'' كُنْتَ مُجَرَّدَ عَابراً ..
ماالذي ابْقاكَ بداخلي ؟! ''-(( جــــواااااااااد )) ..
صدح ندائه الملهوف متردداً صداه داخل أركان موقف السيارات الخاص بالشركة ، محاولاً بأستماته فتح باب السيارة المغلق أوتوماتيكاً من الداخل بأحدى كفيه ، بينما الأخر يضرب به فوق زجاج النافذة بقوة لجذب أنتباهه ، دون أن يحول نظراته الراجية بعيداً عن "جواد" ، الجالس خلف مقود السيارة وكل ما يصل إليه من صياح طاهر هو همهمة ضعيفة متسللة من خلف الزجاج المغلق ، قبل أن ينطلق فى طريقه بعدما رمق الأخير بنظرة لا تخلو من الأصرار والتوعد ، راقب طاهر أندفاعه وصرير أحتكاك عجلات سيارته بالأرضية الأسفلتية ، ثم ركل بساقه الهواء من حوله بعنف حانقا. قبل ركضه هو الأخر نحو مركبته يستقلها ويسرع من خلفه مطارداً، ومتعقباً نديمه الذى توقف بسيارته أمام أحدى المبانى السكنية الفاخرة ، ثم ركض بعدها نحو الداخل متجاهلاً عن عمد صياح إبن عمه المستجدى ليستوقفه ، حتى وصل إلى وجهته المعنية ، وطفق يضرب بعنف ودون رفع أبهامه عن جرس المنزل الخاص ، أما على الطرف الأخر وبالداخل ، زمت رنا ما بين حاجبيها بأستنكار شديد منزعجة من همجية الزائر المتطفل الذى لا ينفك يلح على الدخول ثم هتفت موجهة سؤالها لرائف الذى خرج هو الأخر من غرفته على الرنين المتواصل :
-(( أيه ده فى أيه !! .. مين بيرنلك كدة ؟! )) ..رفع كتفيه نافياً بجهالة كإجابة على سؤالها ثم قال بهدوء لا يتناسب مع طرق من بالخارج :
-(( أفتحى وهتعرفى )) ..ضيقت جفنيها فوقه حانقة وقد أستفزها بروده فى التعامل مع الموقف ، ثم قالت بنبرة قلقة :
-(( لا مش هفتح .. أحسن يكون جواد )) ..صمتت لوهلة تستمع إلى الطرقات العنيفة التى بدءت تصحب دوى رنين جرس منزله ، ثم بدءت تحرك رأسها رافضة بذعر حيث تتزايد شكوكها ، بينما أرتفعت زاوية فمه بأبتسامة شامتة بعدما لمح نظرة الرعب المطلة من داخل حدقتيها ، قبل أن يهرول نحو الباب يفتحه ، وداخله يتمنى أن يكون ظنها صحيحاً ، ويرى الليلة ثمرة مجهود الأشهر المنصرمة ، وبالفعل ألتمعت عينيه بنظرة أنتصار واضحة بعدما فتح باب المنزل على مصراعيه ورأى جواد وافقاً أمامه يوزع نظراته المتوعدة بينهم ، ومن خلفه طاهر ، الذى وصل للتو هاتفاً من بين أنفاسه اللاهثة بأسم جواد قبل أن تضيع الحروف من فوق شفتيه عاجزاً ، خاصةً عند رؤيته لذراع قريبه ، يتسلل ببطء إلى خلف ظهره ، قبل أن يقبض على طرف سلاحه النارى ، فى حين ساقه تتحرك نحوها، طالعته هى ببشرة شاحبة اللون كجثة فارقت الحياة للتو بينما قدميها تتراجع للوراء بشكل تلقائى قبل أن تفر هاربة من أمامه ، أمسك بها جواد ثم قبض على خصلات شعرها يجرها نحوه صارخاً بأهتياج :
-(( هو ده يا ***** .. هو ده النادى إللى بتروحيه يا تربية ***** .. ومع مين !! .. مع الندل الجبان ***** اللى مش لاقى واحدة تبصله )) ..
أنت تقرأ
في لهيبك احترق
Romanceما بين قدر نصبُ إليه ، وآخر يطاردنا هناك طريق محدد علينا السير به حتى نصل إلى غايتنا ، مسيرين كنا أم مخيرين لا يهم فالنتيجة واحده وفي النهاية سنقف في مواجهة أحدنا الآخر لنرى من منا سيحترق في لهيب الآخر أولا .