..
روّاف قاطعه بشدّة : لتين قالت لي كل شي .. بعد ماغصبتها طبعًا ولا هي حتى ماتبي تضحي فيك تدري اني مابسكت عليك .
تميم ناظر لِـ لتين اللي صدّت بنظراتها عنها وهي تمسح انفها المحمرّ من شدة بكاها بالمنديل .
سيّاف اللي يناظرهم بحيره و للحين عالق بكلام روّاف نطق وهو يرمش بتكرار : دقيقة دقيقة ! غالب و فيصل ايش ! وش جاب هالطاري !! وبعدين ريّاس وش دخّله ؟.
روّاف ابتسم باستهزاء وعينه على تميم اللي نزّل رأسه وهو يعضّ على شفتّه ، نطق وهو يأشر لتميم برأسه : اسأله هو لاتسألني انا .
سيّاف التفت لتميم : وش صاير وش دخلك انت !؟.
تميم بغصّه يقاومها نطق بنبرة مهزوزه وهو يستند على الكرسي بيوقف : خلاص تكفون ..
جلس بسرعه من روّاف اللي نطق بعصبيه : اجلس !.
سيّاف التفت لروّاف وبرجاء : طلبتك يا اخوي ارفق على نفسك يكفي اللي صار لك اليوم ! .
تميم نغزه قلبه وهو ينقل انظاره مابينهم : وش صار لك ؟ .
روّاف بشدّة : مالك دخل .. الظاهر طردتي لك مانفعت الّا زادتك وقاحه وتمرد ! .
سيّاف انقهر ونطق بصوت مرتفع : ممكن افهم وش جالس يصير هنا !! .
روّاف بقهر وعينه على تميم : شرايك لو اقولك ان هاللي قدامك يرسل لفيصل من سنين ويقلب مواجعه ؟ ولا عن ريّاس اللي موهمه ومعلقه بشخص خيالي اسمه سلطان ! واخوك الحين هايم فيه و مصدق كذبته ..
سيّاف همس بصدمه وعينه على تميم : انت سلطان اللي ريّاس يهذري فيه ويكلمه طول الوقت ! .
تميم واللي كان شادّ على قبضة يدّه اللي ترتجف بقهر واللي اصبح جسده بأكمله يرتجف معها ، بانت عروق يده ورقبته من شدّه على نفسه وكبّته لمشاعره بهاللحظة ، رفع راسه اللي منزّله ونطق بقهر : لي اسبابي .. لي اسبابي اللي ماسمعتها يا روّاف ولا رضيت تعطيني عذر وتسمع مني .
روّاف بقهر : قلها الحين ! قلها و برر مع اني ما اتوقع بتحصل تبرير لسواد وجهك .
تميم وقف ونطق بقهر : ماببرر الّا لفيصل و ريّاس .. وبالوقت اللي انا اكون مستعد فيه ، رفع اصبعه يأشر لهم : كلكم مالكم دخل باللي اسويه ونفس ما صدقتوا فيني بدون لاتسمعون اسبابي لاعمركم تسمعونها ابد .

بين الحنان ونبضة البعد منصاب   قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن