P/20

1.4K 46 9
                                    

-

توسّعت عيون عزام ورفع عينه لسيّاف اللي واقف فوق المسرح و مبتسم وعينه على العرض ، عضّ عزام على شفّته بحيره و قلق ، نطق لتميم : اي مستشفى ؟ .. تمام جايك أهدأ تمام ؟ .
قفّل منه وعينه على سيّاف اللي تلفّت يدوره بعيونه وطاحت عينه على عزام وعقد حاجبيه من شاف ملامحه المضطربة و أشار بحاجبيه المعقودين بمعنى وش فيك ؟ عضّ عزام على شفته بحييره مايعرف وش يسوي ، ابتلع ريقه باضطراب بيعرف انه لو خبّى عن سيّاف بيزعل منه و كثيير .. تنهّد بضيق ومشى بخطوات سريعة تجاه المسرح واشار لسيّاف اللي التفت له وهو يقترب له ونزل من المسرح وهو يوقف بجنبه ويقول باستغراب وعاقد حاجبيه وهمس : عزام وش فيك ؟ .
عزام ابتلع ريقه واقترب لسيّاف وهو يهمس بإذنه : تكفى اهدأ .. فيصل و روّاف صار عليهم حادث و ..
ارتجفت روح سيّاف وكأنها مياه باردة سُكبت فوق رأسه .. تغبّشت الرؤية بعينه للحظات وعقله فكّر بأسوأ التخيلات ، مسكه عزام بقوّة قبل يمشي وهو موسّع عيونه ويقول بهمس شديد : سيّاف وين بتروح !! .
سيّاف بصوت مسموع نطق برجفة : اخواني ! .
عزام توسّعت ملامحه ونطق بهمس وهو يتلفت يتأكد ان محد انتبه لهم : اشش قصّر صوتك ! ، قرّب لسيّاف وهو يناظره بجديّه: سيّاف انا اروح لهم انت كمل مشروعك مايصير تتركه وانت تنتظر هاليوم من سنة كاملة !.

للوهله فقد تركيزه وسيطرته على نفسه ، تناسى بل نسى تمامًا كل شيء يخصه بهاللحظات تناسى حتى وجوده بهالقاعة ! رجفت روحه واهتزّت وكأنه خبر فقدانهم هز رأسه بالنفي وهو موسّع عيونه : لازم .. لازم اروح الحين ! .
فكّ قبضة عزام عنه والتفّ وهو يركض لخارج القاعة والانظار توجّهت له وبعض المدراء وقفوا من مقاعدهم وهم ينظرون بإستغراب لسيّاف اللي ركض لباب القاعة و عزام خلفه حتى اسرع ومسكه وهو يحتضنه من الخلف ويوقّفه وهو يهمس بأذنه : تكفى سيّاف أهدأ أهدأ !! ، فكّه ولفّه له وهو ماسك سيّاف من اكتافه وشادّ عليها وهو يهمس له : سيّاف مو بهالطريقة اهدأ واسمعني مايصير تترك المشروع..
قاطعه سيّاف اللي اشتدتّ ملامحه وانفلتت اعصابه ونطق بعصبيه وهو يبعد عزام عنه :اي مشروع اقولك اخواني اخواني يا عزام ! .
دفّ عزام عنه وهو يلتف و من الجهة الاخرى قابل بوجهه مديره اللي للتوّ بيدخل القاعة ونطق بحاجبيه المعقودين: سيّاف ؟؟ .
سيّاف بحالته غير الطبيعية ابتلع ريقه بغصّه ونطق بعد ما تنتنح بنبرة صوت مضطربه : ابو ريّان انا آسف حصل لي ظرف ما اقدر اكمّل العرض .
شتتّ نظراته بسرعه والتفّ خارج من الباب لكن مسكه ابو ريّان من عضده وهو عاقد حاجبيه بإستغراب وبنظرة جادة : ظرف اقوى من مشروعك اللي تشتغل عليه من سنة واللي الجميع حاضر لأجل يشوفه ؟؟ .
سيّاف بدون تردد هز رأسه بالإيجاب : اذا شايل هم الحضور اعتذر لهم نيابة عني .
شدّ ابو ريّان على نظرته لسيّاف وعلى قبضة يده وهو يقول : سيّاف ! .
— .
مستشفى الملك فيصل - العناية المركزة :
أمام بوابة العناية المركزة ، يدور أمام البوابة يمين و يسار بقلق .. عاقد ذراعيه بحركة لا اراديه بشعور انعدام الامان بهالحظات و وحَشة المكان ووجوده لوحده بهالموقف العصيب كفيل بأنه يعدم امانه ويدبّ الخوف بقلبه .. ابتلع ريقه بغصّه وهو يقطّع شفايفه بمقدمة أسنانه بتوتّر شديد ، قلبه يخفق بقوة وسط ضلوعه .. غمّض تميم عيونه وهو يوقّف ويستند بظهره على الجدار اللي عن يمين الباب ويرفع رأسه حتى التصق بالجدار ، غصّته العبرة من تذكّر شكل روّاف و فيصل .. دبّ الخوف بقلبه اكثر واكثر ..
فتّح عيونه ونزّل راسه المرفوع من صوت الخطوات اللي اقتربت منه وتوسّعت عيونه وخفق قلبه بقوة وفكّ عقدة اذرعه وهو يمشي بسرعه لجهة سيّاف اللي ركض له وهو يقول وهو يلهث بخفّه من مشيه السريع وبقلق وبملامحه المخطوفه :وينهم وين فيصل و روّاف !!.
تميم بغصّه وهو يشير للباب : كلهم داخل ، ابتلع ريقه بصعوبه وهو ينطق : رفضوا اشوفهم يقولون في واحد منهم حالته خطيرة ولا ادري مين هو .

بين الحنان ونبضة البعد منصاب   قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن