P/17

1.1K 54 15
                                    

-
اقترب لأبوه ونطق بصوت مبحوح مرتجف يملاه القهر : اعجز اتقبّل اي تصرف او شعور منك غير انك واطي ونذل وتكرهني للحد اللي يخليك تقتلني ، وابادلك نفس الشعور .. ، سكت يغمّض عيونه من الم صدره الشديد وهو يكشّر بعدها فتّح عيونه ونطق بنفس النبرة : اكرهك للحد اللي يخليني اقتلك بدم بارد ، للحد اللي اتمنى روحك ما تروح الّا وانا اللي منهيها .
عبدالله واللي ابتسامته الصغيرة مافارقت شفتيه وهو يناظر بعيون روّاف ويدينه خلف طهره وعيونه ينقلها بين روّاف و بين تميم الواقف بجانب الباب واللي للتو طلع من غرفته بعد ما سمع خطواتهم .. اتسعت ابتسامة عبدالله بملامحه المرتخيه بهدوء وعينه على تميم ونطق : سامع اخوك وش يقول يا تميم ؟ اللي بيفرط بأبوه بيجي يوم بيفرّط باخوانه .
روّاف واللي يدّه ما زالت على صدره اللي يألمه بشدّه التفت بسرعه للخلف وتوسّعت عيونه من شاف تميم اللي يناظره بنظرات عاجز انه يتحملها من اخوه ، تقوّست شفتيه وعضّ عليها وهو يحاول يقوّي نفسه ورجع يناظر لأبوه بحقد وقهر اكبر ونطق بنبرة مرتجفة : كلامي اقوله عند تميم وعند لتين حتى .. مهما صار انا اخوهم الكبير وانا ولي امرهم ويبقون يحبوني ويحترموني وانت مجرد اسم اضافي محد يعترف فيه الا الأحوال .
زادت رعشة جسده وعجز يتحمل اكثر وسقط على ركبتيه امام ابوه اللي رفع يده يمنع تميم و حمد من الاقتراب بعد ما فزّوا ، نزل على الارض لمستوى روّاف اللي يده على صدره ويتنفّس بصعوبه وعيونه متوسعه ومثبتها على الارض .. مد عبدالله يدّه و رفع رأس روّاف من فكّه وناظره لثواني وهو يقول : مهما كبرت يا روّاف ما تتوب وبالنهاية ترجع تطيح قدامي ..
ابتسم ومسح على شعر روّاف بخفّه لعدة ثوانِ ورفع راسه لحمد واشار له و فزّوا حمد وتميم لروّاف يرفعونه وتميم رفع روّاف بصعوبه وهو ينطق بهمس وقلق وهو مقهور : ليه باقي تعاند ابوي يا روّاف ليه !! .
روّاف واللي وجهه حمّر من ضيق تنفّسه نطق وهو يرتجف وبنبرة مرتجفة : ااسسسككككت انا .. انا .. انا اخوك روّاف ! ، شدّ على نبرة صوته : اما هو نكِرة ماقد ..
سكت وهو يشهق وحمد رفعه بسرعه وهو يثبّت على فمّه جهاز التنفّس وشهق روّاف وهو يتمسّك فيه .. اعتدل حمد بوقفته وهو يثبّت روّاف ويمشي فيه لداخل الغرفة وقفّل الباب خلفه متعمّد .
ابتلع تميم ريقه بقلق وعينه على اخوه الى ان تسكّر باب الغرفة ، التفت لأبوه واضطرب بشكل واضح وتردد بسلامه لكنه اقترب لابوه وهو يبوس رأسه ويهمس : مسيت بالخير يبه .
عبدالله سكت و مارد على تميم وتمّ يناظره بطريقة غريبه حتى نطق : فيك من تهرّبها وضعفها ، روّاف قوّته تعجبني ولو انه حاول يقتلني ويهددني الان لكن ماكرهته .. اما انت ؟ .. تشبه امك بشكل ينرفزني .. بشكل يخليني اتمنى اني ماجبتك .
تميم تعلّقت عيونه بأبوه بصدمة وعضّ على شفّته وهو شادّ على قبضة يده من انهالت عليه ذكرياته وهو صغير مع ابوه واللي لطالما كان يعايره بشبهه بأمه .. صدّ من غير لا يقول اي كلمة ومشى بخطواته طالع من القسم مقابل بوجهه سيّاف اللي يتنفّس بتسارع من ركضه ، دفّه عن طريقه وهو يهمس بغصّه : وخّر ، مشى بخطوات سريعه لغرفته وهو يدخل لها ويقفّل الباب بصوت مسموع ..
سيّاف ناظر لأبوه باستغراب واقترب وهو يقول : يبه وش السالفة وش فيه تميم ؟ وين روّاف دخل ! .
عبدالله بعدم اهتمام : دلع مبزره خلّك منه ناقص تربية .. انت ليه تأخرت !! .
سيّاف تنهّد وهو يحاول ينظّم انفاسه المتسارعة : مريت الشركة اخذت كم ملف بكمّلهم هنا وجيت .
عبدالله رفع يده بعدم اهتمام ونطق وهو يبعد سيّاف عن طريقه : وخر بس قايل لك هالسباكة مامنها خير ، لو انك دكتور زي اخوك ابرك لك .
تلاشت ابتسامة سيّاف و ارتخت ملامح وجهه و همس بصوت مسموع بضيق : يبه انا مهندس كهربائي مب سبّاك ! .
-
فتح باب قسمه بتنهيدة وعلى ملامحه بان التعب والارهاق ، كان عاجز حتى انه يدخل بإبتسامته المتكلّفة لأجل ان يقابل ولده بروح مختلفه .. مشى بخطواته المتثاقله بسبب تعبه وقلة نومه ليلة امس وهو مو حاس بأطرافه من التعب ، روحه مُرهقه رغبته بالبكاء حتى النوم تتصدّر شعوره بهاللحظة .. اتجه بخطواته تجاه غرفته على الجهة اليمنى من القسم ولكن وقف بتردد لثواني وهو يلتف ويناظر لباب غرفة خيّال من الجهة اليسرى ، تنهّد بضيق وتردد مايبي يقابل ولده بهالحال لكن اكثر ما يحتاجه بهاللحظات هو خيّال اللي يمحي مشاعره السيئة بإبتسامة منه ..
التفّ و طرق باب غرفة خيّال مرتين وهو يقول : خيّال ياابوي صاحي ؟ .
فتح الباب ودخل للغرفة والتفت لمصدر صوت الماء الخارج من الحمام .. تنهّد من جديد بارتياح وابتسم من شاف الغرفة مرتّبة ، اقترب للسرير وجلس عليه وهو يرخي نفسه على ظهر السرير و طلّع جواله من جيبه يقرأ اذكاره ويستودع الله نفسه وولده واخوانه واهله .. على نهاية قرائته لأذكاره وعند اخر صفحة بالتطبيق ارتخت اجفانه واستمال رأسه للجنب ووعى للحظه لكنه عجز يتحمل نعاسه وارهاق جسده واغمض عيونه من جديد وهو يستميل للجنب وينسدح وسرعان ما طاح جواله من يده على السرير و ارتخى جسده بتعب ..
دقايق وخرج خيّال من الحمام بعد استحمامه وهو لابس بلوفر رمادي فاتح وبنطلون قُطني ابيض .. شعره المبتل متبعثر على جبهته وتتساقط منه قطرات الماء على منشفته البيضاء اللي على كتفيه ، رفعها لراسه وهو ينشّف شعره بعشوائية ويقفّل باب الحمام خلفه ، التفّ بهاللحظه وطاحت عينه على ابوه فوق سريره عقد حاجبيه واقترب بسرعه وابتسم من شافه نايم بارهاق وهو ينتظره ، اقترب له وانحنى له وهو يبوس راسه وانتبه لملامح سيّاف اللي تعكّرت بانزعاج من قطرة الماء اللي سقطت من شعر خيّال على خده ، مسحها خيّال بأصبعه وانتبه للنظارات اللي مازالت تعتلي ملامح سيّاف اخذها وقفلها وحطها على الطاولة الجانبية .. اخذ المفرش وغطّى ابوه كويس ومد يده ياخذ جوال ابوه يصمّته لأجل ان لا تزعجه المكالمات .. صمّته وجا بيرجع الجوال لمكانه لكن وقف من شاف الرسائل المرسلة خلف بعضها والشاشة يعتليها اسم " ام خيّال " ، توسّعت عيونه وارتجف قلبه وناظر لأبوه اللي غاط بنومه العميق ، عضّ على شفته وطلع من الغرفة بخطواته الحَذِرة ..
تردد وفتح جوال ابوه بالرقم السري اللي يتذكره وفتح معاه ، دخل للواتساب وعلى محادثتها وتوسّعت عيونه وهو يقرأ رسايلها :
" السلام عليكم ابو خيّال "
" انا جايه الحين اسلم على خيّال و معي دُنا ، خيّال مايرد على جواله "
ارتجف قلب خيّال وهو يناظرها ولا شعوري نزل لمستواها ومسكها من اكتافها وهو يناظر فيها بعيونه اللي تجمّعت فيها الدموع اللي تضعف دايمًا عندها وعند طاريها ، اقترب وباس خدّها بلطف ورجع يناظرها لثواني بعدها همس : بابا مشغول تمام ؟ ان شاء الله اقول له يجي يشوفك .
تأففت بأحباط وبوّزت شفتيها ببراءه وهي ترفع رأسها لأصايل اللي تناظرهم وتتنهّد بضيق ، احتضنها خيّال لثواني سريعه ووقّف بسرعه وهو يقول موجّه كلامه لأمه : روحي بسرعه لاحد يطلع ويشوفك ترا جدي موجود !! .
اصايل تنهّدت : للحين ماتكلمت ؟ للحين ما طيّبت خاطر ابوك يا خيّال ؟.
خيّال قاطعها بقهر : اسكتي اسكتي ولا والله لأنادي عمي فيصل ومايهمني بعدها وش يصير لك ، لا اشوفك تكلمين ابوي مره ثانيه ولا اشوفك عند هالبيت ! .
اصايل عقدت حاجبيها وبغصّة : ليه فيه احد بحياته ؟.
خيّال وهو يبعدها للسيارة : ايه فيه روحي روحي مابي نشوفك ! .
-
توقعاتكم و ينزل اللي بعده 🫣🤍🤍🤍

بين الحنان ونبضة البعد منصاب   قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن