-
ناظرتهم و قلبها يرفرف من الفرحة بشعور لا يوصف داخل قلبها بفرحة لا يضاهيها اي شعور آخر ..
سارة واللي تترأس الطاولة سحبت نَفَس متوتّر و زفرته ثم نطقت بابتسامه: سمّوا بالله ..
تهامست الاصوات من حولها بدءًا بالتسّمية ، استقامت سارة و الابتسامة ما فارقتها لحظة واخذت صحن ريّاس من قدامه ثم انحنت وهي تمدّ نفسها تاخذ المغرفة و بدأت تضع بالصحن من الاطباق اللي يحبها ريّاس تحت نظراته الصامته و قبضة يدّه اللي فوق الطاولة شادّ عليها ، نطق بشدّه : خلاص .
التفت له بابتسامتها اللي تلاشى حماسها و ماصار فيها الّا بقايا منها .. مدّت صحنه و وضعته قدامه و رجعت مكانها بهدوء ..
.
.
دقائق مرّت صامته ما ينسمع فيها الّا اصوات الملاعق و طقطقتها على الصحون .. كانت جميع الصحون ممتلئة بشيء من الطعام ، عدا صحن فيصل اللي ساكت و يناظر صحنه الفارغ و تركيزه مع روّاف اللي يأكّل دُنا و يسولف معها .. لتين تناظرهم بابتسامه و تشارك معهم الحديث بين الدقيقة و الاخرى ، انتبهت سارة لصحن فيصل الفارغ و نطقت بابتسامه و التوتّر يملاها : فيصل احط لك رز ؟ ليه ما اكلت .
فيصل رفع نظره منتبه لريّاس اللي توقّف عن الأكل و يناظر لفيصل اللي سكت لثواني ثم رفع صحنه لأمه : ايه .
ارتخى ريّاس براحه و اكمل اكله و عينه على سارة اللي تغرف لفيصل رزّ و حطّت له شوي سلطة .. أتمّ يناظره حتى بدأ فيصل يأكل متغصّب الأكل لأجل ريّاس .
ثنيّان رفع صحنه الممتلئ لسارة و نطق : وانا حطي لي زيهم .
سارة ضحكت بخفّه : صحنك مليان يا ولدي ! .
ثنيّان التفت لصحن تميم اللي جنبه واللي كان مافيه الّا شوي و نزّل ثنيّان الاكل اللي على صحنه بصحن تميم اللي رفع حاجبيه وهو يقول : سلامات ! .
ثنيّان بصوت مرتفع : اسكت يالقهوجي ، مدّ صحنه لسارة بابتسامه وهو ماسك ضحكته : حطي لي زي رويسان بالضبط .
سارة همست ضاحكه : ابشر .
ريّاس تأفف بصوت مرتفع و نطق : عساه ما يحدر .
ثنيّان ضحك بصوت مرتفع : مقبووووله مقبوووله هات اللي بعدها ، رفع الملعقة لفمّه يأكل اللقمة و ارتفعت ملامحه باعجاب وهو يهمهم و بفمّه اللقمة : يقلع شكلك سارونه لذيذ ! .
سيّاف ابتسم و نزّل ملعقته على الصحن : تسلم يدينك يمّه انتِ و ميَان .. لذيذ الاكل من زمان عن اكل البيت .
سارة اكتفت بإبتسامة هادئة و اكملت اكلها ..تميم ناظر لصحنه وهو يسمع كلمة سيّاف ، فعلًا من زمان عن اكل البيت ! اخر خبره بالطبخ يوم روّاف يطبخ لهم ذيك الباستا ببيتهم ..
رفع عينه لروّاف اللي كان يناظره و فاهم شعوره و عارف تفكيره .. ابتسم تميم بهدوء و اكمل يأكل بهدوء ، التفت روّاف لدُنا اللي نطقت بهمس و هي تأشر بيدها : عمّي عطني من هذا .
همس روّاف بابتسامة وهو يناظرها : من عيوني .
-
و بهالشكل " الغريب " تعشّوا بصمت من اغلب الاطراف بشعور غريب وسط كل واحد فيهم ، خصوصًا ريّاس واللي كان شعوره لا يوصفه معنى ولا حرف ، متشتت مضطرب لحظة ودّه يوقف و يتركهم و لحظة يحتويه دفء هالجلسة و ودّه لو انه مايقوم و يجلس اكثر ..
كان ثنيّان هو الطرف الوحيد اللي يتكلم و يحارشهم لكن مو معطينه وجه غير سارة اللي تضحك معه و سيّاف اللي يتأمل ضحكة امه بإبتسامه ..
-
عند المغاسل ، قفّل الصنبور بعد ما انتهى غاسل يدينه وسحب منديل ينشّف يدينه و عينه بابتسامته على دُنا اللي بجانبه تحاول توصل للصنبور ضحك روّاف بخفّه و رمى المنديل بالزبالة - أكرم الله القارئيين - و اقترب لدُنا و حاوط خصرها وهو يرفعها يقربها للصنبور لكنها حاولت تبعده و هي تقول : انا كبيرة ترا اتركني ! .
بيده الاخرى فتح الصنبور ومسك يدينها الصغيرتين وهو يغسلهم متجاهلها حتى انتهى و نزّلها وهو يضحك بخفّه : ليش تعاندين ؟ خلاص انتِ ماتطولين انا ارفعك بلا عناد .
دُنا تقطّبت ملامحها بعصبيه و نطقت بعصبيتها اللي لا تُذكر و هي تهمس له : بعدين يشوفوني يقولون بزر .
ضحك روّاف وهو ياخذ منديل و يجلس على رجوله قدامها و يمسّح يدينها وهو يقول : محد بيقولك بزر اللي يقولك علميني اصفقه ، وقف وهو يمسح على شعرها و يقول : الحين بتنامين تأخر الوقت الساعة 11 .
دُنا تأففت باستياء و هو مسك يدّها و مشى فيها متجه للدَرَج وهو يقول لها : وين تبغين تنامين ؟ عند لتين ؟ .
هزّت رأسها بالإيجاب وهو ابتسم يخفي خلف ابتسامته ألمه اللي بدأ يشتدّ عليه ..
اغلق الباب بهدوء شديد و حذر من اصدار اي صوت قد يوقظ دُنا النائمة بهدوء بغرفة لتين بعد محاولات لتنويمها من قبل روّاف اللي ما نامت الّا وسط حضنه .. ، تنهّد و كشّر وهو يتحسسّ صدره اللي اوجعه من تنهيدته يلي هيّضت اوجاعه و تأفف وهو يتحلطم و يهمس لنفسه : لو تتركني يالوجع ساعه بكون شاكر لك ! عويذ الله منك .
اكمل طريقه لغرفته و قبل لا يروح لها طرق باب غرفة تميم يشيّك على تميم اللي منسدح على سريره على جنبه اليمين ، روّاف اللي ماسك مقبض الباب نطق بهدوء : تميم نمت ؟ .
تميم فزّ و طاحت هويته - القديمة - اللي كان ماسكها بيده و يناظرها بصمت ، توتّر و فزّ جالس و برجله دفّ الهوية تحت السرير و التفت لروّاف وهو يقول : لا مانمت ، بغيت شي ؟ .
روّاف ابتسم بهدوء وهو يستند على الباب : لا بس قلت اتطمن عليك .. تميم انت للحين متوظف ؟ .
تميم قطّب حاجبيه : ايه ليه ؟ محتاج شي ؟ .
روّاف : لا لا بس قلت اسألك لأن اشوفك جالس بالبيت لا شغل ولا مشغلة .
تميم رفع حاجبه : طرده يعني ؟ .
روّاف مسك ابتسامته و ضحكته : اعتبرها .. ، ضحك بخفّه : لا امزح بس افكر اشتغل معك بدل جلستي بالبيت كلكم تشتغلون ولا تدرسون الّا انا كأني السربوت ثنيّان لا شغل ولا مشغلة .
تميم عجز يمسك ضحكته و ضحك بطنزه وهو يقول : ويييينك وين القهاوي يا اخوي ! حدّك قهوة عربية و ليتك تقلل الهيل بعد ، روّاف و باريستا ! ، ضحك : والله ماش ماتجي .
روّاف رفع حاجبه و تكتّف و نصفه مستند على الباب : تتطنز انا ووجهك ؟ .
تميم مسك ضحكته و عدّل جلسته على السرير وهو يقول : طيب بسوي لك اختبار للقهوجي اللي بداخلك ، عطني اشهر نوعين قهوة سوداء ؟ .
روّاف ميّل فمّه و بثقة : كولمبي و برازيلي .
تميم رفع حاجبيه باعجاب و ميّل فمّه : حلو حلو .. طيب مشروب لونه اخضر و مُرّ بس له اضافات حاليه اختيارية .
روّاف قطّب حاجبيه يحاول يستذكر و اعتدل بوقفته وهو يطق اصبعيه ببعضها محاولًا للتذكّر وهو يقول : اممممم شسمه ذاك ذاك اللي كأنه سدر .. ، استعلت ملامحه : ماشتا ! .
