-
سيّاف رفع حاجبيه : بعد روّاف مايدري !! ، اعتدل بجلسته و ناظر تميم : اشرح لي الموضوع من الف الى ياء ، اولها ليش ! ليييش لايكون للسبب اللي ببالي ؟ .
تميم تأفف وهو يبعثر شعره بخفيف متشتت ثم نزلها و التفت لسيّاف : ايه .. انت عارف اني انا سلطان ، ذاك اليوم وقت ما كان روّاف بالمستشفى قال و سمعته انت .
سيّاف اومئ برأسه بالإيجاب : ايه ادري .. برضو فيصل ، صغّر نظراته يناظر تميم اللي ناظره بصدمه و نطق سيّاف : ما اعرف بس كأني اتذكر ان روّاف قال شي مسويه له انت ؟ .. تميم وش هالنظرة على عيونك ! تكلّم ! .
تميم ارتخت اكتافه و صدّ عن سيّاف وهو ينزّل رأسه بين يدينه .. على هالحال لدقيقتين تقريبًا تركه سيّاف على راحته .. تنهّد سيّاف و نطق : تميم .. ، وضع يدّه على ظهر تميم : ابي افهم منك بس .. ماراح اعاتبك ولا بضايقك بكلامي .
تميم ناظر لسيّاف اللي عقد حاجبيه و نطق سيّاف : ماتثق فيني ؟ .
ابتسم تميم ربع ابتسامة و بانكسار نطق : انا ما اثق بأحد بعد اللي صار لي .. اخاف حتى من نفسي ! ما اثق حتى بالجدار اللي وراي ، نظر لذراع سيّاف : حتى يدك اللي على ظهري وش يضمن لي ما تعطنّي فيها ؟ .
سيّاف انصدم و اتسّعت عيونه و نطق : ليه يا تميم و ظنّك سياف يطعن احد من ورى ظهره ولا بعد اخوه ! ، نزّل يدّه من على ظهر تميم : وش اللي خلاك تقول هالكلام ؟ احد مضايقك ؟ .
تميم بنفس الابتسامه المنكسرة ضحك بخفيف و قال : السبب انا مو اي احد ثاني .. انا اللي وصلت نفسي لهالمواصيل يا سيّاف ، و كلما حاولت اكحلها عميتها .. السبب انا يا سيّاف و محد مجبور يتحمّل اغلاطي و يغفر لي ..
سكت لثواني طويله ثم فتح فمّه بيتكلم لكن سكت بغصّه .. ابتلع غصّته و تكلّم : الغلط لابسني من فوقي لتحتي ، مالي حق اتشكى و اعاتب و انا الغلطان ! .
سيّاف بهدوء : بس ولو .. الانسان يخطي ايه ، لكن ما يتحمل كل شي ! الله سبحانه و تعالى قال بكتابه ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا )
مهما كنت غلطان لا تزيد الغلط انك تظلم بحق نفسك ! .
تميم واللي كان يهزّ رجوله بتوتّر و عاضّ على شفّته طول ما سيّاف يتكلم و ما ان انتهى سيّاف من كلامه صرخ تميم يقول : بس محد مجبور يتحملني !! اذا انا مو طايق نفسي و لا متحملها ما الوم اهلي يوم انهم مايبوني .. ، سكت يلتقط انفاسه وهو يناظر بعيون سيّاف باحداقه المرتجفة ثم شتتّ نظراته عن سيّاف اللي يناظره بهدوء و ابتلع تميم ريقه بغصّه وهو يهمس : حتى هنا انا جالس اغلط يوم احمّلك شيء انت مالك دخل فيه ، وقف و مسك سياف يدّه بسرعه : سيّاف اتركني تكفى خلاص .سيّاف وقف وهو ماسك يدّه و ناظره بجديّه تتخللها ذيك النظرة الحنونة و نطق : ابيك تتكلم .. بسمعك و بسكت و ماراح اعاتبك او اقول شي .. لا تكتم اعرف شعور الكتمان كيف يذبح الواحد وهو حيّ ! .
تميم ارتخى وعضّ على شفّته وهو يستسلم لسيّاف اللي سحبه حتى جلّسه بجانبه و همس : اسمعك .
تميم بدأ يتنفّس بضيق وهو يشتتّ انظاره بشتات مو عارف وش يقول .. ما يسمع بهاللحظة الّا صوت نبضات قلبه السريعة ، ابلتع ريقه و سكت لفترة طويله ربما هي بالدقيقتين او الثلاث ..
فتح فمه بيتكلم اكثر من مرّه لكن يلجمه تردده ..
لكن بالوقت ذاته يشعر انه لا يستطيع التنفّس من كثر الكلام اللي كاتمه بقلبه .. همس بصوت مرتجف : سيّاف ما اقدر .. ما اقدر انا غلطان ! .
سيّاف تنهّد : بكيفك ماراح اضغط عليك .. ، اقترب لتميم وهو يلفّه له و يحتضنه لكتفه وهو يقول : لكن اعرف ان اخوك الكبير موجود عشانك دايمًا .. و مستعد اسمعك و ما انطق بحرف و لا احكم عليك .
طبطب على ظهره و ابتعد عنه و تميم لازال منلجم و ساكت ..
ابتلع ريقه و نطق : بجاوبك على سؤالك .. غيرت اسمي قبل شهر عشان ريّاس .. ظنًا منّي انه بيسامحني لو اعترفت له بالحقيقة و بيفرح ! ، ارتخت نظرة عينه بحزن والغصّه تخللت صوته : اعترفت له لكن ما صدقني برغم اني بكيت عنده و ترجيته يسامحني ..
عارف ان المسامحة دربها طويل ولا طمعت فيها ، لكن اقلها يصدقني ! يصدقني و يريّح قلبي من تأنيب الضمير ، رفع راسه لسيّاف وبانفعال : و اللي يوجع اكثر انه لازال متعلق بشخصية سلطان وينكر انه انا برغم اني اعطيه ادلة قاطعه وواضحه .. لكن مو مصدقني ، و فوقها يقول لي انت تميم مو سلطان ! و انا الغبي رحت غيرت اسمي احسب انه بيرضى .. ، ارتخى و همس بضيق : والله يا سيّاف اني احبّه اكثر من نفسي .. ولو يطلب عيوني عطيته بس هو مو فاهمني مو مستوعب الشيء اللي سويته عشانه ! .
سيّاف انصت بهدوء وهو يناظر لتميم بملامح مُنصته باهتمام ، نطق بعد صمت لثواني : لا تلومه اللي مرّ عليه مو سهل ، طبيعي جدًا انه ماراح يصدقك يعني شخص يتواصل معه من كم ؟ .
تميم همس : بنتمّ ثلاث سنوات .
سيّاف رفع حاجبيه : ثلاث سنوات يا تميم مو هينه ! ، قطّب حاجبيه : كيف تبيه بيوم و ليلة يصدق ان الشخص اللي يتواصل معه لثلاث سنوات هو اخوه و قريب منه و مخبي عليه ! شي ما يدخل العقل يا تميم ! ، تنهّد بوِسع : بعدين ليه ما جيتني تستشيرني قبل تغيّر اسمك ؟ انت مستوعب ترا الاسم مو لعبة .
-
أنت تقرأ
بين الحنان ونبضة البعد منصاب قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..
Mystery / Thrillerالــــبــــدايــــة : - بين الحنان ونبضة البعد منصاب قلب ٍ تعلّق في سرابك وزاحه انزف ألم والجرح تعميه الاطياب والحرف يطعني مساه وصباحه الناس تثني والمدح راح ما جاب هَمسِه ومنديله وريحة وشاحه اغراب لكن في شراييني اقراب فاح الغلا مابين واحه وواحه - رو...