-
خرج روّاف بخطوات سريعه متعرجه بصوت عصاته اللي تضرب بالارض وهو ينادي على ريّاس اللي يمشي ببطئ امامه وعرفه من هيئته واللي كان مغطي رأسه بجاكيته الازرق المنفوخ واللي لابس تحته بلوفر ابيض وبنطلون اسود ، ، يناديه روّاف بصوت منخفض: ريّاس ، ريّاس ! .
التفت ريّاس باستغراب للصوت اللي يناديه بملامحه الهادية اللي توّردت اطرافها من بكاه الواضح بعيونه ، زاد استغرابه من شافه روّاف واعتدل وهو يلتف بأكمله لروّاف اللي اقترب له وهو يقول : معك سيارة ؟ .
ريّاس ببرود ناظره ونطق : لا جاي على بعير .. شرايك يعني احد يمشي بالرياض بدون سيارة ؟ .
روّاف تنهّد بصبر و وتجاهل كلامه ونطق : توصلني للبيت ؟ مامعي سيارة ولا اقدر اسوق زي ماانت شايف .
ريّاس ناظر روّاف من فوق لتحت بنظره سريعه والتفّ بظهره بيكمل مشيه وتنهّد روّاف وهو يقول : ريّاس اتكلم معك بجد ابيك توديني بس .
ريّاس التفت له وبعصبيه بملامحه الباكيه : ماتعرف شي اسمه تاكسي ولا اوبر ! اطلب من جوالك وفكني ! .
روّاف بهدوء : انت بتروح للبيت خذني معك وش بيضرك ؟ .
ريّاس صدّ وبعصبيه وهو بيمشي : سواق عند امك انا .
روّاف مشى بخطواته المتعرجه : محشوم و امي الله يرحمها ، براحتك .
ريّاس التفت وتعلقت عيونه بروّاف نغزه قلبه وأنّبه ضميره ابتلع ريقه بمراره وصدّ وهو يمشي بخطوات بطيئه وقلبه رقّ واوجعه من عرف ان ام روّاف متوفيه .. مشى بخطوات بطيئه واللي كان متعمّدها لأجل ان روّاف يلحقه ، وهو يقول بفظاظه : طيب خلاص .
-
قفّل ريّاس باب السيارة بعد ما ركب ومدّ يده وهو يشغّلها بالمفتاح حتى صدر صوت المحرك على لحظة ركوب روّاف اللي جلس وهو يستند بعصاته وتنهّد بتعب من مشيه اللي اتعبه واتعب جَنبه ، سحب عصاته وهو يسندها بجانب ساقه ويقفّل الباب ، تصافقت اسنانه ببعضها بنفضه من هبّت نسمة البرد الجافة الشديدة ونزّل عمامته وهو يفرد شماغه ويلحّف فيه اكتافه وشعره مكشوف ومنكوش بشكل لطيف بسبب العمامه ، تحت نظرات ريّاس اللي كان بموقف تحت رعاية مشاعره الغريبه بهاللحظات .. جاه شعور ودّه يعطيه اي شي يدفيه وشعور يعاكس هالشعور بأنه يستاهل .. يستاهل وهو ماسوّى له شي ، فقط لأن هالدنيا ظلمت ريّاس اصبح بعينه كل شخص هو شخص ظالم ويستحق الاسوأ ..
حرّك ريّاس سيارته ويدينه على الدركسون وخرج من محيط المستشفى و خرجت تنهيده من روّاف اللي تنفّس وكأنه للتو اخرج رأسه من تحت الماء .. اصبحت حياته مُحاطه بهالأسوار اللي يوم وراه يوم يكرهها اكثر ..
-كان الصمت هو الشيء الوحيد اللي ينسمع بهاللحظات ، والمكيّف اللي يهفّ بهدوء هواء حار بمحاولة لتدفئة اجسدتهم الباردة ، ارخى روّاف رأسه على المرتبه وغمّض عيونه ورأسه يدور بالتفكير بآخر الاحداث ، عضّ على شفّته بتنهيده طالعه من قلبه المكسور اللي مو مصدّق ويسأل الف سؤال ..
تحت زخات المطر اللي بدأت بالهطول بشدّة على ارجاء مدينة الرياض وضواحيها ، بدأت تتسارع قطرات المطر للهطول على سيارة ريّاس خصوصًا زجاج السيارة الامامي ، امام اعين ريّاس اللي كشّر ونغزه قلبه بألم ومع كل قطره تضرب على الزجاج كانت تطعن قلبه وكأنها سكاكين تتسارع بهالطول عليه .. ابتلع ريقه بمراره ويدينه اللي ماسك فيها الدركسون اصبحت ترتجف وهو يشدّ عليها وعلى الدركسون ويبتلع ريقه بخوف ، بدأ يحسّ ان الارض تزلّق فيه و وبالسيارة بسبب المطر اللي غرّق الأرض وانه عاجز عن السيطرة عليها بسبب شتات رأسه وتفكيره بهاللحظات ، أضاءت شاشة سيارته الامامية بالاتصال اللي من قرأ رقمه اللي حافظه ارتجف قلبه ، تنحّى على جنب الطريق وروّاف فتّح عيونه و رفع راسه وهو يقول : وصلنا ؟ .
التفت روّاف لريّاس اللي ضغط الشاشة باصبعه المرتجف وهو يستقبل المكالمة وهو يبتلع ريقه المرتجف و غير مستوعب وجود روّاف معه بالسيارة بسبب خوفه وضربات قلبه اللي تزيد بهاللحظات ، نظق بنبره بان فيها الخوف والقلق وبربشه : س سلطان .. سلطان .
نطق بصوت صدح بأرجاء السيارة : سمّ ياعيون سلطان ؟ دقيت عليك بتطمن اليوم مالك حسّ وش فيك ؟ .
ريّاس ابتلع ريقه ونطق وهو يغمّض عيونه : سلطان الدنيا مطر وانا خايف .. ، شدّ على غمضة عينيه وصوت المطر يزداد تساقط ونطق برجفه ناسي وجود روّاف معه بنفس السيارة : سلطان الصوت مره قوي و راسي يعورني وجالس اسمع اصوات ! .
تميم تعدّل بجلسته وعقد حاجبيه : بسم الله عليك وش مطلّعك والدنيا مطر ؟ ارجع للبيت او اتصل على اخوك يجي ياخذك .
ريّاس سند راسه على الدركسون وهو يقول : كنت رايح اشوف فيصل .. ، رفع راسه وفتح عيونه والغصّه تتقلّب بحلقه : سلطان تكفى افهمني انا خايف كيف اشرح لك شعوري ؟ .
تميم بتنهيده : والله فاهمك ياحبيبي .. طيب ماتقدر تنادي احد من اخوانك ؟ .
أنت تقرأ
بين الحنان ونبضة البعد منصاب قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..
Mystery / Thrillerالــــبــــدايــــة : - بين الحنان ونبضة البعد منصاب قلب ٍ تعلّق في سرابك وزاحه انزف ألم والجرح تعميه الاطياب والحرف يطعني مساه وصباحه الناس تثني والمدح راح ما جاب هَمسِه ومنديله وريحة وشاحه اغراب لكن في شراييني اقراب فاح الغلا مابين واحه وواحه - رو...