لَمْ يَكُنْ لُقَانا صُدْفَةً بَلْ كَانَ قَدَرٌ قَلَبَ الموازِين
فأنا العَاقِل الهَادِئ القَوِّي الرَّصِين
أَصْبَحْتُ مَجْنُونَكِ .. أَتْبَعُكِ فِى كُلِّ مَكَانٍ إليهِ تَذهَبِين
أُطَالعُكِ لَيْلاً وَنَهَاراً .. يَبْقِينِى بَعِيداً طُوقَكِ ذَهَبِي الرَّنِين
يُحِيطُ بِبنصُركِ .. يَقْتُلنِى أَلَماً وَيَذْبحُنِى بِسَكِين
فَمَنْ مَنَحَكِ إياهُ لَمْ يَدْرُكْ نَعْمَةُ اللّه عَلِّيهِ وَبِمَشَاعِركِ يَسْتَهِين
أَرَاكِ دَائِماً مُحَطَمةَ الفُؤادِ .. دَامِعَةُ الأَعْيُن .. تتعذبِين
كَجَسدٍ فَقَدَ الرُّوح .. كَسَمَاءٍ مُلَبَدةَ الغيُومِ .. كَوَردَةٍ تَذْبَلِين
تُحِيطُكِ قُيِودٌ لا مَعْنى لَها .. وَبِبَسْمَةٍ زَائِفةٍ تَتزَيَّنِين
وأنا بِجِوَارِكِ أَعْجَزُ عَنْ مُسَاعَدَتِكِ .. مُقَيدٌ كالسَّجِين
أُرِيدُ أنْ أَصْرُخَ رَافِضاً .. حَبِيبَتِى أنْتِى لا تَسْتَحقِينْ
عَلياءٌ أنْتِى فِى سَمَائِي .. فَباللّه لا تَسْقُطِينْ
فَمَلاكٌ مِثْلُكِ طَيبةُ القَلْبِ .. عَذَبَةُ اللّسَانِ .. رَائِعةُ التَّكْوِين
قَدَرُهَا العِشْق .. السَّعَادة .. لا أنْ تَحْيا بِقَلْبٍ حَزِين
وأنا لَها .. فَمَنْ أَكْثرُ منِى عِشْقاً لَكِ ..قَدْ تَجدِين
يَرْبُضُ عِشْقَكِ فِى شَرَايينِى .. وَتَسكُنِينِ بالوَتِين
مُدَللتِى أنْتِ .. غَالِيتى ..أمِيرةُ مَمْلَكَتِى .. كَنْزِى الثَّمِين
كَمْ أَتُوقُ لأن أَشْفِى جِرَاحُكِ .. أَبْعدُ الحُزن والأَنِين
أُعِيدُ الضَحْكَةَ لِمُقْلَتِيك .. تَجِدِينَ بَينَ أَضْلُعِى وَطَنكِ الدَّفِين
أَبْعدُكِ عَنْ كُلّ مايُؤلمُكِ .. أُنْسِيكى المَاضِى اللّعِين
تَدّرُكِينَ بأفْعَالى أنِى نِصْفُكِ الثَّانِى .. عايزه وفَارسكِ الذى تَنْتَظرِين
آه من مَشَاعِر تَغْمَّرُنِى .. تَثُورُ بِكِيانِى كَالبرَاكِين
أَبْتَهَلُ لكي تَدْرُكِينها .. رُبَما يَوْماً ما .. أنا عَلى يَقِين
وَفِى إنْتِظَارِكِ لَنْ أَيأَسَ .. أَقْسَمْتُ أنِى لَكِ .. ولَنْ أَحْنثَ باليمِين .(( كالعادة الخاطرة الرائعة اهداء من المبدعة 🌸 شاهندة 🌸)).
إن مقاييس قوة الحب داخل قلوب البشر ، تخضع لتصنيفات عدة ، تختلف من شخص إلى أخر ، فالبعض يقيسه بالمواقف الجامعة بين القلوب دون الألتفات للمعايير الأخرى ، والبعض الأخر وهو الغالبية العظمى والفئة الأكثر سذاجة ، تقيسه بالمدة الزمنية وطول العشرة ، فالحب بالنسبة إليهم لا يحدث إلا بعد مرور السنوات ومع ألفة الصفات والأعتياد ، وهناك أيضاً القلة القليلة وهؤلاء ممن يدركوا أن الحب ، هو تلك الرعشة التى تجتاح كياننا وتقلب كفة أتزاننا رأساً على عقب ، مدعومة بالمواقف التى يتيحها لنا الزمن حتى وإن قلت ، أما بالنسبة إليه ، فهو حالة أخرى مغايرة تماماً يصعب على العقل الضيق فهمها ، بل يصعب عليه هو نفسه شرحها ، فمنذ إجتيازه لتلك التجربة الأعصارية ، ونجاته منها بفضل خالقه وعلمه ، وخلال الخمس سنوات الأخيرة المنصرمة ، وهو يهيأ عقله ويدربه للقياها ، بكافة تفاصيلها الحسية مع الجسدية ، ومع كل صفة صغيرة تتسم بها ، بدءاً من صوتها الناعم الذى زلزل كيانه بمجرد تهاديه إلي قوقعة أُذنيه ، وكأنه يهمس إليه فى رسالة ضمنية مخفية ، أن فتاة أحلامك التى ظللت تنتظرها لسنوات ، ها هي تجلس خلفك ، فقط على بعد طاولتين من مرماك ، مروراً بحركات ذراعيها المرتبكة العصبية ، وأرتجافة ذقنها عند العجز أو الضيق ، أنتفاخ وجنتيها عند الضجر ، وتحريك ساقها اليمنى عند التوتر ، رقتها ، أبتسامتها ، حلمها ، هدوئها وأحترامها لمن حولها ، حتى العلامة الكبرى والتى وضعها خصيصاً كى يستدل بها على رفيقة دربه ، ورأها متجسدة بها ، من دون أختبارها فعلياً ، ألا وهى غريزة الأمومة ، والتى تمارسها بكل حب مع طفلة شقيقها ، حتى ظنها فى لقائهم الأول صغيرتها ومن حملتها ، بأختصار ، هى شخصية فريدة ، تعيش مأساتها فى صمت وتتركك تفهم عتابها وحزن قلبها من خلال نبرتها دون قول صريح ، أما هو فيعلم تمام العلم أن القدر الذى وضعها فى طريقه بعد كل تلك السنون من التمنى ، الترقب والأنتظار ، لن يحرمه منها ، وأن حدث فوقتها لن تكون نصفه الأخر ، وحتى يقضى الله أمراً كان مفعولا ، سيظل بعيداً عنها ، يراقبها من مسافة كافية كالملاك الحارس ، تاركاً القلب يجثو تضرعاً داعياً بقرب بات فى أنتظاره مقرح الجفنين ، مسّهد الأحداق ، متذكراً بعد فترة من الأنغماس بذكريات لقائهم القليلة ضرورة الأتصال بها ، والأعتذار عن أستشارة الليلة لحاجة المشفى إليه هذا المساء.
أنت تقرأ
في لهيبك احترق
Romanceما بين قدر نصبُ إليه ، وآخر يطاردنا هناك طريق محدد علينا السير به حتى نصل إلى غايتنا ، مسيرين كنا أم مخيرين لا يهم فالنتيجة واحده وفي النهاية سنقف في مواجهة أحدنا الآخر لنرى من منا سيحترق في لهيب الآخر أولا .