-
لفحته نسمة الهواء تحرّك شعره و ثوبه وهو يمشي بخطوات سريعة جهة سيارة اصايل اللي تتراجع فيها للخلف خارجه من البيت ، اسرع بخطواته واقف خلف السيارة و ضرب بيده النافذة الزجاجية الموجودة خلف سيارتها الجمس الأسود واللي ورثته من ابوها المرحوم .. صرخ ينادي لها : اصااايل !! وقفي ! وققفي ! .
عيونها تبكي بصمت تسيح على خدّيها ترطّب تحت عينيها و نقابها اللي ابتل ، ما تعرف كيف لبست عبايتها بسبب رجفتها و خوفها ، رفعت عينها تناظر من المراءة الامامية لسيّاف اللي يطلبها تتوقّف ، رمشت مغمضّه لوهله عيونها اللي دفعت كل مافيها من دموع و شهقت بخفّه و اكملت تتراجع بالسيارة خارجه من محيط الكراج ، اسرع سيّاف بخطواته حتى وقف بجانب الباب و بحركة لا إرادية فتح الباب اللي كان مفتوح قفله و نطق بعصبيه : انزلي ! انجنيتي وين بتروحين ؟؟ اصايل انزلي ! .
مدّت يدّها ماسكه مقبض الباب تحاول تسحبه و هي تقول بصوت مرتجف تخفي خلفه شهقاتها : سيّاف وخّر اتركني .
ناظرت بسرعه ليدّ سيّاف اللي اقترب بيمسك يدّها يبعدها عن الباب لكنه استوعب و شدّ على قبضة يدّه بقهر وهو يغمّض عيونه و يصدّ و بهمس نطق : الله ياخذه من حال ، التفت لها و بغضب نطق وهو يحاول مايناظر بعينها : وش بتسوين مثلا ؟ لا تقهريني و توجعين قلبي اقعدي ببيتك انا بلقاه .. بعدين لا تطلعين و انتِ بهالحال !! تصدمين ولا يجيك شي .
اصايل بعيونها الغرقانه بدموعها اللي تحاول تكبحها قدام سيّاف نطقت برجفة صوتها : خايف عليّ ؟ خاف على ولدنا اللي مدري وش سويت فيه .. انا جربت قهرك و طلقتني ، اجل وش سويت بخيّال ؟ ياخوفي رميته بمكان ولا طردته .
سيّاف انفلتت اعصابه و نطق : وووين بتلقينه وووين بتدورينه كيـ..
سحبت الباب وهي تقفله اثناء قولها : انا اعرف ولدي اكثر منك .
قفّلت الباب و سمع سيّاف شهقتها اللي اوجعت قلبه الموجوع من كلامها .. دعست على الدوّاسة وهي تسرع متعدية سيّاف و انقبض قلبها بشدّة و عضّت على شفّتها وهي تسمع صرخة سيّاف وهو يقول : اصايل لا تسرعين !! .
ركض جهة سيارته و فتح الباب وهو يقول لروّاف بعصبيه: الحقها الحقها لا تروح !! .
.
.
-.
.
وقفت امام الإشارة و عينها على المراءة الجانبية تنظر لسيارة سيّاف اللي خلفها ، لمحت روّاف و شافت انه معها و حسّت ان الوضع صار جدّي اكثر ، شدّت على الدركسون بقبضة يدّها و ابتلعت ريقها بغصّه ، تسمع صوت رنين جوالها اللي رمته على المقعد اللي بجانبها عارفه انه سيّاف لكن متجاهلته .. اخذت جوالها و قفلت المكالمة ، رفعت عينها لعداد الإشارة واللي كان " 118 ثانية " ، استغلت هالثواني و اتصلت على فيصل و قلبها يخفق مع كل نغمة رنين اثناء انتظارها لردّ فيصل اللي ثواني و اغلق الخطّ ، شدّت على جوالها بقبضة يدها و اعادت تتصل فيه من جديد لكنه اغلق جواله ، نزّلت جوالها و رمته بالمقعد الآخر و مسكت الدركسون بيدينها تحاول تتمالك نفسها و ماتنهار و همست لنفسها بهمس مرتجف : لا تخافين .. بحفظ الله بحفظ الله .
بالسيارة اللي خلفها ضرب سيّاف جواله بفخذه وفتح فمّه قاصد يسبّ لكنه استوعب و شدّ على قبضة يدّه و همس : بتجنني بتجنني .
روّاف تنهّد و همس : الله يهديكم ..
انفتحت اضواء الإشارة الخضراء و تحرّكت سيارة اصايل و خلفها روّاف اللي قطّب حاجبيه من شافها لفّت لليمين و نطق : بتروح للبيت ؟ .
سيّاف رفع راسه يناظر الطريق و قطّب حاجبيه و التفت منتبه لروّاف اللي مسك جواله و عينه مرّه على الطريق مره على الجوال اللي ابهامه يتحرك فيه يكتب رساله .. و قبل يسأله سيّاف نطق روّاف بحاولة توزيع تركيزه على الجوال و الطريق : برسل لـ لتين تنزل تهديها ، تنهّد و همس : لا انت ولا هي منتوا بعقولكم ولا الومكم .
.
.
وقّفت السيارة بعشوائية امام باب بيت ابو سيّاف و نزلت بسرعه و خلفها وقّفت سيارة سيّاف بنص الشارع و نزل منها سيّاف وهو يناديها بصوت مرتفع و خلفه نزل رواف واقف عند السيارة ..
اسرعت بخطواتها تجاه باب البيت لكنها وقفت و توسّعت عيونها و هي تشوف فيصل خرج من امامها واللي كان رايح لدوامه ، تقدمت له بخطوات سريعه ناسيه نفسها و مو مستوعبه و وقفت امامه و نطقت بصوت مرتجف مرتفع : وين ولدي ؟ وين خيّال ؟ .
فيصل شتتّ نظراته عنها وهو يعدّل شنطة الظهر على كتفه و يقول : تسأليني عن ولدك ؟ و انا وش دراني ؟ .
سيّاف اقترب بعد ركضه لهم و نطق بعصبيه : اصايل اناديك ماتسمعيني ! .
التفتت له اصايل و قاطعته بصوتها المرتجف : انت اسكت ، رجعت تناظر فيصل اللي مشتتّ نظراته عنها و شدّت على صوتها المرتجف و هي تقول : خيّال وينه يا فيصل ؟ اعرف ولدي زين اكيد بيجيك .
-
أنت تقرأ
بين الحنان ونبضة البعد منصاب قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..
Mystery / Thrillerالــــبــــدايــــة : - بين الحنان ونبضة البعد منصاب قلب ٍ تعلّق في سرابك وزاحه انزف ألم والجرح تعميه الاطياب والحرف يطعني مساه وصباحه الناس تثني والمدح راح ما جاب هَمسِه ومنديله وريحة وشاحه اغراب لكن في شراييني اقراب فاح الغلا مابين واحه وواحه - رو...