P/3

1.8K 86 7
                                    


-
صباح يوم جديد .. تحديدًا في الرياض ، 7:30 :
بالدور الثاني تحديدًا جهة الممر اللي يجمع غرفة ريّاس وفيصل المتقابلتين ، طلع ريّاس من غرفته وقفّل الباب خلف ظهره وهو مبتسم بوضوح وعينه على جواله اللي بين يدينه وطاير بعالم آخر وكأن واقعه هاللحظه داخل الشات اللي يكلّم فيه لدرجة كان يمشي بدون لا يحس واصطدم بفيصل اللي كان توّه طالع من غرفته ومستغرب ملامح وهيئة ريّاس وكيف مبتسم ومرووق وباين عليه عكس اللي يشوفه دايمًا ، رفع ريّاس راسه وكشّر وبعصبيه : ماتشوف قدامك يالمايع ماتعرف تمشي ؟.
فيصل واللي كان اطول من ريّاس بقليل ناظر لريّاس بملامحه الخالية من المشاعر واعطى ريّاس نظره من فوق لتحت ينظر له وكأنه ينظر له باستصغار وتنهّد بخفّه وجا بيمشي لكن اعترضه ريّاس اللي وقف قدامه : اوب اوب اوب ! لايكون ما عجبناك بس عسى ماتضايقت ؟.
فيصل اللي يناظر لقدام وماحط عينه بعين ريّاس مو تهربًا منه انما عدم مبالاة واستصغار لأخوه المشكلجي .. تنرفز ريّاس اكثر ودخّل جواله بجيبه وهو يقترب لفيصل و عقد ملامحه بتمثيل الحزن وهو يقترب لفيصل : اوووه لا لا اكيد تضايقت مو قادر تطالع بعيني حتى ها ؟ ، فيصل ماتغيّرت ملامح وجهه بل انه عدّل وقفته ودخّل يدينه بجيوب البالطو الأبيض وهو يناظر ريّاس ببرود قاتل وملامح خاليه من اي ردّة فعل او مؤشر كانت كفيلة تستفزّ ريّاس بأكمله واللي مدّ يده وهو يطبطب على وجه فيصل بعنف : راسك مفصول عن جسمك ولا تتغيبى على راسي انت؟ ماتسمع ؟؟ .
فيصل مازالت نظراته مستفزّه وجدًا لريّاس اللي عجز يتحمل ويكره احد يناظره بهالنظرات والسكوت يستفزه كثيير يحسسه فعلًا ان حركاته سخيفه ومالها اي داعي وهو يكره يحسّ بهالشعور .. شعوره المعادي له هو نظرة الناس واستحقارهم وكرههم له تستفزه لأبعد حدّ ..
شدّ على قبض يده بقهر ونطق : مالك لسان ترد علي فيه؟؟.
فيصل ناظر لريّاس نظرة مطوّله من فوق لتحت بعدها قال :
مستحيل بيوم اعطيك اكبر من حجمك ، طول عمرك تافه وغبي ولاعمرك بيوم بتكبر عن المراهقة اللي انت عايش فيها .
ريّاس ابتسم بقهر انه واضح لهالدرجة ومسك نفسه وهو يقول بقهر : يعني عارف وبرغم كذا واقف قدامي ؟.
فيصل هزّ رأسه بالإيجاب بشكل بخفيف ويناظر لريّاس بطريقة مُستفزّة جدًا خلت ريّاس يندفع بيضرب لكن قاطعه صوت سيّاف اللي يمشي باتجاههم ونطق بصوت عالي: ريّاس فيصل ! يالله صباح خير وش فيك انت وياه ؟ .
فيصل سحب نفسه بهدوء وهو لازال مدخّل يديه بجيوبه ومشى متجاهل سيّاف وعدّى من قدامه وهو نازل لتحت متجاهل سيّاف اللي ماسك ريّاس اللي يناظر لفيصل بقهر ونطق مقهور بصوت عالي سمعه فيصل : الله ياخذك يا *** ! .
فيصل ولا كأن الكلمة دخلت لمسامعه كمّل طريقه نازل لتحت بخطوات هاديه متجاهل كل شيء .. او بالأصح هو خالي من اي احساس ما تأثر فيه الكلمات او الافعال او حتى الاشخاص .. مافي شيء يشدّ انتباهه او يلفت نظره ، يرى ان كل شي بهالدنيا تافه ومحدود ويعيش منتظر يومه الاخير فقط ..
ريّاس دفّ بقوّة صدر سيّاف اللي ماسكه والقهر والعصبية مسيطرة عليه ونطق :وانت يالشايب العايب وخخّر عني واتركني لا يجي الدور عليك وخخر !.
تعكّرت ملامح ريّاس تمامًا وتوجّه بخطوات سريعه لغرفته وهو يضرب بالباب خلف ظهره ، اكثر صفه يكرهها بنفسه هو سرعة استفزازه وتأثره باللي قدامه برغم انه هو اللي يبدأ المشاكل ويستمتع وقت ما يضايق احد لكن يجنّ جنونه اذا احد استفزه واستحقره واهانه خصوصًا من شخص مثل فيصل ما يتأثر ابدًا مهما سوّى ريّاس ..
سند ظهره على باب غرفته وهو مغمّض عيونه وسيّاف يطرق الباب خلف ظهره ويناديه ، بلع ريّاس ريقه وفتّح عيونه والتفّ بسرعه وهو يفتح الباب بقوّة ويلتفّ ويقفّل الباب بالمفتاح متجاهل سيّاف ، حط المفاتيح بجيبه والتفت لسيّاف واقترب له وهو ينغز صدر سيّاف بأصبعه بقوّة وينطق : اذا شفتني مع الـ**** لاتتدخل فاهم ؟مو محتاج منك تدافع عني .
سيّاف اللي ماسك نفسه بالقوّة وملامحه مشدودة سكت بدون اي ردّ وظل يتبع ريّاس بعيونه لين اختفى نازل لتحت ، شدّ سيّاف على الجاكيت اللي بيده واللي كان لريّاس اللي نساه مرمي عند الباب ..
سيّاف عجز يتحمل مشاعره السيئة ورمى الجاكيت على الارض ونزل لتحت وهو يقول بقهر : الشرهة علي اهتم وأداري .
-
نزل سيّاف لتحت وقبل لاينزل غسّل وجهه بشكل سريع يحاول يهدّي اعصابه ويركد قبل ينزل لخيّال وامه ، نزل للصالة الموجوده بالدور الاول وعقد حاجبيه بابتسامه وبانت معها اسنانه وتغيّرت ملامح وجهه من شاف مَيان جالسه وسط المجلس سانده ظهرها على الكنب ومنزله راسها لجوالها مو منتبه له ، اقترب لها بهدوء ونطق باستغراب وهو مبتسم بوضوح : يا صباح الخير وش الطاري القمر طال علينا ؟ ، رفعت مَيان راسها لسيّاف وفكّت عقدة حاجبيها وارتسمت على طرف شفتها ابتسامه خفيفه بملامحها الهادئة نوعًا ما لكن تغلب على ملامحها الحدّة ، ممزوجة مابين روّاف وفيصل تاخذ من تفاصيل وملامح وجههم لكن بشكل ألطف ، وايضًا هي نسخة قديمة من فيصل بالماضي .. الطمأنينة لها مكان داخل تفاصيل وجهها لأن بطبيعة الحال عاشت حياة مختلفه بعض الشيء عن باقي اشقائها ، لكن هالشيء مايمنع انها فيها من غموضهم وبرودهم وغرابتهم .. مثلًا برود فيصل ونظراته احيانًا تكون فيها ، حنية روّاف وابتسامته مجرد ماترتسم على وجهها تذكّرك فيه على طول ! .
جلس سيّاف جنبها وحاوط كتفيها وهو يميلها له وباس راسها بخفّه ،
غلبت على ابتسامتها الحرج وقلّبت عيونها وهي تقول بصوتها الناعم اكيد وتغلب عليه البحّه بشكل خفيف : سيّاف النفسية شينه مو وقتك .
سيّاف مسك ابتسامته ومدّ يده وهو يبعد شعر ميان عن وجهها ويثبته خلف اذنها : الصعلوك مضايقك بشيء اهبده ؟ علميني بس ترا من يومين ادوّر الزله عليه .
ميان : اي واحد البزر ولا ابوه ؟ كلهم فاقعين مرارتي .
سيّاف مسك ضحكته وبلل شفتيه لكن عجز يتمالك ضحكته وضحك
من حلطمة ميان اللي تنرفزت من ضحكة سيّاف وضربته وهي ماسكه بكيتها بسبب نفسيتها المضطربة ومزاجها المتقلّب ، سيّاف نطق بسرعه : نمزح يابنت الحلال شفيك ؟ حقك اهبد كل من ضايقك وينه الصعلوك بس ؟.
ميان اللي تكتّفت وأشرت بحاجبها للي واقف قدامها وصغّرت نظراتها : هذا هو يتبوسم قدامي عليك فيه .
سيّاف التفت لعزام اللي توّه دخل وهو مبتسم باتساع والقمطة واضح بملامحه، اقترب لسيّاف بسرعه واحتضن سيّاف وهو جالس قبل يقوم وشدّ عليه وهو يضحك وتكلّم بشكل سريع : اقطع الشر وصبّح علي بابتسامتك ماله داعي تهبدني .
سيّاف مسك ضحكته ودفّ عزام عنه ووقف بسرعه وهو يمسك عزام من ياقته ويقربه له وماسك ضحكته من وجه عزام ثواني وهو يناظر وجه عزام عجز يتحمّل ودفّ عنه وهو يضحك وعزام ابتسم من ضحكته ، سيّاف انتبه لجوّاله اللي يرنّ باستمرار عقد حاجبيه وطلّعه من جييه وتأفف من شاف اسم مديره على شاشة الجوال ، رفع راسه لميان وعزام ونطق بتنهيدة : انا اسف بمشي تأخرت على دوامي ، اقترب لميان وباس راسها وهو يقول : انتبهي لنفسك والصعلوك لو ضايقك بس دقي علي انا اوريك فيه .
عزام طيّر عيونه : وانا مالي شي ؟ يعني زوجتي وقدام عيوني تبوس راسها ؟ .
سيّاف كشّر وطق رجله بساق عزام وهو يقول : انا ساكت من اول سد حلقك .

بين الحنان ونبضة البعد منصاب   قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن