P/24

1.2K 60 32
                                    

-
تميم شدّ على قبضة يدّه بقهر و نطق بغصّه : جاي عشان تكمّل علي ؟ ترا هالقساوة مو لايقه عليك ابدًا .
روّاف ابتسم باستهزاء : من متى وهذا لسانك على اخوك ؟ .
تميم بقهر : و من متى هذا لسانك عليّ ؟ .
روّاف استند بعصاته ووقف واحتدّت نظرة عيونه على تميم اللي ارتبك واوجعه قلبه من نظرة روّاف ونطق وهو يأشر للباب وبنبرة شبه مرتجفه وهو يشتتّ نظراته عن عيون روّاف : اذا باقي بتجرّح فيني اطلع .. فيني اللي مكفيني .
روّاف ابتسم مصدوم واقترب بصوت عصاته اللي تطق بالأرض حتى توقّف عند تميم ومدّ يده وهو يمسك وجه تميم من فكّه و يلفّه له و ينطق وهو يشدّ على فكّ تميم وعينه بعينه : بمشيها على مزاجي ، اما صوتك اللي يرتفع على اخوك وطردتك له هذا لا اسمعه مره ثانيه .. المهم اسمعني ، ثنيّان الـ**** رجع تعرف عنه شي ، ضحك شبه ضحكه باستهزاء : اكيد تعرف عنه ومسوي معه بلاوي ومخبي عني .
تميم فكّ يد روّاف عن فكّه وابتسم بقهر وهو ينطق متجاهل اخر كلام روّاف : ماشاءالله حلال عليك وحرام علي ؟ طردتني من بيت ابوي بكل وساعة وجه ، وبنبرة مرتجفه من قهره : ترانا روّاف و تميم مو فيصل و ريّاس ! .
روّاف واللي كان عاضّ على شفّته بقهر وشادّ على قبضة يده اللي ترتجف وبحركة لا اراديه رفع يده وهو يضرب تميم كفّ على خدّه الأيمن وهو ينطق : لسانك ذا بقطعه لو ارتفع عليّ مره ثانيه ، اسكت و انثبر وقل سمّ ولا تحط عينك بعيني بعد سواتك .. تراني كلما نسيت يحنّ قلبي ذكرني عشان ما احنّ عليك ، وهالبيت مو بيت ابوك وانسى ابوك والـ***** عليه وعلى اشكاله ، كلها فترة ونرجع و نترك بيتهم لهم .. بس طبعًا مو قبل ما تعترف بسواتك بفيصل و ريّاس فاهمني ؟؟؟ .
تميم غمّض عيونه بغصّه و خدّه ينبض بالألم وقلبه كذلك ، ابتلع ريقه بغصّه والقهر يسري داخله من تمرّد يدّ روّاف عليه وكيف انها صارت تنرفع عليه بكل سهولة ، من قهره دفّ روّاف بخفّه و مشى بخطوات سريعه لغرفته وهو يدخلها ويقفّل الباب و يسند يده الاخرى على الباب سامح لدموعه الضعيفه امام اخوه انها تنزل من جديد..
روّاف شدّ على يده بقهر وثواني وفتحها وهو ينظر لباطنها اللي احمرّ ويده اللي ترتجف .. غمّض عيونه و اغلق يده وهو يشدّ عليها ونطق بصوت مرتفع : تميم !! تميييم !! .
تقدّم بخطواته حتى وقف عند باب الغرفة ونطق : افتح الباب .. ، ابتلع ريقه ونطق متحجج : افتح الباب و علمني وش علاقتك بالـ*** ثنيّان .
تميم واللي كان ساند رأسه على الباب ضحك من بين دموعه ونطق بغصّه : هذا اللي هامك ؟ .

شدّ روّاف على قبضة عصاته بقهر و التفّ وهو يبتلع ريقه بغصّه ويخرج من الشقة والندم يسري بداخله .. انقهر من نفسه و على اخوه اللي طلّع حرّة ثنيّان وعبدالله فيه .. خرج وهو يقفّل باب الشقة خلف ظهره وهو يمشي بخطواته المتعرجة وبصوت عصاته اللي يطقّ بالأرض ..
-
بعد صلاة الظهر .. واقفه سيارته أمام احدى المَدارس الثانويّة وعينه على الزجاج الأمامي اللي تتساقط قطرات المطر الخفيفه عليه والغيوم المتجمّعة بالسماء بلون سماوي يتخلله اللون الرمادي بنسمة هواء منعشة ، سرحان وينعاد عليه موقفه مع تميم قبل نصف ساعة ، ابتلع ريقه بغصّه وهو يغمّض عيونه اللي تشكّلت دموعه المالحه على اطرافها ، مو عاجبه كيف ان يدّه صارت تنرفع على تميم بكل سهوله ! مو عاجبه الحال اللي وصلوا له ابدًا .. شدّ على قبضة يده على الدركسون اللي ماسكه بيده وهو يهمس : الله ياخذك يا عبدالله .. الله ياخذك .
تنهّد من صدره بقوّة و زفر وهو يتلفت واعتلت ملامحه وابتسم بخفّه وهو يناظر لِـ لتين اللي اقتربت و نزل من السيارة وهو يطلّع عصاته ويستند عليها ويمشي بخطواته المتعرجة حتى وصل لِـ لتين اللي شدّت على شنطتها : لا لا روّاف انا اشيلها شدعوه ! .
روّاف ابتسم ومدّ يده بهدوء وهو يسحب شنطتها من يدينها و يقول : هذي من عوايدي ، اي اعتراض مسّ لتين ؟ .
لتين ابتسمت من تحت نقابها ونطقت : دامك بتزعل اجل خلاص تمّ .
مشت بجانبه و سبقها وهو يفتح لها الباب وارتخت ملامحها و بوّزت شفتيها وهي واقفه عند الباب وتقول : روّاف ! والله تضيّق صدري كذا ! .
روّاف بابتسامه يخفي وراها تعبه اللي ينساه امام اخوته : اركبي السيارة يا لتين وانتِ ساكته لاتناقشيني بهالأمور غرقنا المطر .
لتين تنهّدت من عناد اخوها و ركبت السيارة وهي تعدّل عبايتها وتبعدها عن الباب واخذت شنطتها من روّاف اللي مدّها لها ، قفّل روّاف الباب وهو يخطي بعصاته متجه للباب الاخر ويحاول يكبح تعابير وجهه المتألمة ، ركب السيارة وهو يرفع عصاته ويضعها بالخلف ويقفّل الباب وهو مبتسم والتفت لِـ لتين اللي تراقب حركاته و نطق : شلونك اليوم ؟ .
لتين تنهّدت وهي تعدّل نقابها : الحمدلله بخير .. و انت ؟ .
روّاف وهو يحرّك السيارة ويضغط على البنزين متجاهل ألم جَنبه : خلك مني ابي علومك انتِ .. عساك صاحبتي احد ؟ .
لتين ابتلعت ريقها وناظرت امامها : لا ..
عقد روّاف حاجبيه وهو يلفّ سيارته مع اللفّة وينطق : ليه وانا اخوك ؟ متأكد انك انتِ اللي رافضه ولا مين يرفض لتيني ها ؟ .
لتين ابتسمت بخفّه ثم نطقت : ما تعوّدت ولا ابي اتعلق فيهم .

بين الحنان ونبضة البعد منصاب   قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن