16

6.3K 196 70
                                    

بارت ١٢٢

الجَـدة مُنيـرة ناظرت سُـلطانه بهدوء ونطقت: هالشاعر اللي هو ابوك في منطقتنا مانسمع له كثير
سُـلطانه بهدوء : انا ابوي عانى كثير اختطفت وانا بعُمر سته شهور صار لي ١٨ سنه وانا بعيده عنه .
نجّـد بحزن : يُـوهه كيف التقيتوا ؟
سُـلطانه تنهدت بهدوء واسرد لهم قصتها والجدة مُنيـرة كانت مصدرمه وتتحسب على نُـوال : حسبي الله عليها .
بعد ثُـواني معدودة استاذنوا البنات بيرجعون ورجعوا قبل مايحل الضلام ويمشُون وهن تضحكن من نفُوسهن كيف جلسوا مع ناس مايعرفوهم ويسولفوهم ..

' العشاء '
بعد ما انتهوا من العشاء، اجتمعوا حول بعض في الحوش ، الأرض مفروشة بسجاد والنجوم تلمع فوقهم كأنها جواهر متناثرة. الهواء كان بارد ،صوت الحشرات من بعيد يعطي شعور بالهدوء.
جلسوا متقاربين، كل واحد ماسك كوب الشاي الدافئ، والجو مليان بأصوات الضحك والحديث. في وسط الحوش، جلس العم سَراج و منيف، جلس بجانبه مبتسم، وكان كايد وسهم على يمينه وامامهم غيّـث، يناظرون العم سراج باهتمام. سُلطانه وملاذ كانوا متحمسين لسماع القصص.
العم سراج بدأ الحديث بصوت هادئ وواضح:
يا عيالي، زمان كانت الحياة غير. يوم فتحنا أنا و سُعود أخوي الله يرحمه أول محل لنا، ما كان عندنا إلا قروش قليلة، وكنا نحسب إنها بتكفينا، لكن الدنيا ما كانت سهلة.
سهم، متحمس، قاطع العم سراج: وش كان أول محل لكم يا جدي؟
ضحك العن سراج ونطق: "كان محل بقالة صغير، بالكاد يكفي للعيش. كنا نشتغل من الفجر لين آخر الليل، وما كان يجينا إلا قليل من الزبائن.
كايد هز راسه ونطق: وش صار بعدين؟ كيف قدرتوا تصبرون؟
تنهد العم سراج وأخذ رشفة من الشاي قبل ما يرد: الصبر هو اللي علمنا النجاح. كل مرة نخسر فيها، كنا نتعلم شي جديد. ونصبر ونحاول مرة ثانية. كانت أيام صعبة، لكن العزيمة والإصرار هم اللي خلونا نوصل.
مُنـيف بابتسامة فخر: والحين شوفوا، محلاتنا منتشرة بكل مكان.
سُـلطانه : حلو أتكم جربتوا.
غيّـث، بحماس نطق : نبي نسمع اكثر لكم قصص كثيرة!
ابتسم العم سراج واستمر في الحديث، ونظرات الجميع موجهة له بانبهار .

بارت ١٢٣

'عـند وصـايَـف '
كانت وصايف جالسة في الصالة، التلفزيون مشغّل على قناة دينية، الشيخ يتحدث بهدوء عن قصص الأنبياء . وصايف كانت ماسكة فنجان قهوتها، تستمع للقصص ، وفي حضنها كانت ملاك نائمة بسلام. بعد بثُواني بدأت ملاك تتحرك وتفتح عيونها ببطء. وصايف ابتسمت وناظرتها بحنان : صحيتِ يا ملاك؟ يلا نوديك السرير تنامين فيه زين.
حملت وصايف ملاك بحنان وأخذتها للغرفة، وضعتها برفق في السرير وقبلت جبينها: تصبحين على خير يا عمري.
رجعت وصايف للصالة، وبدات بالجلوس على الكرسي، لكن فجأة شعرت بدوخة قوية وطاحت على الأرض. الألم انتشر في جسدها بسرعة، وصوت التلفزيون كان لا يزال يتردد في الخلفية.
ماجد، كان في غرفته سمع صوت الطيحة وركض بسرعة للصالة. وقف مصدوم وشاف أمه مستلقية على الأرض، ما قدرت تتكلم ولا تتحرك.
ماجد بصوت مبحوح وبكلمات ثقيله على لسانه : يما! يما! قومي!
مالك جاء من غرفته، وعبونه مليانه بالخوف: ماما! ماما!
ماجد هو يحاول يهدي مالك، صار يبكي بصوت عالي: يما قومي تكفين لا تخلينا.
أخذ ماجد نفس عميق وركض بسرعة برا البيت، وهو يصارخ بأعلى صوته: أمي نايمة بالأرض ،أحد يساعدنا أمي نايمة بالأرض.
احد الجيران طلع يشُوف وش صار شاف ماجد يصارخ ويبكي نطق : ياولد وش فيك ؟؟
ماجد بصعوبه ينطق : امي ، امي انا بالارض نايمه حاولنا نصحيها ماردت علينا .
رجال : طيب ابوك وينه؟
ماجد رفع كتوفه : ماعرف ماعرف .
رجال اخذ جواله ودق على زوج وصايف ، وبعدها بثُواني وصله صُوته وعلمه بالعلم !!

أجمعينا يا شوارع المحبه لاخر لقاناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن