P/15

1.5K 62 25
                                    

-
وقّف سيارته بمواقف السيارات وقفّلها ونزل من السيارة واتجه للباب الخلفي وهو يفتحه وياخذ اللابكوت ويثنيه على ذراعه و شنطة الظهر على كتفه الأيمن وقفّل الباب ، نزلت لَتِين من الجهة الثانية فتحت فمها بتتكلم لكنها تراجعت وكشّرت لا يداهمها ردّ غير متوقع من فيصل ويسكتها .. قررت تمشي وراه الى ان توصل لروّاف .
اسرعت بخطواتها الى ان صارت جنبه ونطقت وهي حاضنه نفسها من البرد : لاتمشي بسرعه اصبر لي !.
فيصل ماردّ عليها وتجاهلها تمامًا ، اقتربوا للبوابة وتباطأت خطوات لتين وراسها مرفوع وعينها على اسم المركز " مركز القلب" نغرها قلبها بقوّة وتقشعر بدنها كيف لها ان تتخيل ان اخوها بيوم من الايام بيكون متواجد بهالمكان ؟ ، ارتخت نظرة عينها برِهفه،الهواء البارد يلعب بعبايتها السوداء بخفّه .. بلعت ريقها ورمشت بتكرار تبعد دموع عينها اللي أثقلت رموشها الطويلة ومشت بسرعه تلحق فيصل اللي دخل للداخل .
-
لحظة دخوله للمستشفى طاحت عينه بعين طلال الواقف امام كاونتر الأستقبال بيده المجبّرّة بجبس بسيط وملامحه الواضح عليها الارهاق بسبب مناوبته هاليوم ، تجاهله كالعاده و اتصل فيصل على سيّاف اللي ثواني قصيرة و ردّ ونطق فيصل وهو متجاهل لتين اللي تمشي وراه وتحاول تلحقه : انا تحت عند الاستقبال تعال خذ البزر من عندي قبل يطردونها الأمن .
ضغط على سماعته بحيث تقفل المكالمة ووقفّ عند كاونتر الأستقبال والتفّ لـ لتين ونطق: وقفي هنا ولا تلحقيني ، رفع عينه لطلال اللي يناظره بنظرات غير معتادة منه و رمقه فيصل بنظرة باردة ، لتين وسّعت عيونها وفتحت فمها بتنطق لكن فيصل ما اعطاها فرصة صدّ عنها ومشى وهي وقفت بمكانها مصدومة ومتوتره ! التفتتّ خلفها لطلال اللي شتتّ نظراته عنها ولملم تساؤلاته وخرج من المستشفى وبراسه ألف سؤال ..
وقفت مكانها ما تحرّكت ودموعها اخذت مجراها على خديها وبين الدقيقه والثانيه تمسحهم بطرف اصبعها وهي تحاول تكبت انفاسها الباكية .. مرّت ثلاث دقايق وسمعت صوت خطوات سريعه نحوها ، رفعت راسها وتقوّست شفايفها بخفّه من شافته سيّاف اللي ركض لها والذهول كاسيه ، مسك كتفها بخفّه وهو يناظر لعيونها ونطق بذهول : لتين !! لتين وش جابك هنا كـ كيف جيتي ! .
لتين شتتتّ نظراتها ونطقت بغصّة : جيت مع فيصل ابغى اشوف روّاف .
سيّاف عقد حاجبيه ونطق بعتب : و ليه ما قلتي لي انا ؟ مايصلح كذا تجين معه تشوفين كيف راح و خلاك ! .
لتين بقهر والغصّة باقي بصوتها : لو قلت لك بتصرفني زي امس ، مايهمني شي ابغى اشوف روّاف ! .
—— .
كل شيءٍ تغيّر .. الّا حنانه ! .
-
تنهّد سيّاف وهزّ رأسه بأسف وحاوط كتفيها بحنيّه وهو يقول : تمام يا لتين هالمرة بس ، المرة الثانية لابغيتي شي تعالي لي انا زين ؟ .
مشت معاه بصمت وماعطته إجابة وكل تركيزها الان انها تشوف اخوها .. عقد سيّاف حاجبيه من لاحظ رجفة يدينها ووقّف مكانه والتفتتّ له لَتِين مستغربه لكن تعلّقت عيونها بصمت على اخوها واللي لأول مرّه يلامس قلبها بشعور مشابه لشعورها وقت ماتكون بجانب روّاف .. سيّاف واللي نزّل جاكيته و لبّسه أكتاف لتين اللي نطقت وهي تبعده بخفّه : لا مو بردا... ، سكتت من سيّاف اللي قاطعها وهو يعدّل الجاكيت على كتفيها ويقول : بيهاوشني روّاف بيقول ليه جايب لي اختي وهي ترجف من البرد ! ، رفع يدّ الجاكيت ونطق : دخلي يدينك البسيه .
لتين بإحراج همست : البسه فوق العباية ! .
سيّاف مسك ابتسامته : ايه بسرعه .
دخّلت يدينها داخل الجاكيت ولبسته فوق عبايتها وهي تناظر لوسع وكبر حجمه بالنسبه لجسدها ، معطيها مظهر لطيف ومضحك لسيّاف اللي مسك ضحكته وطبطب على كتفها بخفّه وهو يقول : يلا مشينا .
— .
مسك مقبض الباب وقبل يفتحه التفّ و همس لـ لتين الواقفة خلفه : بشويش عليه هاه يا امّي ؟ تراه زي ماقلت لك توّه امس خرج من العملية ومايدري عنها لاتقولين له شي انتبهي .
بلعت لتين ريقها بتوتر وهزّت رأسها بتكرار وعينها على الباب تترقّب اللحظة اللي بتشوف فيها اخوها بنفس الوقت ماهي مستعدة لمقابلته وهو بحال وهن وضعف ..
فتح سيّاف الباب بهاللحظة وتنحنح وهو يدخل ويأشر لـ لتين من خلف ظهره بأنها توقف ، دخل ونطق : تأخرت عليك ؟ .
.
.
روّاف .. جالس على السرير الأبيض المرفوع نصفه لوضعية الجلوس ، ما زالت الاجهزة تتشعّب بقسوة من حوله وكمام الأكسجين مافارق وجهه ، مازال يعتلي صدره اقطاب جهاز هولتر لقياس نبضات قلبه المضطربة تمامًا ، جسده مغطّى بترنق قطني خفيف أعطاه اياه سيّاف .. ساند راسه للخلف ومغمّض عيونه بمحاولة لمجاهدة الألم اللي يفتك بجسده بقوّة ، ملامحه متعكّره بألم وبين الدقيقة والثانية يَنّفِس تأوّهات ألمه اللي كاتمها .. فتّح عيونه من صوت سيّاف اللي اقترب له وطلب من لتين تمشي وراه بصمت ونطق هو بابتسامه خفيفه : كيفك الحين ؟ .
روّاف واللي ملامحه متعكّره بألم نطق من خلف الكمام بصوت مبحوح ومكتوم وبتوجّع : تسألني وانا جالس اموت قدامك ؟ ناد لي احد ما اتحـ..مل .
سيّاف اختفت ابتسامته وعقد حاجبيه بضيق ، لكنه ضبط ملامح وجهه وهدّأ نفسه والتفّ للتين ونطق بابتسامه من جديد : تحسبني جيت و ايديني فاضيه ؟ شوف وش جبت لك .
روّاف نزّل راسه المرفوع بصعوبه و بهاللحظة تعلّقت عيونه المرتخية الواهِنه بـلتين الواقفه أمامه ، غمّض عيونه و نغزه قلبه بشدّة بهاللحظات ، فتح عيونه واللي سرعان ما ذرفت ادمعها وحط يده المحقونة بالمغذي على صدره ونطق بنبرة مبحوحه راجفه بالكاد تُسمع : لـ لـ لتين ؟ .
لتين الواقفة أمامه بأعين متسّعة و بـِ فكّ و جسد راجف أثر شوفتها لأخوها مرتخي تحت شباك الأجهزة المرعبة ، ماعاد تشوف منه شيء تعرفه سوى عيونه اللي تغورقت بالدموع وارتجفت ، طاحت طرحتها ع الأرض وتقدمّت بخطوات مرتجفة له بتتأكّد بنفسها اذا هذا روّاف او لا ! مو جالسه تشوف اي اثر منه غير عيونه .. تقوّست شفايفها واقتربت منه وهي تجلس على السرير بجانبه،مدّت يدها بترفع كمام الأكسجين لكنه مسك يدها بيدّه الراجفة ونطق من خلف الكمام : ليش يدك بارده ؟ .
تقوّس فمّها اكثر وتغورقت عيونها وذرفت دموعها من تأكدت انه روّاف .. روّاف اخوها الحنون !
شهقت واحتضنته بقوّة وهي تدفن رأسها بكتفه غير مباليه بأي سلك او جهاز .. كانت تبكي بشكل مؤلم جدا وتحتضنه بشدّة .. عن كل لحظة ووقت وشعور مخيف عاشته بدون روّاف ، عن كل لحظة كان بعيد عنها لأول مره من عرفته .. وبكى معها روّاف بصمت .
وقف أمام المرآة وهو يناظر لنفسه من خلالها،لملامحه الراكدة والذابلة بغير العادة،عيونه اللي متنفّخه من بكاءه المستمر ليلة امس بسبب الكوابيس اللي ماتركته بحاله، تنهّد بضيق ورفع المنشفه اللي حول كتفيه وحطها فوق راسه وهو يحاول ينشفّ شعره المُبتل فيها بعد ما اخذ له دش دافي وتلبّس ، تنهّد ريّاس بإحباط وكسل وخرج من دورة المياه - اكرم الله القارئ - وهو يقفّل الأنوار بيده ومشى بخطوات ثقيلة تجاه سريره من غير لا يعطي اي اهتمام لبلوتو اللي فزّت وبدأت تدور حول رجليه وتموء ، استلقى فوق سريره ونزّل رأسه على مخدته ومنشفته مازالت فوق رأسه،فَرَد ذراعيه وتحسس مخدته الأخرى واخذها وحضنها لصدره وهو يدفن وجهه فيها ، تنهّد بقوّة وهو يصرخ بكبوت داخل المخدّة لثواني قصيرة بعدها بعّدها عن وجهه وهو يتنفّس بقوّة ويغمّض عيونه .. قفزت بهاللحظات بلوتو لفوق السرير وهي تحاول تتقرب منه لكنه صدّ عنها للجهة الثانية واقتلب وهو يتحاشى يناظرها ، نطق ببحه وهو يبعدها : تؤ تؤ تؤ اتركيني!.
ماءت بتكرار وكأنه ماعجبها الوضع ومسكت بيدها الصغيرة بلوفر ريّاس الأبيض وهي تتشبّت بمخالبها فيه وتشدّه بقوّة ، فزّ بسرعه وبعدها عنه وهو يقول : لا لاتقطعينه !!! .. ، شالها بيده وبيده الثانية يتحسس بلوفره وهو يقول : هذا من سلطان .. ، تنهّد وارتخت ملامحه بضيق، بلع ريقه والتفت لبلوتو ونطق وهو يداعبها بلطف وبنبرة خافته: تتوقعين صحى ولا لا ؟ ، لا اكيد صاحي الحين عشان دوامه،يمر دانكن وياخذ له دارك روست ، بس ناقص انا وحلطمتي من فيصل .. ، تتوقعين اشتاق لي ؟ ، سكت لثواني وهو يقطّع بشفته السفلية واخذته افكاره الى ان أُرهقت روحه من التفكير ونزّل راسه وهو يتنهّد بضيق، رفع يدينه لراسه وشد على شعره تمنى لو يفقد ذاكرته من جديد وينسى كل شي ..
رفع راسه وناظر لساعته الإلكترونية وهو ينقر عليها وعينه على رقم الساعة " 9:11 " تأفف بضيق من تذكّر جامعته وتعدّل وهو ينزل من السرير وبلوتو قفزت خلفه ، وقف بحيره مايعرف كيف بيدبّر نفسه بدون جوال وتأفف بضيق وهو يشتم فيصل بلا توقّف ..
