P/28

1.3K 48 7
                                    

-
عقد حاجبيه بخفّه و همس بالسؤال اللي توارد لذهنه : كيف عرف جامعتي ؟ ..
نزّل كوب الشاهي على الأرض وتحسسّ جيوبه بسرعه و عينه لازالت تناظر للباب والتفت للشاب اللي لا زال واقف امامه دفّه بخفّه وهو يركض لجهة الباب ويبعّد اللي قدامه عن طريقه متجاهل نداءه له وهو يهاوشه ، طلع واقف بمنتصف الشارع وهو يناظر لجهة مواقف السيارات و يدوّر بعيونه تميم و نبضات قلبه تسارعت ، شعوره الأول تجاه تميم بدأ يراوده من جديد و بشكل اكثر هالمرة .. ابتسم ضاحك على نفسه وهو يهمس بتشتتّ : ريّاس من جدك ؟ .
طلّع جواله من جيب جاكيته بسرعه وابهامه يتحرك بسرعه على شاشة الجوال ، ثواني و رفع الجوال لأذنه وغمّض عيونه بقهر وهو يسمع الرد الآلي الدال على انغلاق جوال سلطان ..
نزّل الجوال من على اذنه وهو يشوف الساعة ، المحاضرة مابقى عليها الّا وقت قليل ..
رجع يتصل وهالمرة على سيّاف .. سيّاف اللي طوّل ما ردّ عليه و قفّل ريّاس المكالمة وهو يشتم بهمس ، دخّل جواله لجيبه و التفّ وهو يرجّع شعره للخلف بيده اللي تخللت خصلات شعره وشدّ عليه بخفّه ثم تركه .. ابتلع ريقه بغصّه و مشى بخطواته اليائسة متّجه للكلاس ..
-
بملامحه المرهقه .. بعينيه اللي تحتها ارتسمت اقواس الهالات الخفيفة ، بخطواته الثقيلة بسبب جسده اللي يحس انه يشيل اضعافه بعقله المرهق .. يحمل بيده اليسرى حقيبة اللابتوب واللي بداخلها عشرات الأوراق اللي ملزوم فيها ، فتح سيّاف باب غرفة مكتبه وهو يدخل و يغلق الباب خلف ظهره ، وضع الحقيبة على مكتبة الخشبي ذو اللون البنّي الداكن ، جلس على كرسيه الجلدي الأسود ذو الظهر الطويل وارتخى عليه وهو مكشّر من الم ظهره اللي بدأ يؤلمه من لحظة ما سنده على الكرسي ، استنكر الراحة و اعتاد الألم ..
مضت دقائق وهو مفتّح عيونه و ينظر للفراغ بلا هدف حتى غلبه النعاس و غفت عينه للحظات وغطّت اجفانه عينيه حتى استمال رأسه ووعى وهو يتأفف .. مسّح وجهه بيديه و مدّ ذراعه وهو يمسك سماعة التليفون ويضغط على رقم 4 اللي يصله بمحضّر القهوة ، نطق بصوت ثقيل : قهوة و ماء الله يسعدك .. شكرًا .
رمى سيّاف السماعة من غير حتى لا يرجعها لمكانها ، سند رأسه على الطاولة وهو يغمّض عيونه و سرعان ما غفى بتعب ..

دقايق و فزّ مرعوب من اللي فتح الباب بقوة وهو يغنّي طربان و بيده صينية عليها كوبين قهوة وكوب ماء : أقرب الناس إنت يا نظر عيني
وأبعد الناس إنت وإنت في عيني ، ابتسم لسيّاف وهو يلحّن كلماته : أقرب الناس إنت يا نظر عيني وأبعد الناس إنت وإنت في عيني
، دار على نفسه واقترب للمكتب وهو ينزّل الصينية عليه : منك أحلى محبة عاشها قلبي ومنك جرح الهوى ياما، ياما تلاعب بي .
سيّاف غمّض عيونه وهو يرجّع رأسه للخلف و يسند رأسه على الكرسي : يا الله عزام مو وقتك ..
عزام عقد حاجبيه وهو يقرّب لسيّاف من الجهة الاخرى و يفتح ذراعيه : لا تساوم في حبي تكفى اعفيني حبني بالوفا وبكل ما فيني .
سيّاف مسك ضحكته برغم تعبه و غمّض وهو يضحك بصمت ، كشّر عزام وهو فارد ذراعيه ينتظر سيّاف : قوم ضمّني طيب ! يكفي انك ساحب علي حشّمني شوي .
سيّاف تنهّد وهو مبتسم بتعب : مافيني حيل .
عزّام تراجع بخطواته وهو يرفع ثوبه ويعض على طرفه وهو يتراجع و يقول : تحمل اللي بيجيك .
سيّاف وسّع عيونه من فهم انه بيهجم عليه ووقف بسرعه : خلاص يرحم لي امك اركد ريّح شياطينك ! .
عزام نطق من بين فمّه اللي اسنانه ماسكه طرف ثوبه وهو يهزّ رأسه بالنفي و يقول : لا بنط عليك .
سيّاف تأفف واقترب وهو يسحب ثوب عزّام من بين اسنانه و يسحبه و يحضنه وهو يتأفف : بزر قسم بالله بزر .
ابتسم عزام وهو يحاوط سيّاف : اي كذا خلك رجّال .
سيّاف كشّر : رجّال قبل لا اعرفك ، تأفف بضيق وهو يبعد عنّه : وش جايبك الحين ؟ .
عزام كشّر : اروح يعني ؟ .
سيّاف وهو يرجع يجلس على كرسيه و يسحب صينية القهوة : يعني يا ليت .
عزام : اها .. سلّم ع الأهل .
سيّاف عقد حاجبيه بعدم فهم : اسلم على مين ؟ .
عزام مسك ضحكته وهو يجلس على الكرسي المقابل للمكتب : ياخي ثلاثيني مغبّر انت ماعندك تيك توك ؟ ماش ماتفهم ذباتي خلك ثلاثيني متطوّر زيي .
سيّاف هزّ رأسه بأسف : انا مدري شلون ميان ..
عزام قاطعه : اصص الّا ام العيال حدّك عاد ! ، ارخى ظهره على الكرسي : محارمنا عيب .
سيّاف اخذ كوب القهوة اثناء ماهو يقول : الله يخلف عليك وانا اخوك .
عزام ابتسم : يا ليتني اخوك صدق و تهتم فيني .. لا لا كنسل بعدين مقدر اتزوج ، كشّر : صدق يا ليتك تهتم فيني و حنون عليّ زي اخوانك .
سيّاف وهو يرتشف من كوب قهوته : عزام ماعندك شغل ؟ .
عزام رفع حاجبه : اعتبرها طرده ؟ .
سيّاف ضحك بخفّه وهو ينزّل كوب القهوة : لا صدق ماعندك ؟ .
عزام اخذ كوب قهوته : لا .. ، ابتسم و رفع كوب القهوة لفمّه وهو يقول قبل يرتشف : حتى لو عندي شغل ابي اجلس معك .

بين الحنان ونبضة البعد منصاب   قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن