P/12

1.2K 60 15
                                    

-
بزاوية فيصل .. الواقف بكل هدوء وصمت ويديه داخل جيوب زيّه الطبّي ، بأنظاره المتبلّدة واللي مثبتها على روّاف من بداية الموقف،بنظرة مختلفة بتفكير بعيد تمامًا عن كل من بداخل الغرفة، الموقف والايام والذكرى تعيد نفسها بداخله باختلاف الاشخاص والاحداث لكن تسلل له نفس الشعور ! نفس الشعور اللي اهلكه قبل اعوام ..
مرّ بجانبه ابوه الخارج من الغرفة وخطفه فيصل بنظرة بطرف عينه بعدها رفع عينه لسيّاف اللي تكلّم له بعصبيه بانت عروقه منها وصرخ بعصبيه مكبوته وبملامح مشدودة وهو يسمع شهقات روّاف : سوّ شي الله يـ**** ليه واقف ناد اي احد وين الممرضين !! .
فيصل نطق واخيرًا وبكل جمود وعينه مازالت مُصوّبة على روّاف: اطلع انت والبزارين من الغرفة ، خلني انا واياه .
عقد سيّاف حاجبيه بحيره وسط توتره وعصبيته القَلِقَه ونطق بعصبية : فيصـ..
فيصل قاطعه : محد راح يجي غيري انا الطبيب الوحيد المُكلّف بحالته بكل الأحوال ، خذهم ولا بيصيرون ثنين وثالثهم جثة .
سيّاف التفّ للممرضين الاثنين اللي دخلوا توهم دخلوا واقفين ينتظرون فيصل اللي ماعطاهم اي توجيه وعينه على سيّاف ، عض سيّاف على شفته بقهر ، التفت لجهة ريّاس وهو يأشر له يخرج و مدّ يده وسحب يد تميم اللي مازال واقف بمكانه قدام روّاف واللي ماعاد يشوف من دموعه المتجمعه داخل محاجر عيونه ما زال يكابر وينكر وجودها الى ان سالت على خديه ، سيّاف يسحب يده وهو ينطق بصوت راجف تتأكل وسطه الحروف بسبب رجفة شفتيه وعينه على روّاف اللي يصارع روحه : دامك كذّاب طول عمرك أكذب هالمرة وقول ان كل اللي صاير كذب ومهزله، رصّ على اسنانه وهو يقاوم سيّاف اللي يسحبه لكنه متجاهله وعينه على روّاف،حسّ الكلمات غصّت قلبه بس مو عارف كيف يشرح ويبدأ بأي شعور وكيف ينطق ويقول ! .
سيّاف سحب تميم من يده اكثر لخارج الغرفة وهو يقول ويحاول انه يضبط اعصابه وماينفعل : تميم روّاف تعبان خلهم يهدونه و ..
تميم صرخ لا اراديًا وانفلتت اعصابه ودموعه اللي حابسها مغطيه عيونه سالت من جديد ونطق وهو يدفّ سيّاف عنه : وخخخخر اتركني ! ، شهق بخفه ونطق بغصّه : لتين وينها ؟ وينها باخذها وبروح .
سيّاف احتدّت نظراته بجدية وحاوط يدّ تميم وهو يطلع فيه من الغرفة و يقول : لتين بالبيت تبغاها امش معي غير هالكلام مافيه فاهمني ؟ ابوي راح امش خلني الحق عليه.
تقفّل الباب بعد خروج سيّاف وتميم و وقف فيصل امام روّاف والممرض الاول بجنبه والثاني واقف من الجهة الثانية ، نطق بعيونه المركّزة على روّاف واللي يكاد ان يخترقه فيها : انعشوه .
تراجع خطوتين ومازالت عيونه على روّاف اللي بدأ يستجيب لإنعاش الممرضين بصعوبة ، همس فيصل : ذبحة صدرية غير مستقرة ، ضيّق نظراته بخفّه وهمس لنفسه : ماقدر اتخيل نفسي انقذ حياته ، رفع عينه لشاشة الجهاز اللي على الجهة اليسار واللي وضح تخبّط الموجات بسير الجهاز على الشاشة واللي يأثر على روّاف خصوصًا نبضات قلبه المرتبطة بجهاز الكهرباء ، انتبه لريّاس واعتدل بوقفته واتجه له بخطوات شبه سريعه وسحب جواله من بين يديه ..
-
قبل دقايق :
بجهة ريّاس واللي من البداية كان يحاول يتجاهل صوت ابوه بحركات وتصرفات لا اراديه مو فاهم سببها ، ويحاول يشغل نفسه بأي شي حوله ، طلّع جواله جاهل هالتصرف الخاطئ داخل العناية المركزة خصوصًا بمكان يتواجد فيه هالكم من اجهزة .. دخل لمحادثة سلطان يناظر فيها من اول وجديد وابهامه يسحب على الشاشة ببطئ يقرأ رسائلهم قبل اسبوعين ..
اعتدلت وقفته ونغزه قلبه من لحظة تكلّم تميم برغم اختلاف حدّة ونبرة الصوت اللي يعرفها عقد حاجبيه وصغّر نظراته وكأنه يحاول يدقق بنبرة الصوت اللي ماهي واضحه تمامًا له لكنه للوهله ادرك غبائه واعتدلت ملامحه ، ماينكر قهره شوي على نفسه .. وين وصل لحتى يتخيّل نبرة صوت شخص يصرخ ويبكي بنبرة شخص الشوق مقطع قلبه له ؟ ، جاهل للحقيقة المُرّة ، جاهل ان نغزة قلبه ما اخطأت ولا لخبطت ..
ظل سرحان على شاشة جواله اللي اظلمت بسبب تركه لها لثواني مطوّلة ..
بلحظة انسحب جواله من بين يديه فزّ بفزع ورفع راسه لفيصل الواقف امامه وناظر لجواله اللي دخّله فيصل بجيبه وبعدها مسكه من عضده وهو يمشي فيه لخارج الغرفة ، ريّاس ضربه بذراعه يحاول يبعد فيصل اللي بنيته اطول واعرض من ريّاس بنسبة واضحه وليست كبيرة ، صرخ : هههييييه وخخخر عطني جوالي !! ، ضربه من جديد ولكن فيصل ما تأثر ولا تأثرت ملامحه وطرده برا الغرفة وهو يقول : مفروض يوم قلت لسيّاف يطلع البزران يطلعك اول واحد ، دفّ ريّاس من صدره قبل يقترب له وقفّل الباب بوجهه والتفّ متجاهل ريّاس اللي ضرب بالباب بعصبيه لاشعوريًا ونطق : ففففيييصصل مالك حق تاخذه عطني جوالي يا ***** ! ، رصّ على اسنانه بقهر وهو واقف عند الباب وضرب عليه مره وحده بقهر ونطق بشدّة من بين اسنانه والخوف والتوتر بدأ يملاه : فففييصل !! فيصل يا بزر رجعه .
بدأ صدره يرتفع ويهبط من تنفّسه بقهر الى ان تنهّد بضيق وعضّ على شفّته السفلى قبل تبدأ رجفتها ، خاف وقلبه يكاد يخرج من بين ضلوعه من توتره وخوفه ! كيف لو ارسل سلطان بهاللحظة وماكان موجود ؟ طيب لو حذف الرساله ! طيب لو فيصل شاف رسايله وعرف ان فيه شخص مجهول بحياة ريّاس ؟ ..
سند راسه على الباب عشان يوضح صوته وهو يقول بقهر : فيصل تكفى افتح عطني اياه ، عضّ على شفته بقهر وهو يسمع اصواتهم بداخل عرف لحظتها ان اخوه استحاله يعطيه وجه ويكلمه .. لكن مين هو عشان ياخذ جواله!! .
ثواني طويله وانفتح الباب تعدّل ريّاس وتراجع بخطواته وهو موسّع عيونه بخفّه وعينه على السرير االي خرج من الغرفة وعليه روّاف المستلقي كأنه جثّة مافيه اي حركة ، جهاز التنفّس مغطي نصف وجهه وصدره مكشوف بسبب الاجهزة..
دفّوا السرير للخارج وطلع فيصل وريّاس وقف بطريقه وهو يقول محاول انه يضبط اعصابه وماينفعل ويجرب الهدوء مع فيصل، مدّ يده : فيصل بلا مبزره عطني اياه .
فيصل واللي ما كلّف نفسه حتى يناظر بريّاس تجاهله ومشى خلف الممرضين اللي يدفون سرير روّاف قاطعه ريّاس من جديد واللي مسكه بقوّة من عضده وبنبرة شديدة : تقول لي بزر وهذي حركاتك ماخذ جوالي ؟ ، مدّ يده لجيب فيصل بياخذ جواله لكن قاطعه فيصل اللي دفّها بخفّه ، شدّ ريّاس على قبضة يده لكن ارتخت من نظرات فيصل اللي ناظر ليد ريّاس بعدها رفع عينه لريّاس،ناظره نظرة استهزاء من فوق لتحت : مستحيل احد ينافسك ، طلّع جوال ريّاس من جيبه ورمى جواله بقوة بعيد على أرضية المستشفى الرخامية وصوت الكسر صدع صداه بالممر ..
نفض يده ودفّ ريّاس ومشى بدون لا يناظر لطلال اللي مشى جنبه وهو يلتفت لريّاس : اخوك ؟ .
فيصل ببرود وعينه على سرير روّاف اللي يدفونه : غرفة 3 و ناد لي علي قبل ادخل العملية ، ناظر لطلال : لحالي .
طلال عقد حاجبيه ووقف وهو يمسك فيصل ويوقفه معه ونطق باستغراب : وقف وقف اي عملية ! تستهبل انت والامور سهالات كذا ! .
فيصل بنظرة بارده : محد صاير يستوعب اليوم ولا وش سالفتكم ؟ انا قلت لك ناد لي علي وانتهى .

عاضّ على شفته ودموعه بدت تغطي عينه يناظر لفيصل اللي كلها ثواني واختفى عن انظاره ، مسح ريّاس دموعه بطرف كمّه بسرعه والتفّ ومشى بخطواته لجهة جواله واخذه من على الأرض ، رفعه ولفّه له وكان معدوم تمامًز من الكسر ومافيه جزء سليم لدرجة فتات زجاج الشاشة يلمع على الأرضية .. عضّ ريّاس على شفته بقهر وهو يقلّب جواله بين يدينه ويحاول يفتحه لكن للأسف الشاشة انعدمت لدرجة ماتستجيب الى اللمس ..
دخّل جواله داخل جيبه واعتدل بوقفته وطلع من العناية وهو يتحاشى يحط عينه بعين احد جاهل سبب ضعفه واستسلامه الغير معتاد امام اخوه .. بلع ريقه بغصّه وهمس لنفسه بداخله : على اساس في احد ينتظرني اكلمه يعني ؟ .
.
.
-
فزّت ورفعت راسها من انفتح الباب ومن الصوت الأنثوي الخارج من وراءه واللي نطق بإسمها ، تنّحت لتين لثواني و نبضات قلبها تدق بتسارع وهي تتذكّر كلام ابوها لها عن اختها اللي اكبر منها باربع سنوات "ميان" ، استوعبت وقوفها و خطت للداخل بتردد والوَحشة والخوف يملاها ..
دخلت وهي حاضنه ذراعها بطريقه لاشعوريه وكأنها تحاول تحسس نفسها بالأمان .. وزّعت انظارها على مساحة حوش البيت الواسع من الخارج، الحديقة والمُلحق والجلسة الخارجية ، فما بالها باللي داخل ، خالج صدرها شعور غريب لحظة ما خطت لداخل هالبيت .. شعور ماقدرت تفهمه ! .
قفّلت ميان الباب بهدوء يرافقه ابتسامتها ونطقت : اهلين لتين ، ميّلت راسها بخفّه للتين وهي تقول : نزلي حجابك مافي احد ترا ، زوجي مو موجود مافيه الّا انا و امي وخيّال .
لتين عقدت حاجبيها باستغراب ورفعت نظرها لميان وبهاللحظة طاحت عينها لأول مره بعيون اختها ، سَرَت قشعريرة بجسدها للحظات ماتعرف سببها بشعور ماعمرها حسته بجنب روّاف و تميم برغم انهم مغنينها عن الدنيا ذي كلها .. شتتّ انظارها بسرعه ونزّلت حجابها بهدوء ، بعدها مدت جوالها ونطقت بتردد : ء ابغى اشحن جوالي ، رفعت عينها من جديد لميان متعمدة تسترجع تحسّ بالشعور اللي حست فيه قبل ثواني ، ميان ناظرت لها وشعورها مايختلف عن شعور لتين لكن المختلف دهشتها اللي تخفيها خلف ملامحها ، الشبه الغير طبيعي اللي بملامح لتين ! وكيف انها نسخه أنثوية من ريّاس حتى بشامة الخد ! .. ، وعت من سرحانها وابتسمت بخفّه : ابشري خلينا ندخل الحين برد عليك برا ، مدّت يدها بهدوء على ظهر لتين واللي كانت بطولها تقريبًا لكن الفارق بسيط ان ميان اطول منها بسنتمترات بسيطة ..
مشت فيها متجه للمدخل الرئيسي للبيت وهي متوتره من ردّة فعل لتين على حركتها خافت انها استعجلت شوي برغم ان بينهم مسافة واضحه وفقط يد ميان ملامسه لتين من ظهرها بدون شدّه .. بجهة لتين اللي قشعرت من حنيّة يد ميان على ظهرها وبرغم استنكارها عجزت تعارض او تبعدها .. مع انها مو لينه ابدًا ولا تجامل مع الغرباء لكنها تذكرت روّاف .. تعرف انه بيزعل كثير لو عرف انها صدّت تصرف ميان اللطيف برغم انها حامل وكافيها اللي فيها ، تنهّدت ومشت معها وهي تحاول تمسك بكيتها من مرّ صوت اخوها بمخيلتها.
دخلوا لداخل البيت ونزّلت ميان يدها عن لتين ونطقت : نوّرتي البيت،زين جيتي هالحزّة قبل يجون العيال.
لتين ماكان عندها اي رد وعيونها تدور بالمكان واللي كان مفتوح كله على بعضه ماعدى المطبخ،صالتين مفتوحتين على بعضهم بطراز حديث،وعلى الجهة الاخرى زاوية الاستقبال والمغاسل،زاوية واسعة تحت الدرج يتوسطها طاولة الطعام،كان كل شيء مرتّب،نظيف و هادي،لكن باهت بتأثير نفسي يثقل شعور كل من خارج اهل هالبيت .. عكس اهل البيت اللي متعودين على الكآبه والبهوت وتصبّغت مشاعرهم على جدران دارهم .
الضيق توسّد داخل لتين اكثر؛زاد شعورها بالغربة وارتفع مستوى خوفها تنهّدت بانفاس راجفه خارجه من صدرها المكتوم،التفتتّ لميان اللي نطقت:قلتي لي بتشحنين جوالك ؟خلاص خليه يشحن داخل غرفتك بحط لك شاحن هناك و..
لتين قاطعتها بسرعه وهي عاقدة حاجبيها ونطقت: غرفتي !؟؟ اي غرفة من قال اني ابغى اكون هنا ! انا مع اخواني مو هنا .
ميان تنهّدت وابتسمت بهدوء : طيب حنا بعد اخوانك .. ميان وسيّاف وريّاس وفـ..
قاطعتها لتين بقسوة لاشعوري وبنبرة جديّه ترافقها رجفة: انا مو طفلة عشان تكلميني بهالطريقة ، انا ابغى اخواني ابغى روّاف وتميم .
ميان سكتت لثواني بعدها نطقت بهدوء محاولة لأمتصاص انفعال لتين : تمام لتين براحتك ومو صاير شي لين تقتنعين تمام ؟ اعتبريه شي مؤقت بس لين يجون .. الحين اهدي وبوديك غرفتي انا ، بجهز لك ملابس وخوذي لك شاور تهدين فيه بعدها انزلي نتكلم تمام ؟ واشحني جوالك وقتها بيكون ان شاءالله ردوا .
لتين اللي الدمعة تلمع وسط عينها وهي تناظر باختها وقلبها يرتجف من الشعور اللي طغى عليه ، حسّت لوهله وكأن ميان مسحت عليها مسحة هااديه طمنتها .. بلعت ريقها وشتتّ انظارها بدأت ترمش بتكرار تداري دمعتها لاتنزل .. التفتت لميان اللي مشت متجهه للدَرَج ، ترددت ولكن تذكرت حاجتها فعلًا بانها تاخذ لها شاور بعد الايام المرهقة والمرعبة بالنسبة لها مع ابوها وبدون اخوانها .. ومشت ورى ميان بهدوء ..
رفعت راسها من حسّت بوجود خيّال الواقف على بداية الدَرَج توسّعت عيونها لوهله ورفعت طرحتها اللي على كتوفها تغطي شعرها وصدّت بوجهها لكن التفتت من ميان اللي نطقت بضحكه هامسه : لتين هذا خيّال ولد سيّاف .. ولد اخوك يعني ، التفتت لخيّال اللي واقف باحراج وأردفت ميان : هذي اختي لتين ، ودي اقول عمتك بس مابينكم الّا سنة ماتسوى .
خيّال ابتسم باحراج وبعثر شعره من الخلف وهو يكاد يختفي من قوة احراجه،طبيعي حاله كون الجنس الاخر بحياته مقتصر على جدته وعمته الوحيدة.
لتين ناظرته بهدوء يخفي خلفه صدمتها ماتوقعت بيوم يكون عندها ولد اخ! ..
بمستشفى الملك فيصل التخصصي - مركز القلب وعنايته :
نفض فيصل يده ودفّ ريّاس ومشى بدون لا يناظر لطلال اللي مشى جنبه وهو يلتفت لريّاس : اخوك ؟ .
فيصل كعادته تجاهل طلال و ببرود وعينه على سرير روّاف اللي يدفونه : غرفة 3 و ناد لي علي قبل ادخل العملية ، ناظر لطلال بنظرة خاوية شعور ، حادّة منطق : لحالي .
طلال عقد حاجبيه ووقف وهو يمسك فيصل ويوقفه معه ونطق باستغراب : وقف وقف اي عملية ! تستهبل انت والامور سهالات كذا اي واحد بيسوي عملية يدخل ويسوي ! .
فيصل بنفس النظرة نطق : محد صاير يستوعب اليوم ولا وش سالفتكم ؟ انا قلت لك ناد لي علي وانتهى ، التفّ بيكمل دربه من جديد واستوقفه طلال اللي مسكه مره اخرى ايضًا وهالمرة وقف فيصل مكانه وطلال اردف بسرعه وهو يوقف قدامه ويده شادها على عضد فيصل : فيصل انت مكثّر ادرينالين ولا شسالفتك ؟!! ، شدّ على نبرة صوته واخفضها وهو ينطق : بتروح بستين داهية بتتدمر وتدمرنا معك يا *** ! ، لو شافوا الكاميرات طيب ! افترض فيه عملية ؟! افترض ...
شهق طلال بخفه من حركة فيصل السريعة واللي دفّه على الجدار الايسر وهو يثبته بقوّة وبنية جسده لا تقارن بـِ بُنية طلال الاضعف .. ثبّته على الجدار من صدره ومازالت ملامح وجهه ما اختلفت ولا تأثرت حتى سم واحد! ..
توسّعت ملامح طلال برهبه من فيصل اللي لأول مره يهجم عليه جسديًا مو لفظيًا كالعادة وشدّ نفسه للخلف وهو يتمنى يدخل بالجدار ولا يوقف هالوقفه بين قبضة فيصل وامام ملامحه الخاوية واللي مايعرف وش تخبي وراها من مفاجأت .. من اي مكان بيبدأ فيه ووش ضربته الجاية! ..
فيصل نطق بهمس : تعرفني من 2011 و درست معي 11 سنة وتوظفت بنفس المستشفى وتدرس نفس التخصص وبرغم اني متقدم عليك بمراتب ، متى كان بيني وبينك ربع حاجة عشان تتكلم معي بهالمسافة او تسوي نفسك مهتم وتتدخل بأموري ؟ ، ضغط على صدر طلال بيده اكثر واردفّ : تعتقد اني جاهل لدرجة احتاج نصيحتك ؟ لو اقتل اخوي هنا وشفتك مار جنبي كملت اقتله ولا همني ، ولو افتح مجزرة وسط البهو تقفل فمك وتمشي ولا لك اي دخل .
خفف قبضته على صدر طلال ومدّ يده ومسك يد طلال اليمنى وهو يلويها تدريجيًا بخفّه بدون لا تتأثر ملامحه عكس طلال اللي شهق بألم ونزّل راسه ونطق بتألّم وهو يتأوّه : ف ف فيصصل اترك !! .
فيصل ضيّق نظراته بخفّه الى ان سمع صوت طقّة عظمة رسغ طلال اللي تأوّه بشدّه بعدها تركه وهو يعتدل بوقفته وملامحه وعينه على طلال اللي ركع ومسك يده وتأوّه بألم، عضّ على شفته بقوّة يحاول يكبت تأوّهاته اللي فضحت وجعه،من قوّة المه ظن ان فيصل كسرها!
فيصل ضيّق نظراته بخفّه الى ان سمع صوت طقّة عظمة رسغ طلال اللي تأوّه بشدّه بعدها تركه وهو يعتدل بوقفته وملامحه وعينه على طلال اللي ركع ومسك يده وتأوّه بألم، عضّ على شفته بقوّة يحاول يكبت تأوّهاته اللي فضحت وجعه،من قوّة المه ظن ان فيصل كسر يده الى ان نطق فيصل : مفترض اسمع شكر ما احتاجه لأني عدلتها لك ماكسرتها .
اكمل فيصل مشيه تارك وراه طلال اللي ماسك صرخات ألمه..
طلّع جواله وبمجرد ما فتحه بيتصل على علي اضاءت شاشة جواله بأسمه ، رد عليه وهو يرفع جواله لأذنه ويقول قبل يسمع اي كلام : ضبّط أوراق العملية بطريقتك اللي سويتها مع قريبك قبل فترة ، وايه هذا تهديد اذا بتعتبره تهديد ، وتذكر انك انت اللي حاطني بهالمكان .. وتذكر انك انت اللي حطيت هاللعبة بين يديني لوقت متأخر .
قفّل فيصل المكالمة بوجه علي قبل يسمع منه اي كلمة ورجّع جواله لجيوب رداءه الطبّي الأبيض،خرج من باب القسم متجه لجناح العمليات ..
يمشي عكس التيّار بكل شيء ، بقراره ورايه و شعوره برعشته اللي نَمَت داخل صدره وتخالجه لأول مره من سنوات طويلة .. وش اللي صحاها ؟ ..
—— .
" جناح العمليات "
دخل للغرفة المخصصة للقسطرة بعد ما فتح له الممرض الباب،بثوب الجراحه الأزرق السماوي والقفازات البيضاء وغطاء الشعر والكمامة اللي مغطيّه وجهه ومابان منه الّا عيونه وحاجبيه ..
تكلّم الممرض وهو يقول : سويت اللي طلبته مني عقمت يدّينه وخدرته تخدير موضعي ، صورة الاشعة على يمينك عنده انسداد بشريانين و..
فيصل قاطعه : ماطلبت منك تشرح لي الحالة ، اطلع ولا تدخّل اي شي علي لو حتى نملة .
تقدم بخطواته وعينه على روّاف المتمددّ على السرير المتحرك وجهاز التنفّس مانزل عن وجهه ، وقف على يمينه ورفع راسه للأجهزة وعينه على علاماته الحيوية المنخفضة جدًا ، اقترب فيصل اكثر ومسك يد روّاف يتأكد انها معقّمة زين زي ماطلب ، بثواني تغيّرت نظرة عيون فيصل وكمشت يده من القشعريرة اللي سرت بيدّه الان ..
رمش بتكرار يحاول تجاهل القشعريرة اللي وصلت لأعمق نقطة فيه وقت ما مسك يد روّاف لأول مره وكأن يده متجمده من سنين وتوها تلاقي يدّ دافيه تحضنها ! خوف غريب تملكه لثواني يليه استغراب تلخبطت مشاعره وارتخت ملامح وجه فيصل بخفّه وهو خايف من نفسه كيف تأثر وتحرّك داخله بمثل هالموقف وليش هالشخص ! .. قاطعه صوت الانذار اللي بدأ يزيد اعتدل بوقفته وبملامح وجهه وبدأ يشرع بالعملية " رأب الأوعية التاجية " وبمسمى أخر " قسطرة الأوعية التاجية " ..
تحت ظل هالعملية واللي استمرت بحدود الساعة والربع ، واللي كانت كلها عن طريق اليد امّا الرسغ او الذراع ، كان فيصل مابين تشتت وتركيز يحاول يلحّق على مضاعفات العملية والعملية نفسها ، ويحاول ينسى نفسه اللي صحت للحظات وهزّت كيانه الجامد ، مستحيل يتخطى رعشته وقت ما مسك يد روّاف ، يتمنى يصحّيه الان ويسأله الف سؤال اوله مين انت عشان تحرّك فيصل ! مين وليه .. ليه ؟ ..
-
بارت مُهدى للجميلة @biconia
ماقصرت بتفاعلها معي بالخاص وردود فعلها تجبر الخاطر والله وهذا اقل ما اقدمه لها 🤍 ، الخاص والكومنت والتيل مفتوح لتعليقاتكم وارائكم حبايبي 🤍🤍🤍!

بين الحنان ونبضة البعد منصاب   قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن