بارت ٢١٥
سهم ما تردد، أسند نفسه عليها بشويش، وبدوا يمشون بهدوء باتجاه الحوش. خطواتهم بطيئة لكنها ثابتة، وكانت بين كل لحظة والثانية تسند يده وتطالع الأرض عشان ما يتعثرون.
سلطانة ساعدت سهم لين جلسته على الكرسي،وقفت قدامه ونطقت بقلق:تحس بوجع؟
سهم ناظر يده اليسرى، كانت متغيرة وملامح الألم واضحة عليها، يدورها بهدوء لكنه حاس بوجع يقطع أنفاسه. كانت يده ترتجف بسبب الألم، والأوردة طالعة من شدة الضغط ، سُلطانه نطقت بتوتر : سَهم روح المستشفى .
سَهم مانطق بحرف ، سُلطانه ركضت تدور كايد لقته بالمطبخ ، كان يسوي الشاي، نطقت سُلطانة : كايد تعال اخذ سهم المستشفى .
ناظرها بسرعة وعيونه مليانة استفسار. لما شرحت له الوضع، طلع للحوش و شد على كتف سهم ونطق بهدوء: يلا قوم معي للمستشفى .
مشوا العيال وركبوا المُوتر تركوا سُلطانه جالسه بالحوش لحالها بعد خمس دقايق ، دخل منيف البيت، وكان الجو هادي بشكل مريب. سلطانة، اللي كانت تنتظر العيال، أول ما شافته ركضت له وحضنته بلهفة.
سلطانة بعتب: يبه، ليه ما ترد علي؟ خوفتني عليك!
منيف بضحكة خفيفة: كان الجوال طافي، سامحيني. وينهم العيال؟ ناموا
سلطانة نزلت رأسها بتردد: كايد أخذ سهم للمستشفى... طاح على يده وانكسرت.
منيف بهدوء وبصوت فيه حزن: لا حول ولا قوة إلا بالله... طيب بدق عليهم وأشوف كيف وضعهم.' المستشفى '
الأطباء فحصوا يد سهم، وكان واضح إنها محتاجة لتجبير. بعد إجراءات الفحص والأشعة، ثبتوا يده وربطوها بعناية عشان تكون محمية وتتشفى بوقت أسرع. كايد جاءه اتصال من عمه منيف، ورفع الجوال ورد بهدوء: هلا عمي... إيه، طيبين الحمد لله، الأمور طيبه بنرجع بعد شوي.
بعدها بـ ١٥ دقيقه .
كايد وسهم طلعوا من المستشفى بعد ما خلصوا الإجراءات، سهم كان يتألم لكن يحاول يخفي وجعه وهو يطالع في الطريق. كايد ناظر له بهدوء وبعدها ناظر الشارع .' الحُوش الخلفي '
الجلسة بينهم كانت هادية ولطيفة. غيث شاف الوقت وجاء يودعها، قرب منها وحب رأسها بخفة وهمس: انتبهي لنفسك، زين؟
ملاذ ابتسمت بخجل وراحت للبيت بحذر، دخلت من باب المطبخ عشان ما يشوفها أحد. في هذي الأثناء، غيث اتجه للجانب الثاني من البيت، ولما وصل شاف خاله منيف يكلم بالجوال وسلطانة قاعدة بالكرسي وتعض أظافرها من القلق.
غيث ناظرها وسأل بنبرة فيها استغراب: وش فيك، سلطانة؟
سلطانة حاولت تهدي نفسها ونطقت ببرود مصطنع: ولا شي.
غيث رفع حاجبه بشك: واضح ما فيه شي... قولي.بارت ٢١٦
تنهدت ونطقت بقلق خفيف: سهم طاح على يده، وجعته، وكايد أخذه للمستشفى.
غيث ناظرها باستغراب: كيف طاح؟
ردت بصدق: لقيته طايح وساعدته.
غيث زفر بهدوء : ما ناقصنا غير يد سهم تنكسر.
بعدها بثُواني .
بعد ما دخلوا كايد وسهم البيت، شافهم منيف وتوجه لسهم بقلق، عيونه تدور على يده المصابة
منيف بلهجة مستعجلة: فيك شي؟ سلامات ياولد.
سهم بابتسامة يحاول يخفف من الوضع: الله يسلمك يا عمي، بسيطة الحمدلله.
مُنيـف ناظره بهدوء : ترا بيننا ١٣ سنه لاعمي ولا بطيخ ، ناديني باسمي بس .
سهم ابتسم بهدوء : ابشر .
سُلطانه ناظرت سَهم بهدوء ، ناظرها سَهم وابتسم ، بعد ما اطمأنوا عليه وتأكدوا إنه بخير، كل واحد توجهه لغرفته، وصار البيت هادي.

أنت تقرأ
أجمعينا يا شوارع المحبه لاخر لقانا
قصص عامةالروايـة مليانه أحـداث‼️‼️. تـدور الاحداث حول الشاعـر الذي يتعرض لمصيبتان ، يتم اختطاف ابنته ، وفي نفس الوقت يصله خبر حريق مأساوي يلتهم بيت أهله ويودي بحياة أفراد عائلته إلى الوفاه ، ويضطر ان يربي ابناء أخوته لكي لا يتشتتوا ، وتبدا الأحداث المشو...