فتح باب الغرفة ودخل وهي متعلقة في يده في فستانها الأبيض البسيط الذي يتناسب مع هذا الزواج الغريب وهو كان في كامل اناقته في بدلته الأنيقة لن يشعر الناظر اليه انه فاقد شئ حتى يدقق في عينيه الغارقتين في الظلام.
تقدم وجلس على السرير الانيق وتركها. اغلقت الباب خلفهم ووقفت حائرة لا تعرف أين تذهب اوتقترب منه لم تتحدث وظلت على حالها واقفة وهو جالس على السرير.
كان هو من قطع الصمت وتحدث :ادخل غيري هدومك وتعالي عايز اتكلم معاك
تحدثت فظهر توترها وصغر سنها في حديثها: تتح حب اه ااعملك حاجة او احضر هدومك؟
قال بحزم :لاء انا اعرف اعمل كل حاجة بنفسي ادخل انت.
شعر بها وهي تتحرك من أمامه دون رد فاخذ يحدث نفسه :انا عملت ايه في نفسي؟ ازاي اسمع كلام امي كده واحجز حريتي واظلم البنت ديه معيا كده شكلها من صوتها صغيرة حتعامل معها ازاي ديه؟
نزع ربطة عنقه ووضعها بجانبه وهو يتذكر حديثه مع والدته منذ وقت قليل قبل الزفاف في نفس الغرفة وهو على نفس الجالسة الوالدة سوزان :يوسف حبيبي مش عايزاك تقلق من اي حاجة خالص البنت ملهاش حد حتبقى تحت امرك. يوسف :ايوا بس يا ماما انا مش عايز اتجوز أظلم نفسي ليه واخد واحدة مش من مستوايا ليه؟ سوزان:انت محتاج حد يكون معاك ليل نهار يساعدك قاطعها:انا مش محتاج مساعدة حد. قال بحدة حاولت والدته امتصاص غضبه فقالت :اعتبرها جاية تسليك اهي حتكون معاك ليل نهار ومش لازم تكون مراتك اعتبرها ممرضة لك لحد ان شاء الله مكان العملية يبقى جاهز علشان تسترد نظرك تاني وبعدين ابقى طلقها واحنا حنراضيها
في نفس الجناح ولكن في الغرفة الأخرى وقفت بعد أن بدلت ملابسها وارتدت قميص نوم وروب ناعم وهي تتذكر كلام سوزان لها قبل قليل :اسمعي ياصفية عازاك تخلي بالك من يوسف وتستحمليه هو عصبي صحيح بس طيب وطول ماانت كويسة معه حتلاقيه كويس معاك. ابتسمت صفية وقالت في نفسها: وحتى لو ما كانشي كويس هو انا كنت أطول ده كان حلم بالنسبة ليا؟ نظرت لنفسها في المراية وامسكت حجابها ووضعته على شعرها ولم تضع في بالها انه لن يراها ثم خرجت من الغرفة لتجده كما هو شعر بها وشعر بارتباكها فوقف فتراجعت قليلا فابتسم لذلك ثم توجه للاريكة التي حفظ الطريق لها ولكنه انحرف عامدا وصدم قدمه في الطاولة الموضوع أمام الاريكة لتصدر منه انة وجع فاسرعت صفية اليه فزعة لتسنده وهي تقول :سلامتك حاسب. فامسك يدها لتجلسه ثم انحنت لترى قدمه فاسرع إليها وجذب يدها بعيدا قدمه وهو يقول بحدة: حتعمل ايه؟ فقالت بخوف: حشوف رجلك. يوسف لاءهي كويسة قومي اقعدي هنا جانبي. فوقفت بتردد فعاد كلامه مرة اخري:اقعدي. فجلست وهي تشعر بالرهبة والخوف شعر يوسف باضطرابها فحب يلطف الجو قليلا فقال :هو انت اسمك ايه؟ صفية باستغراب:متعرفش اسمي؟ يوسف بانفعال: دي علي قد السؤال. فشعرت بالدموع تخنقها وهي ترد عليه: صفية اسمي صفية. شعربها على وشك ان تبكي فتنهد وهو يحدث نفسه بخفوت: يارب صبرني ناقص انا شغل العيال ده. ثم تمالك اعصابه وقال لها: اسمك حلو صفية. فابتسمت وقالت في لهفة: بجد عجبك؟ فابتسم على طفولتها وقال : حقيقي حلو وياتري بقى مدام صفية عندها كام سنة؟ صفية :سبعة عشر. يوسف :لا ما شاء الله كبيرة. صفية وهي تبتسم: مش كده وكانوا بيضحكوا عليا ويقولوا ان انا لسه عيلة. يوسف :من دول؟ صفية :البنات اصحابي لما قلت لهم اني حتجوزك. يوسف وهو يبتسم: والله يعني كلمتيهم عني؟ صفية: كنت بغيظهم بيك طبعا انت احسن راجل في الدنيا كلها. يوسف: للدرجة ديه؟ صفية وهي تسند على عضده :واكتر انت مبتشوفش ولا ايه؟ نفض يدها في غضب وهو يصرخ باسمها؛ صفية. فانتفضت من الخوف وهذه المرة نزلت دموعها وهي تشهق فتنهد يوسف وهو يحاول تمالك اعصابه وقال: وبعدين خلاص بطلي عياط. صفية وهي تشهق: انا اسفة متزعلشششش مممني اهه. يوسف هو يقرب منها: مش زعلان منك. ثم مد يده ليلمس راسها فوضع يدها على الحجاب وابتسم ثم قال: ده ايه؟ فنظرت له بدهشة وقالت :هو ايه؟ يوسف ويده مازالت على راسها: ده اللي على شعرك؟ فخجلت وتوترت وشعرت بالحرارة في جسمها وهي تقول : ده حجاب. شعر بخجله فزادت ابتسامته وقال: ولبساه ليه؟ صفية وهي تنظر في حضنها: علشان اغطي شعري مينفعش اكشفه قدامك. أراد أن يضحك ولكنه تمالك نفسه هل تخجل حقا ان تجلس أمامه بدون حجاب؟ وهو بالفعل لن يراها فاستمر في الحديث وقال: وانا مش جوزك؟ صفية بخجل: ايوا بس انا مكسوفة. هنا لم يستطع تمالك نفسه فضحك فشعرت هي بالخجل لانه يسخر منها فبكت بصوت عالي فقطع ضحكته وقال: في ايه بس بتعيطي ليه؟ صفية وهي تبكي: بتضحك عليا اهههههههههه. يوسف : خلاص بس اسكتي. صفية: انا اسفة بس ماتزعلشي مني. يوسف: خلاص مش زعلان.
في غرفة أخرى بالفيلا الكبيرة جلست سوزان بجانب سيدة عجوز على السرير وهي تقول بسعادة: الحمد لله اخيرا اطمنت على يوسف ان فيه حد معه يخدمه. فتنهدت العجوز وقالت: اسمه زوجته سوزان مش خدام. سوزان: ماما انت عارفة ان انا اخترت بنت فلاحة علشان تستحمل يوسف مهما عمل فيها وبعد ما يعمل العملية حيطلقها وترجع مكانها. قسم بغضب: حرام عليك سوزان تخد بنت لحم ارميها عضم. سوزان: ماما بلاش تضيعي عليا فرحتي بابني. ثم وقفت وقالت :انا حروح انام قبل ما تعصب ونشد مع بعض تصبح على خير. قسم بحزم: ذنب بنت في رقبتك سوزان ولو عملت اللي في دماغك يوسف مش حيكون سعيد. فخرجت سوزان وتركتها فدخل عليها شاب صغير السن يشبه يوسف في ملامحه واقترب من قسم وقال وهو يبتسم: السلطانة زعلانة ليه؟ قسم بلهفة: عبد الرحمن البنت اللي اخوك اتجوزها. عبد الرحمن باستغراب :مالها انا؟ (انا=جدتي بالتركي) قسم: لازم وقف جنبه امك ناوي خلي يوسف طلقه بعد العملية. عبد الرحمن : بس يوسف. فقاطعته: انت عارف يوسف مغرور ولورجع شاف حيعمل فيه اكتر من كده. عبد الرحمن : والعمل؟ قسم وهي تضع يدها على يده: انت خد بالك منه وحافظ عليه. فهز راسه وقال : متخافيش حكون معها في كل خطوة. فهزت راسها وقالت :الله يخليك يلا قم نام. فوقف وقال: تصبح على خير. قسم: وانت بخير حبيبي. وخرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه.
في غرفة يوسف مازال التعارف قائم قال يوسف: وانت عارفة ان انا جوزك يعني ممكن تقعدي من حجاب. صفيه بخجل : ايوا بس. فلم يتركها تكمل فسحب الحجاب عن شعرها فشهقت بخجل فابتسم وهو يريد الاستمرار في اللعب معها لي ي الي اين سيصل ترك الحجاب من يده ثم وضع يده علي شعرها فزادت في شهيقها ثم وقفت وهي تريد الهرب ولكنه امسك يدها قبل أن تهرب فقالت بخوف: يوسف سيب ايدي لوسمحت. فقال يوسف: خلاص اقعدي اوعدك مش حمد ايدي حنتكلم بس. صفية: طيب سيب ايدي. فترك يدها وقال :اقعدي. فجلست بعيدا عنه فابتسم وقال :طيب قل لي انت عارفة انا عمري قد ايه؟ فهزت راسها بالايجاب وكأنه يراها فقال: رد عليا. صفية: عندك تمانية وعشرين. يوسف: برافوا عليكي طيب انت شفتني قبل كده. فعاد لها مرحها وطفولتها وقالت :ياه كتىييييييير. فابتسم وقال؛ امتى؟ صفية وهي تتخلى عن خوفها:كل مرة كنت بتنزل فيها العزبة بتاعتكم . ابتسمت وسرحت بخيالها وهي تكمل كنت بشوفك وانت راكب على حصانك واتابعك ماشاء الله عليك احلى واحد شوفته بيركب خيل. يوسف وقد ارضى حديثها غروره :وانت بقى كنت متابعة كل الفرسان اللي في العزبة؟ ردت بلهفة:لا والله انت بس. ثم نظرت في الارض وهي تقول: رغم ان يعني. ثم صمتت فقال :رغم ايه؟ كملي. صفية: رغم ان اني ماكنتش لوحدي اللي بشوفك. شعر بضيقها من الذكرى فقال:من اللي كان بيبقى معاك؟ صفية: كتير من البنات اللي حكيت لك عنهم. يوسف: اللي مصدق كيش لما قلت لهم انك حتتجوزيني؟ فهزت راسها وقالت :هم كنت ببقى مضديقة لما يشوفوك ويعينهم حتطلع عليك. فضحك وقال :غيرة بقى؟ صفية:ايوا غيرة وتعرف كنت بغير امتى كمان؟ يوسف: امتى؟ صفية بضيق: لما كنت بشوفك معها. يوسف: مين؟ صفية: البنت اللي انت بتحبها.
نهاية البارت الأول اتمنى يكون عجبكم
أنت تقرأ
لست بقربي.......... لكنك في اعماقي
Romanceمقدمة نعيش في الأحلام الوردية بعيدا عن الواقع وهي كذلك احبته وكان بالنسبة لها حلم بعيد ومع ذلك عاشت معه في حلمها فاحبته من وهي صغيرة ولكن عندما أصبح لها صدمت من الواقع الأليم الذي عاشته معه فماذا سيحدث هل سيظل هذا واقعها ام سيتغير ويحبها لتعيش حلمها...