كما ينبت العشب بين مفاصل صخرهْ
وُجدنا غريبين يوما
وكانت سماء الربيع تؤلف نجمًا.. ونجما
وكنت أؤلف فقرة حب..
لعينيكِ ... غنيتها !
أتعلمُ عيناكِ أني انتظرت طويلا
كما انتظرَ الصيفَ طائرْ
ونمتُ... كنوم المهاجرْ
فعينٌ تنام، لتصحوَ عين.. طويلا
وتبكي علي أختها
حبيبان نحن، إلى أن ينام القمر
ونعلم أن العناق، وأن القبل
طعام ليالي الغزل-درويش.
تنهيدة عجز ملتاعة خرجت من جوفه المحترق بنيران الحيرة، بينما أصابعه ارتفعت تمسد صدغه المتعب حيث لازال المجهود الزائد يؤثر على رأسه ويشوش الرؤية لديه ولكن....
آني له الراحة وعلياءه تعاني!، لا يلومها على قراراتها الطفولية الطائشة، كما يعذر تصرفاتها الهوجاء وفي نفس الوقت يشعر بداخله غصة كلما تذكر ما تفوهت به مُذ ساعات، ففكرة تخليها عنه كانت بمثابة صدمة حقيقة له، وهو من ظن أن أول حاجز بينهم هُدم إلى غير رجعة، ففاجائته بعائق آخر أعلى وأشد!...
الصبر..... هذا ما تمتم به خافتًا يوصي به نفسه الجزعة، فالصبر هو أساس الفضيلة وأيضًا هو مخرجه الوحيد معها، وإن لم يكن هو "المثابر" قادر على إذابة جبال الثلج بينهم، وهد جميع السدود فمن لها؟!، بتلك الفكرة المختالة قرر الخروج من فراشه والبحث عنها فقد أعطاها المهلة الكافية للاختلاء بنفسها، أما وقد حل المساء وحان موعد النوم فلن يسمح لها بالنعاس خارج حدود غرفتهم، من هنا تأتي البداية، ومن تلك العزيمة يولد النجاح...
وبمجرد ما خطت قدماه خارج الغرفة، وجالت عيناه غرفة المعيشة تمشطها، حتى رآها متكومة بجسدها الضئيل فوق الأريكة المنتصفة المكان، وقد نال منها برد الخريف فانكمشت على نفسها في دعة، فكانت حَقًّا كطفلة مشاكسة يبحث عنها والدها وقد نامت متوارية الأنظار عنه بعد أن أعياها كثرة القفز والتجوال، هذا ما فكر به في البداية وأجبر ابتسامة أبوية ناعمة على القفز إلى ثغره، قبل أن يصل إليها ويجثو على ركبته أمامها، ويري عبوس ملامحها حتى وهي نائمة، فاختفت الابتسامة من فوق شفتيه وحل محلها الألم وكأن هناك أشواك من حديد غُرزت داخل صدره، لا طاقة له بتحملها، ولا سبيل إليه بإخراجها، وعلي المتضرر التعايش مع الندم!....
تنهيدة أسي مطولة معبأة بكل ما يحبسه داخل صدره، فلتت من بين شفتيه الغليظة، خاصةً عند وصول أنامله التي امتدت تتلمس وجهها الغافي إلى جفونها المنتفخة، يتذكر حديث غفران في الصباح وقتما أخبرته بحزنها أثناء فترة غيبوبته، وكيف لم تتوقف عن البكاء حتى عاد إليهم، بضعة كلمات بسيطة مختصرة أغدقت روحه بالآمال، وقد عاد صداها الحسن يتردد بداخل طيات عقله الشبه متوقف عن العمل، فتمده بالعزيمة؛ وعليه همس اسمها يوقظها بينما أنامله الحارة تمسد عنقها في حركة معتادة لاحظ معها على الفور انبساط ملامحها المتجهمة، فعاد يهمس اسمها من جديد في نبرة أشد نعومة، ومداعبة أكثر حرارة :
-(( عالية...... ))..
أنت تقرأ
في لهيبك احترق
عاطفيةما بين قدر نصبُ إليه ، وآخر يطاردنا هناك طريق محدد علينا السير به حتى نصل إلى غايتنا ، مسيرين كنا أم مخيرين لا يهم فالنتيجة واحده وفي النهاية سنقف في مواجهة أحدنا الآخر لنرى من منا سيحترق في لهيب الآخر أولا .