ارتخت ملامح روّاف و كشّر من تميم اللي ضحكته ملأت الغرفة وهو يقول : ماشتا اجل ههههههه ، دزّ امها يخوي و قفّل الانوار معك حدّك سبانش لاتيه .
روّاف صغّر نظراته و اشار بيده بوعيد : زين زين انا اوريك يالقهوجي ، ضحك تميم و ابتسم روّاف من ضحكته و خففّ الاضاءة وهو يتراجع بخطواته : تصبح على خير ، قفّل الباب بابتسامه وهو يسمع تميم اللي ردّ له "و انت من اهله " ..
اهتزّ جواله داخل جيبه و اخرجه و مسك ابتسامته وهو يشوفه فيصل اللي ارسل :
" للحين تعبان ؟ "
دخل روّاف لغرفته و اغلق الباب خلفه وهو يكتب :
" انا بغرفتي بنام مافيني شي لا تخاف "
وصله الردّ من فيصل بثواني و ضحك روّاف بخفّه وهو يقرأ :
" لا تصدق نفسك اني خايف عليك "
روّاف ارسل وردة حمراء " يستفز فيها فيصل " و كتب جنبها :
" تصبح على خير يالغالي "
فيصل شافها و لا رد ، ابتسم روّاف و قفّل جواله وهو يرميه على سريره و يقترب لخزانة ملابسه يختار ملابس لبعد الشاور اللي بياخذه ..
-
صعد لغرفته بهدوء برفقته مشاعره المضطربة و نبضات قلبه السريعة من ثُقل مشاعر هاليوم و تلخبطها ، تنهّد بضيق لكنه تذكّر مكالمة سلطان و تبدّلت ملامحه و اسرع بخطواته لغرفته يسابق حماسه ، دخل غرفته و اغلق الباب خلف ظهره و فتح الانوار وهو ينزّل جزماته -أكرم الله القارئين- عند خزانة الجِزم الموجودة امام الباب ، مشى بخطوات سريعه نحو خزانة اغراضه الشخصية وهو يبحث بأدراجها عن ايباده ، ابتسم من حصّله و اتجه لسرير بسرعه جالس عليه وهو يفتح الايباد .. دخل على الانستقرام على ذيك المحادثة و ارسل :
"سلطان صاحي ؟ " .
ارسلها و ارتخى و لفّ وهو ينسدح على بطنه و الايباد قدامه ، ما حسّ بنفسه وهو بالمحادثة يقرأ رسايلهم و المقاطع اللي يرسلونها لبعضهم .. رجع فيه الزمن لفترة حظر التجوّل و الحجر المنزلي عام 2020 و فترة انتشار فايروس كورونا ، كيف كانوا قريبين لبعضهم ببداية علاقتهم و ماتمر ساعة ما يسولفون فيها سواء رسائل او مكالمات او لعب بالبلايستيشن ..
ابتلع ريّاس ريقه بغصّه بابتسامة حزينه .. بدأ يشغّل التسجيلات الصوتية اللي بينهم و يضحك معها و يتفاعل و ببعض المرات يردّ من كثر الانسجام ..
مرّت ساعة وهو على هالحال حتى ختّم المحادثة .. تنهدّ بعمق وهو و رجع يرسل :
"وينك تأخرت ؟ شكلك نمت " .
تأفف بضيق بعد ما اتصل عليه و لا ردّ و بدأ النعاس يغلبه ، ارخى رأسه على فراشه وهو يناظر لباب الغرفة بشرود .. رفع راسه من سمع صوت مواء بلوتو عند الباب و تأفف وهو يهمس لنفسه : نسيتها ..
اعتدل و وقف وهو يتنهّد مقترب للباب و فتحها يناظر للأسفل ينتظرها تدخل لكن فزّ من اللي واقف قدام الباب و ماسك بلوتو بيده .. رفع ريّاس عينه اللي تعلّقت باللي قدامه بصدمه ، همس : فيصل ؟ .
فيصل بملامحه الباردة و عيونه المرتخية نطق ببحّة صوته : ادخل ؟ .
ريّاس انلجم لثواني ثم استوعب وهو يتراجع و يفتح الباب اكثر : ء ايه .
أنت تقرأ
بين الحنان ونبضة البعد منصاب قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..
Mystery / Thrillerالــــبــــدايــــة : - بين الحنان ونبضة البعد منصاب قلب ٍ تعلّق في سرابك وزاحه انزف ألم والجرح تعميه الاطياب والحرف يطعني مساه وصباحه الناس تثني والمدح راح ما جاب هَمسِه ومنديله وريحة وشاحه اغراب لكن في شراييني اقراب فاح الغلا مابين واحه وواحه - رو...