''الصبر هو أن تهمس فى أذن الحياة .. لن أنحنى مادام الله معي ''..
ألجمت الصدمة لسانها ولم تقوِ سوى على الحملقه ببلاهة فى وجوه الحاضرين بينما عقلها يحاول أستيعاب تلك الأحجية التى قيلت أمامه للتو ، وبعد عدة ثوانِ من الصمت أستعاد خلالها كفائته صاحت تقول ساخرة بأستخفاف :
-(( والمفروض أى حد يقول أنا اتجوزت فلانة نقوله مبروك ونسقفله صح ! ، حتى لو كان مش حقيقى !! )) ..ألتوى ثغره بتلك الابتسامة الساخرة والتى لا تصدر منه إلا عند الأستهزاء بالذى أمامه فى حين شقت ذراعه طريقها نحو جيب بنطاله الخلفى مخرجاً منه ورقة مطوية وضعها أمام رائد الشرطة والذى قرأها بصمت ثم هتف يقول معتذراً بود :
-(( أسفين ع الإزعاج يا طاهر بيه .. وربنا يتمم على خير )) ..صاحت غفران معترضة بأهتياج :
-(( مبروك على أيه يا حضرة الظابط !! أنت بتقول أيه !! بقولك الأستاذ ده خاطف موكلتى وحابسها عنده من إمبارح والدليل اهو .. هى بنفسها واقفه قدامك )) ..أشارت بأصبعها نحو رحمة التى كانت تحدق فى الأرضية أسفل منها غير قادرة على رفع عينيها فى وجه رفيقتها ومواجهتها، فى حين تتبع هو "طاهر" بعينيه نظرات التى تقف أمامه خارج حدود منزله ثم قال بشماتة موجهاً حديثه لرائد الشرطة :
-(( تقدر تورى الأستاذه وثيقة الجواز المؤقتة عشان تتأكد بنفسها يا حضرة الرائد )) ..بالفعل أمتثل الأخير لطلبه ممرراً الورقة إليها هى التى سحبتها من يده بعنف تقرء محتواها بعيون جاحظه وبعد الانتهاء من قرائتها مرة بعد مرة رفعت رأسها للمرة الأخيرة تطالع رحمة التى كانت تراقبها بأعين دامعة بينما شفتيها تتحرك فى أعتذار صامت هزت غفران راسها على أثره متفهمه وقد أستسلمت للأمر الواقع .
فى وقت باكر من صباح ذلك اليوم :
أستيقظ جواد على صوت أهتزاز هاتفه النقال حيث يحاول محامى الشركة التواصل معه منذ بدء النهار ، قطب جبينه بقلق وهو يرى كم الرسائل الألكترونية الظاهرة على شاشة هاتفه وسرعان ما عاود الأتصال بالأخير الذى هتف يقول معتذراً بنبرة عملية جامدة :
-(( جواد بيه .. بعتذر عن أزعاجك فى الوقت ده .. بس طاهر بيه تليفونه مقفول ولازم حضرتك تعرف باللى حصل .. اسهم شركتنا النهاردة نزلت أكتر من النص )) ..هتف جواد مستنكراً بضيق :
-(( النص !!! )) ..أجابه المحامى مؤكداً بأيجاز :
-(( أيوة النص .. الفيديو اللى أنتشر إمبارح مع الصور أثر على أسهمنا النهاردة بالسلب .. وأنا حبيت أبلغ حضرتك عشان تتصرف )) ..أصغى جواد إليه بأنتباه تام متسائلاً بعدها بأندهاش :
-(( فيديو أيه ؟!! )) ..
أنت تقرأ
في لهيبك احترق
Romanceما بين قدر نصبُ إليه ، وآخر يطاردنا هناك طريق محدد علينا السير به حتى نصل إلى غايتنا ، مسيرين كنا أم مخيرين لا يهم فالنتيجة واحده وفي النهاية سنقف في مواجهة أحدنا الآخر لنرى من منا سيحترق في لهيب الآخر أولا .