P/41

1.2K 51 9
                                    

-
بقت عيونه تناظر الفراغ و هبّ نسيم الهواء عليه بهاللحظه .. ابتسم بقهر وهو يبتلع ريقه بغصّه و يمشي بخطوات سريعه متجه لباب البيت و جذبه من خلفه روّاف واللي كان توّه خرج من دورة مياه المُلحق و شهد الموقف بعينه و سمعه ، وقّفه وهو يمسك اكتافه بشدّه يثبّت تميم اللي حاول يبعده و نطق روّاف وهو يشدّ على اكتافه بشدّه و يقربه له و يقول بجديه : تميم تميم اسمعني ! ، هزّ بقوة اكتاف تميم اللي صادّ عنه حتى التفت له و شدّ روّاف على منطقه وهو يقول : اسمعني !!! ، مابيك تكون ضعيف كذا يكفي اهانة لنفسك ! ، تميم ناظر لروّاف اللي اردف : لا تلوم ريّاس!! تراه مصدوم واللي صار له مو هين توّه طالع من الموت ! .
همس تميم : بس انا تعبت يا روّاف .. تعبت ! .
ارخى روّاف قبضته على تميم و مسح على اكتافه بحنيّه وهو يقول : ابيك تصير رجال و تواجه و تصبر .. مافي شيء يتمّ بالتهرّب !! لازم طرف منكم يتنازل و يصبر عشان العلاقة ماتنتهي .. هذي هي العلاقات كلها تضحيات ولا كان ماعشنا ! .
تميم بقهر : و دايم انا اللي اتنازل ؟؟ .
روّاف بجديه : لاتنسى اللي سويته يا تميم ! مايحتاج اذكّرك .
نزّل يدينه و بدأ يرتب شعر تميم و ذقنه و ملابسه ينفض عنها اثناء قوله : مابيهم يقولون الّا اني ربيت رجّال ينشد فيه الظهر .. تسمعني ؟ .
تنهّد تميم و نزّل نظراته وهو يهزّ رأسه بالايجاب .. رفع روّاف رأس تميم من ذقنه وهو يقول : لا تنزل عيونك ! خلها مرفوعه .
ابتسم روّاف و التفّ وهو يحاوط ظهر تميم و يمشي معه و بيده الاخرى عصاته ، تسلل لمسامعهم صوت ترحيب سارة بريّاس و نطق : امش خلنا ندخل .. لا نحسسّ لتين انها لحالها .
.
.
فتح سيّاف الباب و هبّت ريحة القهوة السعودية الممزوجة برائحة البخور و صوت ترحيب سارة اللي كبتت بمحاجر عيونها دموعها الملتهفه لأستقبال ولدها .. اقتربت لريّاس اللي دخل و عن يمينه سيّاف و عن يساره ثنيّان و همّت بتحضنه لكنه صدّها وهو و ينزّل عيونه و وقفت امامه و هي مبتسمه و بغصّه : اهم شي انك بخير و قدامي يمّه .. توّ ما نوّر البيت و البيت بيتك يا روح امك .
تجاهلها بالقوة وشتتّ نفسه رافع عيونه يناظر قدامه للصالة المفتوحة امامه و تقدّم بخطواته وهو يهمس : وينها ؟ .
سيّاف عقد حاجبيه : مين ؟ .

ابتسم اخيرًا و من فترة طويله .. و بانت غمّازته وهو يشوف لتين تقترب له بابتسامه خفيفه و هي تحمل بين يدينها بلوتو اللي قفزت من حضنها و ضحكت لتين بخفّه و هي توقف مكانها و تشوف ريّاس اللي نزل على رجوله جالس وهو يفتح ذراعينه لها حتى اخذها وهو يحتضنها لكتفه و هي تموء بتكرار ، ابتسم سيّاف من قلبه من ابتسامة اخوه و ثنيّان نطق : ااااهخخخ يالقهر البِسّ يحضنه و انا عمه مايحضني اخر عمري اغار من بِسّ ، رفع حاجبه مستغرب من ريّاس اللي ماعطاه وجه و نطق ثنيّان : خفّ علينا يا أبو هريرة .
لتين اقتربت و رفع ريّاس عيونه لها و نطق بهدوء : كانت معك طول الوقت ؟ .
لتين هزّت رأسها بالإيجاب بهدوء و نطق ريّاس بهمس وهو يناظر لبلوتو ثم يحتضنها : شكرًا .
همست لتين : العفو .. و الحمدلله على سلامتك .
ابتسمت سارة و ناظرت سيّاف اللي ابتسم لكنه انخلم من ابتسامة امّه له و نغزه قلبه الي بدأت دقاته تتسارع ، شتتّ نظراته يحاول مايبين توتّره من امع اللي اقتربت ووقفت جنبه ..
ثنيّان رفع حاجبه : تشكر ذي ولا تشكرني اني اول واحد استقبلك ؟ .
لتين رفعت حاجبها : ذي ؟ لي اسم لو سمحت .
ثنيّان ناظرها : بعدين انتِ اول مره اشوفك لايصير اتغطى عنك ولا شي .. بس والله انك حلوه .
لتين : لو تتغطى عنّي بوقف قدامك و اضحّي بجمالي تشوفه ؟ .
ثنيّان رفع يدّه بيطبطب على كتفها لكن مسك روّاف بشدّة يدّ ثنيّان و نزّلها وهو يقول : شوي سبيس " مساحه " عن اختي الله يسعدك .. و لاتقول لها حلوه عيب ماتستحي ؟ .
ثنيّان ضحك : تراها بنت اخوي يالقيور انت ، عاد الصدق والله انتاج عبود صارووووووخي شسوي .
عمّ الصمت من طاري عبدالله و حتى ثنيّان استوعب و سكت ..
ريّاس ما حسّ بوجود شيء طبيعي ان الجميع يسكت امام موضوع عبدالله اللي ماله وجود بينهم .. مشي متخطيهم و عينه على بلوتو يداعبها مو شايف قدامه ، حتى استوعب اللي قدامه ووقف امام فيصل الواقف بمنتصف الصالة ، توتّر بشكل كبير و شتتّ نظراته بيصدّ للجهة الثانية لكنه انلجم من نطق فيصل ببحّة صوته بنبرة باردة : الحمدلله على سلامتك .
انلجم ريّاس لدرجة توسّعت عيونه و تعلّقت بفيصل اللي رفع حاجبه بمعنى " وش فيك ؟ " مسك فيصل بلوتو قبل تطيح من يدّ ريّاس المصدوم واللي استوعب و خذاها منه وهو يهمس بلعثمه : ء الله يسلمك ..
تنحنح وهو يشتتّ نظراته و يدخل و عينه على طاولة التقديم الدائرية الكبيرة اللي تتوسط الصالة ، عليها اصناف من الحلا و المالح و الفطاير و ترامس القهوة و الشاي ..
-

بين الحنان ونبضة البعد منصاب   قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن