-
بعد صلاة المغرب .. طلع ريّاس من باب المسجد وانحنى وهو يلبس جزماته | اكرم الله القارئ | واصوات المصلين اللي توهم طالعين تملأ المكان من حوله ، استقام بوقفته والتفت جهة بعض الشباب الصغار اللي كانوا يسولفون واول ما التفت لهم ريّاس شتتوا نظراتهم عنه وابتعدوا طالعين من المكان وهم يتهامسون لبعضهم ، ابتسم ريّاس باستهزاء والغصّة اجتاحت حلقه مو متذكّر اصلًا وش المشكلة او المصيبة اللي سببها عشان يتهربون منه لكن الشيء اللي متأكد منه انه ماتركهم سالمين ..
شدّ على جاكيته ومشى بخطوات بطيئة راجع للبيت قاطع مشيه الهادي سيّاف اللي جا من وراه وهو يمشي بخطوات سريعه وينادي : ريّاس يلا مشينا ؟ .
ريّاس التفت بهدوء ورفع حاجبه : ومن قال لك اني بروح ؟ .
سيّاف تنهّد وهو يطبطب على ظهر ريّاس : ريّاس قدامي قدامي يلا وانا اخوك لا تأخرني تعرف ابوي بيسوي لنا سالفة لو تأخرنا .
ريّاس ابتعد عن سيّاف مجرد ما لمس ظهره والتفت له وهو مكشّر : لاتلمسني وخخر ! بعدين الشايب بيهمني يعني ؟ طز فيه وطز باللي جابه مانيب رايح .
سيّاف مسك اعصابه بالقوّة واقترب لريّاس وهو يمسكه من ذراعه ويشدّ عليها وملامحه مشدودة يحاول يتمالك اعصابه ، قرّب ريّاس له وهمس له بأذنه : عاند بكل شي الّا بسالفة فيها ابوي لأن مو مستعد اتهزّئ عشان حضرتك ماجيت يكفي ان وجهي بيتسوّد من فعايلك انت وفيصل قدامه ومحد ماكلها غيري .
افلت سيّاف قبضته من ريّاس ونطق بجديّه : اركب .
ريّاس تنرفز بشكل كبير من الاساس كان بيروح لكن مستحيل بيضيع الفرصة انه يعاند سيّاف ويبيّن عكس اللي بداخله ، انتبه لخيّال اللي توّه طالع من المسجد وجاي من وراهم يمشي بهدوء ، استغل ريّاس الفرصة ورفع صوته وهو يوجه كلامه لخيّال : والاطرم مو جاي معنا ؟ .
سيّاف وسّع عيونه والتفت لخيّال واشتدّ غضبه من كلام ريّاس ونطق بعصبيه وانفعال : ريّاس !! .
ضحك ريّاس وابتسم على جنب وهو يقول باستهزاء ويقترب لخيّال اللي يناظره بدون اي ردة فعل : او تخاف عليه من كلمة توجعه ؟ عارف انه لاراح ماراح يسلم من لسان الشايب ويعيبك فيه ، ما الومه صراحة من يقدر يمسك لسانه قدام وجهك ؟ .
سيّاف عجز يتحمّل ومسك يدّ ريّاس بقوّة وبعّده عن خيّال وهو يدفه بخفيف وينطق بعصبيّة شديدة : ريّاس الى هنا وبس ! ولدي خط احمر لا اشوفك تقربه فاهم ؟ لا تخليني اقلب عليك مردك محتاجني ارقع لك سواد وجهك ! .
ريّاس كشّر وفتح فمه بيتكلم لكن قاطعه سيّاف اللي لفّه لقدام وهو يدفّه بخفيف ونطق بحدّة وبصوت عالي : انثبر قدامي ما اسمع لك صوت اركب ااارركب !! .ريّاس كمل طريقه وهو مبتسم راضي نوعًا ما عن فعلته اللي خففت من القهر اللي داخل قلبه ..
بلع سيّاف ريقه وهو عاضّ على شفته بقهر ويناظر لريّاس اللي يمشي ، التفت لخيّال اللي يناظر زول ريّاس بنظرات غريبة ويلعب بأصابعه من اضطرابه ويقطّع طرف شفته ، التفت بنظراته لأبوه اللي مسك كتوفه وهو يقول : خيّال يبه ماعليك من كلامه الفاضي عارف عمك الطايش هذا ما قدّر امه تبيه يقدرنا ؟ ، تنهّد سيّاف وشتتّ انظاره وهو يحتضن خيّال لصدره ويبعثر شعره بهدوء ويبوسه بخفّه بعدها بعّد عن خيّال وابتسم بخفّه وهو يقول : بروح مشوار وبجي خلك عند امي زين ؟ يلا وانا ابوك .
خيّال اللي ماحط عينه بعين ابوه هزّ رأسه بالإيجاب ومشى راجع للبيت وهو ماشي مرّ بجانب سيارة سيّاف اللي كان راكب فيها ريّاس وخطف نظرات لخيّال اللي وقف وبادله النظرات بنظرة غريبة واكمل طريقه للبيت ، فتح باب البيت بيدخل لكنه رفع راسه بسرعه من حصّل بوجهه فيصل اللي توّه بيطلع من البيت ، اتسعّت حدقة عيون خيّال من شاف فيصل قدام عينه وفتح فمّه بخفيف بسبب الاضطراب والتوتر اللي استوطنه بهاللحظات ، شكّ للحظات ان نبضات قلبه يسمعها فيصل من قوة ضربها على جدار صدره ! . بالجهة الاخرى كان فيصل واقف ويناظر بعيون خيّال بنظراته المطوّلة المرعبة لكل من تطيح عليه ، نزّل نظراته لجسد خيّال وهو يناظره من فوق لتحت الى ان استقرت عيونه على عيون خيّال ونطق فيصل واخيرًا بهمس : وانت لسانك ما نطق للحين ؟ .
ارتعش خيّال وبعّد فيصل عنه وهو يدخل للبيت بخطوات سريعه وفيصل ركدت نظراته من جديد وما كلّف نفسه حتى انه يلتفت لوراه يشوف خيّال ، رفع يده وهو يضغط على سماعة البلوتوث اللي بأذنه واشتغل البودكاست الأجنبي الطبّي المليئ بالمعلومات الكثيفة الكفيلة بأنها تبعد فيصل عن واقعه وتفكيره فيه ، رفع فيصل مستوى الصوت لأعلاه بحيث انه مايسمع للي حوله وركب سيارة سيّاف تحديدًا بالمقعد الخلفي ، ركب من غير لا يعير اي اهتمام اي يناظر لريّاس اللي جالس بالجهة الثانية .
لحظات قليلة وركب سيّاف للسيارة وهو يشغلها وعقد حاجبيه والتفت لفيصل وريّاس اللي وراه ضاق خلقه من شافهم راكبين ورى ولا واحد منهم حشمه وركب جنبه ! بلع ريقه بغصّه وحرّك السيارة وهو يحاول يتمالك اعصابه مايبي يوتّر الجو قبل يوصلون عند ابوهم ..
أنت تقرأ
بين الحنان ونبضة البعد منصاب قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..
Mystery / Thrillerالــــبــــدايــــة : - بين الحنان ونبضة البعد منصاب قلب ٍ تعلّق في سرابك وزاحه انزف ألم والجرح تعميه الاطياب والحرف يطعني مساه وصباحه الناس تثني والمدح راح ما جاب هَمسِه ومنديله وريحة وشاحه اغراب لكن في شراييني اقراب فاح الغلا مابين واحه وواحه - رو...