'' وإذا التقينا والعيون روامقٌ
صمِتَ اللسانُ وطرفها يتكلمُ
تشكو فأفهمُ ما تقول بطرفها
ويردّ طرفي مثلَ ذاك فتفهمُ ''.أستدار بجسده الذى تشنج فى الحال ينظر إليها بتأهب واضح ، ممراً عدستيه الحائرة فوق ملامحها الهادئة بثبات تُحسد عليه ، متجاوزاً تلك التقضيبة الخفيفة التى بدءت تتشكل فوق جبينها وتزداد مع مرور الثوانِ ، قبل هتافه بصوت متوجس يشوبه شئ من العصبية :
-(( قصدك أيه يا أفنان ؟! .. خلاص مش عايزة تقعدى معاها تانى !! ولا عشان بقى عندى بيت فاضى محدش ساكنه ؟! )) ..-(( آاه .. آاااااااااه )) ..
صرختها المدوية كانت إجابة أكثر من كافية بالنسبة إليه لينتفض من جلسته متسائلاً بفزع :
-(( مالك حصل أيه ؟! )) ..تلوت فى مقعدها من شدة الألم ، بينما أمتدت يدها تمسد بيأس موضع رحمها قائلة بأنين من بين شهقاتها المتلاحقة :
-(( مش عارفة ، فى وجع هنا جامد أوى )) ..سألها قلقاً بعجز :
-(( طب أعملك حاجة ؟! ، ولا أنادى على ماما ، ولا نلبس ونروح للدكتورة دلوقتى ؟! )) ..أغمضت عينيها تحاول السيطرة على ذلك الألم المباغت الذى يضرب جوانب رحمها ثم أجابته بوهن بعدما ارتمت برأسها فوق أحدى ساقيه تستمد القوة منه :
-(( متعملش حاجة ، إن شاء الله شوية ويروح لوحده ، لو متحسنتش هكلم الدكتورة تطمنى وتقول نعمل أيه )) ..غمغم داعياً بقلة حيلة ، وهو يمد ذراعه نحوها يمسح بكفه فوق خصلاتها المنسابة حول ساقيه بحنان :
-(( يارب ، معلش يا حبيبتى ، يمكن تعبتى بسبب شغل النهاردة ، أرتاحى شوية ومتشغليش دماغك بحاجة ، وإن شاء الله هتبقى كويسة دلوقتى أنتى وأبننا متخافيش )) ..حركت رأسها بضعف مؤمنة ، ثم عادت لأغماض عينيها وتمسيد بطنها بأصابع مرتعشة من شدة الألم ، وقد تحولت قوتها إلى عجز واضح فى الحال ، وكأنه تذكرة على قدرة من بيده الأمر ، وضعف بُنيتها وحيلتها أمام تصريفه للأمور .
************************************
قفز قلبه بين أضلعه عندما أضاءت شاشة هاتفه بأسمها ، وهوى بين ساقيه بمجرد أستماعه إلى أستغاثها الملهوف ، ثم اجابها بهدوء نسبى بعد أنصاته لأستنجادها به ، وأستجماعه لجزء من ثباته الأنفعالى ، محاولاً بث الطمأنينة إليها من خلال صوته المتحشرج بقلق :
-(( طب أهدى وأنا هكلم حد من اللى برة يجبلك الدكتور حالاً ، بس أستعدى عشان لو أحتاجت تتنقل لمستشفى تكونى معاها لحد ما أجيلكم )) ..سألته مترقبة بنبرة خافتة متذبذبة :
-(( أنت هتيجى ؟! )) ..أجابها بتلقائية شديدة :
-(( أكيد مش هسيبك لوحدك معاهم )) ..
أنت تقرأ
في لهيبك احترق
Romanceما بين قدر نصبُ إليه ، وآخر يطاردنا هناك طريق محدد علينا السير به حتى نصل إلى غايتنا ، مسيرين كنا أم مخيرين لا يهم فالنتيجة واحده وفي النهاية سنقف في مواجهة أحدنا الآخر لنرى من منا سيحترق في لهيب الآخر أولا .