P/23

1.9K 70 78
                                    

-
اقترب ريّاس للكاونتر وهو ماسك جواله ومنزل رأسه ويكتب بمحادثة سلطان ومو منتبه لصوت تميم واصابعه تتنقل بين الكيبورد بسرعه وهو يكتب " مالك حسّ اليوم ؟ " ، ارسل الرسالة ودخّل جواله داخل جيب جاكيته وهو يمدّ فاتورته من غير لا يرفع عينه للي واقف امامه : انا ، رفع عينه للي يناظره بصدمه بعد ما استلم اشعار الرسالة من جواله اللي اهتزّ داخل جيب المريله ويديه ترتجف وبطنه مغصه وقلبه نغزه بقوة .. ماتوقع ولا 1٪ ان اول من يسوي له قهوة من يدينه هو ريّاس ، انعقد لسانه عاجز عن الكلام وعينه بعين ريّاس الللي يناظره بصدمه وعقد حاجبيه وهو يقول : انت ! ك كيف جيت هنا ؟ وش تسوي ! .
تميم ابتلع ريقه المرتجف وشتت نظراته وهو يقدّم طلب ريّاس على الطاولة : تفضل طلبك .
ريّاس مدّ يده وهو يمسك كوب القهوة وعيونه المصدومة لازالت تناظر لتميم اللي صدّ عنه وهو يبدأ بتحضير الفاتورة الثانية ، ريّاس رفع صوته بخفّه : ولد اكلمك انا ! وش تسوي هنا ! .
تميم تجاهله و ما ردّ عليه وهو يحضّر الطلب الاخر واللي كان قهوة سوداء فقط وسرعان ما انتهى منها ، اخذها واتجه للكاونتر وهو يتحاشى يحط عينه بعين ريّاس اللي يناظره وهو بقمّة استغرابه وشعور غريب يخالج صدره وكأنه بدأ يربط المواضيع ببعضها ، نطق تميم وهو يرفع صوته وينقل انظاره بالارجاء بنبره فيها رجفة ملحوظه : فاتورة 46 ؟ .
مدّ ريّاس يده وهو يلفّ وجه تميم له حتى طاحت عينه بعينه ونطق ريّاس :من متى وانت هنا ؟ كيف ماشفتك ؟؟ وليه جيت اصلًا .
تميم بعّد يد ريّاس عنه وهو يتنحنح ويمد كوب القهوة للشخص اللي طلبها وهو يبتسم بتكلّف وينطق : بالعافية .
تلاشت ابتسامته من شافه راح والتفت لريّاس وهو يقول بغصّه : ماني رايق لك ابدًا ، مدّ له كيس الحلا : خذ طلبك واطلع .
مدّ ريّاس يده وهو ياخذ الكيس وعينه ما انشالت عن تميم اللي رجع يكمل شغله ، رنّ جوال ريّاس بهاللحظات وطلّعه من جيبه طلع من المقهى و تفكيره مع تميم والف علامة استفهام فوق راسه..
-
طلع من المقهى وبيده اليسرى كوب قهوته وكيس الحلا وبيده الثانية جواله اللي رفعه لأذنه ورد على سيّاف اللي هذه المرة الخامسة على التوالي اللي اتصل عليه فيها .. تأفف ريّاس و ردّ بضجر : نعم نعم ؟ ، توني راجع من الجامعة ونفسيتي بخشمي وش تبي ؟ اوووف انقلع بس مانيب جاي ، قفّل بوجهه وهو يتأفف و يدخّل جواله بجيب جاكيته ويفتح باب السيارة ويركب وهو يحط كوب القهوة بمكانه المخصص وكيس الحلا بالمرتبة الثانية ، استند بظهره على المرتبة وهو يتنهد وسرح قدامه وعينه الشاردة تناظر زجاج السيارة الأمامي..

رجع يناظر جهة المقهى وعينه شردت هناك وافكار تواليها افكار داخل رأسه .. اولها ليه وكيف ؟ ..
" يارب الله يرزقك وظيفة بالرياض جنب بيتنا وبـ هاف مليون بعد وتسوي لي قهوتي كل يوم "
نغزه قلبه من تذكر عبارته اللي دعى فيها قبل فترة من قلب صادق مُتمنّي قرب سلطان له ، عقد حاجبيه بتفكير وربط الخيوط داخل رأسه ونغزه قلبه بشعور اكبر من تذكر شعوره لتميم اول ما شافه وكيق كان يعتقد انه سلطان ، شتتّ تفكيره من رجعت هالفكرة " المستحيلة " تداهمه ، اخذ كوب قهوته وهو يرتشف منه بهدوء .. اخرج جواله من جيبه وهو يدخل لمحادثة سلطان ويكتب " لقيت وظيفة " ؟ .
-
قبل ربع ساعة ، وقفت سيارة سيّاف امام البيت واللي كانت تحمل بداخلها فيصل و خيّال .. فيصل اللي خرج من المستشفى على مسؤوليته و خيّال اللي راح بإجبار من ابوه انه يرافقه معه ويستقبل عمه فيصل ، قفّل سيّاف السيارة وهو يسحب المفتاح وعلى شفته ارتسمت ابتسامة خفيفه،التفت لفيصل اللي جالس بجانبه .. بملامحه الخالية من الشعور واللي تعصف بالبرود واللامبالاة بأي شي من حولها .. كان كل تركيزه على شخص واحد ويعدّ الثواني والدقايق لحتى يشوفه ..
سيّاف بابتسامه خفيفه ارتسمت وبان تأثيرها على تعابير وجهه: الحمدلله على سلامتك .. نوّرت دارك .
فيصل تجاهله وفتح الباب وهو يتسمع لسيّاف اللي اشار لخيّال الجالس بالخلف وهو ينظر له من المرايه الامامية : انزل ساعد عمك وانا ابوك .
ابتلع خيّال ريقه بتوتّر وهزّ رأسه بالإيجاب بخفّه وهو يفتح الباب وينزل من السيارة ، اقترب لجهة باب فيصل اللي التفت بهدوء وناظره وهو يثقب روحه بنظراته الباردة المخيفه بالنسبة لخيّال ، تسارعت نبضات قلبه ومسك مقبض الباب وفتحه وهو يشتت نظراته لاتطيح عينه بعين فيصل اللي نزّل رجله اليسرى على الأرض ومدّ يده لخيّال اللي ناظره بصدمه وزاد تسارع نبضات قلبه ، ناظر ليَدّ فيصل الممدودة وفزّ من نطق فيصل ببحة صوته وهو مصوّب نظراته الباردة على خيّال : بتساعدني ولا كيف ؟ .
-

بين الحنان ونبضة البعد منصاب   قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن