'' عَيْنَاكِ وَحْدَهُما هُمَا شَرْعيَّتي ، مراكبي ، وصديقَتَا أسْفَاري
إنْ كانَ لي وَطَنٌ ، فوجهُكِ موطني ، أو كانَ لي دارٌ ، فحبُّكِ داري
إنّى اقْتَرَفْتُكِ ، عامداً مُتَعمِّداً إنْ كنتِ عاراً، يا لروعةِ عاري ''
-نزار قبانى .رفرفت بأهدابها الناعسة مستيقظة على شعور ثقل يجثو فوق خصلاتها المفرودة على الوسادة ، مع أخر يماثله أخف وزناً عند منتصف خصرها تقريباً ، جعلها تنزلق بجفونها للأسفل فى فضول تستوضح سببه وتطالع ، ذراعه المحاصرة جسدها بأريحية شديدة ، قبل أنتفاضها مبتعدة عنه نصف أنش تقريباً ، ثم عودتها إلى سيرتها الأولى مستسلمة ، تحاول فك حصار شعرها من تحت قبضته ، من خلال مسافة أمنة بينها وبينه ، حتى يتسنى لها الركض هرباً منه وتخلصاً من ذلك الموقف المحرج ، وعندما فشلت فى تحريرها وتنفيذ مهمتها عن بعد ، تراجعت بجسدها للخلف بتأنى شديد ، تملئ الفراغ بينهما، قبل أن تستدير فى مواجهته مغمغمة بخفوت لأيقاظه :
-(( لو سمحت )) ..تأفأفت بصمت لأئمة نفسها على سذاجتها ، فبعد محاولتها الابتعاد عنه ونفض يده من فوقها دون أستجابة ، هل تظن أن بعض كلمات خافته ستوقظه ؟! ، زفرت مطولاً تستجمع شجاعتها قبل أن ترفع ذراعها نحوه ، تهز بحذر شديد معصمه ، مهمهة بنبرة مختنقة من كثرة التوتر :
-(( لو سمحت .. طــطـا .. طاهر )) ..مع ندائها الرابع الخفيض الذى بلغ مسمعه ، أرتعش جفنيه عدة مرات قبل أنفراجهما يمعن النظر بها ، تاركاً أنامله تمتد ببطء وتتلمس وجنتها كى يتأكد من وجودها قبالته حقاً ، مستلقية بالقرب منه ، وأن وجهها الذى يكاد يلاصق وجهه ، مع صوتها الناعم الناعس الذى يعبث بأتزانه ، ليست بأضعاث أحلام ، بل حقيقة ملموسة بكل تفاصيلها الشيقة ، الخاطفة للأنفاس ، طال تأمله بها ممرراً عينيه على كل نقطة فى وجهها وكأن لسان حاله يستجديها بصمت أن تترفق بقلبه الذى ما زال متوجعاً ، أما عنها هى فقد أضطربت ملامحها وهى تتطلع بشرود إلى كفه المتحسسة بشرتها بنعومة بالغة ، قبل أن ترفع أهدابها نحوه ، تناظره بصمت وحدقتيها تدور فوق وجهه بأرتباك ، عم الصمت المكان من حولهم ، حتى كاد يستمع كلا منهما إلى أنفاس الأخر الغير منتظمة ، قبل أن يقفز هو من فوق الفراش مبتعداً، ومغمغماً بتعلثم بعدما ألتقط هاتفه الموضوع فوق الطاولة جوار الفراش ينظر فى ساعته :
-(( أحنا الضهر !! أزاى سابونى نايم كل ده ؟!)) ..فرك بكفه مؤخرة رأسه وعنقه وصولاً إلى عينيه ووجنته قبل أن يلتفت بجزعه نحوها ، ناظراً إلى يدها المصابة ثم سألها بأهتمام :
-(( أيديك عاملة أيه )) ..حركت رأسها بلا فى صمت ، فإلى الأن لم تجد صوتها الهارب لتجيبه ، ثم رفعت كفها تنظر بألم إلى أصابعها المتورمة ، بينما سار هو نحوها ، يتفحص عن قرب مدى الإصابة قبل أن يقول بضيق :
-(( مش هينفع نسيبها كدة .. لازم كشف .. هروح أستخدم حمام جواد وأنتى أجهزى وهننزل نروح المستشفى )) ..
أنت تقرأ
في لهيبك احترق
Romanceما بين قدر نصبُ إليه ، وآخر يطاردنا هناك طريق محدد علينا السير به حتى نصل إلى غايتنا ، مسيرين كنا أم مخيرين لا يهم فالنتيجة واحده وفي النهاية سنقف في مواجهة أحدنا الآخر لنرى من منا سيحترق في لهيب الآخر أولا .