الفصل السابع عشر .

72.5K 2.8K 344
                                    


مابَيْنَ قَسْوَةٍ وَحَنَانٍ ، حائِرةٌ ضائِعة ، تائهةُ الأسَاريرِ

صُدْفْةٌ كانَ أَو قَدَرُ اللِقاءِ ، لا أَدْرِى فَقَدْ أَرْهَقَنى التَفْكير

هَلْ تَعْشَقُنى؟ أَم تَكْرَهُنى؟ هَلْ لا تُبِالِى ، أَم تُغِير؟

فَتارةً تُدٌلِلُنى بِعِشْقٍ يَجْتاحُ نَظَراتِكَ ، ثُمَّ تارةً مِن قَسْوَتِكَ أَسْتَجِير

أَراكَ حَوْلى ، وٌكأَنَّكَ ظِلٌ لى لا يُفارِقُنى ، أَراكَ أَمامى كُلَّمَا أَستدير

تُحيطُنى كما لَوْ كُنتَ ذاتَك ، وتُعَذِّبُنى وكَأَنَّ عذابى لك إِكْسِير

جُنونٌ يَجتاحُ الوجدان وعَجَباََ من نفسٍ لا أسْتطيعُ لها تفسِير

ظَنَنْتَنى أَمقُتَكَ ولكن دقاتُ قلبى تُخِبِرُنى أَننى فقط لا أُحسنُ التقدير

فَمِن جَوْفِ الغموضِ يَنْمو عِشْقاََ لا أُدرِكُ سبباََ لَهُ ، ولا أَظُنُّكَ به جَدِير

وَلكنَّهُ العِشْقْ إِن أصابَ القَلْب ، أَصْبَحَ مُقَيَّداََ بِسَلاسِلِهِ كالأَسيرْ

ولكِنْ مَهْلاََ ، لِمَ أنا موقِنة مِنْ أنَّكَ مُجْبَرٌ ، مِثْلى تَماماََ لَمْ نَمْنَحْ فُرْصَةََ للتَخْيير؟

رُبَّما أَنْتَ مُجْبَرٌ على أَنْ تَكونَ هَكَذا؟ هَلْ وَراءَكَ سِرْ ، أَمْ ماضٍ مَرير؟

لِم أَكادُ أُقْسِمُ أَنَّ بِداخِلِكَ رَجُلاََ آخر يعشَقُ كَيْنونَتى ؟ فَدَعْكَ مِنْ قَسْوَةٍ بِلا تَبْرير

وهَيَّا أَخْبِرْنى بِخَبَايَا نَفْسِكَ ، وإِفْتَحْ لى قَلْبَكَ الكبِير

إسْتَسْلِم لِلْعِشْق فلا مَفَرْ مِنَ الهَزِيمة ، لَن تَستَطعَ لواقعهِ تغيير

وكَمَا فِى لَهِيبِكَ أَحْتَرِقْ ، تَكْويكَ نارى ، فكَفانا عَذاباََ يفوقُ الخيالَ و التصويرْ

ودَعْنا نَعيشُ نَعيمَ العِشْقْ ، فَقَدْ إِكْتَفَيْنا مِنَ النيرانِ بَعْدَ أَنْ أَصْبَحَ العِشْقُ لَنا مَصِيرْ .
-الخاطرة إهداء من المبدعة 🌷شاهندة 🌷.



أزداد أتساع بؤبؤ عيناه ، وتحشرجت أنفاسه ، وأضطرب سكونه الموضعى ، قبل قفزه من مقعده ، وأنتصابه واقفاً ، يطالع بحدقات يطل منها الفضول فم صديقه ، الذى يتحرك صعوداً وهبوطاً فى توتر ملحوظ ، بينما ما تبقى من قسمات وجهه وجسده ، دخلت على الفور فى حالة من التيبس ، حتى أنه كاد يقسم برؤيته لبعض حبات العرق تُزخ من فوق جبينه ، قبل أستدارته برأسه ينظر إلى والده الجالس بهدوء فوق المقعد المتحرك ، يستشف ما فاته من تلك المحادثة دون جدوى ، فقد كان الأخير ينظر فى صمت إلى الفراغ ، ينتظر صدور حكم الأعدام على مصداقيته ، شاعراً بالاختناق يُرخى سدوله على المكان من حوله ، لذا سارع يتسائل بتوتر انتقلت ذبذباته إليه تلقائياً من الجو المحيط به :
-(( فى أيه يا طاهر ؟! ، فى أيه يا بابا ؟! ، نسب أيه وتقرير أيه وعشان مين ؟؟ ، ما تتكلم يا طاهر وتفهمنا الموضوع !! )) ..

في لهيبك احترق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن