يا قاتلي ولهاً ، أحييتني تيها
كلّ الأغاني سدىً ، إن لم تكن فيها
جراح حبك تذكارٌ على جسدي
إن كان لي فيك خيرٌ، لا تداويها .أمس واليوم الذى سبقه ، كان يَظُن أن هناك مؤامرة ما تُحاك ضده لجعله يخُر على ركبتيه مستسلماً أمام سطوة عينيها ، أما الأن فقد بات متيقناً أن قدره يسوقه إليها شيئاً فشئ وكأنها من المقدرات عليه منذ أزل الأزل ، ضلعه الأعوج المفقود ، حامى القلب ، والذى يأبى الأعتراف بأيجاده أو أهميته ، فتظل السماء فى الأعلى بأرسال معطياتها ، واحدة تلو الأخرى ، حتى يرفع عن جميع راياته لها متقبلاً .. منهزماً .
-(( ليس تماماً سيد طاهر ، ولكن طبقاً للوثيقة التى بين يديك ومقارنتها بتاريخ ميلاد السيدة رحمة ، فنعم ، هذا أحتمال وارد بنسبة كبيرة )) ..
كان هذا هو جواب التحرى الخاص الذى نطق به عاصفاً بأمال الاخر المتباينة مشاعره ، ما بين الفرح ، الأرتياح ، الحيرة والترقب ، وأهمهم الاستغراب ، هاتفاً بأحباط بعد وهلة من التفكير الصامت :
-(( قصدك أيه !! .. ماهو التاريخ ماشى بالظبط مع قسيمة الجواز دى !! .. عكس تاريخ الجواز التانى )) ..صمت قليلاً يعاود الجلوس فوق مقعده ، ويقلب بين أنامله الوثيقة التى بيده ، قبل أن يستطرد مهمهاً بأستنكار :
-(( مش مصدق !! عمى أنا أنور !! متجوز على طنط كريمة !! .. والتاريخ كمان بعد ولادة جواد .. يعنى بعد جوازهم !!.. ودوناً عن الناس كلها .. تطلع أم رحمة !! حاسس أنى فى فيلم )) ..أزدرد لعابه ثم أردف يسأل بجوع متشوقاً لمزيد من التفاصيل :
-(( أنت وصلت للوثيقة دى ازاى !! وأيه اللى لم عمى على فريدة دى !! ))..أجابه التحرى شارحاً بترو أرضاءاً لفضوله :
-(( الأمر بسيط سيد طاهر ، بعد قليل من البحث داخل سجلات والديها كما أخبرتك من قبل ، أكتشفت أن السيدة فريدة كانت تعمل مع شقيق لها ، بأحدى دول الخليج كممرضة بمشفى الأمير ***** ، ومع الكثير من التحريات هنا وهناك والتحدث مع بعض الأصدقاء، بدء ينكشف لنا ماضِ العائلة ، وبالطبع أهم معلومة تحصلت عليها من واحدة من صديقات السيدة فريدة المقربات، هى زواجها من رجل ذو شأن والعودة بعدها إلى أرض الوطن ، بالطبع يمكنك توقع التالى ، بزيارة بسيطة إلى سفارة مصر أستطعت أستخراج وثيقة الزواج تلك ، لم يكن الأمر بتلك الصعوبة )) ..تنهد طاهر مطولاً منصتاً بتركيز وأهتمام إلى كل ما تفوه به ماكسيم ثم همس يقول بتيه بعدما مسح فوق وجهه عدة مرات :
-(( عقلى مش قادر يستوعب اللى قلته ده .. وعشان كده لازم أتاكد من الشك اللى فى دماغى وأرتاح .. وأواجه عمى باللى عرفته )) ..قال ماكسيم بنبرة قاطعة ينهى حالة التخبط التى أصابت مستأجره وظهرت واضحة فوق ملامحه :
-(( أمامك حل واحد سيد طاهر للتأكد من تلك الشكوك قبل أتمام المواجهة تجنباً للأنكار ، ويجب علينا البدء به فى أسرع وقت ممكن )) ..
أنت تقرأ
في لهيبك احترق
Romanceما بين قدر نصبُ إليه ، وآخر يطاردنا هناك طريق محدد علينا السير به حتى نصل إلى غايتنا ، مسيرين كنا أم مخيرين لا يهم فالنتيجة واحده وفي النهاية سنقف في مواجهة أحدنا الآخر لنرى من منا سيحترق في لهيب الآخر أولا .