P/6

1.3K 81 11
                                    

-

تأفف تميم بقوّة وبعثر شعره بقلق ويهمس : يا الله يا ريّاس .. ، سحب نَفَس وزفره وهو يلتفّ ويطلع من الغرفة وريّاس شاغل باله وتفكيره .. يكره نفسه بهاللحظات وقت ما يحتاجه ريّاس جنبه لكن حواجز الكذب اللي بناها تميم كفيلة انها تبعده عنه حتى لو انه معه بنفس المكان ! كيف لو كان ريّاس عقدته الاولى والكبرى هي استنزاف مشاعره وعاطفته اللي ما ظهرت الّا لتميم ! ..
رجع يرفع جواله بيرسل لريّاس لكن عقد حاجبيه من شاف رسالة من رقم سيّاف واللي كان مسجّل سابقًا عند تميم بدون علم من سيّاف نفسه ، بالنهاية تميم معه اكبر قدر من المعلومات عن باقي اخوانه ، استغرب و دخل على الرسالة وكان محتواها:
" السلام عليكم معك اخوك سيّاف
وشلونك يا تميم ووشلون باقي اخواني ؟ .. عساه خير ان شاء الله اليوم ليه ماجيتوا ؟ كنت منتظركم وبخاطري اشوفكم وابوي يقول ان روّاف ما يرد قلت اتطمن عليه منك لأنه مايرد علي ".
رجع يدخل للغرفة وقفّل الباب وملامحه مشدوده بانجذاب ، بدأت اصابعه تكتب على الكيبورد بتردد واضح من كمية الكلمات اللي حذفها وكتبها الى ان استقر على كلامه وارسل :
" وعليكم السلام هلا سيّاف ، ماعندي خبر عن اي شي " .
قفّل جواله ودخّله بجيب المريله والتفكير بدأ يهطل عليه .. روّاف بحياته ما خبّر تميم عن اي جَمعة لأخوانه ! كان دايمًا يصرّف الموضوع بأن باقي اهلهم مو مهتمين لهم والكل عايش حياته ..
-
اخذ تميم معه الطلب اللي طلبه منه روّاف واتجه لطاولته وهو ينزله قدام روّاف والركود وضح على ملامحه ، ابتسم روّاف وعدّل جلسته وهو يقول : كفو كفو تسلم ، رفع راسه لتميم لكن سرعان ما عقد روّاف حاجبيه من شاف ملامح تميم ونطق : وش بلاك وجهك تغيّر ؟ ، وبضحكه : لا يكون عشانها على حسابك يالقعيطي ؟ بحول لك الحين لا تخاف.
تميم سكت شوي بعدها ابتسم بخفيف : شدعوه لا بس فيني نوم شوي ، طبطب على كتف روّاف وهو يقول : انا بروح اخلّص شغلي كلها ساعتين وانا راجع للبيت .
روّاف قام من على الكرسي وهو ياخذ الطلب معه ويقول : بالتوفيق ياحبيب اخوك انتبه لنفسك زين هاه ؟ ولا تتأخر بطبخ العشى اليوم .
تميم اللي ساكت وعيونه تناظر روّاف ومقطّب حاجبيه بخفّه مو اول مره ولا ثاني مره حتى يوصله خبر او طرف علم ان روّاف يرفض التواصل مع ابوه واخوانه وتميم جاهل السبب للآن ..
ظل يتبع روّاف بعيونه الين اختفى راكب سيارته ، تنهّد تميم وا انتبه الّا لزميله اللي طبطب على ظهره وهو يضحك: اخوك ماهوب طاير يا تميم الشغل ينادي .
تميم زفر وابتسم بخفّه وهو يلتف ويدخل لداخل مع زميله .
-
مرّت بضع ساعات مليااانه افكار وهواجيس ما تركت بال تميم مرتاح ، وقّف سيارته قدام باب البيت وقفّلها وطلّع جواله ودخل على احد التطبيقات ثم لمحادثة " فيصل " وكتب : " صار شي ولا عدّت ؟ " .
قفّل جواله وهو يرخي ظهره على المرتبة ويغمّض عيونه وماينسمع بهاللحظة الّا صوت انفاسه ، فتّح عيونه وتعدّل وهو يفتح انوار السيارة اللي فوقه ويفتح المرايه العلوية ويناظر لملامح وجهه تنهّد وقفّل المرايه والانوار ونزل من السيارة داخل للبيت ..
مجرد ما خطت رجوله لداخل البيت تسللت له ريحة طبخ روّاف اللي ماليه المكان ، لاشعوري ابتسم وعجز يمسك ابتسامته وقفّل الباب الداخلي ورى ظهره ودخل متجه للمطبخ وهو يسمع اصوات روّاف ولتين ودخل عليهم واستند على الباب وتكتّف وابتسم وهو يناظرهم ، حركات روّاف مع لتين ومحارشهم لبعض ماوعى الّا على لتين اللي سحبته من ذراعه وهي تقول : فالح تناظرنا بس ؟ تعال ساعدنا .
ابتسم تميم وحاوط اكتاف لتين وهو يقترب من روّاف اللي واقف قدام الفرن ويحرّك بقدر الطبخ ويقول بابتسامه من غير لا يلتفت على تميم : توّه شرّف المخضرم ؟ وينك تأخرت .
تميم تنهّد : اشغلتني واضطريت اخذ ساعه زيادة عشان اعوّض ، مدّ يده وهو يسحب طرف شنب روّاف اللي صرخ : اتتتترك شنبي ! . وكمل تميم وهو يقول بضحكة : عشان مره ثانيه ماتستعبط وتجي تشغلني.
روّاف ناظر للتين وهو مكشّر ونطق برجاء : فكيني منه تكفين جايب لك حلا وقهوة لتين ! .
لتين مسكت ضحكتها واشرت بحاجبها لتميم : اتركه ، تميم كشّر وارخى اصبعه وهو يقول: ككذذاب من فلوسي والله مادفع فيها ريال ! .
لتين كشّرت وهي تبعد تميم من صدره وتقول : قصمان وش ارجي منكم ؟ ، التفّت للطاولة واخذت الثلاث صحون اللي فوق بعضها وحطتها بين يدين تميم اللي مسكها بسرعه ونطقت بأمر : جهزها على السفرة .. الان! .
تميم وسّع عيونه وفتح فمه بيتكلم لكن سرعان ما تراجع وهو يهز رأسه بالإيجاب من لتين اللي نطقت : تتروش بعد العشى مو الحين الحين قدامي زينها ، بدأت ابتسامتها تبان وهي تشوف تميم اللي طلع من المطبخ وبيدينه الصحون ويتحلطم ابتسمت والتفت لروّاف واقتربت له وهي تطلّ بقدر الطبخ وتقول : ها وش صار ؟.
روّاف وهو ماسك طرف ابتسامته نطق : لاتسوين فاهمه حدك اندومي روحي ساعدي تميم ، كشّرت لتين وطيّرت عيونها وروّاف ضحك بخفّه ورفع كتوفه : هذي الحقيقة وانا اخوك شوفي شغلك ، لتين ركب راسها العناد ودفّت روّاف بخفيف وهي تاخذ البِيز " قطعة الخام اللي يمسك فيها الاشياء الحارّة " من يدّ روّاف وفتحت غطاء القدر لكن سرعان ما كشّرت من البخار اللي تصاعد عليها بكثافة ورجعت الغطاء بسرعه وهي تفلته وتبعد عن الفرن تحت ضحكات روّاف اللي هزّ رأسه بأسف وهو يعدّل الغطاء ويقول : ياخيتي خلي هالامور عليّ وش عرفك فيها انتِ ؟ .
كشّرت لتين وهي تقول : اللي اعرفه مفروض اصير انا اعرف بهالامور اكثر منك ولا ؟ .
روّاف ابتسم بخفّه واقترب للتين ومدّ يده وهو يعدّل باصابعه اطراف شعر لتين ونطق بهدوء : ووش فيها لاصرت اعرف لها اكثر منك ؟ دامك مرتاحه وانا مرتاح هذا اللي يكفي ولا تناظرين لكلام احد ولا يأنبك ضميرك ، زادت ابتسامته وهو يناظر بعيون لتين اللي تملكها الصمت لعدّة ثواني بلعت ريقها وشتتّ نظراتها من ابتسامة ونظرات روّاف الحنونة واللي دايمًا ماتسببّ لها تأنيب ضمير بأن دايمًا ما هالابتسامات تكون لهم .. لكن هل فيه ابتسامة صارت لخاطر روّاف ؟ ، كيف بأقل من ثواني اعطى ردّ لكل شعور يتكوّن بداخلها وقت ماتشوف روّاف متحمّل ابسط المهام بهالبيت ..
بانت اسنانه من ابتسامته ونطق : وش فيك تطالعيني كذا ؟ .
لتين تنهّدت بعمق بعدها قالت بتضييع للموضوع : يمكن عشانك طويل بزيادة ؟.
روّاف رفع حاجبه وهو يناظرها من فوق لتحت : متأكدة اني طويل بزيادة ولا فيه موضوع ثاني ؟ ، ضحك من لتين اللي كشّرت وهي تقلّب عيونها وباس راسها بخفّه وهو يقول : تعالي جهزي معي دامه بخاطرك .
——
طلع من المطبخ وبيدينه طبق الباستا الافضل لروّاف برائحته اللي ملت المكان .. اتحه لطاولة الطعام الموجوده بأحد زوايا الدور الاول الواسع ، واللي كانت مكوّنه من 6 كراسي بتصميم كلاسيكي عريق برغم مرور سنوات عليها الّا ان جودة و فخامة طرازها لازل واضح عليها ! ، نزّل الطبق على السفرة بابتسامه وجلس بجانب لتين وهو يعدّل جلسته وكرسيه وينطق : سمّوا بالعافية ، مد روّاف يده بياخذ المغرفة لكن سحبتها لتين قبله وهي تقول : خلاص عاد عطني انا بغرف لكم .
ابتسم روّاف و رجّع يده وهو يقول : ابشري ، رفع عينه لتميم اللي جالس على الكرسي المقابل له وجواله بين يدينه الثنتين ومنزّل راسه بشكل بسيط بحيث ان ملامحه مو واضحه لروّاف ، كانت ملامحه مشدودة مع الكلام اللي يقراه بين السطور :
" غريبه ؟ كنت احرّص روّاف دايم انه يبلغكم لو اجتمعنا ، لكن الظاهر انه موضوع خالكم ياسر من جديد والواضح ان ابوي تدخّل بالموضوع ، تميم وانا اخوك لو احتجتوا شي او تبيني اساعدكم بموضوع خالك لاتستحي مني " ..
استوعب تميم من مناداة روّاف له بتكرار وقفّل جواله وهو ينزله لحضنه وبلع ريقه وهو يرفع راسه لروّاف اللي عاقد حاجبيه ويقول : تميم فيك شي ؟ .
ناظر تميم لروّاف لعدّة ثواني يحاول يستوعب اكثر من حاجة بعدها التفت للتين اللي تناظره بقلق ، تغصّب ابتسامته ونطق : مافيني شي بس تعبان وفيني نوم من الدوام ، اخذ الملعقة وبدأ ياكل ثواني وناظر لروّاف ونطق وهو يمضغ الاكل : لذييذ! .
روّاف اللي شبه ارتاح ونطق بابتسامه : بالعافيه ..
بدأت السوالف مابينهم تميم يحاول انه ما يبين شيء من ركوده بسبب الافكار اللي مو راضيه توقّف ! برغم انه يوضح وبسرعه الركود على شخصيته الحيوية ..
-
12:40 ..
بأحدى شوارع الرياض المكتظّة بكافة الاشغال والاشكال ، اشبه بخليّة نحل تعمل ليل نهار مليئة بكافة انواع السكان بمختلف وجهاتهم واهدافهم ..
يمشي ريّاس على الرصيف وهو شادّ جاكيته على نفسه من البرد اللي يعصف عليه بهاللحظات خصوصًا مع تأخر الوقت ، وجنتيه تورّدت وبان عليها الجفاف بسبب الهواء البارد خصوصًا ان رياس بشرته فاتحه وتحمرّ خدوده من البرد وتجفّ بسرعه ، جواله يرن بأهتزاز داخل جيبه مو معيره اي اهتمام وعيونه تناظر لقدامه يسترجع بذاكرته تفاصيل واحداث الساعات الماضية اللي كانت ثقيييله وكثير على قلبه ، تباطأت خطواته وتعب من مشيه وجلس على الرصيف وهو ينزّل البلوفر من فوق راسه ويبعثر شعره بعشوائية ورفع عيونه يناظر لقدامه لأي شيء بدون هدف ، يتكرر عليه هالشعور وتتكرر عليه هالحالة بعد كل انفعال " ماله داعي " او ماله لزوم يصدر من ريّاس اللي يتحسسّ من تنقال له كلمة او تصرف هو يستاهله فعلًا .. يظل يفكّر بالكلمة اللي تنقال له ويفسرها بألف تفسير وبكل مره يوجعه قلبه ، ماينسى ابدًا ويخلق من الحبّة قبّة ، الجمييع يتخطى ويشوف ان الامر اتفه من انه يشغل باله فيه لكن ريّاس ؟ ريّاس اكثر شخص مايتحمّل اي كلمة ، احيانًا يحسّ انه كل شي كبر من حوله الّا قلبه مازال هو ذاك الطفل الصغير اللي ماكبر من 14 سنة ، لا ردود فعله ولا كلماته ولا اسلوبه ولا حتى تفكيره تدلّ على انه رجل بمنتصف العقد الثاني من عمره ! ، بلع ريقه بغصّه وهمس لنفسه وكأن نفسه الثانية تحادثه : مالك داعي يا ريّاس .. مالك داعي .
طلع جواله من جيبه ودخل على محادثة سيّاف من غير لا يناظر لرسايل سيّاف والمكالمات الفائتة منه ، ارسل ريّاس موقعه ورجع يحذف محادثة سيّاف من عنده وناظر لمحادثة سلطان وارتخت ملامحه وهو يتذكر اخر مكالمة بينهم ، تنهّد ودخل للمحادثة وظل لدقااايق مابقى كلمة ماكتبها ثم حذفها والتردد ماليه .. قاطعته رسالة سيّاف واللي كان محتواها " وصلت وينك ؟ " .
-
ركب ريّاس السيارة بهدوء من غير لا ينطق بكلمه او يحط عينه بعين سيّاف اللي يحاول يلمح وجه ريّاس وهو يقول: وعليكم السلام ؟.
ريّاس ماردّ عليه ويناظر لقدامه وهو يرخي ظهره على المرتبة ويحاول مايحط عينه بعين سيّاف ابدًا ، سيّاف تنهّد ومشى بالسيارة وهو ملتزم الصمت ومابين الدقيق والثانية يناظر لريّاس ، وقّف سيّاف عند الاشارة والتفت وهو يناظر ريّاس اللي يناظر لقدام حاضن ذراعيه لحضنه وماينسمع غير صوت انفاسه ، بلل سيّاف شفتيه وناظر لعدادّ ثواني الاشارة واللي كان 118 ، رجع يلتفت لريّاس ومدّ يده وهو يرفع البلوفر على راس ريّاس ويقول : برد على راسك .

ريّاس برغم انه حاس بصداع براسه من البرد اللي داخل ضلوعه بسبب جلسته الطويلة برا بالشارع الّا انه عاند ونزّله وهو يقول : ما ابغى .
سيّاف تنهّد : طيب يا ريّاس وش مزعلك ؟ .
ابتسم ريّاس باستهزاء والتفت واخيرًا لسيّاف وهو يقول : بدري يا الاخو ؟ وينك يوم الشايب يسفّل فيني ؟ وانت تسمعه ولا طقيت لي خبر ! .
سيّاف : هذا ابوي وهذا طبعه يا ريّاس وش تبيني اسوي ! وبعدين .. بعدين اللي قاله صح هذا هو بعيد عننا وصلته اخبارك .
ريّاس ناظر لسيّاف بقهر وبدأ يقطّع شفايفه وهو يتنفّس بقهر ورجع يناظر قدامه ، بلع ريقه بعدها التفت لسيّاف ونطق بنبرة عاليه باين فيها رجفة : هذا اللي فالحين فيه تلاحقون ورى عيوبي ، اجل تراها واجده والخافي اعظم زين ؟ لا انت ولا ابوك الـ**** له دخل باللي اسويه .
سيّاف ناظر لقدامه وهو يزفر بقوّة واشتغل الضوء الاخضر وحرّك سيارته وهو شادّ على الدركسون بيدينه وساكت لفترة .. بعدها نطق بجديّه وهو مقهور : وتبيني ادافع عنك بعد كلمتك لولدي اليوم ؟ بعد اهانتك لي وقلّة ادبك واسلوبك ؟ ريّاس علمني لمتى بسكت عنك بحجة انك مازلت مراهق وطايش واعاملك كأني اعامل طفل ؟ متى تعقل وتكبر يا ريّاس ؟ الى متى بشيل همّك الى متى وانت ثقل علي وعلى قلبي اشيل همّك وهمّ الكلام معك اقابلك وانا كاره وانا متصبّر عشانك اخوي ولأجل اني عارف حاجتك لي برغم بجاحتك .. ، سكت لعدّة ثواني بعد ما حسّ انه كثّر كلام على ريّاس لكن حسّ انه باقي بيطلع اللي بقلبه اكثر وكمّل بقهر وعينه على الطريق : انت مستوعب كميّة الثقل اللي شايله انا ؟ شايل البيت كله فوق ظهري همّ ولدي اللي ساكت من سنين مادري وش يخبي ورى صمته اسكت وابتسم قدامه وانا قلبي يتفطّر لأجل اسمع حسّه ، امي اللي محملتني نتيجة قلة ادبكم معها واهمالكم وتجاهلكم لها كل اغلاطكم انا اللي اتحاسب عليها ؟ يا ريّاس انا صبري له حدود راجع نفسك قبل اطلع عن طوري وارميكم ورى ظهري !.
انتبه لسكوت ريّاس اللي ماعلّق على اي شيء كان يناظر لتحت وعاضّ على شفته السفلى بقوّة يمنع ارتجافها ، لاشعوري عيونه بدأت تحمّر من قوّة كبحه لدموعه ومازال ماتخطى كلمة سيّاف (مازلت مراهق وطايش ،اعاملك كأني اعامل طفل .. متى تعقل وتكبر يا ريّاس ؟ الى متى وانت ثقل علي وعلى قلبي .. ) .
ما كان مستوعب لباقي كلام سيّاف مازالت اول كلامته ترجف قلب ريّاس اللي مستحيل يتحمّل مثل هالكلام ولو كان حقيقة ..
بدأت انفاسه تتزايد بسبب عدم تحمّله لهالكلام غمّض عيونه بقوّة ودموعه اللي متجمعه وسط عينه نزلت لكنه مسحها بسرعه بيده اللي ترتجفّ بخفّه ، بلع ريقه بصعوبه يدفع الغصّة اللي وسط حلقه لداخله والتفت لسيّاف وهو ينطق بنبرة مهزوزه : سيّاف اسكت .
سيّاف تنهّد بعمق ورجع يناظر لقدامه برغم انه ساكت من فترة لكن ريّاس ما زال يسمع كلماته اللي تتردد داخل راسه ، فتح سيّاف فمّه بيتكلم لكن تراجع .. كان بيعتذر لكن ضغط على قلبه هالمرة وهو يقنع نفسه انه مو غلطان بكلامه وله حقّ ! له حقّ ..
عمّ السكون وسط المكان ، ريّاس اللي سحب ودفّ نفسه للباب وهو يحضن نفسه ويسند راسه على الشبّاك وكأنه يحمي نفسه من سيّاف بهالطريقة ، يناظر للطريق برغم الرطوبة اللي مضببه على الشبّاك لكن بالاساس كان سرحان وماهو يمّ الطريق ، سيّاف اللي مابين الدقيقة والثانية يناظر لريّاس وماسك نفسه بالقوّة لا يعتذر او يبرر كلامه ، صراع مابين قلبه اللي قطّعه حال ريّاس ومابين عقله اللي يحذره يخرّب ريّاس اكثر عليه .. مهما كان ريّاس لازم تنحطّ له حدود .
-
انتهى ، توقعاتكم وارائكم انتظرها بكل حُب 🫂🤍.

بين الحنان ونبضة البعد منصاب   قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن