P/25

1.4K 60 25
                                    

-
بعد 9 ساعات من انقاذ طلال له .. ولازال يعاني من اثار السُمّ اللي فتك بجزء من جسده .. دخله البرد و ارتفعت حرارة جسمه لـ 43 ، كان مُرهق تمامًا و كل تفكيره مع لتين اللي قلبه يعوره انه تركها و فيصل اللي عارف انه بحال ما يسرّ الان ، عاجز يرتاح و ذهنه مايوقّف خيالاته السلبية ،

ارخى رأسه على السرير و اغمض عينيه بتنهيده جذبت انظارهم وهو منزعج من وجودهم حوله ، عبدالله ، علي ، طلال و اخيرًا سيّاف ..

زفر تنهيدته وهو يبتلع ريقه يبلل فمّه الجاف ومحلول المضاد الموصول فيه يسري بجسده بشعور بارد ويحسّ بكل قطره تدخل داخل جسده ، فتّح عيونه وهو يسمع حديث عبدالله و عليّ والنقاش اللي اشتدّ بينهم .

علي بللّ شفتيه و بعصبيه جادّة : لا تحاول تقنعني اني استر عليه هالمره .. هالمره فيه شاهد عيان وانا اللي ببتلي نفسي لا سترت على ولدك ، تسممّ روّاف وين اوديه !!! .
عبدالله انفلتت اعصابه و نطق بصوت مرتفع من بين اسنانه : علي لا ترفع ضغطي وقلت لك اخر مره و انا بربّيه خلاص ! مشّها هالمرة عشان خاطري .

علي : كل المرات اللي قبل عشان خاطرك .. وخاطرك صار ما ينشرى يابو سيّاف .

عبدالله وسّع احداقه بخفّه و احتدّت نظراته وهو يسكت لثواني ثم نطق وهو ماسك اعصابه بالقوة : لك اللي تبيه .. بس اترك عيالي بحالهم لاتخرب حياة فيصل فوق ماهي متدمره .
علي سكت لثواني ثم نطق بقسوة وهو يهدد بجديّه : اسمعني يا عبدالله ، هالمرة بمشّيها له وعلى مزاجي عشان خاطر العشرة اللي بيننا ، لكن والله لو صار ابسط غلط اني لأبيعه وابيع عشرتك معه ..

سيّاف واللي منحرج من طلال اللي يتصدد عنهم اقترب ونطق وهو يحاول يهدّي الوضع : اذكروا الله واهدوا روّاف تعبان !.
علي تجاهله و خرج وهو يستغفر بهمس و يغلق الباب خلفه ، ثواني و مشى عبدالله خلفه وهو يناديه بعصبيه ، التفت سيّاف لروّاف اللي تنهّد رواف من جديد وهو ينطق ببحّه شابهت صوته بصوت فيصل : سيّاف .

سيّاف واللي كان واقف ومعطي روّاف ظهره ابتسم بهدوء وهو يقول : سَمّ آمرني ! .

روّاف فتح عيونه بشكل طفيف و نطق بإرهاق : وين فيصل ؟ .

سيّاف تنهّد وهو يزمّ شفايفه وينطق : لساتك تسأل عنه ؟ .

روّاف غمّض عيونه بتعب وهو يبتلع ريقه ويقول بهمس مسموع : بيسوي شي بنفسه .. خ خلني اكلمه .

سيّاف ارتخت ملامحه وهو ينحني لروّاف ويحطّ يده على شعره و بحنيّه : روّاف انت تعبان ريّح نفسك و خلِّ فيصل عليّ ، بعدين وش هالوساويس اكيد انه راح يمين ولا يسار لاتخاف مافيه شي ان شاءالله.

روّاف رفع يده الموصوله بالمصل واللي ترتجف بخفّه وهو يمسك ثوب سيّاف بقوّة وينطق بشدّة وسط تعبه : بيقتل نفسه .. بيقتل نفسه .

بين الحنان ونبضة البعد منصاب   قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن