أحـــــــــبك أيكـــــفي وحــده الْحَبّ
ذَاك المــــــــــنير غــــــياهب الْقَلْب
إذَا حَضَرَتْ كــــزلزال بروحي دَبّ
و كــــعاصف بِأَطْرَاف وِجْدَانِيٌّ هَب
و أهــــــاتي التـــــي ألــــــهبت لَيْلِي
حــــــــريق بـــأنفــــــــــاسي شـــب
أحــــــــــبـــــك أيكفي وحـــده الْحَبّ
أَم ترهــقه ليلــــي الصَّدّ و الصـــب
و تـــــــــــــضيعه خــــطى الدَّرْب
و يغـــــــتاله كـــــــبريائنا الطَّاغِي
قلــــــوبنا تستشهد فـــــي الحــــب
و تــــقتل الأقــــــــدار بكرى آمَالِنَا
و نــــــصير بَعْدَ كُلِّ الْحَبّ غَرَّب
و تضـــــــاف أســـــماءنا بِالْأَسْوَد
لقــائمة حـــــزانى الرَّوْحَ وَ الْقَلْب
ونســتجدي النســـــيان عطـــــــفا
و يَصِيح الْمُعَذَّب رحماك يـــا رَبّ
أُحِبُّك لكــــــن أيكفي وَحْدَه الْحَبّ-سليم الخطابي ..
يقال بأن رزق الأنسان مكتوب منذ لحظة ولادته ، أو ربما من قبل ذلك ، منذ وضع كنطفة فى رحم أمه ، ومكتوب أيضاً كل ما سيحدث له ، من خير أو شر صنعته يداه ، حتى شقاءه وتعاسته ، كُلاً مدون فى كتاب محفوظ ، ورغم أختلاف الديانات والمعتقدات ، وتراشق العلماء وتضاد النظريات ، طلت علينا أحدى دراسات الفيزياء الكمية ، لتثبت للعاقل مما لا يدع مجالاَ للشك أن الأنسان فى حالته الأساسية مسيّر ومخيّر "بتشديد الياء "، على حد سواء ، داعمة بذلك الفلسفة الدينية ، فالأنسان لا يستطيع التحكم فى قدره وما يحدث من مواقف تصير من حوله (مسيّر) ، ولكن بكل تأكيد تفاعله مع تلك المواقف وطريقة تعاطيه معها هو ما يُخرج المعادلة بشكلها الأخير (مُخيّر) ، فالعاقل لا يستطيع منع الكارثة ، ولكن بأختياره يمكنه السير إليها أو تفاديها ، وهى من جنت على نفسها بكل ذلك ، نعم ، هى من ركضت خلف أمل زائف سولته لها نفسها الطامعة الغير سوية ، وتخلت على أثره عن حياتها الزوجية المستقرة ، زوجها المراعِ ، وطفلتها الهادئة النقية ، لذا والأن تحديداً ، حيث ترقد صريعة منكمشة كالجنين فوق الأرضية الرخامية الباردة ، بعدما نفّس عن غضبه الكامن بها ، وتركها شبهه عاجزة عارية الجسد كنوع من العقاب الأضافي لها ، يعصف بها الألم ، وتمور بها الحمى ، ويتنفض جسدها من شدة الحرارة ، وتلسع عبرات الخيبات وجهها ، وتحرق الآهات المكتومة جوفها ، لا تملك سوى جلد ذاتها ، عن سوء الأختيار وما آلت إليه أمور حياتها ، ومع نظرة عاجزة للمكان من حولها ، بعدما فتحت جفنها الأيمن وأغلقته عدة مرات دون جدوى ، وتأكدها من فقدان البصر لتلك العين بعدما تلقت عدة لكمات فوقها ، وأن لا شئ سوى السواد أمامها ، أستسلمت لأمرها الواقع وحاولت مد ذراعها لألتقاط هاتفه الملقى عن غير قصد بالقرب منها ، وقد أصبحت شبهه متيقنة من أقتراب هلاكها ، ثم سحبت نفساً ضعيفاً للغاية بعدما فشلت فى الوصول إليه مقررة الزحف على ركبتيها ، وأخيراً وبعد مجهود مضنى فقدت بسببه نصف قوتها ، نجحت فى الوصول إليه وصار فى متناول يدها ، فسارعت تضمه بلهفة وقد أضحى فى تلك اللحظة أغلى ممتلكاتها ، ضاغطة بأصابع ملتهبة كُويت بالنار ، على أزار الهاتف وهى تشكر ربها سراً على ذاكرتها القوية ، حابسة أنفاسها تترقب أجابته بقلب مرتجف ، حتى أتاها صوته بعد المحاولة الثانية يجيب بهدوء أشتاقت إليه :
-(( ألو )) ..
أنت تقرأ
في لهيبك احترق
Romanceما بين قدر نصبُ إليه ، وآخر يطاردنا هناك طريق محدد علينا السير به حتى نصل إلى غايتنا ، مسيرين كنا أم مخيرين لا يهم فالنتيجة واحده وفي النهاية سنقف في مواجهة أحدنا الآخر لنرى من منا سيحترق في لهيب الآخر أولا .