P/10

1.7K 79 16
                                    

-

مضت ليلة مُكتظّة بالتساؤلات الواجِمه ، بشتّى المشاعر وبأبشع الطُرق ، ناقشةً الامها الى الابد ..
-
١٠ صباحًا ..
وسط جدران غرفته متوسطة الحجم،بلون دُهانها الهادئ من درجات اللون السُكّري ، الوان أثاث غرفته الحيادية مابين الأبيض والبني ..غياب ابوه ليوم واحد كفيل بإنه يجعل اغراضه مبعثرة ابتداءً من التسريحة الى الخزانة والمكتب انتهاءً بسريره ذو الحجم المتوسط ، وسط هالبعثرة هذي كلها تحديدًا بطرف السرير بجهة خيّال اللي متلحّف بأكمله ونايم على جنبه اليمين ومستغرق بنومه ، تعكّرت ملامحه بإنزعاج وزفر وهو يغطّي رأسه باللحاف اكثر ويتنهّد ، بدأ يزيد وعيه وينتبه للاصوات اللي صادره حوله عقد حاجبيه وفتح عيونه وبدأ يرمش بتكرار بمحاولة استيعاب عيونه للنور ، بعّد خيّال اللحاف عن بسرعه وهو مكشّر وسرعان ما توسّعت عيونه بلهفه وتعدّل بسرعه من شاف سيّاف اللي واقف قدام خزانة الملابس يرتّب ملابس خيّال المبعثرة ويكلّم بصوت منخفض ، نزل خيّال بسرعه من السرير كشّر وتنرفز من اللحاف اللي علق بطرف رجله بعّده بسرعه، وبخطوات سريعة لسيّاف اللي التفت بنفس اللحظة اللي قفّل فيها الخزانة بعد ما رتّب ملابس خيّال ما امداه يرفع حاجبيه الّا وارخاها وارتخت ملامحه بحنيّة وابتسم باتساع الى ان بانت اسنانه من خيّال اللي ضمّه بقوة ويخفي وجهه بكتف سيّاف ، نطق سيّاف موجّه كلامه للي يكلمه : معليش شوي واتصل عليك ، قفّل ونزّل جواله وهو يدخله بجيبه وبسرعه احتضن خيّال وهو يقول باتسامه ونبرة كلها حنيّة : يا صباح الخيير ، لا يكون ازعجتك ؟ ، ابتسم من هز خيّال رأسه بالنفي و مسح سيّاف على راسه وباسه برفق : وش هالصباح اللي كله خير ولدي راضي علي اليوم ؟..
سكت سيّاف هو الثاني وضل حاضن خيّال وسند ذقنه على راس خيّال وهو يمسح عليه ، لطالما استخدم الصمت هو ايضًا وسيلة يشارك فيها خيّال يعبّر فيها وقت مايخونه تعبيره لهالشعور العظيم اللي مايعرف وش يسميه غير انه يحس ان ربي خلق من روحه روح ،، من عمق شعوره يحسّ محد يمتلكه غيره ! مثل يوم قال لعزام بوصف عفوي خارج من قلب أب بعمر صغير : " احس مافي بالحياة أب غيري " .
تنهّد بعمق وباس راس خيّال مره ثانيه ورفع راسه وهو يحاول يبعده عنه ويقول : خلني اشوف وجهك اشوف ، رفع حاجبيه وضحك بخفّه من خيّال اللي شدّ عليه اكثر رافض انه يبعد ونطق سيّاف بضحكة : اوف اوف ! كل يوم بنشغل عشان ارجع اخذ هالحضن.
مسك ضحكته من خيّال اللي بعّد بسرعه وهو يناظر لأبوه اللي ضحك ورجع حضنه من جديد وهو يقول بابتسامة : هااا لاتخلي ابوك يجيه جفاف عاطفي ونقص حنان ويتغلى يا خيّال .. ولا تبيني اتزوج ؟ ، شدّ سيّاف على خيّال قبل يبعّد عنه وهو يضحك من قلبه ويقول : امزح والله امزح ! ، بعّد خيّال عنه ومدّ يده وهو يرتّب شعره المبعثر بعد نومته ويقول بتنهيدة ثقيلة تغيّرت معها نبرة صوته: ماعليك فكرة مبعدها من راسي وعايفها وعايف طاريها .. ، انتبه لعيون خيّال وملامحه اللي تعكّرت بضيق وتغيّرت وسرعان ما شتتّ خيّال نظراته بتهرّب من انه يحط عيونه بعيون ابوه وكأنه يحمّل نفسه الذنب ، عقد سيّاف حاجبيه بضيق وتنهّد وهو يمسك وجه خيّال برفق ويلفّه له : خيّال .. خيّال يبه ناظرني ،،، خيّال ؟ ،تنهّد وعقد حاجبيه : خيّال يبه لا تضيق خاطري قايل لك هالملامح مابي اشوفها على وجهك ! .. وشو يعني تبيني اتزوج ولا مااتزوج الحين ! ، ابتسم وبمحاولة لتغيير الجو : ولا تبيني اصبر لك ونصير بيوم واحد ؟ ، التفت خيّال لأبوه اللي مسك ضحكته : اهاا قول من اول ! خلاص معليك انا الام وانت بنتها بيوم واحد نوفّر المصاريف .
خيّال وسّع عيونه ومسك ابتسامته المحرجة وهو يشتت نظراته عن سيّاف اللي ضحك وهو يحتضن راسه ويبعثر شعره بخفّه ، و تنهّد سيّاف بعمق و بابتسامه على وشك التلاشي وهو يقول : عساني اشوفك عريس والبسك البشت بيدي ... ، وبهمس فيه نبرة رجاء فاقدة للامل : انت بس لو تسمعني صوتك يا خيّال .. لو تناديني يبه او حتى بابا وتنطقها وتطفّي النار اللي بقلبي خمس سنوات يا خيّال .. ، تنهّد سيّاف بغصّة و بيأس زي كل مرة .. يهزمه شوقه لصوت ولده بكل مره برغم انه وعد نفسه مئات المرات انه مايجيب هالطاري لكن بكل مره يضعف وتهزمه أبوبته ..
خيّال اللي الدموع تحرقه بمحجر عيونه مايبيها تنزل وعاض على شفته بقوّة خوفًا من ان شهقاته تطلع ، قلبه ينبض بتسارع بكل مره يجي هالطاري ويتقطع .. رفع كُمّ بلوفره وهو يمسّح عيونه بسرعه والتفت لأبوه اللي نطق بضيق : خيّال يبه انا اسف سامحني بس ..
خيّال هزّ راسه بسرعه بالنفي وهو يغمّض عيونه بمعنى انه مازعل ولا بخاطره شيء ، التفتوا ثنينهم للباب اللي انطرق مرتين وبنفس اللحظة انفتح وطلّ منه عزام براسه وهو يقول : عادي ادخل ولا مب عادي ؟ .
سيّاف رفع حاجبيه وهو ماسك ضحكته بصدمة والتفت لخيّال اللي مبتسم ويضحك بخفيف،التفت سيّاف لعزام وهو يأشر على خيّال : بمشيها لك عشانك ضحكت ولدي.
كشّر عزام وهو يفتح الباب ويدخل : مهرج عندكم انا ؟،رفع ذراعه يحمي نفسه وهو يضحك من سيّاف اللي تقدم له: وخخخر ماسويت شي!!.

بين الحنان ونبضة البعد منصاب   قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن