-
-
عقد سيّاف حاجبيه و حذف اللي كان بيكتبه و ردّ على تميم :
" سمّ يابوي ؟ "
" تميم وش فيك صاير شي انت بخير ؟؟ "
توتّر سيّاف من تميم اللي يكتب لثواني طويله وكتب سيّاف بقلق :
" وتّرتني وش صاير ! "
نزلت انظاره على سطور رسالة تميم واللي كان محتواها :
" اخذت لتين لأن خلص وقت الزيارة ماقدرت اخليها لحالها وانا راجع للبيت الحين ، ريّاس بالمستشفى مع ابو جابر و حالته مو طبيعيه لا تتركه تكفى " .
مجرد ما قرأ سيّاف رسالة تميم تعلّقت عيونه بالكلام وقلبه يدق بقوّة .. انهد حيله من هاليوم اللي كسّر ظهره من ثقله عليه ، غمّض عيونه لثواني وفتّحها وهو يوقف على رجوله ويمشي ببطئ خارج من صالة الانتظار بخطوات يجرّ خلفها تعبه .. هل ركضه خلف اخوانه بيلاقي منه نتيجه ؟ بيركضون وراه وقت مايحتاجهم ؟ بيوقفون معه وقت مايطيح وينهدّ ؟ كانت هذي هي الأسئلة اللي تدور براس سيّاف المُنهك ..
-
بعد اتصاله على علي واللي قال له انه بأحد الغرف الفارغه بمبنى العيادات الخارجية .. وقف امام الباب وهو يغمّض عيونه ويقول بداخله : يارب لا تتعبني معه يارب مافيني حيل ..
فتح الباب بهدوء وعينه على ريّاس اللي مستلقي على السرير الابيض ومغطي عيونه بذراعه وصدره يرتفع ويهبط من شهقاته الخفيفة .. بيده الأخرى حُقن فيها بِـ مُهدّئ ..
ارتخت ملامح سيّاف ونطق بشتات بنبره مهزوزه : ياربي وش هاليوم ! ..
علي وقف من مكانه واقترب لسيّاف ووقف جنبه وهو يطبطب على كتفه ويهمس : هوّن عليك يا سيّاف واذكر الله لاتجزع .
سيّاف تنهّد بهدّة حيل نطق بغصّه : تعبت يابو جابر تعبت .. ، تنهّد من جديد يفرّغ الضيق اللي ملئ صدره ونطق وعينه على ريّاس : ريّاس كيف جا ووش فيه ؟ .
علي تنهّد وهو يناظر لريّاس وبصوت منخفض : ما اعرف كيف جا لكن حصلته بالاستقبال يسأل عن فيصل وحالته مو طبيعيه وحتى جزماته وانت بكرامه مو لابسها .. ظنيت انه لو شاف فيصل بيهدأ لكن صار العكس وانهار وتميم ماقصر جابه لين هنا وعطيناه مُهدّئ و نام .. ، التفت لسيّاف وبنفس الهمس : ابوك جاي بالطريق .. اتصل علي يبشرني بالمولودة مبروك ما جاكم .
سيّاف هزّ رأسه بابتسامه خفيفه ثم اقترب لريّاس وهو يبعد ذراعه اللي على وجهه ، بانت له ملامح ريّاس الذابله من انهياره و غمّض عيونه وهو يبتلع ريقه بغصّه..
غيّمت عليه الدنيا لثواني وتعرقل وهو يرتخي ويستند على الجدار اللي عن يساره بجسد راجف بلا قوّة تكفيه للتحمل اكثر .. فزّ له علي وهو يمسكه ويسنده عليه ويسمّي عليه وهو يقول : سيّاف ! ارتاح تكفى اجهدت نفسك .سيّاف بعيونه المرتخيه نطق بلسان ثقيل : اخواني من لهم غيري يابو جابر ؟ ، رمش ببطئ وهو يحاول ينهض بنفسه ويبعد علي عنه : كيف اصحيه يقدر يقوم ؟ بروح فيه للبيت ومنها اجيب امي لاختي مابيها تجلس لحالها .
علي ابتسم ولمعت دمعه خفيفه بعينه وهو يقول : ياحظ من قلبك يحبه يا سيّاف .. لو فيه منك اثنين كان الدنيا بخير ! .
— .
بعد نصف ساعة ، وصل للبيت برفقته ريّاس اللي جالس بجانب سيّاف اللي يسوق .. وقّف سيّاف سيارته قدام البيت والتفت لريّاس اللي مرتخي على المرتبة و رأسه مايل لليسار بخفيف وعينه على المطر اللي يتساقط على الزجاج الامامي ، ملامحه ذابله بتعب وعيونه مُرهقه ، سارح بخياله ولاهو يمّ سيّاف اللي يناديه حتى نغزه من كتفه والتفت له ريّاس بفزّه ونطق سيّاف : بسم الله عليك .. يلا انزل وصلنا .
ريّاس التفت للباب وهو يفتحه لكن نطق سيّاف قبل ينزل وهو يقول : دقيقه اصبر .. ، نزل من السيارة وراح للجهة الاخرى وهو يفتح الباب لريّاس اللي نطق ببرود وببحه صوته الدّاله على تعبه : جاي تفتح لي الباب يعني ؟ وخر ماني رايق لك .
سيّاف تجاهله وهو ينزّل جزماته من على رجوله |أكرم الله القارئ| ، كشّر بخفّه من برودة أرض الشارع المُبتلّه بالمطر ، نزل لمستوى رجول ريّاس وهو ياخذ جزماته ويلبّسه اياهم بهدوء من غير لا يتكلّم .. ناظره ريّاس بصدمه وهو يتعدّل والدموع تجمّعت بعيونه وابتلع ريقه بغصّه وسرعان ما بدأ الندم يقرقع وسط صدره من كلامه لسيّاف .. واللي كان طول الطريق يسبّ و يشتم فيه ..
انتهى سيّاف ومسك يد ريّاس وهو يسحبه لينزله من السيارة وهو يقول : انزل يلّا .
ريّاس ناظر للاسفل لرجول سيّاف الحافيه ونطق بتردد : و و انت ؟ .
سيّاف سحبه اكثر حتى نزل ريّاس وهو يقول بملامح هاديه : ماعليك مني اهم شي انت .
قفّل الباب بيده وهو يدفّه وشدّ على يدّ ريّاس وهو يمشي متجه للبيت وهو يخرج مفاتيح البيت من جيبه ..
ريّاس اللي مجرد ما فتح سيّاف الباب دخل للبيت بسرعه وبخطوات سريعه .. صعد لغرفته و معاد خرج منها .
— .
بعد مرور ثلاث ايام ..
خرجت ميان بالسلامة هي وطفلتها من المستشفى وخرج معها ايضًا روّاف .. تاركين بالمستشفى اخوهم فيصل اللي لازالت غيبوبته تحكم على عينيه وحركته و وعيه ..
أنت تقرأ
بين الحنان ونبضة البعد منصاب قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..
Mystery / Thrillerالــــبــــدايــــة : - بين الحنان ونبضة البعد منصاب قلب ٍ تعلّق في سرابك وزاحه انزف ألم والجرح تعميه الاطياب والحرف يطعني مساه وصباحه الناس تثني والمدح راح ما جاب هَمسِه ومنديله وريحة وشاحه اغراب لكن في شراييني اقراب فاح الغلا مابين واحه وواحه - رو...