لَو إِنَّنا لَم نَفْتَرِق
لَبَقِيَت نَجَّما فِي سَمائكَ سارِياً
وَتَرَّكتُ عُمَرِيّ فِي لَهَيَّبَكِ يَحْتَرِق
لَو إِنَّنِي سافَرتَ فِي قِمَم السَحاب
وَعَدتُ نُهُراً فِي رُبُوعكَ يَنْطَلِق
لَكُنَها الأَحْلام تَنْثِرنا سَراباً فِي المَدَى
وَتُظِلّ سَرّا فِي الجَوانِح يَخْتَنِق.-فاروق جويدة.
بعد مرور سبعة أشهر ....
(( رجلي الرمادي، عزيزي ذو الجبين العابس، زوجى، شعلة ظلامي، ودليلي ..
اشتقتك كشوق المحب إلى اللقاء، والطير الحبيس إلى الفضاء، كشوق العليل إلى الشفاء، وسماء ديسمبر إلى الصفاء، والليل الطويل الهادئ إلى ضجيج الضوضاء ورنين الأصداء، حتى أن شوقي إليك قد تعدى حدود هذا القلب الذي بات ينبض بك ومن أجلك، شوق عجزت معه أحرفي المبعثرة ومصطلحاتي الركيكة عن صياغته أو تعريفه، ورحت أتساءل وأنا أتطلع إلى السماء ثم إلى الشوارع الخالية من خلال نافذة غرفتي كعادة كل مساء، علِ أصادف طيفك يخرج من أحد الأزقة أو من باب إحدي البنايات، أو حتى تلمح عيني خيالك مترجلًا من خلف مقود أحد العربات، ألم يرشدك نور القمر الفضي ولو لمرة واحدة خلال السبعة أشهر المنصرمة إلى طريق رفيقك؟! أو لم يستمع قلبك مرة واحدة إلى نداء حبيبك؟!، لقد مضى الصيف والخريف وها هو الشتاء يلوح بغيومه من بعيد، وأنا لازالت أتذكر كلماتك الأخيرة لي، قسمك بأن تكون معي وحولي، وأُمني نفسي بأنتظار تنفيذ وعدك الذى لم تفي به، فكن كدائم عهدي بك، زوجى، صادق العهد....... ))..قاطع إنغماسها في توثيق فيض إشتياقها إليه طرقة خفيفة فوق باب الغرفة، يليه صوت أنثوي ناعم قادم من خلفه يتساءل بفضوله المعتاد :
-(( رحمة.. ريمو صحيتى ولا لسة نايمة؟! )) ..قامت رحمة بإغلاق دفترها ونافدة غرفتها بعدما ألقت نظرة أخيرة خاطفة فوق وجوه المارة أسفلها كحاجة في نفسها لا يعلمها سواها، ثم نطقت بإجابتها بعدما مطت كلتا ذراعيها المكبلين معًا للأمام كمحاولة واهنة للتظاهر بالسعادة والارتياح :
-(( صاحية يا غفرانو من بدري.. تعالي )) ..طلت الأخيرة من خلف الباب المفتوح بفعل يدها قائلة بابتسامة صباحية عذبة :
-(( أه طبعًا.. لازم تكوني صاحية ومن بدري كمان.. ولا كأنك طفلة عندها امتحان مش أنترفيو فى شركة ماهتصدق بمؤهلاتك دى تعينك )) ..سألتها رحمة فى تمني بعد أن عقدت ذراعيها معًا أمام قفصها الصدري ولوت فمها في عدم ثقة :
-(( بجد يا غفران تفتكري هتعين على طول.. أصلهم عارضين عليا position حلو أوى وبمرتب ممتاز.. فيارب الأمور تمشى كويس.. أدعيلي )) ..استفسرت غفران متسائلة ومتحرية كعادتها :
-(( مش بتقولي سكرتيرة المدير هي اللى كلمتك بنفسها وقالت يشرفهم تكوني معاهم؟! )) ..
أنت تقرأ
في لهيبك احترق
Romanceما بين قدر نصبُ إليه ، وآخر يطاردنا هناك طريق محدد علينا السير به حتى نصل إلى غايتنا ، مسيرين كنا أم مخيرين لا يهم فالنتيجة واحده وفي النهاية سنقف في مواجهة أحدنا الآخر لنرى من منا سيحترق في لهيب الآخر أولا .