-
برؤية غير واضحة ، شافها بملامح كادت ان تُمحى من ذاكرته و سمعها صوت يسعى كل ليلة بأنه ماينساه ، كانت ملامحها على غير العادة لمّا تجيه بمنامه ؛ تكون مبتسمه جايته بشوق بعد مايدعي لأشهر طويلة انها تزوره بحلمه ، او تجيه بهدوئها و حكمتها تعاتبه على تقصيره لنفسه و لصحته .. لكن هالمرة مختلفة تمامًا ، هالمرة جته راجية طالبته و على ثلاث ايام مُتتالية ..
نطقت بجديّه لا تخلوا من صوتها الحنون "روّاف .. روّاف ابوي قوم بكلمك ".
فتّح عيونه فازّ يتلفّت حوله لصوت عواطف اللي يتردد صداه حوله ، قلبه ينبض بشدّة و يدّه عليه ، ملامحه ملهوفه و قلبه متشفق لـ طيف امه اللي من زمان ما زاره ، تلفّت حوله و دار حول نفسه وهو يقول بصوت ملهوف مرتجف : يمّه ؟ يمّه هذي انتِ ؟ يمّه وينك !! .
فزّ شاهق بخفّه يلتفت لصوت امه اللي جاه من وراه و هي تناديه بأسمه ، ابتسم برجفه و دمعته تعلّقت بِـ رِمشه : يمّه وينك ابي اشوفك يمّه تكفين ! .
تنهّدت و نطقت بهدوء : ارفق على روحك يا وليدي .. وش قلت لك انا ؟ .
روّاف ارتخت اكتافه و ملامحه و نزّل رأسه للأرض وهو يهمس : لا تتعلّق بأحلام و انتظر ربي يجمعنا بجناته .
نطقت عواطف بابتسامه : ايه هذا ولدي .. اسمعني يمّه ، رحت لأبوك ؟ .
رفع عيونه و رأسه تدريجيًا وهو يشتتّ نظراته و يصدّ بصمت ، غمّض عيونه وابتلع ريقه المرير بغصّه من سمع تنهيدتها و بدأت تعاتبه و شدّت بنبرة صوتها مما أرعب قلبه و ارجفه : وش قلت لك يا روّاف ؟ يومين يومين اجيك و اوصيك تروح لأبوك تكلمه و تستسمح منه .
روّاف بقهر من امه و نبرتها اللي شدّت عليه فيها و عشان مين ؟ عشان ابوه ! نطق بقهر : يمّه استسمح منه بأيش ؟ خليه يموت و هو ضايع مايعرف سامحناه او لا خليه يتعذب زي ماعذبنا يمّه خليه يـ..
سكت من نطقت عواطف بشدّة : مو قايله لك لاتناقشني ؟ للحين ماتغيرت يا روّاف ؟ انا قلت لك روح لأبوك و قل له اني مسامحته بشرط يسامحك .. مهما صار هذا ابوك يا روّاف .
توسّعت عيون روّاف بصدمه و همس : يمّه ! سـ سـ سامحتيه ؟ كيف يمّه ! .
عواطف بجديّه : هذا كلامي لثالث مرّه و اخر مرّه .. و لا اعتبرني مو راضيه عنك .
روّاف جنّ جنونه و صرخ : يمّه ! يمّه لا تجننيني يمّه ! .
عواطف : اسمعني زين و لاتخليني ازعل عليك .. اليوم يومه لا يجيني الّا و انت مسوّي اللي قلت لك ..سكت روّاف بغصّه و دموعه تنزل من قهره .. فزّ من سمعها تقول : و اخوك يا روّاف ، اخوك لا تتركه و لاتهمله ، تراه هو الثاني مكسور ويبكي كل ليلة ، مهما اخطأ مفروض انت ترشده و توجهه ، متى ربيتك على الجفى يا روّاف ؟ ترا مثله مثل لتين لا تهتم لواحد و تهمل الثاني .. انتبه لنفسك و لأخوانك اخوانك اخوانك يا روّاف انتبهوا لأنفسكم .
.
.
جرّته خطاويه لهالمكان بعد ما صحى من حلمه المُخيف .. بكل مرّه تزوره امّه بمنامه يصحى طاير من الفرحة و يجلس تحت تأثير هالحلم لشهووور الّا هالمرة ، صحى مقهور من امه و مشى لأبوه مجبور ..
من وقت ما صحى الصباح و عينه على رسالة فيصل يلي لها ثلاث ايام ما ردّ عليها ، واللي كانت تحمل وسطها رقم المبنى و الدور و الغرفة اللي يتواجد فيها عبدالله .. تارك روّاف على راحته ما جبره لزيارة ابوه .
على خرجة طبيب الرعاية التلطيفية من غرفة عبدالله حصّل روّاف واقف قدامه ، عقد حاجبيه من شافه و نطق : آمرني ؟ .
روّاف شتتّ نظراته لليمين وهو يشدّ على قبضة عصاته و يقول ببرود : انا .. انا روّاف .
استهلت ملامح الطبيب و نطق وهو يأشر خلفه : روّاف ولد عبدالله ؟ .
روّاف عضّ على شفّته السفلية بشدّة يحاول يسيطر على قهره من نسَبَه اللي يكرهه الف مره بكل مكان يحتاج يعرّف عن نفسه فيه .. ابتلع غصّته و نطق : وينه ؟ .
هزّ الطبيب رأسه : موجود داخل .. بس قبل تدخل ودّي اوصيك على حاجتين ، ابتسم بخفّه وهو يقترب لروّاف و يضع يدّه على كتف روّاف : ابيك تهدّيه و تلطف عليه الجو و تريّحه ترا التوتر والخوف يتعبه و مايزيده الّا ..
روّاف قاطعه وهو يبعد يدّه عنه و يقول : مهما صار لحد يدخل علينا .. يمكن اقتله قبل تجي حزّته ، التفت برأسه للخلف و نطق بصوت مرتفع لفيصل الواقف خلف الجدار : سمعت ياللي ورا الجدار ؟ .
.
.
لا يزال ساند ظهره للخلف و رافع رأسه يدعي بصمت باكي .. من سمع صوت الباب يفتح غمّض عيونه و سالت دمعتيه و نطق ببحّة صوته الخشن : قلت لك ماابي احد .. جيبوا لي روّاف و ريّـ....
تقشعر جسده و فتح عيونه بقوّة و تصلّب كأنما طُعن من سمع صوت روّاف اللي نطق بضحكة مستهزئ : تبيني انا و لا غلطان بإسمي ؟ .
أنت تقرأ
بين الحنان ونبضة البعد منصاب قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..
Mystery / Thrillerالــــبــــدايــــة : - بين الحنان ونبضة البعد منصاب قلب ٍ تعلّق في سرابك وزاحه انزف ألم والجرح تعميه الاطياب والحرف يطعني مساه وصباحه الناس تثني والمدح راح ما جاب هَمسِه ومنديله وريحة وشاحه اغراب لكن في شراييني اقراب فاح الغلا مابين واحه وواحه - رو...