رمى المنشفة اللي حول كتفيه على سريره واتجه لمكان البي سي واخذ منه ايباده من على الطاولة وفتحه وعينه على تطبيق الانستقرام .. شتتّ نظراته وتردد بقراره لكن قلبه كان يضرب بقوّة بنبضاته على جدار صدره وكأنه يدعمه ويقول روح كلمه !
بلع ريقه وجلس على كرسيه وبين ايدينه الآيباد ، دخل لمحادثة سلطان وجلس دقايق وهو يكتب ويمسح بتردد ، ونزلت دمعته على خده بدون شعور منه من استوعب كمية التردد والشتات والبعد اللي بينه وبين صاحبه واللي مايعرف انه بالأساس يفرق بينهم الّا دور واحد ! ..
ارسل رسالته : " سلطان جوالي انكسر و خرب ما اعرف كم يبي له حتى يزين لكن اذا بغيت شي ارسل لي هنا "
ارسل بعد تردد الرسالة الثانية بعد خمس دقايق : "ما اشتقت ؟"
ظل يناظر الرسالة لدقايق قصيرة بعدها قفّل الآيباد واخذه واخذ مفاتيح سيارته وطلع من الغرفة وهو يفتح الباب لبلوتو ومنزل راسه يناظرها ينتظرها تخرج ..
تجمّد الدم بعروقه لثواني وتوسّعت عيونه من تسلل لأذنه صوت تميم اللي نزل من الدور الثالث وهو يحاول مايرفع صوته وينادي : لَتِين ! لتين ! .

صحى من نومه مفجوع من رسالة لتين واللي كان محتواها "لا طاح اللي براسك حزتها بتلاقني عند روّاف" عضّ على شفته بقهر وشدّ على قبضة يده وهو يناظر للرسالة ، ثواني وطلع من غرفته جري لغرفة لتين وهو يدعي بداخله ان اللي بباله مايصيب ، نغزه قلبه عارف تهوّر وجراءة اخته خصوصًا لو الموضوع فيه روّاف بتقوّم الدنيا وتنزّلها عشانه ! .. دخل غرفتها ماحصلها و تأكد ان عبايتها مو موجوده وزاد توتره و ارتيابه ! مع مين وكيف بتروح ! اتصل عليها لكن بدون اي فايده ، نزل للدور الثاني بسرعه ومن غير شعور نطق وهو ينادي بصوت متوسط العلو لعلّ وعسى يلحق عليها : لَتِين ! لتين ! .
-
توسّعت أعينه بذهول بَرَد دمّه للحظات ونبض قلبه بشدّة من تسللّ لأذنه صوت تميم النازل من دَرَج الدور الثالث وهو ينادي،رفع ريّاس رأسه وتعلّقت عيونه بعيون تميم اللي توّه ينتبه له و لا يقل صدمة عنه ، بلع تميم ريقه بتوتر وعضّ على طرف شفته وهو يكاد يفقد صوابه من توتره بهاللحظات وشتم نفسه بداخله على غبائه.. كيف نسى تواجد ريّاس ! .. تنحنح وشتتّ نظراته بتهرّب وصدّ بيكمل طريقه نازل للدور الأول لكنه تجمّد مكانه من ريّاس اللي نطق بصوت عالي : وقّف ! .
غمّض تميم عيونه لثواني وهو يبلع ريقه المرتجف وفتّح عيونه والتفّ بتصنّع الهدوء لريّاس اللي يمشي متجه له بقلب ونظرة مرتجفه ، بعقدة حاجبيه وبنظرات عيونه المترقّبة وأنفاسه المخطوفة أثر سماعه للصوت اللي مازالت نبرته يسمعها وسط اذنه ، راود قلبه شعور غريب شعور استوطنه بأكمله ، للوهله ظن ان رجوله ماعاد تشيله من ثقلها ..إحساس يرواده بأنه بهاللحظات أقرب لسلطان من أي لحظة مضت ! ، نغزات متتاليه تتصاوب تجاه قلبه بقوّة مو عارف سببها وتزيد كلما يقترب له الى ان وقف قدامه ..
عقد تميم حاجبيه بخفّه ونطق من غير لا يكلفّ نفسه يغير نبرة صوته وبملامحه الهاديه : فيه شي ؟ .
تجمّد ريّاس مكانه وتعلّقت عيونه بصدمه بملامح تميم ورمش بتكرار وهو يحاول يتسوعب صوته ، ارتجفت انفاسه ومع زياده شعوره ورجفته جنّ جنونه للحظات وظنّ فعلًا ان اللي قدامه سلطان ! مسك ريّاس تميم من عضديه وشدّ عليه وعيونه متسّعه ونطق بنبرة تكاد لا تسمع من رجفتها : تكلّم ! .
عقد تميم حاجبيه اكثر بعدم فهم ونطق وهو يحاول يبعد يديّن ريّاس : انت اللي تكلّم وش فيك موقفني وماسكني كذا ؟ .
توسّعت عيون ريّاس اكثر وزادت رجفته ورجفّة فكّه اللي يكاد يسقط ارضًا من رجفته اثر سماعه لصوت سلطان اللي من ايام ماسمعه والشوق قطّع قلبه له .. شدّ على عضدين تميم بقوّة ونطق برجفّة وعيونه المحمرّة اثر كبوته لدموعه متعلقه بملامح تميم اللي يجهلها ، همس بصوت مسموع و بنبرة مرتجفه : سـ سـ سلطان ؟ .
تميم واللي مازال عاقد حاجبيه نطق وهو يبعد ريّاس عنه : سلطان مين يالاخو انا تميم وكان ماعرفتني انا اخوك .. مشبّه علي شكلك ، رفع يده وحطها فوق جبين ريّاس: مسخّن ولا ماكل شارب شي انت ؟ .
تعلّقت الغصّة داخل حلق ريّاس وعيونه المحمّرة نفذ صبرها وذرفت أدمعه، صدّ بسرعه وهو يدفّ تميم بقوّة من صدره ويبعده عن طريقه نازل من الدرج بيهرب قبل تخونه دموعه أكثر لكن تفاجئ بتميم اللي مسك ذراعه بقوّة ولفّه له بسرعه وهو يقول برفعة حاجب : فسّر لي اللي صار مو تدفني وتروح ؟؟ .
ريّاس دفّه بقوّة ودموعه نزلت اكثر وهو ينطق برجفة : **** انقلع ! .
نزل بخطوات سريعه من الدرج وهو كابت بكائه وشهقاته اللي خانته بالأخير وخرجت من صدره شهقه خفيفه حطّ يده على فمّه وهو يحاول يكتم انفاسه ولا يبكي ..
تميم واللي واقف على رأس الدَرَج وعينه على ريّاس اللي ينزل الى ان اختفى خارج من البيت .. سرعان ما تبدّلت ملامح تميم وارتخت وعضّ على شفّته بألم وغمّض عيونه وهو يسند ظهره على الجدار اللي خلف ظهره ، تنهّد بقوّة وتسارعت انفاسه ونبضات قلبه لدرجة جسمه بأكمله ينبض من قوّة توتره وخوفه! ، جلس على رجوله اللي ماعادت تشيله وهو يغطي وجهه ويحوقل ويهمس لنفسه وهو مغمّض عيونه : يارب مشت عليه يارب يارب ! .
بلع ريقه ورفع راسه مايعرف كيف خطرت بباله هالفكرة بلحظات لكنه عرف انه لازم يواجه ريّاس بقناعة " تشابه الأصوات " كان تمثيله مُتقن لدرجة اعمته هو عن الحقيقة للوهله ! ..
عضّ على شفّته وهو يتذكر ملامح ريّاس ولهفته وعيونه كيف ترتجف .. ما توقّع يوصل لهالحال بسببه وزاد وجع قلبه وزاد الحِمل عليه،تأفف بضيق وهو يبعثر شعره بشتات وهمس :آسف آسف يارب سامحني ! .
تأفف من جديد وفتح جواله وشاف اشعارات رسائل ريّاس وزادت ضيقته اكثر واكثر .. لكن سرعان ما وقف من تذكّر موضوع لتين ونزل بسرعه خارج من البيت.
-

بين الحنان ونبضة البعد منصاب   قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن