بارت ١٣١
' بالمستشفى '
كانت سلطانة جالسة على الكرسي،و جوالها بيدها، والهدوء مسيطر عليها و عيونها متعلقة بالشاشة، لكن كانت تهوجس وبالها بعيد عنها .و فجأة، فُتح الباب، ودخلت الدكتورة ، الدكتورة :سلام عليكم.
رفعت سلطانة رأسها ببطء، وكأنها تستعيد نفسها من بحر أفكارها ونطقت بصوت منخفض وخافت :وعليكم السلام.
تقدمت الدكتورة بخطوات هادئة نحو وصايف، وعيونها تلمع و بابتسامة مطمئنة :كيفك يا وصايف؟
وصايف، التي بدت عليها آثار تعب الأيام الماضية، رفعت عينيها المتعبتين نحو الدكتورة، لترد بابتسامة خفيفة تتسلل بصعوبة عبر ملامحها المرهقة ونطقت بصوت مبحوح : أحس أني تحسنت شوي.
ابتسمت الدكتورة : خلي إيمانك بربي كبير، وإن شاء الله، بتتحسنين.
وصايف غمضت عيُونها بلطف، وتنهدت :بإذن الله.
التفتت الدكتورة نحو سلطانة مجددًا، ونظرتها مليئة بتساؤل: أبوك وينه؟
سلطانة:تقصدين عمي؟ ثواني ويجي.
بصمتٍ ناعم، خرجت الدكتورة من الغرفة، وعند الباب، وقعت عيناها على مهدي يقف منتظرًا، نظراته مثقلة بالهموم: زوج وصايف؟
مُهدي بقلق : إيه، عسى ما شر؟
الدكتورة: عندي موضوع أبي أكلمك فيه.
مهدي بصوت متردد :ثواني، وأجيك.
دخل مهدي الغرفة، ونطق بصوت محاول أن يخفي قلقه: سلام عليكم.
سُلطانه بهدوء : وعليكم السلام.
توجه مهدي بنظره نحو سلطانة، ونطق بصوت هادي :بنتي، ارجعي البيت ارتاحي، وارجعي الساعة ١٠ الليل.
نظرت وصايف إلى مهدي بقلق واضح في عيُونها ، وسألت::عيالي كيفهم؟
مهُدي بصوت هادي : بخير، وينتظرونك ترجعين لهم.
نزلت دمعة من عين وصايف بهدوء، وهي تحاول أن تخفي شعورها بالضعف. سلطانة حست على أمها ناظرتها بهدوء وابتسمت بخفه :أنا بروح لهم، وبجي الساعة ١٠.
مهدي:طيب، خذي مفتاح البيت معك.
أخذت سلطانة المفتاح، نظرت لأمها بابتسامة خفيفة، ثم خرجت من المستشفى، تمسك جوالها بيدها وتحاول أن تجد رقم والدها بين جهات الاتصال. في الخارج، شافت سهم جالس في السيارة، يلعب بجواله. مشيت له بخطوات هادئة ودقت على نافذة السيارة.
سُلطانة ناظرته بهدوء : وش فيك هنا؟
سهم : انتظرك!
سُلطانة بصدمة : تنتظرني؟
سهم بهدوء :إيه، عمي قال لي انتظرك.
سُلطانة : طيب، أنا برجع للديرة.
سَهم بهدوء : هيا، اركبي السيارة.بارت ١٣٢
ركبت سلطانة في المرتبة الخلفية، وكتبت رسالة لأبوها تعلمه أنها بتروح مع سهم لأخوانها. لما وصلوا بيت مهدي، التفتت لسهم ونطقت بصوت فيه لمحة من القلق:أنا بنزل، وانت انتظرني هنا.
سَـهم :طيب، بس إذا احتجتيني، أنا هنا.
ابتسمت له بخفة ونزلت من السيارة. دخلت الحوش بخطوات مترددة، وقلبها ينبض بسرعة. فتحت الباب بالمفتاح، ودخلت البيت بهدوء. وهي تمشي في الصالة، كانت كانت تحس بتوتر وخُوف ماتدري كيف تتواصل معهم . فجأة، طلع ماجد من الغرفة وهو يصرخ :حرامي داخل علينا!
تجمدت سلطانة في مكانها، نظرت له بصدمة وردت بسرعة :ماني حرامي، أنا أختك!
ماجد تقدم لها بغضب ودفعها بقوة حتى طاحت على الأرض. حاولت أن تكتم دموعها وهي تناظره، ونطقت بصوت مرتجف :أنا أختك سلطانة، أمي قالت لي أجيكم!
ناظرها ماجد بتردد، وفي عينيه تساؤل: أمي قالت لك؟ لا تكذبين.
سلطانة: ليه أكذب؟ هي اللي قالت لي أجيكم!
ماجد بتردد :طيب، اتصلي عليها.
هزت سلطانة رأسها، وأخذت جوالها واتصلت على مهدي. لما رد بسرعة، فتحت السبيكر ونطق :ما صدق إني أختهم وقال لي أدق على أمي.
مهدي:من اللي عندك؟
سلطانة بتوتر :وش اسمك؟
ماجد بصوت خافت :ماجد.
سلطانة: ماجد.
مهدي:ماجد، يا ولدي، هذي أختكم سلطانة. ماما قالت لها تجلس عندكم اليوم، طيب؟
ماجد صوت متأثر:أبي أكلمها، أبي أمي!
تنهد مهدي وأعطى الجوال لوصايف. وصايف تكلمت بصوت هادئ:
وصايف :ماجد؟
ماجد بلهفة: وينك؟ أنا أبيك!
وصايف : أنا بالمستشفى وما فيني شيء خطير. بجلس أيام بسيطة وسلطانة بتجلس عندكم. تراها أختكم، واسمعوا كلامها ولا بزعل منكم، طيب؟
ناظر ماجد سلطانة ببراءة ونطق :طيب، بس انتي ارجعي بسرعة.
وصَـايف بهدوء وهي تحاول تسيطر على نفسها : طيب يماما برجع بس مثل ما قلت لك لاتزعلون سُلطانه طيب .
ماجد : طيب مارح نزعلها . .
أنت تقرأ
أجمعينا يا شوارع المحبه لاخر لقانا
General Fictionالروايـة مليانه أحـداث‼️‼️. تـدور الاحداث حول الشاعـر الذي يتعرض لمصيبتان ، يتم اختطاف ابنته ، وفي نفس الوقت يصله خبر حريق مأساوي يلتهم بيت أهله ويودي بحياة أفراد عائلته إلى الوفاه ، ويضطر ان يربي ابناء أخوته لكي لا يتشتتوا ، وتبدا الأحداث المشو...