-
سيّاف اعتدل بجلسته وهو يتأففّ و نزّل رأسه مغطّي وجهه بيديه .. بدأ يستوعب و يتذكر وبهاللحظة رفع رأسه لروّاف اللي اشار له يفتح قفل الباب و تنهّد سيّاف بضيق وهو يفتح القفل و سرعان ما فتح روّاف الباب وهو يقول : وش منوّمك هنا ؟ ليه مادخلت للبيت ؟ .
سيّاف تأفف بهمس و نطق بصوت ثقيل طغى عليه النوم : روّاف بعّد عني ماني رايق لأسئلتك .
صدّ يناظر للوحة الالكترونية بجانب الدركسون و نغزه قلبه من شاف الساعة و استوعب وهو يتلفّت حوله شايف ضوء النهار ! ..
التفت بسرعه لروّاف وهو ينطق : خ خيّال جا ؟ .
روّاف قطّب حاجبيه باستغراب : سيّاف وش وضعك انت ؟ تسألني انا عن ولدك و ليه مو معك هو ؟ .
سيّاف سكت صادّ عنه يبتلع ريقه بغصّه .. طبطب روّاف على كتف سيّاف وهو يقول : ولد انت بخير ؟ .
نغزه قلبه .. و تذكّر حلمه ليلة امس ، كأنه يأكد له الصوت اللي صدى بمسامعه طيلة حلمه " سيّاف ماهو بـ بخير و يحتاجك يا روّاف " " سيّاف ماهو بـ بخير و يحتاجك يا روّاف " " سيّاف ماهو بـ بخير و يحتاجك يا روّاف " ..
سيّاف ابتسم مستهزئ على حاله و همس : لا .. ، تنهّد و بعّد يد روّاف عنّه وهو يقول اثناء ماهو يقفّل السيارة : بروح اصلّي وخّر .
روّاف تراجع خطوتين للخلف وهو يناظر لسيّاف اللي نزل من السيارة وهو يغلق الباب خلفه ، بهالاثناء ناظره روّاف و قلبه ناغزه على سيّاف اللي مو طبيعي بشكل غريب .. برغم ان تصرفات سيّاف عاديه الّا انه غريب بشكل مو قادر يوصفه !
مسك روّاف عضد سيّاف يوقّفه وهو يقول : سيّاف وش صاير ؟ .
سيّاف حرر ذراعه من يدّ روّاف و صدّ : مالك دخل .
ابتسم روّاف بصدمه : لا الحين صدق فيك شي .. سيّاف تكلّم !! .
سيّاف التفت وهو يقترب لروّاف حتى اصبح وجهه مقابل وجه روّاف تمامًا و نطق : مهتم يعني ؟ بالله عليك تبيني اصدقك ؟ .
روّاف ابتسم مصدوم و همس ضاحك من صدمته : سيّاف انا ماقلت صدقني ولا قلت اي شيء من اللي انت قاعد تقوله ! ، اعتدلت ملامحه و بهدوء نطق : وش صاير ؟ .. وش فيه خيّال ؟ .
تغلغلت الغصّة حلق سيّاف اللي حاول يبتلعها بصعوبه و عجز يحطّ عينه بعين روّاف اللي سكت لثواني ثم قال : ادري ما بيننا شي يسمح لي اقرّب لك هالكثر .. بس .. ، شتتّ نظراته للجهة الاخرى وهو يقول بسرعه : انت اخوي و انا اخوك .. ، سكت لثواني ثم التفت لسيّاف اللي يناظره : تدري ؟ احس بديت افهم ليه الـ**** جمعنا بالغصب .. جمعنا عشان هاللحظة يا سيّاف ، يدري ان بيجي يوم مابيبقى وراي غيرك و غير اخواني .. ، ضحك بهمس و نطق : الكلام غريب ادري و يمكن انه متأخر بعد .. مو يمكن الّا اكيد .. ، نزّل يدّه ماسك فيها عصاته و ضربها بالأرض وابتسم بوجه سيّاف وهو يقول : رجلي برجلك و علمني وش فيك .
تبادلا نظرات صامتة، ثقيلة بالمعاني الكامنة ..غاصت نظرات روّاف في أعماق عيون سيّاف ، يبحث عن ومضة أمل قديمة، يبحث عن إجابة لا وجود لها ..
سيّاف ..الجمه روّاف بكلامه اللي لمس قلبه بحنيّه،حنيّه تأخرّت و تغيّر احساسها على قلب سيّاف اللي سرعان ما تلاشى شعورها من صدره ..
تخبّطت مشاعره بصراع بين قلبيه،قلبه الحنون و قلبه العايف ..
توقّف سيّاف عند كلمة روّاف الاخيرة " علمني وش فيك " ، ارتفع صدره يملأه بهواء اخرجه من صدره بتنهيدة ضيقة و شتتّ نظراته عن روّاف الواقف امامه بإبتسامته ، صدّ سيّاف عنه هارب بما تبقّى له من قلبه الحنون،خايف عليه لا يحنّ و ينكسر من جديد .. غمض عينيه برهة من روّاف اللي مسك ذراعه وهو يلتفّ له : صلِّ و تعال انا انتظرك .
سيّاف تأفف يحرر ذراعه من يدّ روّاف وهو يقول بشدّه : روّاف لا تنشب ! مابي اطلّع حرّتي فيك اتركني اتركني يا روّاف ! .
صدّ عنه و مشى خطوتين تجمّدت ثالثتهما من سمع روّاف اللي قال : " ماتخسر شيء وانا حيّ " .. ، سكت روّاف لثواني و اقترب حتى وقف امام سيّاف و نطق : ماتخسر شيء و انا حيّ .. قلتها لي قبل ثلاث شهور ، تتذكّر ؟ .
سكت روّاف يناظر عيون سيّاف يفتّش فيها عن خيط امل يتشبّت فيه،لكن سيّاف شدّ خيوطه و صدّ عن روّاف ساكت و مشى بخطواته جهة المسجد ..
تنهّد روّاف و عينه على سيّاف اللي بعّد عنه، ارتخت نظرة عينه ناظر له و استوطن قلبه شعور غريب من استوعب كلمته اللي نطقها .. " ثلاث شهور " كيف كانت كفيلة تقلب موازينه ؟ حياته ، شخصيته ، تصرفاته ، و حتى مشاعره ..
من كان يتصور يومًا أن روّاف بيقول مثل هالكلمات ؟ أن يركض خلف اخوانه من ابوه ؟ ..
بالأول فيصل ، و الان سيّاف .. سيّاف اللي بوقت مضى حاول يقتله و كان اشبه مايكون بعدوه اللدود مو اخوه .
من كان يتصور يومًا أنه بيسكن بيت و ارضٍ غير ارض امّه ؟ ..
و يتخذ هالمكان " مأوى " له و لأخوانه ..
قطع حبل تساؤلاته تميم اللي اقترب له وهو يقول : وش فيك واقف بنص الشارع ؟ ، التفت جهة ما يشوف روّاف و انتبه لوجود سيّاف : وش فيه سيّاف ؟ .
روّاف تنهّد و نظر نظره اخيرة لسيّاف و التفّ لتميم : عندك دوام ؟ .
تميم قطّب حاجبيه : ايه ليه ؟ وش فيك تضيعني اقول وش فيكم ؟ .
روّاف ابتسم بخفّه بوجه تميم وبيده ربت على كتف تميم : مافينا شي بس سيّاف متضايق و انا بشوف وش عنده .. لا تشيل هم .. لتين تقول انها ماراح تداوم اليوم ماعندها شي ، و دُنا خلها تغيب اليوم .. مافيني حيل اوديها و سيّاف واضح ضايق ، ضرب بخفّه ساق تميم بعصاته وهو يقول : و انت داوم لا تفكّر تجلس لحالك كذا ! عارف بتهوجس لين يضيق صدرك .
تميم ارتخت ملامح وجهه بضيق و نطق : لا ماراح اداوم اليوم ، ريّاس عرف بوفاة ابوي .. ماودّي اتركه لحاله .
روّاف سكت لثواني ثم تنهّد و اومئ برأسه بتفهّم و نطق : زين انتبه لنفسك و لاتضغط عليه .
.
.
أنت تقرأ
بين الحنان ونبضة البعد منصاب قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..
Mystery / Thrillerالــــبــــدايــــة : - بين الحنان ونبضة البعد منصاب قلب ٍ تعلّق في سرابك وزاحه انزف ألم والجرح تعميه الاطياب والحرف يطعني مساه وصباحه الناس تثني والمدح راح ما جاب هَمسِه ومنديله وريحة وشاحه اغراب لكن في شراييني اقراب فاح الغلا مابين واحه وواحه - رو...