-
رفع راسه و تعلّقت عيونه بلتين وهي تنطق كلماتها ، غمّض عيونه و زفر زفره طويــله .. ابتلع ريقه ، " هذا وقتك يا تميم؟ " كانت هذي كلماته بداخله .. فتّح عيونه و نطق : و كيف عرفتي ؟ .
لتين بشفتين مرتجفه نطقت بهمس : ارسل لي .. ، ابتلعت ريقها برجفه وانحنت لشنطتها وهي تفتح السحّاب و تطلع جوالها وتفتحه تحت استغراب سيّاف اللي نطق : مو ممنوع الجوالات عندكم بالمدارس ؟ .
لتين وهي تفتح جوالها همست بغصّه : الّا .. بس انا اخذته معي .
تنهّد سيّاف وهو يشتتّ نظراته و يستغفر .. التفت لصوت تميم المُسجّل اللي اشتغل من جوال لتين اللي حطّت الجوال على المرتبة اللي مابين سياف و بينها و سكتت وهي تقاوم دموعها .. عقد حاجبيه و اشتدّت نظرة عيونه وهو يسمع " اتكلم عن فيصل اللي ضربني لين طحت مغمي عليّ ؟ " .. اشتدت ملامحه اكثر وهو يسمع " تخيلي ان بيتنا .. انهدم ! هدمه خالي ياسر .. " " بكيت بكيت لين طحت و صحيت حصلت نفسي بالمستشفى " ..
انتهى التسجيل الصوتي .. عيون سيّاف تناظر بصمت بأحد الزوايا ، بدون اي تفكير .. بدون اي محاولة انقاذ للوضع .. فقط يناظر و يشرد بنظراته .. قاطعه صوت رنين جواله اللي حاطّه بمكان الاكواب على المرتبة الجانبية ، نظر للشاشة و اذ هي يعتليها اسم " ام خيّال " نغزه قلبه بخوف ، خوف ان صابها شيء هي او خيّال .. خيّال ! كيف غفل عنه و نساه ! و مايعرف وضعه من امس ! ، اخذ الجوال و ردّ و رفعه لأذنه وهو يقول بلا شعور : أصايل ؟ صاير شي ؟ .
سألها و يا ليته ما سألها .. سألها و انهارت عليه بالبكاء والرجاوي بأنه يرجّع دُنا لها .. و كيف ان خيّال راح و تركها لوحدها بالبيت ، وانها ماتتحمل تجلس وحيده بدون دُنا ! ، كلن صوتها واضح لِـ لتين اللي تسمعه من شدّة بكاء وصوت أصايل من خلف الجوال ..
عجز يتحمل و قفّل المكالمة بوجهها ، شدّ على الجوال اللي ماسكه بيده اليمين على اذنه نزّله و نزّل رأسه على الدركسون وهو يغمّض عيونه .. ضايع متشتت و حيراان .. الغّصة تتقلّب وسط حلقه .. غصّة فقدانه لصاحبه اللي احوج مايكون له الحين ! رفع راسه وهو يفتح الباب بينزل و نطقت لتين بصوت مهزوز : سيّاف وين بتروح ! .. سيّاف ! ..
قفّل الباب خلف ظهره وهو يمشي وسط الشارع ، رأسه رافعه بخفّه يقاوم دموعه بعصيان لها وهو يبتلع ريقه بغصّه , يرمش بتكرار يصارع دموعه اللي تجمّعت بمحاجر عيونه ، نزّل رأسه وهو يمسّح عيونه بسرعه ، مسك جواله وفتحه حتى وصل لجهة اتصال " سندي " ..ارتجفت روحه .. سنده فعلًا .. سنده مفقود ! وش هو بلايّاه ؟
غمّض عيونه اللي ترتجف بوسطها احداقه ، فتّحها و عجز يقاوم كبريائه اكثر ، اتصل ..
يناظر بالارجاء بقلق اثناء رنين الخط بأذنه .. ثواني و صدر صوت اغلاق المكالمة ، نزّل جواله ودخل للواتس على محادثة عزام وهو يكتب :
" عزام "
" رد علي ضروري "
" ضروري يا عزام انا طالبك "
مرّت ثواني فيها شاف عزام الرسالة،كان توّه واصل لأرض الحَرم ، واقف بساحات الحَرم الخارجية وعلى كتفه شنطة الظهر ، بيده جواله وعينه على رسايل سيّاف ، ارتخت ملامحه و وضح عليها الضيق .. قلبه ناغزه لكن كبريائه يمنعه ، ابتلع ريقه و رفع جواله وهو يصوّر فديو ساعة مكة و زحام الناس على اراضي ساحات الحرم بيد ترتجف ووضحت رجفتها بالتصوير .. نزّل جواله يناظر الفديو بتردد يرسله او مايرسله .. عزم امره و ارسل الفديو وهو يقطّع بأسنان طرف شفّتيه .. صحّين زرق تعلّقت عيونه فيها و ارتبك ، رفع عينه لأعلى الشاشة يناظر لكلمة " يكتب .. " ، و ارتبك اكثر واكثر ..
ما حسّ الّا بجسد صغير يتعلّق بإحرامه من الأسفل ، رفعت رأسها بملامحها الطفولية و ارتجف قلب عزام و عيونه عليها ، قفّل جواله وانحنى وهو يحملها بين يديه بلا شعور منه .. كانت بعمر سنة ، توّها باديه تمشي .. ضحكت و بانّت اسنانها الاثنين الأمامية بالفكّ الأسفل ، ارتخت ملامح عزام وابتسم لاشعوري من تحسست الطفلة شعر ذقنه وهي تلعب فيه و ارتجف قلبه بشدّه و ملامحه بردت من نطقت " با با " ، ثواني طويله ما رمشت فيها عيونه .. ما وعى الّا على صوت أبّ الطفلة اللي اقترب وهو يبتسم بارتباك و ياخذها من يدين عزام وهو يقول : معليش يا اخوي لهيت عنها شوي .
عزام بإبتسامه خفيفه : لا عادي .. الله يحفظها ماشاءالله ، وش اسمها ؟ .
أب الطفلة وهو يحتضنها لكتفه : مَلاذ .
تعلّقت عيونه و ارتجفت احداقه وسطها و عينه عليها .. ارتجف فكّه وهو ينطق بصوت منخفض مرتجف : نفس اسم بنتي .. ، ابتلع غصّته وهو يشتتّ نظراته و يرمش بتكرار يحاول يسيطر على نفسه . أب الطفلة نطق : ماشاءالله تبارك الله الله يخليها لك ..
عزام ابتلع ريقه بغصّه و نطق : امين .
ودّعه الأب و لكن لازالت عيون عزام تناظر لظهره و لطفلته وهو يحملها بين يدينه .. و انضمت اليهم زوجته اللي اخذت طفلتها و اكملوا مسيرهم ..
شدّ بقهر على قبضة يدّه اللي ماسك فيها الجوال وابتلع ريقه بغصّه ، رفع جواله وهو يفتحه و يناظر لرسائل سيّاف :
" عزام !! "
" عزام منجدك ؟ "
" ليه ما قلت لي ! "
" الوووو عزام "
" مكالمة صوتية فائتة "
أنت تقرأ
بين الحنان ونبضة البعد منصاب قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..
Mystery / Thrillerالــــبــــدايــــة : - بين الحنان ونبضة البعد منصاب قلب ٍ تعلّق في سرابك وزاحه انزف ألم والجرح تعميه الاطياب والحرف يطعني مساه وصباحه الناس تثني والمدح راح ما جاب هَمسِه ومنديله وريحة وشاحه اغراب لكن في شراييني اقراب فاح الغلا مابين واحه وواحه - رو...