P/47

1K 53 21
                                    

-

لفحته نسمة الهواء تحرّك شعره و ثوبه وهو يمشي بخطوات سريعة جهة سيارة اصايل اللي تتراجع فيها للخلف خارجه من البيت ، اسرع بخطواته واقف خلف السيارة و ضرب بيده النافذة الزجاجية الموجودة خلف سيارتها الجمس الأسود واللي ورثته من ابوها المرحوم .. صرخ ينادي لها : اصااايل !! وقفي ! وققفي ! .
عيونها تبكي بصمت تسيح على خدّيها ترطّب تحت عينيها و نقابها اللي ابتل ، ما تعرف كيف لبست عبايتها بسبب رجفتها و خوفها ، رفعت عينها تناظر من المراءة الامامية لسيّاف اللي يطلبها تتوقّف ، رمشت مغمضّه لوهله عيونها اللي دفعت كل مافيها من دموع و شهقت بخفّه و اكملت تتراجع بالسيارة خارجه من محيط الكراج ، اسرع سيّاف بخطواته حتى وقف بجانب الباب و بحركة لا إرادية فتح الباب اللي كان مفتوح قفله و نطق بعصبيه : انزلي ! انجنيتي وين بتروحين ؟؟ اصايل انزلي ! .
مدّت يدّها ماسكه مقبض الباب تحاول تسحبه و هي تقول بصوت مرتجف تخفي خلفه شهقاتها : سيّاف وخّر اتركني .
ناظرت بسرعه ليدّ سيّاف اللي اقترب بيمسك يدّها يبعدها عن الباب لكنه استوعب و شدّ على قبضة يدّه بقهر وهو يغمّض عيونه و يصدّ و بهمس نطق : الله ياخذه من حال ، التفت لها و بغضب نطق وهو يحاول مايناظر بعينها : وش بتسوين مثلا ؟ لا تقهريني و توجعين قلبي اقعدي ببيتك انا بلقاه .. بعدين لا تطلعين و انتِ بهالحال !! تصدمين ولا يجيك شي .
اصايل بعيونها الغرقانه بدموعها اللي تحاول تكبحها قدام سيّاف نطقت برجفة صوتها : خايف عليّ ؟ خاف على ولدنا اللي مدري وش سويت فيه .. انا جربت قهرك و طلقتني ، اجل وش سويت بخيّال ؟ ياخوفي رميته بمكان ولا طردته .
سيّاف انفلتت اعصابه و نطق : وووين بتلقينه وووين بتدورينه كيـ..
سحبت الباب وهي تقفله اثناء قولها : انا اعرف ولدي اكثر منك .
قفّلت الباب و سمع سيّاف شهقتها اللي اوجعت قلبه الموجوع من كلامها .. دعست على الدوّاسة وهي تسرع متعدية سيّاف و انقبض قلبها بشدّة و عضّت على شفّتها وهي تسمع صرخة سيّاف وهو يقول : اصايل لا تسرعين !! .
ركض جهة سيارته و فتح الباب وهو يقول لروّاف بعصبيه: الحقها الحقها لا تروح !! .
.
.
-

.
.
وقفت امام الإشارة و عينها على المراءة الجانبية تنظر لسيارة سيّاف اللي خلفها ، لمحت روّاف و شافت انه معها و حسّت ان الوضع صار جدّي اكثر ، شدّت على الدركسون بقبضة يدّها و ابتلعت ريقها بغصّه ، تسمع صوت رنين جوالها اللي رمته على المقعد اللي بجانبها عارفه انه سيّاف لكن متجاهلته .. اخذت جوالها و قفلت المكالمة ، رفعت عينها لعداد الإشارة واللي كان " 118 ثانية " ، استغلت هالثواني و اتصلت على فيصل و قلبها يخفق مع كل نغمة رنين اثناء انتظارها لردّ فيصل اللي ثواني و اغلق الخطّ ، شدّت على جوالها بقبضة يدها و اعادت تتصل فيه من جديد لكنه اغلق جواله ، نزّلت جوالها و رمته بالمقعد الآخر و مسكت الدركسون بيدينها تحاول تتمالك نفسها و ماتنهار و همست لنفسها بهمس مرتجف : لا تخافين .. بحفظ الله بحفظ الله .
بالسيارة اللي خلفها ضرب سيّاف جواله بفخذه وفتح فمّه قاصد يسبّ لكنه استوعب و شدّ على قبضة يدّه و همس : بتجنني بتجنني .
روّاف تنهّد و همس : الله يهديكم ..
انفتحت اضواء الإشارة الخضراء و تحرّكت سيارة اصايل و خلفها روّاف اللي قطّب حاجبيه من شافها لفّت لليمين و نطق : بتروح للبيت ؟ .
سيّاف رفع راسه يناظر الطريق و قطّب حاجبيه و التفت منتبه لروّاف اللي مسك جواله و عينه مرّه على الطريق مره على الجوال اللي ابهامه يتحرك فيه يكتب رساله .. و قبل يسأله سيّاف نطق روّاف بحاولة توزيع تركيزه على الجوال و الطريق : برسل لـ لتين تنزل تهديها ، تنهّد و همس : لا انت ولا هي منتوا بعقولكم ولا الومكم .
.
.
وقّفت السيارة بعشوائية امام باب بيت ابو سيّاف و نزلت بسرعه و خلفها وقّفت سيارة سيّاف بنص الشارع و نزل منها سيّاف وهو يناديها بصوت مرتفع و خلفه نزل رواف واقف عند السيارة ..
اسرعت بخطواتها تجاه باب البيت لكنها وقفت و توسّعت عيونها و هي تشوف فيصل خرج من امامها واللي كان رايح لدوامه ، تقدمت له بخطوات سريعه ناسيه نفسها و مو مستوعبه و وقفت امامه و نطقت بصوت مرتجف مرتفع : وين ولدي ؟ وين خيّال ؟ .
فيصل شتتّ نظراته عنها وهو يعدّل شنطة الظهر على كتفه و يقول : تسأليني عن ولدك ؟ و انا وش دراني ؟ .
سيّاف اقترب بعد ركضه لهم و نطق بعصبيه : اصايل اناديك ماتسمعيني ! .
التفتت له اصايل و قاطعته بصوتها المرتجف : انت اسكت ، رجعت تناظر فيصل اللي مشتتّ نظراته عنها و شدّت على صوتها المرتجف و هي تقول : خيّال وينه يا فيصل ؟ اعرف ولدي زين اكيد بيجيك .
-

بين الحنان ونبضة البعد منصاب   قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن