-
قطّب روّاف حاجبيه،رمش بتكرار،سكت لثواني مُنلجم وفتح فمّه قليلًا من خلاله عبر انلاجمه اللي صدّ حروفه الناطقة من ذهوله يحاول يتسوعب الكلام من هالشخص اللي قدامه و مين ؟ تميم اخوه ..
أردف تميم بإبتسامته المقهورة : اللي بخاطري كلام اكبر من هالجلسة ، حتى لو طلعت انا الغلطان انا ما غلطت عليك يا روّاف ، التفت لِـ لتين : ولا انتِ غلطت عليك ، انا ما غلطت عليكم الموضوع بيني و بين ريّاس و فيصل .. ، ارتفع صوته من قهره وهو يضرب بقبضة يدّه على فخذه : ما استاهل منك ضرب و طرد ، و انتِ ما استاهل منك اسلوب ما ينطاق .. انا منكم ما استاهل هالمعاملة !! ، عقد حاجبيه و هو ينقل عيونه بينهم : مفروض توقفون جنبي ترشدوني تعلموني الصح من الغلط مو ضرب و طرده و صدّ و جفا !! .
روّاف قاطعه : و الـ 11 سنة اللي ضاعت من عمري و انا اربيك ؟ و قبلها تربية امي لنا .. ، مسك صدره كأنما يمنع قلبه من الخروج من شدّة انفعاله و ارتفع صوته المرتجف بعصبيه وهو ينطق : حطّ نفسك مكاني ! انا المسؤول عنك تبيني اشوفك على غلط و اسكت ! .
تميم بانفعال : لا تسكت بس لا .. ، بغصّه : لا تضرب يا روّاف ماتدري ان ذاك اليوم يزورني بكوابيسي كل ليلة ! ، صدّك ، جفاك ، يدك اللي انمدت عليّ ، كلها كلها مانسيتها ولا ظني بنساها .
شدّ روّاف على قبضة يدّه اللي ترتجف بوضوح من شدّة قهره ، ابتلع ريقه بغصّه وهو يقاوم تضارب مشاعره مابين ندم و قهر من نفسه و من تميم اللي استنزف طاقته و غضبه ، صدّ بعيونه عن تميم اللي نطق بابتسامه يكسوها القهر : وش فيك تتصددّ ؟ استوعبت ؟ .
روّاف ناظر للأرض وهو يبتلع ريقه بغصّه .. ويهمس وهو شادّ على صدره : عيونك ... ، رفع رأسه لتميم : عيونك تهزمني و لا اقدر .. كأني اشوفها .
تميم ارتجف قلبه من عرف انه يقصد شبه تميم الواضح بأمه ، نزّل عيونه لكن سرعان ما رفعها على نبرة روّاف المرتجفة بشدّة بغصّة صوته : تراها مو عندنا تطيّح اللي بروسنا .. على هالحال بعاند و انت تعاند .
لتين ، واللي كانت ماسكه نفسها لا تنفجر فيهم و ينفجر قلبها الاي ما عاد يتحمّل .. و عيونها اللي تقاوم دموع و هي تشوف و تسمع هالمشادّه ..
-عجزت تتحمل و وقفت و الانظار توجّهت لها ، نطقت بصوت مهزوز : تدرون ؟من وقت طويل اول مره اتمنى انها حيّه .. حيّه تشوف وشلون روّاف مهمل نفسه و اناني و ماعاد يسيطر على نفسه .. و تشوف تربيتها لتميم اللي تلاشت و تشوف كيف انه ماخذ الناس لعبة لنفسه و بأسباب تافهه .. ، تقوّست شفايفها شادّة على قبضة يدّها و هي تشوفهم وقفوا بسرعه و نطقت برجفه و هي تتراجع بخطواتها و تهزّ رأسها بالنفي : اول مره من وقت طويل اتمنى انها حيّه ، اول مرّه افقدها و اشتاق لها و ذكرياتي المعدودة معها يسرقها النسيان و صوتها وسط راسي يتلاشى .. ، غمّضت عيونها من اصبحت وسط حضن روّاف اللي ضمّها لصدره وهو يرجف وهي تكمل بشهقاتها بصوت مكتوم بسبب وجهها اللي اندفن وسط صدر روّاف و هي تشعر بنبضات روّاف المتخبطة اللي تضرب بشدّه : انا تعبت .
تميم وقف وهو شادّ على قبضة يدّه.. يسبقه روّاف بخطوة دايمًا بحنيّته اللي تغمر كل شيء ، ابتلع ريقه بغصّه عاجز يتحمل اي شيء .. تعبان من كل شي يتتابع خلف بعضه .. جسده الهلكان من الضرب و السخونة ، عقله المرهق من التفكير و القلق يصاحبه الخوف ، و هالجلسة اللي ظنها بتريّح قلبه لكنها زادته ضيقه ، التفّ بيخرج من الغرفة و مسكته يدّ روّاف اللي شدّ على ذراعه وهو حلضن لتين بيده الآخرى .. سحبه لجهته باستسلام من تميم اللي نزّل رأسه ، ابتلع ريقه بصعوبه وهو يشوف نفسه ملموم لكتف روّاف اللي احتضنه ..
-
داخل ميدان مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض ، توقّفت سيارة التاكسي امام مركز الملك عبدالله للأورام و أمراض الكبد
و فتح ثنيّان الشبّاك مخرج رأسه يتلفّت يناظر للمركز و كشّر : وش جايب الشايب هنا ؟ لا يكون فاطسه تسبده .
تأفف وهو يلتفت يناظر السائق ، عطاه حسابه و نزل من السيارة وهو يقفّل الباب خلفه ، دخل بخطواته للمركز ..
وقف امام الاستقبال وهو يسند يدينه على الكاونتر و يقول : اخوي وينه .
عقد الموظف حاجبيه و تلفت بنظراته وهو يضحك بخفّه و رجع يناظر لثنيّان : مافهمت ؟ وضّح لي كيف اخدمك .
رفع ثنيّان حاجبه : اما عاد تخدمني .. لا ماتقصر بس دقيتوا عليّ قلتوا شايبنا هنا مناديني مدري وش يبي ، سكت وهو يناظر للموظف اللي ساكت باستغراب و نطق ثنيّان : قصدي عبدالله عبدالله ماعندكم مريض اسمه عبدالله ؟ .
أنت تقرأ
بين الحنان ونبضة البعد منصاب قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..
Mystery / Thrillerالــــبــــدايــــة : - بين الحنان ونبضة البعد منصاب قلب ٍ تعلّق في سرابك وزاحه انزف ألم والجرح تعميه الاطياب والحرف يطعني مساه وصباحه الناس تثني والمدح راح ما جاب هَمسِه ومنديله وريحة وشاحه اغراب لكن في شراييني اقراب فاح الغلا مابين واحه وواحه - رو...