ابتعد سيّاف وهو يتصدد بوجهه يمسّح دموعه ، بهاللحظة لفّه خيّال له وهو ينزّل يدين ابوه عن وجهه و يمسّح دموع ابوه بنفسه وهو يقول بداخله : بتبكي كثرها الف مره .. لو دريت اني قادر اتكلم و حرمتك .. مابي اشوف دموعك يبه .
.
.
الساعة 9:00 مساءً
بعد إعلان وفاة عبدالله ، و تحديد موعد دفنه غدًا بعد صلاة العصر ..
ريّاس لا جديد بحالته .. لا زال تحت تأثير غيبوبته ، مو حاس بشيء و لا حاسب حساب اللي بيجيه اذا صحى ..
فيصل لا يزال تحت تأثير المنوّم و رُفعت حالته لتحت الملاحظة خوفًا من ان تصيبه مضاعفات ، اما بالنسبة لروّاف ..
-
للتوّ خرج من المستشفى على مسؤوليته ، صاحي من ثلاث ساعات قضاها صامت .. بأتجاه مواقف السيارات يمشي بخطوات بطيئه برفقة تميم اللي ماسك يدّ روّاف اللي مرخيها تمامًا و لا شدّ عليه .. ماسك عصاته من منتصفها يحملها بيده ما اتكئ عليها ، ربما لسبب او بدون لكنه بهاللحظات عاجز انه يسند نفسه على اي شيء او اي شخص .. او حتى يشدّ على يدّه ! .
تميم رفع عينه ملتفت يناظر هيئة اخوه .. شعره المتبعثر ، ملامحه الراكدة بهدوء مُخيف ، عيونه المحمرّة ، انفاسه المضطربة ، وقّف تميم و سحب روّاف اللي استمر بمشيه ماوقّف ، وقّفه تميم وهو يناظر بعيون روّاف اللي مشتتها وهو يقول له : روّاف ! روّاف وش فيك ساكت ، مسك فكّه وهو يلفّ وجه روّاف له : وش تبيني اسوّي علمني انت قول بس .. لا تسكت كذا ! .
روّاف بهدوئه المخيف همس بصوت مبحوح من قلّة كلامه : ابغى امي ..
تراخت ملامح تميم وهو يناظر بعيون روّاف اللي رفعها له ، همس تميم وهو ينزّل يدّه و يمسك كتف روّاف : روّاف تكفى ..
روّاف نزّل يدّ تميم عن كتفه وهو يبعده و يتأفف بضيق ، صدّ عن تميم اللي رجع يلفّه له و نطق روّاف بعصبيه بصوته المهزوز : قلت لك .. ابيها ولا اتركني .
تميم بانفعال : روّاف انت تطلب المستحيل ! .. ، ارتخت نبرة صوته و بحنيّه : تكفى لا تتعب قلبك .
ابتسم روّاف بغصّه و هزّ رأسه بالنفي : مافهمتني يا تميم .
تميم بجديّه : الّا فهمتك ! بس كيف تبينا نترك سيّاف و اخواني وهم ...
قاطعه روّاف اللي اقترب له و بقهر نطق : يعني فاهمني .. فاهمني و تدري وش ابي برغم كذا تتغيبى و تقهرني ، بإنفعال : و انا شدخلني فيهم !! انا ابغى امي .
تميم ناظر بعيون اخوه لثواني ثم اقترب له وهو يحاوطه بيحتضنه لكن صدّه روّاف اللي شتتّ نظراته و نطق : بعّد عنّي .
نظر لروّاف بصمت .. عارف انه بلحظة مايوصل لمرحلة " ابغى امي " الّا انه فعلًا بمرحلة ما تسمح له يكون سند للي حوله و عضد .. انما يكون هو اللي يحتاج لسند ! ..نظر لروّاف بصمت .. عارف انه بلحظة مايوصل لمرحلة " ابغى امي " الّا انه فعلًا بمرحلة ما تسمح له يكون سند للي حوله و عضد .. انما يكون هو اللي يحتاج لسند ! ..
قوّى تميم نفسه و اعتدلت ملامحه و نطق : تدري ؟ طيب .. نروح للقصيم و لا علينا من الباقي ، حطّ يدّه على كتف روّاف و شدّ عليه : ما يهمني الّا انت تكون مرتاح .. اما اللي مات ؟ ماله مكان بيننا عشان نوجّبه ..
نزّل يدّه يمسك يدّ روّاف و شدّ عليها وهو يقول : انا معك .
روّاف شتتّ نظراته يرمش بتكرار يحاول يسيطر على نفسه ، ابتلع ريقه و قال : الحين ؟ .
تميم : اعتبر اننا وصلنا ، الحين بحجز رحلة على القطار ، طبطب على ظهر روّاف وهو يحاوطه و يمشون جهة السيارة ..
وقّف روّاف فجأة و نطق ببحّه و عينه تناظر قدام : طيب و لتين ! .
تميم وهو يمشّيه معه و يقول : ماراح نطوّل .. و انا بكلمها و هي بتتفهم اكيد .
روّاف بضيق : بتزعل .
تميم : فكّر بنفسك لو مرّه وحدة يا روّاف .. مشينا ! ..
مشوا خطوتين و نطق تميم وهو يداري غصّة صوته : اساسًا كيف بنجيبها معنا .. لا القبر تقدر تشوفه و لا البيت هو على حاله .
روّاف شدّ على قبضة يدّه وهو يحرر نفسه من يدّ تميم و يسرع بخطواته للسيارة ، تنهّد تميم و غمّض عيونه لثواني ثم فتحها و مشى خلفه ..
-
ياما عليها هلّت العين بـ اعبار
واسترسلت عبراتها من نكدها
أنت تقرأ
بين الحنان ونبضة البعد منصاب قلبٍ تعلّق في سرابك و زاحه..
Mystery / Thrillerالــــبــــدايــــة : - بين الحنان ونبضة البعد منصاب قلب ٍ تعلّق في سرابك وزاحه انزف ألم والجرح تعميه الاطياب والحرف يطعني مساه وصباحه الناس تثني والمدح راح ما جاب هَمسِه ومنديله وريحة وشاحه اغراب لكن في شراييني اقراب فاح الغلا مابين واحه وواحه - رو...