P/49

833 47 17
                                    

-
سحب سيّاف نفس متوتّر لحظوه روّاف و عزام و اللي شدّ على كتف سيّاف من الخلف و قطّب حاجبيه وهو يقول : ترا مب اول مره تعرس وش فيك سيّاف ! ، شِقّ الابتسامة و هدي نفسك تراها فرحتك و من ابسط حقوقك ! ، و بسرعه نطق : انزل بسرعه يلا يلا .
نظر سيّاف لروّاف الساكت بابتسامه و بادله نظراته وهو يأيّده فيها .. مسك سيّاف مقبض الباب و التفت جهة خيّال الجالس خلف روّاف صادّ بوجهه جهة الشبّاك ، نطق سيّاف: خيّال انزل و خلّك جنبي .
رفع خيّال عيونه بصدمه ، خالج قلبه اللي انقبض خوف ..
همس سيّاف بالبسملة و فتح الباب ، نزل و استقام بوقفته و ارتسمت ابتسامته اللي زادته فخامة ، رائحة العود الثقيل الفاخر تطغي عليه منتعطّر بالعطر الفاخر اللي سبق و اهداه ايّاه خيّال قبل سنة .. اقترب احد اقربائه يسلّم عليه و هلّت التباريك عليه من كل جهة .
" الف مبروك يا ابو خيّال "
" الله يجمع ما بينكم على خير "
اقترب خيّال بتردد واقف جنب ابوه اللي يسلّم على المعازيم اللي استقبلوه امام باب القصر ، ضحكات سيّاف و ابتساماته ملت المكان و خطفت قلب خيّال اللي لاشعوري ابتسم من شاف يضحك و يبتسم من جديد ..
" عقبال فرحتك بخيّال "، قالها واحد من اقربائه و فزّ خيّال ملتفت لهم اثر ذكر اسمه ، التفت سيّاف لخيّال بابتسامه واسعة وبيده مسك يدّ خيّال وهو يخلل اصابعه بأصابع خيّال و يشدّ على يدّه و يقول : امين يارب الله يسمع منك يابو تركي .. ، شدّ على يدّ خيّال من حسّ برجفتها و مشى فيه معه ، خيّال اللي قلبه من شدّة تسارع نبضة بهاللحظات ارجف جسده بأكمله ، ثواني طويله ما استوعب فيها حتى التفت سيّاف له ضاحك مبتسم وهو يقول : ايه شبيه ابوه صار بـ طولي ماشاءالله .. ، ختم سيّاف كلمته بضحكه ..
.
.
ابتعدوا عنه معطينه مساحه يمشي وسطهم ، دفّت طبول الفرقة من كل الجهتين اثناء اقتراب سيّاف المبتسم بشعور غريب يخالج صدره اللي يرفرف وسطه قلبه بشعور ما حسّ فيه من سنين .. كان غريب عليه و حسّ فيه و كأنه لأول مرّه يحسّ فيه .
خيّال بجانبه لايقل شعوره غرابةً عن ابوه ، يناظر يدّ ابوه اللي شادّ عليه و من ثم يرفع عينه لأبوه المبتسم و يضحك بخفّه لعزام اللي بجانبه .. عجز يكبح ابتسامته و ابتسم من قلبه و للوهله حسّ و ادرك اللحظة ان امه اليوم مزفوفه لأبوه ، خالجه الخجل و نزّل عيونه و ابتسم من قلبه وهو يتذكر شكل امه و جمالها .
تلفّت سيّاف حوله يتفقد اخوانه و نطق عزام وهو يقول : روّاف راح يجيبهم اتركهم ياخي الليلة ليلتك ! .
.
.
بجهة البقية ، واللي كانت سيارتهم خلف السيارة اللي فيها سيّاف ..

نزل ثنيّان من السيارة وهو يغلق الباب خلفه و عينه على عدد المعازيم اللي امامهم و اللي فاق عددهم توقعاتهم و نطق : اخس والله شكل السبّاك جايب كل اللي صلّح لمباتهم .
التفت يناظر خلفه و كشّر من ما شاف احد فيهم نزل ، ضرب شباك السيارة بيده وهو يقول : انت وياه ورا ما تنزلون !!! ، تأفف و اعتدل بوقفته ، ابتسم من تذكر ريّاس و بخطوات سريعه مشاها وهو مبتسم بخفّه جهة باب ريّاس ، فتح الباب و مسك ضحكته و بحركه سريعه تفادى سقوط ريّاس اللي كان مستند بثقله على الباب و مسك كتفه قبل يطيح ، كشّر و دفّ بيده بطن ثنيّان مبعده عنه بقوة وهو يقول : الله ياخذك اترككننني ! .
ثنيّان ابتسم ضاحك غير مبالي بألم ضربة ريّاس و نطق : ياخذني لييييييك و لهواك ياخذني ياربي اميين .
اعتلت ضحكته وهو يشوف ريّاس ركب السيارة و ضرب بالباب يقفله ..
تميم فتح الباب الخلفي وهو ينزل بصمت و يقفل الباب ، عينه طاحت بعين فيصل اللي ايضًا توّه نزل من السيارة و التفّ يقفل الباب .. تبادلوا النظرات لثواني من جهة تميم كانت نظرته نظرة لا مبالاة لفيصل اما فيصل كانت نظراته نظرات بُغض ..
شتتوا نظراتهم عن بعضهم ، تحرّك فيصل و عينه للأمام كانت حتى ظهر امامه زول روّاف و نغزه قلبه ، شاف ابتسامة روّاف و مشيته بعصاته و اللي زادته فخامه و هيبه .. ابتسم بداخله ، مستحيل يظهر ان هيئة روّاف و ابتسامته انارت ما بداخله من سكون ، ضل فيصل يراقب بهدوء و صمت و بلا تعبير واضح روّاف وهو يقترب لهم ، قطّب روّاف حاجبيه اثناء اقترابه لهم وهو يقول : يا عيال وينكم سيّاف دخل ! تستهبل انت وياه ليه ما جيتوا تاخرتوا ؟ .
ثنيّان كشّر وهو يقول : بحّ حلقي و انا اقولهم ما يسمعون ، قايل لك ذولا ما ينركب معهم ما يجمعهم غير ربهم .
تنهّد روّاف و بهاللحظة انتبه لتميم اللي كان واقف امام شباك السيارة و يعدل شماغه ، اقترب له روّاف و سند عصاته على السيارة و من ثم لف تميم من كتفه و يقول اثناء ماهو يمسك اطراف شماغه : ورني ورني انا اعدله ، انسجم وهو يعدل شماغ تميم و مرزامه ، اخذ عقال تميم و دخله بذراعه و سحب شماغ تميم وهو يمده له و يقول : امسكه شوي :
رفع طاقيته و بيده خلل اصابعه بشعر تميم الكثيف يرتبه و هو يقول : يبي لك حلاقة عششّ شعرك .

بين الحنان ونبضة البعد منصاب   قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن