بارت ٢٠٠
أما في بيت عند العم سراج، كان هو وسهم وغيث جالسين بالحوش يسُولفون ، وفجاة يسمعون الصياح جاي من بعيد. العم سراج وقف مرتبك: وش اللي صاير؟
سهم يهمس بخوف: المحل... منيف بالمحل!
وركض سَهم وركض وراه غيّث بسرعه
العم سراج، رجفت يدينه بخوف ، وحس إن قلبه بيروح من بين ضلوعه، بدأ يدعي بصوت مرتفع: يا رب سلم منيف! يا رب إنه بخير!
وسهم وغيث ركضوا وركبوا الموتر، والعم سراج ما تحرك من مكانه ماحس برجوله من الخوف على مُنيـف و صار يدعي بحرقة.
سُلطانة، كانت بغرفتها، سمعت الشوشرة الكبيرة من برا، فتحت الدريشة وطالعت، شافت سهم وغيث يركبون الموتر بسرعة، واهالي الديرة يركضون وتسمع ان المحل احترق بس اي محل ماتدري ناظرت لاتجاه الاسواق وشافت الحريق من بعيد خافت ، وتذكرت ان ابوها طلع من البيت ، طلعت تركض تدور أبوها بكل زوايا البيت، إلا ما لقت له أثر. طلعت للحوش، وشافت العم سراج واقف لحاله ويدعي بحرارة: يا رب احفظ منيف... يا رب لطفك يا كريم.
سلطانة لما سمعت اسم ابوها صارت ترتجف من الخوف، وصار صوتها يهتز وهي تصارخ: جدي أبوي! أبوي بالمحل !!
العم سَراج وهو يحاول يهدي سُلطانه: اجلسي يابنتي ، ودعواتك .
سلطانة ما قدرت تتحمل، انفجرت بالبكاء وصارت تركض برا الحوش بدون عباية ولا شال، كاشفة وجهها وشعرها، تبكي وتصرخ بصوت يوجع القلب: يارب تحفظه وتسلمه لي .
كانت تركض، تتعثر وتطيح، تقوم وتواصل، ودموعها تملأ عيونها ، العم سراج صاح بأعلى صوته: ملاذ! الحقِيها! .
ملاذ ركضت ورا سلطانة، تحاول توقفها، تناديها وتصرخ: سلطانة، وقفي!
لكن سلطانة موقفت، كأنها مو سامعة شي. ملاذ ما قدرت تركض أكثر وأساسا ماقدرت تلحق سُلطانه اللي فجاءة اختفت وقفت في مكانها بتعب، ورجعت للبيت وناظرت العم سَراج بحزن : مالحقتها بدق على غيّث . دخلت الصاله تاخذ جوالها واتصلت بغيّث وهي ترتجف دقت ولا اكثر من مره ولا في فايدة ما احد رد عليها.'في بيت أبو سلمان'
أول ما وصلهم خبر الحريق وإن منيف كان بداخل المحل، سَلمان ما قدر يتحمل الصدمة، طلع بسرعة وركب موتره بدون ما يلقي كلمة لأحد، عيونه مليانة قلق، وأعصابه مشدودة. أبو سلمان حاول يلاحقه ويناديه، لكن سَلمان كان قد اختفى في الشارع، والموتَر يقطع المسافة بأقصى سرعة.
بعدها، أبو سلمان ناظر باتجاه بيت منيف، ولقى باب الحوش مفتوح. بدون تردد، مشى صوب البيت ودخل، وكانت خطواته ثقيلة مليانة قلق. بمجرد ما وصل الحوش، لمح العم سراج جالس لحاله، عيونه متعلقة بالسما، وشفايفه تتحرك بالدعاء بصوت يكاد يكون خافت.بارت ٢٠١
أبو سلمان قرب منه وجلس بجانبه، ويده على كتف العم سراج بهدوء، يحاول يطمنه. نطق له بكلمات تهدئة: هونها يا سراج، وباذن لله بيرجع لنا سالم غانم .
العم سراج كان واضح عليه التعب، ناظر أبو سلمان بنظرات حزينة، ودموعه بدأت تتجمع في عيونه، ثم نطق بصوت متكسر: كبرت يا أبو سلمان، ورجولي ما عادت تشيلني مثل أول، وأنا اللي كنت أول الناس اللي أوقف بصفهم، الحين ما أقدر حتى ألحق ولدي.
أبو سلمان شد على كتف العم سراج برفق، كأنه يعطيه جزء من قوته، ونطق بهدوء: لا تشيل هم يا سراج ، مُنيف قُوي واكيد انه طلع من المحل .
العم سراج ما قدر يمسك دموعه، بدأ يبكي بخوف وحنية على منيف اللي يعتبره ولده، وخايف يفقد القطعة الوحيدة الباقية من أخوه سعود، خايف يفقده ويتركه ، وكأنه يموت جزء من روحه معه.

أنت تقرأ
أجمعينا يا شوارع المحبه لاخر لقانا
Ficción Generalالروايـة مليانه أحـداث‼️‼️. تـدور الاحداث حول الشاعـر الذي يتعرض لمصيبتان ، يتم اختطاف ابنته ، وفي نفس الوقت يصله خبر حريق مأساوي يلتهم بيت أهله ويودي بحياة أفراد عائلته إلى الوفاه ، ويضطر ان يربي ابناء أخوته لكي لا يتشتتوا ، وتبدا الأحداث المشو...