-
-
على أرض المستشفى الباردة .. جاثي على ركبتيه اللي تنبضّ بالألم من شدّة سقوطه عليهما ، يتقفقف " يرتعش بشدّة " جسده بشدّة وسط حضن روّاف اللي جالس امامه على ركبتيه و محتويه بشدّه ، رأس فيصل مرتخي على كتفه الأيمن بعيونه المغلقة واللي دموعه شقّت طريقها خارجها .. يبكي بصوت مرتعد مبحوح .. شدّ روّاف عليه من شاف يرتعش بشكل مخيف وهو يرفع يده لشعر فيصل ويهمس : بسم الله عليك بسم الله عليك .. فيصل اذكر الله ! .
ارتجفت يديّ فيصل اللي محتضنه روّاف وشادّه عليه وعلى ملابسه بقوّة ، يبكي بصوت عجز عن كتمانه والسيطره عليه ، جسده مقشعرّ من المشاعر اللي لأول مره يجربها .. بكاء ، حضن شديد ، كتف يرخي رأسه عليه ..
نطق وسط قفقفته الشديدة واللي اثّرت على لسانه وهو يقول بصوت مكتوم : روّاف وقّفني .. وقّفني تكفى ابعدّ عني .
روّاف بملامحه اللي تشكّل عليها الذعر و بهتت ، شدّ على فيصل من فهم مقصده وهو يقول بهمس مسموع لفيصل : لا لا يا فيصل طلّع اللي فيك خلها الاولى والاخيرة انا طالبك .. انا طالبك يا اخوك .
بعّد روّاف فيصل عن حضنه وهو يمسك اكتافه وارتجفت احداقه وسط عيونه المذهوله وهو يشوف ملامح فيصل .. ملامح فيصل اللي ذاب جليدها و ظَهر ماءها .. وكأن الانهيار بحد ذاته منقوش نقش على ملامحه !
ارتخت ملامح روّاف بضيق وداهمت حلقه الغصّه من شوفته لفيصل بهالحالة .. كان منظر وجهه وملامحه تُبكي الحجر !
ما عهد فيصل الّا قاسي وبارد .. جافّ الأحساس والدموع ..
رفع يدينه وهو يجمعها حول وجه فيصل ونزلت دموع فيصل الغزيره وساحت على يديّ روّاف اللي قلبه يتشنّج من الألم شعورًا وحقيقةً ..
نطق وهو يقول : فيصل تكلّم .. الاولى والاخيرة يا فيصل اوعدك بس تكلّم ، مثل ما بكيت تكلّم ! .
فيصل وهو يشاهق برعشه هزّ رأسه بالنفي وهزّ روّاف رأسه بالأيجاب معاكسه : حضنتني و بكيت صح ؟ خربانه خربانه طلّع اللي فيك وننساه مره وحده ، ارتخت نظراته و بحنيّه نطق : طالبك طلّع اللي بخاطرك وانساني بعدها .. لاتكتم ! .. مو قلت لي امس تبيني انسى كل شي ؟ اليوم بنسى كل شي وللابد ، بس فرصتك الحين .. فرصتك تفرّغ لو شوي ! .
فيصل نطق برجفه وهو يغلق عيونه و دموعه نزلت بغزاره ، راصّ على اسنانه بشدّة وفكّه يرتجف ما بين يديّ روّاف اللي محاوطه وجهه : قلبي يعورني روّاف .. مابي ابكي مابي احس من جديد ما افكر تكفى روّاف .روّاف نزّل يدينه من على وجه فيصل و مسك بيدينه الثنتين يدين فيصل الباردة المرتعشه ونطق بملامح و نبرة مُصرّة: ننهي كل شيء هالليلة يا فيصل ؟ فرّغ داخلك منهم ، ابي اسمع كل كلمة جوا صدرك .. يوم إني جنبك بتردني يافيصل ؟ يوم إنك لقيت كتفي بتردّه؟.
فيصل فتّح عيونه النازفه الذابله بأنفاسه المرتعشه بجسده المتقفقف يعبر عن كل مافيه من شعور ، استمر يناظر بأحداقه الراجفه لرواف اللي يبادله النظرات بإصرار ، ابتلع فيصل ريقه بغصّه ونطق بنبره مهزوزه : وش اقول يعني ؟ خ .. ، عضّ على شفته بقوة لثواني وغمّض عيونه وحررّ شفته وهو يقول بهمس مهزوز : خانني معها ؟ ..
روّاف بردت ملامحه ونغزه قلبه وهو ينقّل نظراته بعيون فيصل اللي استمال للأمام ساند رأسه على كتف روّاف الأيسر واللي حاوطه وهو يقول بهمس مصدوم : غالب ؟ ..
أنت تقرأ
بين الحنان ونبضة البعد منصاب قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..
Mystery / Thrillerالــــبــــدايــــة : - بين الحنان ونبضة البعد منصاب قلب ٍ تعلّق في سرابك وزاحه انزف ألم والجرح تعميه الاطياب والحرف يطعني مساه وصباحه الناس تثني والمدح راح ما جاب هَمسِه ومنديله وريحة وشاحه اغراب لكن في شراييني اقراب فاح الغلا مابين واحه وواحه - رو...