مقدمة

216K 2.8K 216
                                    

تصرخ بكل ما أوتيت من قوة وكل ما يصدر عنها هو همهمة ضعيفة مع حركة شفاه صامتة وكأن أحبالها الصوتية قد أُصيبت بالخرس وكل ما تستطيع فعله هو التمثيل الصامت..
تركض كعداء أوليمبي محترف ومع ذلك لا تتحرك قيد أنملة وكأن هناك خيوط غير مرئية التفت حول قدميها فكبلتها وألصقتها بالأرضية الحجرية أسفل منها...
كان هذا هو حالها وهي تلتفت يميناً ويساراً بخفقات قلب تقرع كالطبول داخل أذنيها وتكاد تصيبها بالصمم...
دقيقة هي كل ما تملك من الوقت قبل ظهور شبحه المقيت أمامها، ستون ثانية هي الفرصه المتاحة لها للنجاة بنفسها والتي يجب عليها استغلالها للهرب!..

ارتجف جسدها بقوة وهى تتلمس طريقها في الظلام، فبعد عدة أيام من الركض داخل تلك المتاهة المظلمة أصبحت تعى بدقة موقع بوابة الخروج، فقط كل ما تحتاج إليه هو الركض.. هذا أن سمحت لها قدميها بذلك...
بدأ ينعكس على الجدار المظلم جوارها ظل صغير لجسده والذي راح يكبر شيئاً فشيء كلما اقترب منها، ازدردت لعابها بعنف وقد بدأت قدميها بفعل الأدرينالين المندفع إلى سائر جسدها مسابقة الرياح، إذ أصبح كل ما يعوق حركتها الآن هو ذلك الظلام الدامس الذي يعم المكان ويجعلها تتخبط في تلك الصناديق الملقاة بأهمال على طول الطريق، والتفاتها هي شخصياً كل ثانية لترى مدى اقترابه منها..

أما عنه هو فقد كان يسير بخطى ثابتة وهو يبتسم بهدوء وانتصار، كصياد ماهر يستمتع بمطاردة غزالته الشاردة التي تلتقط أنفاسها الاخيرة قبل وقوعها فريسة تحت قبضته، بينما واصلت هي الركض بأنفاس متقطعة وأقدام مترنحة إلى أن بدأت رئتيها تخذلها وتأبى العمل بكامل طاقتها...

هتف اسمها بتلذذ شديد وهو يرى تخبطها جلياً له فاستدارت تنظر لظله الممدود أمامه بقلة حيلة، لا ترى ملامحه ولا تميز صوته، هو فقط جسد عملاق يطاردها في كل ليلة دون كلل أو ملل مبتسماً لها تلك الابتسامة المرعبة!.. استأنفت ركضها وبعد فترة شعرت بالصمت يرخى جناحيه على المكان من حولها حيث توقف عن مطاردته لها واختفى بدوره من خلفها، فتنفست الصعداء وانحنت بجسدها للأمام تستند بكلتا كفيها فوق ركبيتها محاولة إدخال أكبر قدر من الهواء النقي لرئتيها..

وفجأة دون مقدمات ظهر ظله أمامها مرةً أخرى، صرخت وتلك المرة دوت صرختها عالياً حتى جُرحت حنجرتها، كصرخة أسد جريح يزأر من عجزه، قبل أن تعاود الركض من جديد وقد لاح لها من الطرف الآخر طيف لشخص ما يراقبها، ضيقت عينيها تستطلع ماهيته وإذا بها ترى والدها يمد ذراعه نحوها بابتسامته البشوشة المشجعة، فابتسمت بدورها هي الاخرى وقد دب شعور الأمان داخلها لمطالعة محياه ورؤيتها لذراعه الممدودة نحوها يحثها على المضى قدماً في طريقها، توجهت بكليتها نحوه راكضة وكلما أقتربت منه ابتعد بطيفه عنها حتى بدأ الطريق يُنير أمامها بفعل ضوء القمر الفضي الذي ألقى بظلاله أسفل قدميها كدلالة على اقتراب خلاصها...

رفعت عينيها لأعلى فرأت المبانى العالية تظهر من حولها، إذاً اقتربت النهاية، ها هى بوابة الخروج تلوح أمامها من بعيد، عدة إنشات آخرى وستتحرر، التفتت خلفها للمرة الاخيرة تبحث عنه، حيث بدأ الغضب يتمكن منه ويجعله يسرع في خطاه للحاق بها، حسناً لقد أوشكت على الخروج... على النجاة، عشرة خطوات وتصل إلى البوابة، سبعة خطوات، خمسة خطوات، مدت يدها المرتجفة تدفع البوابة بلهفة لتتفاجئ بجسد أخر يظهر أمامها من العدم ويرتطم بها، جسد جديد بظل جديد، يحاصرها ويمنعها من الخروج لتسقط فريسة محاصرة بين براثن كلاً منهما.

*****************
وحشتونى جدا يا بنات واحشنى التواصل معاكم وكل حاجه ليها علاقه بيكم ♥️♥️♥️ هستنى رأيكم ف المقدمه وتخيلكم لاحداث الروايه ومتنسوش الفوت بقى عشان الدفعه المعنويه 🙈..
اما عن الروايه هتنزل قريبا ان شاء الله وهتكون يومين ..ويوم ما تنزل هعلن عن مواعيد نزولها الثابته ف الاسبوع
اما اخر حاجه حابه اقولها ان ده لينك جروبى هنزل عليه الصور والاقتباسات وكل ما يخص الروايه لحد ما تنزل بشكل منتظم اتمنى تشرفونى فيه وهتلاقوا اللينك ف التعريف بتاعى ع الواتباد 👇

ويوم ما تنزل هعلن عن مواعيد نزولها الثابته ف الاسبوع اما اخر حاجه حابه اقولها ان ده لينك جروبى هنزل عليه الصور والاقتباسات وكل ما يخص الروايه لحد ما تنزل بشكل منتظم اتمنى تشرفونى فيه وهتلاقوا اللينك ف التعريف بتاعى ع الواتباد 👇

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

.

في لهيبك احترق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن