أبلغ عزيزاً فى ثنـايا القلـــــب منزلهُ
أني وإن كنـــــتُ لا ألـقاه ألقـــــــاه
وإن طَرفى مـوصــــــولٌ بـرؤيتـــــــهِ
وإن تبَاعــــــد عن سُـكنايَ سُكنــاه
يا ليته يَعلــــــم أني لــست أَذكــــره
وكيـــــــف أذكره إذ لــستُ أنســــاه
يا مـــــــن توهّم أنى لـــست أذكــره
والله يعلـــــــم أنى لــــست أنســــاه
إن غـــــاب عني فــالـرّوح مسكنــــه
من يسكن الروح كيف القلب ينساه؟
-علي بن الجهم.يقال إن الخيبة الأولى هي الأكثر إيلامًا، ومن بعدها نتعاد، عن أي اعتياد يتحدثون والهزائم كلها تتساوي في مقدار الألم الذي يصيب صمام القلب، كقاتل محترف متمرس في مهنته، يطعن ولا يبالي فيدرك المنتصف مباشرةً، ثم يفر هاربًا تاركًا المطعون يصارع للبقاء حَيًّا، بينما تظل الندبة محفورة داخل أعماقنا إلى الأبد، وهكذا تستمر الانطفاءات في النيل من روحنا مرة تلو الأخرى حتى يتهتك جدار الروح ويتساقط كأوراق الخريف الذابلة، ولكن تلك المرة كانت الهزيمة أوعر وأشد!!، انسحب الدم من ملامحها تَدْرِيجِيًّا، بالتزامن مع وجع انتفض في كافة خلجاتها، وبارتجاف أصاب دواخلها، همست تسأله في نبرة خفيضة مرتعشة :
-(( يحيي.. أنت مش عارفني؟!... ))..ناظرها مطولًا يتتبع لمعة مقلتيها في أسى ولسان حاله يُجيبها آني للروح إنكار رفيقتها، ناهيًا حالة التراجع التي خالطت نظراته الجامدة صوت غفران تقول بعد نظرة عابرة بينهم :
-(( علياء.. في حاجة مهمة مكنش ينفع أقولهالك على التليفون لازم تعرفيها ))..استدارت على مصدر الصوت المجاور لها تتطلع إلى شقيقها الذي تحرك في الحال للوقوف بالقرب منها ومؤازرتها أولًا، قبل أن تتحرك وتسلط عدستيها فوق فم غفران التي وقفت تعض علي طارف شفتها السفلية هامسة في إشفاق :
-(( علياء يحيى عنده فقدان مؤق......... ))..قاطع نبرتها التي آخذت في التذبذب صوت اندفاع باب الغرفة الخشبي، يليه ظهور جيداء تهتف مدعية السعادة :
-(( يحيى أنت بجد فقت.. الحمد لله أنا مصدقتش لما قالولي تحت في الاستقبال ))..ضيق أجفانه فوقها محافظًا على نفس الجمود الكاسي ملامحه ولكن شتان ما بين إحساسه الداخلي بالمرأتين، بينما استأنفت غفران قولها دون إعارة حديث الزائرة أي أهمية :
-(( كنا بتقول إيه.. آه يا علياء يحيى الحمد لله مفيهوش أي حاجة عضوية.. بس للأسف لما فاق معرفنيش.. أخر حاجة فاكرها من سنة ٢٠١٥.. وقت ما كان بيدرس في فرنسا ))..لمعت أعين من تستمع باهتمام إلى الحديث وقد تنبهت كافة حواسها، ثم رفعت رأسها تسألها في نبرة شامتة مقاربة للفحيح :
-(( قصدك أنه مش فاكر حادثة لارا؟! ))..حركت غفران عدستيها من فوق وجهه علياء الشاحب تتيح لها الفرصة في استيعاب الصدمة إلى وجه الدخيلة الغير مرحب بها، بينما تحدث هو أخيرًا يقول في نبرة رجولية مرهقة متحاملًا على حالة الازدراء التي تعتريه من وجودها معه في نفس الغرفة، والأسوأ اضطراره التعاطي معها :
-(( أنا فاكر حادثة اختفاء لارا كويس.. من بعدها مش فاكر حاجة ))..
أنت تقرأ
في لهيبك احترق
Romanceما بين قدر نصبُ إليه ، وآخر يطاردنا هناك طريق محدد علينا السير به حتى نصل إلى غايتنا ، مسيرين كنا أم مخيرين لا يهم فالنتيجة واحده وفي النهاية سنقف في مواجهة أحدنا الآخر لنرى من منا سيحترق في لهيب الآخر أولا .